مشاورات أوروبية في بروكسل حول سبل حظر السلاح إلى ليبيا

TT

مشاورات أوروبية في بروكسل حول سبل حظر السلاح إلى ليبيا

قال بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية الأوروبية، أمس، إن الاتصالات والمشاورات بين الدول الأعضاء «مستمرة حول كيفية مساهمة أوروبا في تحقيق السلام في ليبيا، عبر تنفيذ قرارات دولية تتعلق بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا».
ورفض المتحدث تقديم مزيد من التفاصيل والتوضيحات، على اعتبار أن سفراء وممثلي الدول الأعضاء ما يزالون يواصلون اجتماعاتهم للتشاور حول هذا الملف، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية بلورة موقف أوروبي خلال الأيام القليلة المقبلة، مبرزاً أن الأمور «ستكون أكثر وضوحاً على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد، المقرر في 17 من الشهر الحالي في بروكسل».
ورداً على أسئلة الصحافيين في المؤتمر اليومي بمقر المفوضية في بروكسل، حول إمكانية الوصول إلى اتفاق، بدا المتحدث متفائلاً «بحذر»، وقال بهذا الخصوص: «قد يتوصل ممثلو الدول إلى اتفاق على عملية دائمة، أو ربما مؤقتة، وقد يتفقون على مواصلة الحوار»، مشيراً إلى أنه من المنتظر أن يتضح الأمر أكثر خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، ولمح إلى أن العملية المقبلة «قد تكون نسخة معدلة» من صوفيا، التي تم إقرارها عام 2015، وتعليق جزء من أنشطتها، خاصة البحرية منها، بسبب اعتراض إيطاليا على نظامها التشغيلي.
وقبل أسبوعين، كلف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد، بالعمل على تقديم مقترحات في أسرع وقت ممكن، تتعلق بالدور الذي يمكن أن يساهم به الاتحاد الأوروبي في عملية مراقبة وقف إطلاق النار، وحظر السلاح إلى ليبيا، ومتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر برلين. وقد قال بوريل وقتها إن مشاورات إعداد مقترحات حول مساهمة الاتحاد في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، ودعم وقف إطلاق النار وحظر السلاح في ليبيا، ستبدأ على مستوى سفراء الدول الأعضاء، معرباً عن أمله في التوصل إلى هذه المقترحات قبل اجتماع وزراء الخارجية هذا الشهر.
وفرض الملف الليبي نفسه على فعاليات المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماعات وزراء خارجية أوروبا في بروكسل، واتفق الوزراء على أن مهمة صوفيا البحرية قبالة السواحل الليبية يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مساعدة الاتحاد الأوروبي في مراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، وحظر الأسلحة المفروض من مجلس الأمن. لكن بوريل رفض الربط بين إعادة تفعيل مهمة صوفيا الأوروبية البحرية، ووقف إطلاق النار في ليبيا، معتبراً ما حدث حتى الآن هو هدنة، وأنه لا بد من وقف فعلي لإطلاق النار.
وحسب البيان الختامي للاجتماع، فقد قال المجلس الوزاري الأوروبي إن وزراء خارجية دول الاتحاد ناقشوا كيف يمكن أن يشارك التكتل الموحد بقوة أكبر في العمل على إيجاد حل سياسي، ولا سيما المساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار المتفق عليه، وفرض حظر الأسلحة المفروض على ليبيا من الأمم المتحدة.
وحسب بعض المراقبين، فإن العمل المستقبلي سيتمحور في الجانب السياسي حول سبل دعم مؤتمر وطني ليبي مقبل لتنظيم انتخابات وإصلاح الدستور. أما في المجال الاقتصادي والمالي، فيطمح الأوروبيون إلى تقديم مساهماتهم من أجل حماية المؤسسات الوطنية الليبية، مثل شركة النفط الوطنية، والبنك المركزي، وهيئة الاستثمار الوطني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.