حديد الجسم... معدن نفيس في الصحة والمرض

نقصانه يتسبب بحالات فقر الدم الشائعة

حديد الجسم... معدن نفيس في الصحة والمرض
TT

حديد الجسم... معدن نفيس في الصحة والمرض

حديد الجسم... معدن نفيس في الصحة والمرض

عند الحديث عن معادن الجسم، يعدّ الحديد «المعدن النفيس» دون منازع، لأن بتوفره تتكون القوة في سائل الحياة بالجسم: «سائل الدم». إضافة إلى دور الحديد الأساسي في تركيب هيموغلوبين الدم؛ المركب الكيميائي الذي يحمل الأكسجين، فإنه يدخل في المئات من أنواع التفاعلات الكيميائية والمركبات الكيميائية الحيوية بالجسم.

- توافر الحديد بالجسم
الإشكاليات الصحية الأهم بشأن الحديد في الجسم تتمثل في جانبين:
> الجانب الأول: يتعلق بعدم توفر وسيلة في الجسم لـ«إخراج» الحديد، مما يجعل عملية «دخول» الحديد إلى الجسم عبر امتصاص الأمعاء حديد الطعام، الوسيلة الوحيدة لضبط كمية توفره بالجسم. أي إن أي اضطرابات في امتصاص الحديد من الطعام قد تُؤدي إلى اضطرابات في توفره بالجسم. وهو ما يشمل تدني توفره في وجبات الطعام، ووجود عوامل غذائية تقلل من كفاءة امتصاص الأمعاء له، ووجود اضطرابات مرضية في عمل الجهاز الهضمي.
> الإشكالية الأخرى بشأن الحديد في الجسم أن تدني توفر الحديد داخل الجسم لا يتسبب في أعراض مباشرة تدل عليه، بل تظهر أعراض نقصه بتأثر إنتاج الدم للهيموغلوبين، وهو ما يكون على شكل أنيميا فقر الدم، وأيضاً في أعراض أخرى لا تدل بشكل تلقائي على وجود حالة نقص هذا المعدن النفيس. وهذه الأعراض تتأخر في الظهور إلى ما بعد استنفاذ الجسم كمية عالية من مخزون الحديد في الجسم.

- فقر الدم
يعدّ فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في الجسم، أحد أعلى أنواع فقر الدم شيوعاً على مستوى العالم. وهي حالات مرضية تنخفض فيها كفاءة خلايا الدم الحمراء في نقل الأكسجين لأنسجة الجسم نتيجة لضعف تكوين مركبات الهيموغلوبين. ومركب الهيموغلوبين جزء من كريات الدم الحمراء، وهو الذي يمنح الدم لونه الأحمر، ويساعد كريات الدم الحمراء على حمل الدم المشبّع بالأكسجين في الجسم.
ووفق معدلات نسبة هيموغلوبين الدم، تتراوح أعراض فقر الدم بين أعراض طفيفة لا يلاحظ المصاب منها احتمالات وجود نقص في حديد الجسم لديه، وأعراض أشد نتيجة الانخفاض الواضح في مستويات الحديد اللازمة لإنتاج الكميات الطبيعية لهيموغلوبين الدم والمركبات الكيميائية الأخرى التي تعتمد على الحديد.
وتشمل الأعراض: الإعياء الشديد، والضعف، وشحوب الجلد، وألم الصدر أو خفقان القلب السريع أو ضيق النفس، والصداع أو الدوخة أو الدوار، وبرودة اليدين والقدمين، والتهاب أو ألم في اللسان، وتقصف الأظافر، وضعف الشهية.
ولأن فقر الدم بسبب نقص الحديد ليس شيئاً يمكن للمرء تشخيصه أو معالجته بنفسه، فإنه يُنصح بمراجعة الطبيب للتأكد من تشخيص وجود فقر في الدم، والتأكد أن فقر الدم بسبب نقص الحديد تحديداً، ومعرفة سبب حدوث هذا النقص في حديد الجسم، وذلك قبل تناول أي مستحضرات علاجية للحديد. وذلك منعاً لتحميل الجسم كمية عالية من الحديد. ومعلوم أن تراكم الحديد الزائد في الجسم يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد والتسبب في مضاعفات أخرى في القلب والغدد.

- عوامل الإصابات
في العموم، يحدث فقر الدم بسبب نقص الحديد عندما لا يتناول المرء كميات كافية من الحديد، أو إذا فقد كثيراً من الحديد، خصوصاً حديد الهيموغلوبين، كما يحدث في حالات النزف.
ونظراً لاحتواء الدم على معظم الحديد في الجسم، داخل كريات الدم الحمراء، فإن فقد الدم لدى المرأة، التي لديها غزارة في الحيض، يعرضها لخطر الإصابة بفقر الدم بسبب نقص الحديد. كما أن الفقدان البطيء والمزمن للدم في داخل الجسم، كما في حالات نزف قرحة المعدة والاثنا عشر، أو الاستخدام المزمن لبعض مسكنات الألم أو التهاب فتق الحجاب الحاجز أو التهابات قروح القولون أو السرطان، يسبب نقص الحديد.
وبالإضافة إلى قلة تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم والبيض والخضراوات الخضراء الغنيّة بالألياف والأطعمة المعززة به، قد يحدث نقص الحديد في الجسم أيضاً نتيجة تدني قدرات الأمعاء على امتصاص الحديد الموجود في الطعام. وهو ما قد تتسبب فيه أنواع عدة من الأمراض في المعدة أو الأمعاء.
وخلال فترة الحمل، ومع عدم تناول أدوية الحديد، يحدث فقر الدم لدى الحوامل، لأن مخزون الحديد لديهن يُستهلك في زيادة حجم دم المرأة نتيجة للحمل وأيضاً لحاجة الجنين نفسه إلى الحديد.
وكذلك قد يتعرض الأطفال الصغار لفقر الدم بسبب نقص الحديد، خصوصاً من عانى منهم من انخفاض الوزن عند الولادة، أو المولودين قبل الأوان، أو الذين لا يحصلون على كمية كافية من الحديد من حليب الأم أو الحليب الصناعي.
والأشخاص النباتيون، الذين لا يتناولون اللحم والبيض ومشتقات الألبان، هم بالعموم أعلى عرضة للإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، في حال عدم حرصهم على تناول الأطعمة الأخرى الغنية بالحديد. ولذا بالإمكان خفض احتمالات الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، عبر تناول الأطعمة الغنية بالحديد.

- الحديد الغذائي
والحديد معدن موجود بشكل طبيعي في كثير من الأطعمة، ويضاف إلى بعض المنتجات الغذائية وسيلةً لتعزيز توفره فيها، ومتاح على شكل أدوية علاجية يتم تناولها عبر الفم أو بالحقن.
والحديد الغذائي له شكلان رئيسيان: الأول يُسمى «حديد الهيم (Heme Iron)»، أي الحديد الموجود في مركبات الهيموغلوبين الموجودة بالأصل وحصرياً في المنتجات الغذائية الحيوانية؛ بنوعيها البري والبحري. والآخر يُسمى «حديد غير الهيم (Nonheme Iron)»، أي الحديد الذي يوجد في المنتجات الغذائية غير المحتوية على مركب الهيموغلوبين. وعليه، فإن المنتجات الغذائية النباتية بجميع أنواعها و«الأطعمة المعززة بالحديد (Iron - Fortified Foods)»، تحتويان على نوع «حديد غير الهيم». بينما تحتوي المنتجات الحيوانية اللحمية (اللحوم الحمراء والبيضاء والأعضاء الحيوانية) والمنتجات الحيوانية غير اللحمية (مشتقات الألبان بأنواعها والبيض)، على نوعي الحديد الغذائي، أي «حديد الهيم» و«حديد غير الهيم».
ورغم أن «حديد غير الهيم» يشكل نسبة نحو 85 في المائة من كمية الحديد التي يتم تناولها في الغذاء اليومي لدى غالبية الناس، بينما يشكل «حديد الهيم» نسبة نحو 15 في المائة من كمية الحديد الغذائي تلك، فإن «حديد الهيم» الغذائي هو الأهم عند الحديث عن امتصاص الأمعاء حديد الغذاء ومدى سهولة إتمام ذلك واستفادة الجسم السريعة منه.
وللتوضيح، فإن أغنى مصادر «حديد الهيم» في المنتجات الغذائية هو اللحوم الخالية من الدهون والمأكولات البحرية، بينما تشمل المصادر الغذائية لـ«حديد غير الهيم» كلاً من: المكسرات، والفاصوليا، والخضراوات، ومنتجات الحبوب المعززة بالحديد، والبيض، واللحوم البيضاء للدواجن والمأكولات البحرية، ومشتقات الألبان. وتحديداً يأتي نحو نصف الحديد الغذائي من الخبز والحبوب ومنتجات الحبوب الأخرى. ورغم احتواء حليب الأم على حديد متوافر حيوياً، فإنه يظل بكميات لا تكفي لتلبية احتياجات الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 4 أو 6 أشهر. ولذات تتم تقوية القمح وأنواع الدقيق الأخرى بالحديد، كما يتم دعم حليب الأطفال الرضع (Infant Formulas) بنحو 12 ملغم حديد لكل لتر.

- امتصاص الحديد
ويمتاز «حديد الهيم» بـ«التوافر الحيوي (Bioavailable)» العالي مقارنة بـ«حديد غير الهيم». و«التوافر الحيوي» لعنصر غذائي ما، مصطلح طبي يُقصد به تلك النسبة التي يتم امتصاصها في الأمعاء، وتُتاح بالتالي للجسم الاستفادة منها، من بين كامل كمية ذلك العنصر الغذائي المتوفر في الطعام اليومي للشخص. ولذا؛ فإن «التوافر الحيوي» للحديد بين 15 و20 في المائة من الوجبات الغذائية المختلطة التي تشمل كميات قليلة من اللحوم والمأكولات البحرية، وترتفع تلك النسبة إلى 35 في المائة مع زيادة تناول اللحوم وإضافة المنتجات الغذائية الغنية بفيتامين «سي (Vitamin C)». بينما تظل معدلات التوافر الحيوي للوجبات الغذائية النباتية الغنية بالحديد (أي الخالية من المنتجات الحيوانية اللحمية) بين 5 و10 في المائة. وفيتامين «سي» (حمض الأسكوربيك Ascorbic Acid) يرفع التوافر الحيوي لـ«حديد غير الهيم» الموجود في المنتجات الغذائية النباتية، والموجود أيضاً في: البيض، واللحوم البيضاء للدواجن والمأكولات البحرية، ومشتقات الألبان. ولذا، فإن إضافة المنتجات الغنية بفيتامين «سي» مثل البقدونس والفلفل البارد أو الفلفل الحار والليمون لأطباق الأطعمة، يرفع من امتصاص الأمعاء للحديد.
وبالمقابل، هناك «مثبطات امتصاص الحديد (Iron - Absorption Inhibitors)» مثل مركبات الـ«فيتات (Phytate)» (الموجودة في بعض الأطعمة غير الحيوانية مثل الحبوب والفاصوليا) وبعض مركبات الـ«بوليفينول (Polyphenols)» (الموجودة في بعض الأطعمة غير الحيوانية مثل الحبوب والبقوليات)، وهي التي لها تأثير معاكس في خفض التوافر الحيوي للحديد وتقليل امتصاص الأمعاء له. ولذا فإن بعض الأطعمة النباتية التي تُعد مصادر جيدة للحديد، مثل السبانخ، لديها توفر بيولوجي منخفض للحديد لأنها تحتوي على مثبطات امتصاص الحديد، مثل الـ«بوليفينول».
والنصيحة الطبية في شأن تناول الحديد، من خلال المنتجات الغذائية المحتوية عليه، تختلف بحسب العمر والجنس، وأيضاً للنساء أثناء فترة الحمل أو الرضاعة. كما أن الكمية المنصوح بها للذين يتناولون فقط المنتجات الغذائية النباتية هي نحو ضعف الكمية المنصوح بها لعموم الناس الذين يتناولون منتجات غذائية حيوانية ونباتية، لأن «حديد الهيم» الموجود في اللحم وإن كان قليلاً، هو أكثر توفراً حيوياً من الكميات الكبيرة للحديد في الأطعمة النباتية، كما أن إضافة اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية تزيد من امتصاص الحديد المتوفر في الأطعمة النباتية.

- العلاج بالحديد... وسيلة فاعلة في تعويض النقص بالجسم
> حالات نقص مخزون الحديد في الجسم تتطلب المعالجة، وتتأكد ضرورة تلك المعالجة عندما يتسبب نقص مخزون الحديد بالجسم في حالات فقر الدم وتداعياتها العميقة ومضاعفاتها المؤثرة صحياً.
ويتوفر الحديد مع مجموعات من الفيتامينات والمعادن (Multivitamin-Multimineral Supplements) ضمن «المكملات الغذائية»، وهي التي عادة ما توفر 18 ملغم من الحديد، وهي الكمية التي يحتاجها جسم غالبية البالغين. وتجدر ملاحظة أن بعض أنواع «المكملات الغذائية» قد تحتوي كميات منخفضة من الحديد أو لا تحتوي عليه لأسباب تتعلق باحتمالات تسببها في زيادة تراكم الحديد في الجسم.
كما يتوفر الحديد في أنواع من المستحضرات الدوائية التي تحتوي على كميات عالية من الحديد، أي بما يفوق 3 أو 5 أضعاف حاجة الجسم الطبيعية منه بشكل يومي. وتكون تلك المستحضرات إما كبسولات أو أقراصاً دوائية أو شراباً أو قطرات أو أقراصاً للمضغ.
وتشتمل هذه المستحضرات الدوائية على أشكال مختلفة من أملاح الحديد ذات قابلية الذوبان العالية، مما يجعل الحديد فيها أكثر توفراً حيوياً، وبالتالي أسهل وأسرع في تعويض النقص بالجسم. وثمة أنواع من «أشكال الحديد» أعلى تسبباً في الآثار الدوائية الجانبية، وأنواع أخرى أعلى تكلفة وأقل تسبباً في تلك الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي. ويكون امتصاص الحديد أفضل عند تناول مستحضرات الحديد الدوائية على معدة فارغة، مع ماء أو عصير فواكه. وتحديداً للبالغين: كوب كامل بحجم 8 أونصات (الأونصة نحو 28 غراماً أو مليلتراً)، وللأطفال نصف تلك الكمية من الماء. أي قبل ساعة واحدة أو ساعتين من تناول وجبات الطعام.
مع ذلك، لتقليل احتمالية حدوث اضطراب في المعدة لدى من يُعانون من ذلك مع تناول أقراص الحديد، يمكن تناولها مع الطعام أو مباشرة بعد الوجبات. ولأن دمج أقراص الحديد مع بعض الأطعمة، قد يُفقدها كثيراً من قيمتها العلاجية، فإنه يجدر تجنب الأطعمة التالية، أو تناولها بكميات صغيرة جداً، لمدة ساعة على الأقل قبل تناول أقراص الحديد الدوائية، مثل الجبن واللبن والبيض والحليب والسبانخ والشاي والقهوة وخبز الحبوب الكاملة والنخالة، وأيضاً أدوية مضادات الحموضة أو مكملات الكالسيوم. في الوقت نفسه؛ من الأفضل «وضع» جرعات من هذين المنتجين لمدة ساعة إلى ساعتين، للحصول على الفائدة الكاملة من كل دواء أو مكمل غذائي. وتجدر أيضاً ملاحظة أن أقراص الحديد يمكن أن تغير لون البراز إلى اللون الأسود أو الرمادي، وهذا أمر طبيعي، ولكن نظراً لأن النزف الداخلي في المعدة قد يؤدي أيضاً إلى حدوث براز أسود، فيجدر ذكر أي تغييرات في لون البراز للطبيب.
أما بالنسبة لحقن الحديد في الوريد، فيتم تلقّيها في العيادة وتحت الإشراف الطبي وبعد حساب كمية الجرعة اللازمة منه. وهو من أفضل الوسائل لتعويض الجسم بالحديد في حالات طبية عدة وعند عدم القدرة على تحمل تناول الأقراص الدوائية لفترة طويلة دون استفادة الجسم منها.


مقالات ذات صلة

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

صحتك مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

عاداتنا يمكن أن تؤثر بشكل عميق في حياتنا. ننخرط فيها تلقائياً سواء كانت جيدة أو سيئة، دون التفكير كثيراً في كيفية تأثيرها على حياتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)

 في أي عمر تبدأ الشيخوخة؟

وجدت دراسة جديدة أن تصور وإدراك العمر تغيرا عبر الأجيال وبمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

كشفت دراسة جديدة عن الأنشطة اليومية التي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

أفادت دراسة أميركية، بأن العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان في مرحلة متأخرة على مواجهة أكبر المخاوف والصدمات النفسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة في كل مكان حولنا (رويترز)

ما هي الأطعمة التي تحتوي على جزيئات بلاستيكية؟

تنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة في كل مكان حولنا، حيث تستخدم هذه الجزيئات في تغليف المواد الغذائية والطلاء والكثير من الصناعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
TT

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

عاداتنا يمكن أن تؤثر بشكل عميق في حياتنا. ننخرط فيها تلقائياً سواء كانت جيدة أو سيئة، دون التفكير كثيراً في كيفية تأثيرها في حياتنا.

تتراوح العواقب السلبية من الإحراج البسيط، على سبيل المثال، مثل قضم الأظافر عند التوتر وقد تكون إشكالية مثل تعاطي المواد المخدرة.

يتناول موقع «سايكولوجي توداي» ما الذي يجعل العادات صعبة الكسر؟

تقول الطبيبة النفسية ألانا مندلسون، إن العادات هي سلوكيات تلقائية. وما يجعلها صعبة للغاية هو أننا ننخرط فيها من دون تفكير، ونادراً ما نتوقف للتفكير في كيفية تأثيرها، خصوصاً الإشكالي منها، في حياتنا.

حلقة العادة

يصف تشارلز دوهيغ، الصحافي ومؤلف كتاب «قوة العادة» في مقالته التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2016 بعنوان «كيفية تكوين عادات صحية في العشرينات من عمرك»، حلقة العادات العصبية بأنها عملية مكونة من ثلاثة أجزاء (إشارة، وروتين، ومكافأة)، إذ تبدأ عاداتنا التلقائية نتيجةً لإشارة ما. ونمارس عادةً أو روتيناً دون كثير من التفكير، ثم تؤدي أفعالنا إلى المكافأة.

لنفترض، على سبيل المثال، أنك غير سعيد في وظيفتك وتتطلع إلى أن تكون عطلات نهاية الأسبوع وقتاً للاسترخاء والاستراحة والابتعاد مؤقتاً عن الضغوط في حياتك. مع انتهاء عطلة نهاية الأسبوع، تجد نفسك تقع في عادة سلبية تتمثل في تهدئة النفس من خلال الإفراط في تناول الطعام، أو إنفاق الوقت والمال في التسوق عبر الإنترنت.

قد يقدم أيٌّ من هذه السلوكيات أو العادات الجزء الثالث من حلقة العادة وهي المكافأة أو صرف انتباهك عن القلق الاستباقي لأسبوع العمل الذي يَلوح في الأفق والعودة إلى إعدادات الروتين اليومي المخيفة.

كسر حلقة العادة

عندما يتعلق الأمر بعاداتنا السيئة، فإن الانفصال أمر صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. في مقالته بعنوان «العلم وراء العادات السيئة وكيفية التخلص منها»، يصف المؤلف والباحث جودسون بروير، منهجاً قوياً قائماً على اليقظة الذهنية وهو مكوَّن من 3 خطوات تساعد على التخلص من العادات السيئة.

يتضمن هذا النهج تقييم جودة المكافأة وتحديد ما إذا كانت هذه المكافأة تؤدي إلى عواقب ضارة، مع الانتباه إلى السلوكيات المتعلقة بالعادة، واستبدال سلوك أكثر إيجابية وصحية بالسلوك السلبي والمكافأة.

الوعي الذاتي

بينما نسعى جاهدين لإدارة العادات السيئة أو التخلص منها، نحتاج إلى أن نبقى حاضرين في الوقت الحالي وأن نكون متعاطفين مع أنفسنا. نحن بحاجة إلى أن نسمح لأنفسنا بالوقت والصبر فيما نعمل على التخلص من العادات والأنماط الراسخة. ويتعين علينا أن نتخلص من عقلية «كل شيء أو لا شيء» التي يمكن أن تعرقل التقدم عند الانحراف عن المسار.

كما نحتاج أيضاً إلى التواصل مع مشاعرنا والتعاطف مع أنفسنا عندما نشعر بالضعف أو نتعرض لخطر العودة إلى العادات القديمة.

استراتيجيات تساعدك على التخلص من العادات السيئة

- معرفة ما تريد تغييره: الوعي هو دائماً الخطوة الأولى لإحداث تغيير ذي معنى. إن الاعتراف لنفسك بأنك تلجأ إلى عادة سيئة، كأن تشتت انتباهك بالتسوق عبر الإنترنت، أو بالإفراط في تناول الطعام، لتخدير أو تجنب المشاعر أو المواقف غير المريحة، يمهّد الطريق لاتخاذ قرار أفضل لنفسك.

- قرار التغيير: اقطع وعدا لنفسك بالتخلص من عادة أو نمط سلوك له عواقب سلبية. تعرف على ما يثير العادة التي ترغب في التخلص منها، حدد المواقف التي تشير إلى السلوكيات التي ترغب في التخلص منها من حياتك.

- عالجْ محفِّزاتك: إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في إدارة الحالة المزاجية المنخفضة أو القلق أو التوتر، فاطلب المساعدة من المتخصصين.

- كنْ متعاطفاً مع نفسك: اطلب المساعدة والدعم عندما تحتاج إليه، وامنح نفسك الوقت الكافي لكسر العادات والأنماط الراسخة.

- استبدل بالعادات والأنماط التي لم تعد تخدمك اهتمامات إيجابية وممتعة وصحية.


أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
TT

أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن الأنشطة اليومية التي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أجرى فريق الدراسة مراجعة شاملة لعدد من الأبحاث السابقة، ووجدوا أن الأنشطة والتمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23 في المائة، والقلق بنسبة 26 في المائة، والذهان أو الفصام بنسبة 27 في المائة.

وتشمل هذه الأنشطة البستنة والغولف والمشي.

سيدات يمارسن رياضة المشي في الهواء الطلق (رويترز)

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها كانت متسقة لدى كل من الرجال والنساء، وعبر الفئات العمرية المختلفة في جميع أنحاء العالم.

ولفتوا إلى أن النتائج، التي نُشرت في مجلة علم الأعصاب، تضيف إلى الأدلة على أن النشاط البدني مفيد للصحة العقلية.

لكنهم أضافوا أنه في بعض الحالات قد تؤدي التمارين عالية الكثافة إلى «تفاقم مشاعر القلق والتوتر».

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، لي سميث، أستاذ الصحة العامة بجامعة أنجليا روسكين البريطانية: «هذه التأثيرات لكثافة النشاط البدني على الاكتئاب تسلط الضوء على الحاجة إلى إرشادات دقيقة للتمرين».

وأضاف: «التمرين المعتدل يمكن أن يحسّن الصحة العقلية من خلال التفاعلات البيوكيميائية، في حين أن التمرينات عالية الكثافة قد تؤدي إلى تفاقم الاستجابات المرتبطة بالتوتر لدى بعض الأفراد».

ولفت الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تساعد جميع الأشخاص على ممارسة النشاط البدني، حيث سيدرك الأشخاص أنه بإمكانهم إجراء تغييرات مفيدة بنمط حياتهم دون الشعور بأنهم بحاجة للالتزام بمستويات عالية من النشاط البدني.


العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
TT

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)

أفادت دراسة أميركية، بأن العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان في مرحلة متأخرة على مواجهة أكبر المخاوف والصدمات النفسية. وأوضح الباحثون، أن الكتابة يمكن أن تقلل من الصدمات المرتبطة بالسرطان والاكتئاب والقلق واليأس، ونُشرت نتائج الدراسة، الاثنين، بدورية «الطب التلطيفي».

حالياً، يعاني نحو 700 ألف شخص في الولايات المتحدة من السرطان النقيلي، أو المرحلة الرابعة من السرطان، الذي انتشر إلى أعضاء متعددة، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان.

ومع ذلك، فإن معظم علاجات الصحة العقلية مصممة لمساعدة المرضى في المراحل المبكرة، والتي غالباً ما تكون قابلة للشفاء، بهدف مساعدتهم على التغلب على خوف تكرار أو تقدم المرض. لكن الدراسة الجديدة ركزت على 29 بالغاً مصاباً بالسرطان في المرحلة الثالثة أو الرابعة، أو سرطان الدم غير القابل للشفاء؛ إذ أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن مخاوفهم من خلال كتابة قصصهم. وخضع المشاركون لـ5 جلسات عبر تطبيق «زووم»، استمرت كل جلسة ساعة واحدة، حيث ناقشوا أكبر مخاوفهم المتعلقة بالسرطان، بما في ذلك الخوف من الألم وفراق أطفالهم.

وبعد الجلسة الأولى، طُلب منهم كتابة قصة تحتوي على مقدمة ونهاية، تعبر عن مشاعرهم تجاه هذا السيناريو الصعب. وفي الجلسات الأخيرة، تم تحفيزهم لتقييم واقعية السيناريو في قصتهم والعمل نحو كتابة نهاية أفضل.

ووجد الباحثون أن مستويات الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والخوف من الموت، والتعب، وحتى اليأس، قد تحسنت بشكل ملحوظ بعد العلاج بالكتابة، واستمر التحسن لمدة 5 أشهر ونصف الشهر بعد الدراسة. وانضمت ميليسا سانشيز، وهي أم لأربعة أطفال، إلى التجربة لمعالجة نوبات الهلع والقلق بعد معاناتها من سرطان الجلد من المرحلة الثالثة وخضوعها لثلاث عمليات جراحية و16 جولة من العلاج المناعي.

وقالت ميليسا: «كنت أعيش حياتي متظاهرة بأن كل شيء على ما يرام وأدفنه». وأضافت أنها لم تتعرض لنوبة هلع منذ العلاج، وتشعر بأنها في حالة بدنية جيدة، متمنية لو أنها بدأت الكتابة في وقت سابق.

وتابعت: «أتذكر ذلك اليوم الأول الذي كنت أبكي فيه، وكان صوتي مدفوناً في أعماقي، لكن الكتابة ساعدتني على امتلاك مشاعري، وأشعر الآن بالسلام مع الأمور».

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في قسم علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة كولورادو، الدكتورة جوانا آرتش، إن التمرين الكتابي قد يكون شاقاً، خاصة لمرضى السرطان في المراحل المتقدمة الذين يعانون من القلق ومشاكل صحية عقلية أخرى، عادّة إياه خياراً علاجياً فعالاً. وأضافت عبر موقع الجامعة: «كتابة التجارب الصادمة قد تكون أسهل من التحدث عنها بصوت عالٍ، خاصة مع من لا تعرفه جيداً».


البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي
TT

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

​أظهرت أحدث دراسة استقصائية شملت نحو 12 ألف مراهق من مختلف دول العالم خطورة التنمر المرتبط بالوزن «weight-related bullying» على المراهقين في العالم كله؛ حيث أعرب نحو 17 في المائة من المراهقين المشاركين في البحث عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم بشكل أو بآخر عبر الإنترنت؛ خصوصاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ونُشرت هذه النتائج في مجلة «بلوس ون» (PLOS ONE) في منتصف شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وقام باحثون من جامعة تورونتو بكندا بتحليل البيانات الخاصة بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً من أستراليا وكندا وتشيلي والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أُخذت من استبيان سابق تم إجراؤه في عام 2020 لدراسة السياسة الغذائية الدولية «International Food Policy Study» وأثرها على صحة الشباب بشكل عام، سواء العضوية أو النفسية.

وتم سؤال المشاركين عن عدد الساعات التي يقضونها أم منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي وأسبوعي؛ سواء كانت هذه الساعات بمشاركة سلبية من خلال المشاهدة فقط، مثل الفيديوهات أو الألعاب والبحث العشوائي، أو مشاركة إيجابية بالتعليق ونشر الصور ومقاطع الفيديو المصورة.

المضايقة والسخرية

أجاب المراهقون على سؤال: «هل تتعرض للمضايقة أو السخرية بسبب وزنك؟». وتضمنت خيارات الإجابة: (في كل وقت) و(كثيراً) و(أحياناً) و(نادراً) و(أبداً). وقام العلماء بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل العمر لكل فئة تتم مقارنتها، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ودخل الأسرة، ونوعية الغذاء.

أوضحت الإجابات أن معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قضوا في المتوسط 7.5 ساعة أمام منصات التواصل المختلفة كل يوم، وأعربت نسبة منهم عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم في بعض الأحيان، ونسبة أخرى عن تعرضهم للتنمر بشكل ملحوظ، ونسبة أخرى تعرضوا للتنمر طوال الوقت. وكانت هناك زيادة بنسبة 13 في المائة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات.

مستخدمو «تويتر» الأكثر تعرضاً

وعلى وجه التحديد أبلغ ما يقرب من 70 في المائة من مستخدمي «تويتر» («إكس» حالياً) عن تعرضهم للتنمر، وكان الارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر المرتبط بالوزن أقوى لدى المراهقين في كندا وأستراليا والمملكة المتحدة. وفي الأغلب كان المراهقون الذكور أقل عرضة للتنمر المرتبط بالوزن من الفتيات؛ خصوصاً عند استخدام منصات التواصل أو ممارسة ألعاب الفيديو.

وأوضح الباحثون أن خطورة التنمر المرتبط بالوزن تأتي من تأثيره السلبي على صورة الجسد «body image» ما يدفع المراهق إلى عمل محاولات متعددة لتغيير هذه الصورة والوصم المتعلق بالوزن «weight stigma». ويحدث اضطراب في علاقته بالطعام؛ سواء بالامتناع شبه الكامل عن تناوله في حالة الوزن الزائد، أو الإفراط في تناول الأطعمة الضارة صحياً في حالة النحافة الزائدة؛ خصوصاً للفتيات، مما يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي.

ضغوط التنمر لخفض الوزن

كل محاولات التعامل مع السمنة أو زيادة الوزن الناتجة من ضغط التنمر في الأغلب تفشل؛ سواء كان ذلك بطرق طبيعية عن طريق عدم تناول كميات كافية من الطعام، وإجبار الذات على القيء، أو تناول حبوب لتثبيط الشهية؛ لأن ذلك يؤدي إلى كثير من المشكلات الصحية، وفقدان كثير من المعادن والفيتامينات، ما يؤثر بالسلب على الصحة العضوية والنفسية أيضاً، ويدخل المراهق في دائرة مفرغة من محاولات إنقاص الوزن والفشل وتراجع صورة الذات وتدني الحالة النفسية.

قال الباحثون إن الآباء في بعض الأحيان ينصحون أبناءهم بضرورة تغيير صورة الجسد حتى يتجنبوا التنمر. والحقيقة أن هذه النصيحة في وقت تعرض الأطفال للأذى تزيد من آلامهم النفسية؛ لأنهم يشعرون بالذنب، بجانب اعتقادهم بأنهم يستحقون بالفعل السخرية بسبب شكل جسدهم، وهو الأمر الذي يضاعف من المشكلة. ويجب على الآباء تقديم الدعم النفسي غير المشروط لأطفالهم، مع التأكيد على أن الخطأ في التنمر وليس في جسده، مع توضيح أهمية الاعتدال في النظام الغذائي للحفاظ على الصحة العضوية في المقام الأول.

في النهاية، نصحت الدراسة بضرورة وضع حد للتنمر الإلكتروني المرتبط بالوزن، ووضع رقابة قوية على منصات التواصل تمنع وصول العبارات المسيئة والسخرية للأطفال لحمايتهم.

حقائق

7.5 ساعة في المتوسط

قضاها معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع في منصات التواصل كل يوم

حقائق

13 %

نسبة الزيادة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات


دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
TT

دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة أن هناك دواءً شائعاً رخيصاً، يستخدم في الأساس لعلاج مرض السكري، قد يساعدك على العيش حياة أطول وأكثر صحة.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجريت الدراسة، التي استمرت لمدة 6 سنوات، على 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، لمعرفة ما إذا كان الدواء، الذي يدعى الميتفورمين، الذي يساعد الأشخاص على خفض نسبة السكر في الدم ويعالج مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يبطئ شيخوختهم ويحميهم من مختلف الأمراض.

وقال الباحثون إنهم وجدوا أن تأثير الدواء لا يقتصر على علاج السكري، بل يمكن أن يحمي أيضاً من السرطان والتدهور المعرفي وأمراض القلب ومشكلات المسالك البولية والجهاز الهضمي.

ويمكن أن يرجع ذلك إلى خصائصه المضادة للالتهابات، وفقاً للدراسة.

واستشهد الباحثون أيضاً بكلام عمدة بلدة ويست هارتفورد بولاية كونيتيكت شاري كانتور، وزوجها المحامي مايكل كانتور، وكلاهما في منتصف الستينات من العمر، واللذان أكدا أن الدواء ساهم في تحسين نمط حياتهما.

وبدأ مايكل بتناول الدواء منذ 10 سنوات لمساعدته على التحكم في وزنه وفي سكر الدم، في حين بدأت شاري في تناوله أثناء وباء كورونا لأنها سمعت أنه يمكن أن يمنع العدوى.

ولفت الزوجان إلى أنهما شعرا بفارق كبير في صحتهما وفي جودة حياتهما بعد تناول الدواء.

وأكد ستيفن أوستاد، كبير المستشارين العلميين في الاتحاد الأميركي لأبحاث الشيخوخة، الذي شارك في الدراسة الجديدة أن الأدلة العلمية المتاحة تؤكد أن الميتفورمين يزيد من عمر الإنسان.

وأشار أوستاد إلى دراسة بريطانية وجدت أن الدواء قلل من خطر الإصابة بالخرف، والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، لدى الأشخاص الذين تناولوه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.

ويسعى أوستاد وفريقه لإجراء تجارب سريرية على الدواء للتأكد من نتائجهم، حيث إن دراستهم كانت قائمة على الملاحظة فقط.


دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
TT

دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا عولجوا من قِبل طبيبة.

وبحسب صحيفة «التلغراف»، فقد فحص الباحثون الأميركيون أكثر من 775 ألف مطالبة تأمين طبي بين عامي 2016 و2019، ولاحظوا عدد الأشخاص الذين ماتوا خلال 30 يوماً من رؤية الطبيب.

وبلغ معدل الوفيات بين المرضى الإناث 8.15 في المائة عندما عالجتهن طبيبات مقابل 8.38 في المائة عندما كان الطبيب ذكراً.

وهذا يعني أنه من بين كل 1000 مريض يتم علاجهم، من المتوقع أن يبقى اثنان إضافيان على قيد الحياة إذا تم علاجهما من قبل امرأة، وفقاً للدراسة.

وفي حين أن الفرق بين المرضى الذكور كان أصغر، إلا أن الطبيبات لا يزال لديهن الأفضلية بمعدل وفيات يبلغ 10.15 في المائة مقارنة بمعدل وفيات المرضى الذين يعالجهم الأطباء الذكور والذي يبلغ 10.23 في المائة، أي بفارق نحو حالة وفاة واحدة في الألف.

ووجد الباحثون نفس النمط بالنسبة لمعدلات عودة المرضى إلى المستشفى.

الطبيبات «يقدمن رعاية عالية الجودة»

وقال الدكتور يوسوكي تسوغاوا، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا:«ما تشير إليه النتائج التي توصلنا إليها هو أن الأطباء والطبيبات يمارسون الطب بشكل مختلف، وهذه الاختلافات لها تأثير ملموس على النتائج الصحية للمرضى».

وأضاف: «الطبيبات يقدمن رعاية عالية الجودة، أما الأطباء الذكور، فإنهم في كثير من الأحيان يقللون من خطورة تعب مرضاهم».

وقد أظهرت أبحاث سابقة أن الأطباء الذكور يقللون من تقدير مستويات الألم لدى مرضاهم، ولا يهتمون بالكثير من الأعراض الخاصة بأمراض الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، مما قد يؤدي إلى تأخير الرعاية أو عدم اكتمالها.

ولفت فريق الدراسة الجديدة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآليات الأساسية التي تربط بين جنس الطبيب وصحة المريض، ولماذا تكون فائدة تلقي العلاج من قبل الطبيبات أكبر بالنسبة للمرضى الإناث.


الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
TT

الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)

أفادت دراسة إيطالية بأن أبحاثاً سابقة أكدت فائدة الاستخدام اليومي للأسبرين على المدى الطويل في المساعدة على منع سرطان القولون والمستقيم وتطوره، لكن آليات حدوث ذلك لم تكن واضحة.

وكشف الباحثون أن الأسبرين يساعد جهاز المناعة في الجسم على اكتشاف الخلايا السرطانية واستهدافها، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كانسر» التابعة لجمعية السرطان الأميركية.

والأسبرين دواء شائع الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، منها تسكين الآلام وخفض الحرارة، ومنع تجلط الدم.

وأظهرت دراسات أن تناول الأسبرين بانتظام قد يقلل الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم، والمعدة، لكن يجب استخدامه بحذر بسبب خطر النزف، ومن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.

ولفحص تأثير الأسبرين على مرضى سرطان القولون والمستقيم، جمع الباحثون عينات أنسجة من 238 مريضاً خضعوا لجراحة لإزالة أورام القولون والمستقيم في مستشفى جامعة بادوفا الإيطالية، حيث كان 12 في المائة منهم من مستخدمي الأسبرين.

وبالمقارنة مع عينات الأنسجة من المرضى الذين لم يستخدموا الأسبرين، أظهرت العينات المأخوذة من مستخدمي الأسبرين انتشاراً أقل للسرطان إلى الغدد الليمفاوية وتسللاً أكبر للخلايا المناعية إلى الأورام.

ووجد الباحثون أن الأسبرين قد يمارس هذه التأثيرات الوقائية من خلال تعزيز جوانب معينة من الاستجابة المناعية للجسم ضد الخلايا السرطانية.

وبعد تحليل خلايا سرطان القولون والمستقيم في المختبر، وجدوا أن تعريض الخلايا للأسبرين تسبب في زيادة التعبير عن بروتين يسمى (CD80) في بعض الخلايا المناعية، مما عزز قدرة الخلايا على تنبيه الخلايا المناعية الأخرى لوجود البروتينات المرتبطة بالورم.

ودعماً لهذه النتيجة، وجد الباحثون أن مستخدمي الأسبرين من مرضى سرطان المستقيم أظهروا تعبيراً أعلى لبروتين (CD80) في الأنسجة السليمة للمستقيم، مما يدل على التأثير المناعي للأسبرين.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة بادوفا، الدكتور ماركو سكاربا لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظنا خلال دراستنا أن استخدام مرضى سرطان القولون والمستقيم للأسبرين أدى إلى انخفاض النقائل العقدية بشكل ملحوظ، وزيادة عدد الخلايا الليمفاوية المتسللة للورم أعلى بين مستخدمي الأسبرين».

وتعد النقائل العقدية عاملاً مهماً في تشخيص مراحل السرطان. أما الخلايا الليمفاوية، فهي جزء من الجهاز المناعي وتلعب دوراً محورياً في الاستجابة للسرطان، وتعد زيادة عدد هذه الخلايا المتسللة إلى الورم علامة إيجابية تشير إلى أن الجهاز المناعي يحاول مهاجمة السرطان وتدميره.

وأضاف سكاربا أنه بالإضافة إلى تأثيره على الخلايا السرطانية، فإن الاستخدام المنتظم للأسبرين قد يؤدي دوراً مباشراً في تعزيز الرقابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم.

ونوه إلى أنه ينبغي أن تركز الدراسات المستقبلية، على تقديم أدلة سريرية قوية تؤكد فوائد استخدام الأسبرين لمرضى سرطان القولون والمستقيم، وتأثيره في معدلات البقاء، والفوائد المحتملة لجرعات محددة على المرضى.


وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
TT

وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض، وعبر الثقافات والأزمنة، كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل. وبدأ كل من الأكاديميين والأشخاص العاديين على حد سواء في اكتشاف أهمية الأحلام، وكذلك محاولة فهم معانيها الأعمق.

وجهات نظر نفسية حول الأحلام

بحسب موقع «سايكولوجي توداي»، تحدث الأحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة خلال النوم. ويقدر الباحثون أن الشخص العادي يحلم حوالي أربعة إلى ستة أحلام في الليلة الواحدة.

يعتقد سيغموند فرويد، الملقب بـ«أبو التحليل النفسي»، أن الأحلام هي الطريق إلى اللاوعي، وأنها البوابة إلى أعمق رغباتنا ومخاوفنا وصراعاتنا، التي غالباً ما تكون محجوبة عن الوعي.

واقترح نظريات المحتوى الظاهر (السرد الحرفي للحلم) والمحتوى الكامن (المعنى الرمزي) المخفي في الداخل. ومن خلال التحليل النفسي، سعى إلى فك رموز هذه الرسائل الخفية، وكشف كيف يشكل اضطراب العقل الباطن حياتنا اليقظة.

أما كارل يونغ، وهو شخصية رائدة في علم النفس، قدم وجهة نظر بديلة للأحلام. فبالنسبة له، الأحلام ليست مجرد مظهر عشوائي للعقل الباطن، بل هي تعبير له معنى عن سعينا النفسي إلى الكمال، وأنه من خلال الانخراط في أحلامنا، اعتقد يونغ أنه يمكننا القيام بمحاولات لاكتشاف الذات ومواجهة الجوانب الغامضة لشخصياتنا.

أما بالنسبة لعلم النفس الحديث، هناك الكثير من النظريات المتنوعة فيما يتعلق بطبيعة الأحلام. تقترح النظريات المعرفية أن الأحلام هي نتيجة ثانوية لمعالجة الدماغ للمعلومات، وتعمل على تعزيز ذكرياتنا مع تعزيز التعلم أيضاً. وعلى الرغم من أن وجهات النظر الحديثة تقدم رؤية قيمة، فإنها غالباً ما تلتف حول الرمزية العميقة والأهمية الشخصية التي تحملها الأحلام لكل واحد منا.

رموز الأحلام الشائعة ومعانيها

تظهر الأبحاث التي أجرتها مجلة «Motivation and Emotion» أنه في جميع أنحاء العالم، هناك الكثير من العناصر المشتركة في أحلامنا. في حين أن التفسيرات قد تختلف، فإن بعض المواضيع تتكرر عبر الثقافات.

السقوط:

من المحتمل أن تكون أحلام السقوط من أكثر أشكال الأحلام انتشاراً، وغالباً ما تثير إحساساً بالضعف وفقدان السيطرة.

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الفشل أو الانحدار الملحوظ. ويمكن أن يشير السقوط أيضاً إلى الحاجة إلى التخلي عن الموانع وتبني التغيير.

فسّر فرويد السقوط على أنه مظهر من مظاهر القلق، مما يعكس الشوق إلى التحرر أو الاستسلام.

الطيران:

وعلى عكس ما سبق، تمثل أحلام الطيران تحرراً كبيراً من القيود. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز أحلام الطيران إلى الحرية والتمكين والسمو. حيث رأى يونغ أن الطيران يدل على رحلة نحو التنوير، وأنه غالباً ما تتزامن هذه الأنواع من الأحلام مع مشاعر البهجة والسعادة.

التعرض للهجوم أو المطاردة:

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى تجنب مواجهة الصراعات أو العواطف التي لم يتم التعامل معها. وقد تعكس الشعور بالإرهاق من الضغوط الخارجية أو الاضطرابات الداخلية. فسر يونغ هذه الأحلام على أنها مواجهة مع الجوانب المظلمة والمقموعة في شخصياتنا والتي تتطلب الاعتراف.

سقوط الأسنان:

على الرغم من غرابتها، فإن الأحلام التي تنطوي على فقدان الأسنان شائعة بشكل كبير، وغالباً ما تثير مشاعر عدم الارتياح والضعف. من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الشيخوخة، أو فقدان الحيوية. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تشير أيضاً إلى الحاجة إلى التجديد، والتخلص من العادات أو المعتقدات القديمة لإفساح المجال للنمو.

العري في الملأ:

تؤدي أحلام التعري في الأماكن العامة إلى مشاعر عميقة بالضعف والانكشاف. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الحكم أو الرفض أو التدقيق الاجتماعي. وقد تعكس عدم الأمان بشأن الصورة الذاتية أو الرغبة في إخفاء العيوب ونقاط الضعف.

فسر يونغ العري على أنه التجرد من الأقنعة المجتمعية، وكشف الذات الحقيقية تحت واجهة التوافق الاجتماعي.


لمواجهة الاكتئاب والشعور بالوحدة... هل علينا الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
TT

لمواجهة الاكتئاب والشعور بالوحدة... هل علينا الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)

وفق موقع «سيكولوجي توداي»، طلبت دراسة بحثية أجريت عام 2022 من 154 شخصاً (متوسط أعمارهم 29.6 عاماً) إما التوقف عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع واحد (فيسبوك، وإنستغرام، وإكس، وتيك توك) وإما الاستمرار في استخدامها كالمعتاد.

وتبين أن المجموعة التي أخذت استراحة من وسائل التواصل شهدت انخفاضاً ملحوظاً في معدلات القلق والاكتئاب، مقارنة بالمجموعة الثانية.

وبين طلاب الجامعات، أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 555 شخصاً أن استراحة لمدة أسبوع واحد من وسائل التواصل الاجتماعي قلّلت بشكل كبير من مستويات التوتر، خاصة بين الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.

كما كشفت دراسة بحثية أخرى أجريت عام 2022 على فتيات، تتراوح أعمارهن بين 10 و19 عاماً، أن التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 3 أيام فقط قلّل بشكل كبير من مراقبتهن لأجسادهن فيما يتعلق مثلاً بالخجل من شكل أجسادهن أو ملاءمة الملابس لهن.

لماذا تعزز أوقات الراحة من وسائل التواصل الاجتماعي الصحة العقلية؟

عادة ما تقارن نفسك بالآخرين أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقد الذات، وهو ما يسبب كثيراً من مشكلات الصحة العقلية. على سبيل المثال لا الحصر، القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل وإيذاء النفس.

كيف يمكننا تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

يمكنك مثلاً حذف التطبيقات الموجودة على هاتفك مع الاحتفاظ بها على جهاز كمبيوتر. أو إبعاد هاتفك المحمول عنك وتخصيص مكان محدد له لاستخدامه بحيث لا يكون قريباً منك متى شئت وينتهي بك الأمر بتمضية أوقات أطول مما تريد على منصات التواصل.

يمكنك أيضاً الانضمام لمجموعات رحلات الاستشفاء من التكنولوجيا حيث تشترط تلك المجموعات الاستغناء عن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة طوال أيام الرحلة بهدف التحرر التام من التعلق بمنصات التواصل الاجتماعي والانخراط في أنشطة أخرى أكثر فائدة وتعزز من القدرات العقلية.

هل الاستراحة الكاملة ضرورية؟

تظهر الأبحاث أن الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي بالفعل إلى تحسين الإحساس بالرضا، وكذلك إنتاجية الفرد.

وأفادت إحدى الدراسات التي أجريت على 230 طالباً جامعياً أن المشاركين الذين حدّوا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 30 دقيقة فقط في اليوم لمدة أسبوعين، عانوا بشكل ملحوظ من الاكتئاب والوحدة والقلق والخوف من تفويت شيء ما، في حين زادت مشاعرهم الإيجابية.

وتظهر أبحاث أخرى أن تقليل استخدام الهاتف الذكي لمدة ساعة واحدة لمدة أسبوع كان مرتبطاً بزيادة في الرضا عن الحياة.

كما تشير الأدلة مجتمعة إلى أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو أخذ قسط من الراحة يمكن أن تكون له فوائد كبيرة قد تستمر مع مرور الوقت.


في المستقبل القريب... «الإنفلونزا» السبب الأكثر احتمالاً للوباء المقبل

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
TT

في المستقبل القريب... «الإنفلونزا» السبب الأكثر احتمالاً للوباء المقبل

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أكدت مجموعة من العلماء أن الإنفلونزا هي العامل الممرِض الذي من المرجح أن يؤدي إلى جائحة جديدة في المستقبل القريب.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد كشفت الدراسة الاستقصائية الدولية أن 57 في المائة من كبار خبراء الأمراض يعتقدون الآن أن سلالة من فيروس الإنفلونزا ستكون السبب في الوباء العالمي التالي.

وقال جون سلمانتون غارسيا من جامعة كولونيا، الذي أجرى الدراسة، إن الاعتقاد بأن الإنفلونزا هي أكبر تهديد وبائي في العالم يعتمد على أبحاث طويلة الأمد تظهر أنها تتطور وتتحور باستمرار.

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

وأضاف: «في كل شتاء تظهر الإنفلونزا وتتفشى. ويمكنك وصف حالات التفشي هذه بأنها جوائح صغيرة يتم التحكم فيها بشكل أو بآخر لأن السلالات المختلفة التي تسببها ليست شديدة الخطورة بشكل كبير. ولكن هذا لن يكون بالضرورة هو الحال إلى الأبد».

وسيتم الكشف عن تفاصيل الدراسة، التي تتضمن أدلة ومدخلات من 187 من كبار العلماء، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID) في برشلونة، نهاية الأسبوع المقبل.

ومن المرجح أن يكون السبب التالي الأكثر ترجيحاً لحدوث جائحة، بعد الإنفلونزا، هو فيروس (يُطلَق عليه اسم المرض «إكس»)، وفقاً لـ21 في المائة من العلماء الذين شاركوا في الدراسة.

و«المرض (إكس)» غير موجود بعد، لكن يتم إطلاق هذه التسمية بواسطة «منظمة الصحة العالمية» للإشارة إلى بعض الحالات المعدية غير المعروفة حالياً التي يمكن أن تكون قادرة على التسبب في وباء أو جائحة، في حال انتشارها في بلاد عدة. ويقول العلماء إنه يمكن أن يكون أكثر فتكاً بـ20 مرة من «كوفيد - 19».

ويعتقد بعض العلماء الذين شاركوا في الدراسة الجديدة أن فيروس «كورونا» لا يزال يشكل تهديداً، حيث صنفه 15 في المائة من العلماء على أنه السبب الأكثر احتمالاً للوباء في المستقبل القريب.

أما الكائنات الحية الدقيقة القاتلة الأخرى - مثل فيروسات «لاسا» و«نيباه» و«إيبولا» و«زيكا» - فقد تم تصنيفها على أنها تهديدات عالمية خطيرة من قبل 1 في المائة إلى 2 في المائة فقط من العلماء.

وقال غارسيا: «وفقاً لهذه النتائج، يمكننا استنتاج أن الإنفلونزا تشكل التهديد الأول، من حيث قدرتها على الانتشار الوبائي، من وجهة نظر الغالبية العظمى من علماء العالم».

وفي الأسبوع الماضي، أثارت «منظمة الصحة العالمية» مخاوف بشأن الانتشار المقلق لسلالة الإنفلونزا (H5N1) التي تسبب الملايين من حالات إنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم.

أثارت «منظمة الصحة العالمية» مخاوف بشأن الانتشار المقلق لإنفلونزا الطيور (أ.ف.ب)

وفي الآونة الأخيرة، انتشر الفيروس إلى أنواع الثدييات، بما في ذلك الماشية المحلية التي أصيبت الآن بالعدوى في 12 ولاية في الولايات المتحدة، مما زاد من المخاوف بشأن المخاطر التي قد يتعرض لها البشر. وقال دانييل جولدهيل، من الكلية البيطرية الملكية في هاتفيلد، لمجلة «نيتشر»، الأسبوع الماضي، إنه كلما زاد عدد أنواع الثدييات التي يصيبها الفيروس، زادت فرص تطوره إلى سلالة تشكل خطراً على البشر.

ومن جهته، أكد عالم الفيروسات إد هاتشينسون من جامعة غلاسكو أن ظهور فيروس H5N1 في الماشية كان بمثابة «مفاجأة صادمة».

إن احتمال انتشار جائحة الإنفلونزا أمر مثير للقلق، رغم أن العلماء أكدوا أنه تم تطوير لقاحات ضد العديد من السلالات، بما في ذلك فيروس H5N1.