وجدت دراسة قادتها جامعة كاليفورنيا أن مستويات 6 بروتينات في الدم يمكن استخدامها لقياس خطر إصابة أحد الأشخاص بمرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة، أو CSVD، الذي يكون ظهوره مؤشراً على خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية. وعادة ما يقوم الأطباء بتشخيص هذا المرض عبر فحص التصوير بالرنين المغناطيسي بعد أن يكون الشخص قد عانى من الأمراض التي تكون ناتجة عنه؛ مثل السكتات الدماغية والخرف، لأن كثيراً من حالات المرض تمر دون تشخيص بسبب أعراض خفيفة، مثل مشاكل المشي أو الذاكرة، التي يمكن أن تعزى في الغالب إلى الشيخوخة الطبيعية. ويؤدي المرض إلى تغيرات تطرأ على المادة البيضاء للدماغ، وهي مناطق في الدماغ بها تركيز عالٍ من المايلين، وهو نسيج دهني يعزل ويحمي الامتدادات الطويلة لخلايا المخ، حيث تتسرب المادة البيضاء وتسبب ضرراً للأوعية الدموية، وبمرور الوقت يبدأ المايلين في الانهيار، وهذا يبطئ التواصل بين الخلايا في الدماغ ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الإدراك وصعوبة المشي، وإذا أصبحت الأوعية الدموية مسدودة بالكامل، فقد تتسبب في حدوث جلطة دماغية ومشاكل الخرف.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «بلس وان»، ركز الفريق البحثي على 6 بروتينات مرتبطة بالاستجابة الالتهابية للجهاز المناعي وتركزت على جزيء يسمى «interleukin-18» أو «IL-18»، وافترضوا أن البروتينات الالتهابية التي تلحق الضرر بالدماغ في هذا المرض قد تكون قابلة للكشف في مجرى الدم.
ووفق تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا، قام الباحثون بقياس مستويات البروتينات في دم 167 شخصاً بمتوسط عمر 76 عاماً، الذين لديهم إدراك طبيعي أو ضعف إدراكي خفيف.
وخضع 110 مشاركين أيضاً لفحص دماغ التصوير بالرنين المغناطيسي، وتلقى 49 منهم فحصاً أكثر تطوراً يدعى «تصوير الانتشار الموتّر»، واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين أظهرت اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي أو اختبارات تصوير الانتشار المُوَتر، أن لديهم علامات للمرض، كانت لديهم مستويات أعلى بكثير من بروتينات الدم الستة.
ولتأكيد النتائج، أجرى الفريق فحص الدم في مجموعة ذات خطورة أعلى بكثير من المجموعة السابقة، من الذين دخلوا المستشفى بسبب علامات السكتة الدماغية، وكانت نتائج اختبار الدم مرتبطة بتغيرات المادة البيضاء في المخ التي تم الكشف عنها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي.
ويقول د. جيسون هينمان، أستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا وقائد الفريق البحثي في التقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: «نأمل أن يؤدي هذا الجهد إلى تمهيد المجال للوصول إلى اختبار يصبح متاحاً تجارياً للكشف المبكر عن المرض، وهو ما يعني إمكانية الكشف المبكر أيضاً عن الأمراض المترتبة عليه مثل السكتة الدماغية والخرف».
اختبار دم للكشف المبكر عن السكتات الدماغية
اختبار دم للكشف المبكر عن السكتات الدماغية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة