عقد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي اليوم (الثلاثاء) اجتماعا مع المجلس الحاكم لإطلاعه على ما جرى في اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن أن اللقاء تناول تطبيع العلاقات بين البلدين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ولقد كانت هذه الخطوة مفاجئة لمجلس الوزراء الانتقالي، علما أنه أول لقاء من نوعه على هذا المستوى بين البلدين. وقال مكتب نتنياهو أمس (الاثنين) إنه التقى البرهان في مدينة عنتيبي الأوغندية، وأضاف أنهما «اتفقا على بدء التعاون للوصول إلي التطبيع الكامل في علاقة البلدين».
لكن مجلس الوزراء السوداني قال في بيان مساء الاثنين إنه لم يكن على علم باجتماع الزعيمين، وإنه سيعقد الثلاثاء اجتماعا طارئا لبحث الأمر، وفق مصدر حكومي. وأوضح المصدر أن البرهان الذي عاد من عنتيبي سيطلع المجلس الثلاثاء على مضمون اللقاء.
وقال مكتب نتنياهو إن السودان يسير في «اتجاه إيجابي جديد»، وإنه أطلع مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة على الموقف. وأضاف أن «البرهان يحاول المساعدة على تحديث بلاده من خلال إخراجها من عزلتها وإعادتها إلى الخريطة الدولية».
وجاء لقاء عنتيبي بعد إعلان السودان أن بومبيو دعا البرهان لزيارة واشنطن لبحث العلاقات الثنائية. وما زالت الولايات المتحدة الأميركية تضع السودان على لائحتها للدول التي تصفها بأنها «راعية للإرهاب» وهو وضع موروث من نظام البشير الذي استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامه بن لادن في الفترة من عام 1992 إلى 1996.
وأكد فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة أمس أن مجلس الوزراء علم باللقاء من أجهزة الإعلام. وقال «لم يتم إعلامنا أو مشاورتنا حول اجتماع رئيس مجلس السيادة الانتقالي برئيس الوزراء الإسرائيلي».
والتزم السودان على مدى عقود بالمقاطعة العربية لإسرائيل بسبب احتلالها الأراضي الفلسطينية وجراء معاملتها للفلسطينيين.
واعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مساء الاثنين هذا اللقاء «طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي تصفية القضية الفلسطينية»، حسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
ووصف الحزب الشيوعي السوداني الاجتماع بين الرجلين «بالخيانة للقضية الفلسطينية». وقال فتحي فضل المتحدث باسم الحزب عبر تصريح بثه بالصورة والصوت عبر صفحته الرسمية على فيسبوك «ما حدث طعنة في ظهر الشعب السوداني ومواقفه المساندة للقضية الفلسطينية ومساندته لحقوق الشعب الفلسطيني».
كما انتقد فضل بيان المتحدث باسم الحكومة، وقال «كان على بيان مجلس الوزراء والناطق الرسمي باسمه فيصل صالح أن يدين هذه الخطوة ويرفضها لا أن يتحدث عن عدم إبلاغه بها».
والحزب الشيوعي جزء من تحالف الحرية والتغيير المكون للحكومة.
البرهان يُطلع مجلس السيادة السوداني على اجتماعه بنتنياهو
البرهان يُطلع مجلس السيادة السوداني على اجتماعه بنتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة