رحبت الحكومة اليمنية الشرعية بتدشين أول رحلة جوية إنسانية لـ«طائرات الرحمة» التي تقل المرضى من صنعاء إلى عمان والقاهرة لعلاج الأمراض المستعصية، ووصفت ذلك بأنه «خطوة إنسانية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد أطلق، أول من أمس، أولى رحلات الجسر الجوي لنقل عدد من المرضى اليمنيين للعلاج في العاصمة الأردنية عمَّان، بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني في تصريحات رسمية إن «الجسر الجوي خطوة إنسانية جاءت بعد رفض الميليشيا الحوثية لمبادرات وفد الحكومة المتكررة، وآخرها في مشاورات السويد، لتشغيل مطار صنعاء للرحلات الداخلية».
وعدّ الإرياني هذه الخطوة الإنسانية «تأكيداً على حرص الحكومة وتحالف دعم الشرعية على التخفيف من معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وتسهيل سفرهم لتلقي العلاج».
وأشار إلى وصول أولى رحلات الجسر الجوي التي أطلقتها قوات تحالف دعم الشرعية، بالتنسيق مع الحكومة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث أقلت مجموعة (دفعة أولى) من الحالات المرضية والأمراض المستعصية، مع مرافقيهم.
وشدد الوزير الإرياني على ضرورة وضع آلية لضمان تمكن الحالات المرضية كافة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية من الاستفادة من الجسر الجوي، وعدم احتكاره لصالح حالات خاصة بالجماعة، وضمان التدقيق في هويات المستفيدين ومرافقيهم، للحيلولة دون استخدامهم لأغراض سياسية.
وثمّن الوزير اليمني الجهود التي بذلها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمة الصحة العالمية، لتسيير الجسر الجوي، ضمن جهود تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني. كما عبّر عن شكره للأردن على التعاون لإنجاح المبادرة الإنسانية.
وكان التحالف الداعم للشرعية قد قال إن هذه المبادرة، التي أطلق عليها اسم «طائرات الرحمة»، تأتي في إطار «الجهود الإنسانية لقوات التحالف، وحرصها على التخفيف من الأوضاع التي يعاني منها الشعب اليمني، وتحسين ظروفه الإنسانية».
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي أن هذه الخطوة «تأتي ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية، والوقوف مع أبناء الشعب اليمني الشقيق، وتخفيف معاناة الحالات المرضية والعلاجية، وكذلك الأمراض المستعصية».
وأعلن التحالف قبل نحو أسبوع عن إطلاق الجسر الجوي لنقل المرضى من اليمن للعلاج إلى مصر والمملكة الأردنية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وأفاد بيان نقله الموقع الرسمي للمبعوث الأممي بأن الرحلة الأولى من الجسر الطبي نقلت عدداً من المرضى من أصل مجموعة أولية مؤلفة من 30 شخصاً، إضافة إلى مرافقيهم، من صنعاء إلى عمَّان، في حين ستسافر بقية المرضى من المجموعة الأولية في رحلة ثانية، ويتبعهم مزيد من المرضى في رحلات لاحقة.
وأشار البيان إلى امتنان المبعوث الأممي للمملكة العربية السعودية جراء «جهودها في هذا الإجراء الإنساني»، وأيضاً للبلدان المضيفة، وهي الأردن ومصر. وأضاف أن تعاون الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية والتزامهما ساهم في جعل عملية نقل المرضى ممكنة، كما تعاون كثير من كيانات الأمم المتحدة، وكثير من الحكومات في المنطقة وحول العالم، لتوفير الفرصة لهؤلاء المرضى الثلاثين لتلقي الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها خارج اليمن.
وأكد البيان الأممي المشترك أن الأمم المتحدة ستبذل «ما في وسعها لضمان استمرار الجسر الطبي الجوي، كحل مؤقت لتخفيف معاناة الشعب اليمني، حتى يتم التوصل إلى حل أكثر استدامة في المستقبل القريب».
وعلى الرغم من التزام التحالف بتيسير بدء الرحلات، فإن الميليشيات الحوثية أعلنت عن عدم رضاها، وزعمت أن الرحلات الأسبوعية لنقل المرضى غير كافية.
وسبق أن اقترحت الحكومة الشرعية تسيير رحلات مدنية من مطار صنعاء لنقل المرضى، شريطة أن تمر بمطار عدن أو سيئون للتفتيش، غير أن مبادرة الحكومة لم تجد قبولاً من الجماعة التي تحاول الاستثمار في الملفات الإنسانية لكسب التعاطف الدولي.
اليمن يرحب بتدشين جسر «طائرات الرحمة»
اليمن يرحب بتدشين جسر «طائرات الرحمة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة