الأمن السيبراني 2020... مشهد محفوف بالمخاطر

اختراقات بهجمات منسقة وتسريبات وأخطاء برمجية

الأمن السيبراني 2020... مشهد محفوف بالمخاطر
TT

الأمن السيبراني 2020... مشهد محفوف بالمخاطر

الأمن السيبراني 2020... مشهد محفوف بالمخاطر

يمثّل الأمن السيبراني مسألة شائكة خلال عام 2020 لا سيما أن التهديدات لن تقتصر على النمو المخيف الذي تشهده برامج الفدية. فإلى جانب المخاوف اليومية التي تثيرها البرامج الخبيثة، والبيانات المسروقة وتكلفة التعافي من اختراق الشبكات التجارية، يتصدّر المشهد خطر محدق وحقيقي للولايات المتحدة يتمثّل بوجود لاعبين خطرين يستخدمون القرصنة الإلكترونية للتأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة خلال العام الجاري.

مخاطر الاختراق
اليوم، بات واجبا على جميع الشركات التي تملك كومبيوترات أو أجهزة متّصلة بالإنترنت أو برامج رقمية أن تصنّف نفسها «شركة تقنية». كما أنّ كلّ فرد يملك تلفازاً ذكيّاً، أو مساعداً افتراضياً، أو أي جهاز من فئة إنترنت الأشياء أصبح معرّضاً لمخاطر عدّة أبرزها الانكشاف أمام المتلصّصين الرقميين أو سرقة البيانات الشخصية.
يرى مايكل سيكريست، تقني رئيسي في شركة «بوز آلن هاملتون» الأميركية أنّ العالم يشهد زيادة في أنواع المنصّات التي قد تستخدم للاعتداء الإلكتروني ومنها السيّارات، وطائرات الدرون، والأقمار الصناعية ومكوّنات الأجهزة الإلكترونية. وأضاف في مقابلة أجراها مع موقع «تيك نيوز وورلد» أنّنا أيضاً أمام «تشويش متزايد يعتمده لاعبون محنّكون من خلال إعادة استخدام رموز البرامج الخبيثة».
وحذّر سيكريست من أنّ «أحداث مهمّة محليّة وعالمية ستقدّم للقراصنة فرصاً للتشويش الرقمي في شركات كبرى وصغرى، وفي الأجهزة الحكومية على حدٍّ سواء».
صحيح أنّ كلّ شخص متصل بالإنترنت في هذا العالم الذي يزداد اعتماده على الاتصال يوماً بعد يوم تحوّل إلى هدفٍ محتملٍ للاعتداءات السيبرانية، ولكنّ فهم المخاطر القائمة من شأنه أن يساعد في تخفيف التهديد.
من جهتها، ترى إيلين بينايم، مسؤولة أمن المعلوماتية في شركة «تيمبلافي» أنّ «التهديد الرئيسي الذي تواجهه الشركات يتمثّل في تدنّي مستوى متابعة التطوّر المستمرّ الذي تشهده التهديدات الأمنية». وفي حديث صحافي لها، لفتت بينايم إلى أنّ «متابعة الأحداث المستجدة يجب أن يصبح معركة مستمرّة خاصة أن الأمور تتجه للأسوأ، إذ من المتوقّع أن يشهد عام 2020 زيادة في عدد وحرفية الاعتداءات السيبرانية التي ستشمل أهدافاً أكبر وأوسع وتترك آثاراً موجعة أكثر».

تهديدات قديمة جديدة
في 2020، سنرى أنّ الكثير من التهديدات التي عانينا منها في السنوات الماضية لا تزال قائمة ومستمرّة في إثارة مشاكل حقيقية، وأبرزها اعتداءات التصيّد الإلكتروني.
> التصيد الإلكتروني. يقول توم توماس، عضو الهيئة التعليمية في برنامج ماجستير الدراسات المهنية في إدارة الأمن السيبراني التابع لجامعة تولين في نيو أورليانز، إنّ «التصيّد الإلكتروني هو خداع الآخرين للقيام بفعل يحقّق مكاسب للمعتدي»، محذّراً من أنّ «التعليم الخاص لمواجهة هذا النوع من الاعتداءات بات شائعاً، ولكنّ عمليات التصيّد تتطوّر بدورها، إلى درجة أنّ بعض الرسائل الإلكترونية الاحتيالية باتت عصيّة على الرصد إلّا في حالات التدقيق الشديد، وهذا ما لا يفعله معظم الناس».
> أخطاء برمجية. يواجهنا اليوم أيضاً تهديد سيبراني آخر لا يأخذ شكل الاعتداء، بل هو عبارة عن مشكلة يسببها مصممو البرامج الرقمية المنهكون: إنّها الأخطاء البرمجية التي قد تترك خلفها فجوات يستغلّها القراصنة ومجرمون آخرون.
يرى توماس أنّ «هذه المخاوف حقيقية، ومع تعاظم دور البرامج الرقمية وسيطرتها على فضاء تكنولوجيا المعلومات، سيتوجب على المطوّرين تصحيح المشاكل الأمنية الموجودة في رموزهم القديمة والجديدة».

تهديدات من الداخل
> تسريب أو تماهل. يغفل الكثيرون عن نقطة مهمّة في الاعتداءات السيبرانية تتمثّل في هوية الأشخاص المسموح لهم الوصول إلى البيانات، وما إذا كان هؤلاء الأفراد يتمتّعون بالموثوقية المطلوبة. يعتبر إدوارد سنودن مثالاً على هؤلاء الأفراد، إلّا أنّ هذه المشكلة مستمرّة بضرب الشركات التقنية منذ سنوات. ففي ربيع 2018، اضطرّت أبل مثلاً إلى طرد موظّف سرّب تفاصيل خريطة الطريق التي تشرح تفاصيل برنامج الشركة التشغيلي.
تتجلّى التهديدات الداخلية بأشكال كثيرة، ويمكن أن تكون بسيطة، كموظف متعب أرسل بيانات سرية للمتلقّي الخاطئ.

اعتداءات موجّهة
الموظّفون الموثوقون يرتكبون الأخطاء أيضاً. يستخدم القراصنة تقنيات الهندسة الاجتماعية لاختراق شبكة معيّنة وجمع البيانات الحسّاسة، إلى جانب أدوات لتشفير البيانات وخرق الأنظمة الأمنية.
> هجمات منسقة. حذّر لورنس بيت، مدير الاستراتيجية الأمنية العالميّة في شركة «جونيبر نتووركس» من أنّنا «قد نرى في عام 2020 المزيد من حالات التصيّد الموجّهة والمتعدّدة المستويات، والتي يتمّ خلالها استخدام أهداف كثيرة في شركة ما، بهدف جمع المعلومات وتحقيق الاختراق». وتوقّع أنّنا أيضاً سنشهد اعتداءات أكثر تستخدم أدوات شائعة كالتصيّد والتحميل عبر روابط الإعلانات الخبيثة، أو اعتداءات تستخدم وسائل قديمة بأدوات جديدة.
وخلال حديثه، ذكّر بيت بقضية اعتداء «ماساد ستيلر» التي أثارتها مختبرات «جونيبر ثريت لابز» في أواخر 2019 واعتبرها مثالاً وافياً على ترجيحاته، والتي تمّ خلالها سرقة أموالٍ وبيانات بواسطة برنامج خبيث مزروع في برنامج رقمي مستخدم ومرخّص.

مخاطر الأجهزة المحمولة
> البرامج الخبيثة على الأجهزة المحمولة أيضاً. لن تكون شبكات الحاسوب الهدف الأوحد للاعتداءات الإلكترونية في 2020 ولكن لا بدّ من الاعتراف أن الجهود التي بُذلت في السنوات الأخيرة لحماية الأجهزة المحمولة من هذا النوع من الاعتداءات كانت متواضعة. في حالة الهواتف الذكية، يمكن للضرر أن يقع نتيجة تحميل تطبيق ما، أو حتّى عبر منصّات يُفترض أنّها موثوقة. يقول بيت إنّ برنامج «ستراند هوغ» StrandHogg الخبيث يستخدم تطبيقات شعبية ولكن ماكرة موجودة في «بلاي ستور» كآلية للاختراق، ويستمرّ في استغلالها حتّى تعمد غوغل إلى إقفال مكامن الضعف فيها والتي تضع أي جهاز ومستخدم في موقع الانكشاف.
ويلفت بيت إلى أنّه وعلى الرغم من تحوّل الهواتف المحمولة إلى مخزن لأكثر معلوماتنا شخصية وحساسيّة، ما زال الناس يهرعون بالملايين لتحميل التطبيقات المجّانية دون تفكير بمدى أمنها. وأخيراً، يرى بيت أنّ على المستخدمين الكفّ عن قبول طلبات أجهزتهم لاختراق المصادر، والإقلاع عن تنزيل التطبيقات المجّانية التي قد لا يحتاجون إليها حتّى، ورفض قبول طلب أي تطبيق بالوصول إلى ما يبدو لهم غريباً وغير ضروري، كرغبة قارئ ملفات PDF بالوصول إلى الرسائل النصية. ويؤكّد الخبير أنّ هذا التمنّع سيساهم في تعزيز أمن وسلامة الأجهزة والبيانات.

فيديوهات مزيفة
>تزييف الفيديو. عند الحديث عن المخاوف الكبرى لعام 2020 والتي قد لا تطال البيانات بشكل مباشر، لا يمكننا تجاهل تصاعد موجة «الديب فيكس»، أي الفيديوهات المُتلاعب بها، والتي يتمّ استخدامها للإساءة للأفراد، ونشر المعلومات المغلوطة التي قد تسبب الضرر بأشكال لا تعدّ ولا تحصى.
شهدت فيديوهات ديب فيكس تطوّراً وحرفية ملحوظين، حيث إن الكومبيوترات العادية والأجهزة المحمولة باتت قادرة على صناعتها بسهولة تامّة ونتائج مقنعة. ويكمن الخوف الأكبر من هذه الفيديوهات في كيفية استخدامها بالتزامن مع الأخبار الكاذبة التي تجتاح المنصّات.
> تأمين السحابة. تسود عالم الأمن السيبراني مغالطات شائعة كثيرة أبرزها أنّ التخزين الخارجي أو المضاف يحمل مخاطر كبيرة. ولكنّ الحقيقة هي أنّ التخزين السحابي قد يقدّم لمستخدميه بعض المكاسب المهمّة.
من جهته، أكّد أندرو شوارتز، أستاذ محاضر في برنامج «أنظمة المعلومات وعلوم القرار» المعتمد في جامعة ولاية لويزيانا على خطأ فكرة أنّ السحابة أقلّ أماناً من الحلول التقليدية المتوفّرة في الأجهزة.
ورأى في حديث له مع الموقع أنّ «المشكلة الكبرى تحصل عند اختراق السحابة، كما حصل الصيف الفائت مع خدمات أمازون الإلكترونية، لأنّها تتصدّر العناوين العريضة، وتؤدّي إلى نشر أمثلة تدفع بالشركات إلى الامتناع عن نقل أنظمتها إلى تقنية السحابة».
من جهته، شدّد توماس من جامعة تولين «على أنّ أمن التقنية السحابية سيواصل تقدّمه بالتزامن مع تطوّر التقنية نفسها».

- «ذا مركوري نيوز»
خدمات «تريبيون ميديا»



«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.