ونجا ترمب، رجل الأعمال الذي تحول إلى السياسة والبالغ من العمر 73 عاماً، من ثالث مساءلة يخضع لها رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، في أصعب فصل من فصول رئاسته العاصفة. وهو يتأهب الآن لدخول موسم انتخابي من المتوقع أن يزيد البلاد انقساماً.
وفي تصويت شهد اختلافاً واضحاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، برئت ساحة ترمب يوم أمس (الأربعاء)، من تهمتين أقرهما مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون في 18 ديسمبر (كانون الأول).
وكانت الأصوات المؤيدة لإدانة ترمب أقل بوضوح من غالبية الثلثين المطلوبة في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد لعزله من منصبه بموجب الدستور الأميركي.
وبتأييد 52 عضواً مقابل رفض 48 عضواً، أقر مجلس الشيوخ تبرئة ترامب من تهمة إساءة استخدام السلطة التي وجهت إليه فيما يتعلق بطلبه من أوكرانيا التحقيق مع ابن منافسه السياسي جو بايدن الساعي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
وانضم السناتور الجمهوري ميت رومني إلى الديمقراطيين في التصويت بإدانة ترمب في هذا البند، بينما لم يؤيد أي ديمقراطي التبرئة.
ثم أقر مجلس الشيوخ بتأييد 53 عضواً مقابل اعتراض 47، تبرئة ترمب من تهمة عرقلة عمل الكونغرس من خلال منع شهود وحجب وثائق سعى المجلس للحصول عليها. وانضم رومني إلى بقية أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في تأييد تبرئة ترمب من هذه التهمة. ولم يؤيد أي ديمقراطي تبرئته فيها.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إن ترمب تابع التصويت مع كبار مساعديه في قاعة طعام بالبيت الأبيض يستخدمها كمكتب خاص.
وقال ترمب إنه سيلقي بياناً عاماً اليوم (الخميس)، «للتحدث عن نصر بلدنا على مخطط المساءلة».
ونشر الرئيس الأميركي على حسابه في «تويتر»، تسجيلاً مصوراً يظهر لافتات لحملات انتخابية يخوضها في 2024 وما بعدها، وينتهي بعبارة «ترمب للأبد»..
ويٌقصر الدستور مدة الرئاسة على فترتين كل منهما أربع سنوات.
وقال براد باسكال مدير حملة ترمب في بيان: «برئت ساحة الرئيس ترمب تماماً وحان الوقت الآن للعودة للتركيز على شؤون الشعب الأميركي».
وأشاد البيت الأبيض بتصويت مجلس الشيوخ ووصف عملية المساءلة بأنها «حملة... قامت على سلسلة من الأكاذيب».
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان: «اليوم، انتهت محاولة المساءلة المختلقة التي حاكها الديمقراطيون بإبراء تام لذمة الرئيس دونالد ترمب. وكما كنا نقول طوال الوقت هو ليس مذنبا».