دينا شلبي... إبداعات فنية مستوحاة من حضارة مصر القديمة

مشروع «ملكوت»... أعمال تجسد تناغم الإنسان والكون

دينا شلبي
دينا شلبي
TT

دينا شلبي... إبداعات فنية مستوحاة من حضارة مصر القديمة

دينا شلبي
دينا شلبي

دينا شلبي فنانة تشكيلية مصرية تستوحي أعمالها الفنية من مصر القديمة، من تاريخها وفنها وفلسفتها وروحانياتها. وقد أسست مشروعها الفني «ملكوت»، الذي تمزج فيه الرسم بالتصوير والكتابة لتحيي قطعاً فنية من مصر القديمة تضعها في ثوب جديد. وكل عمل فني تنتجه تصحبه بقصة القطعة أو الفكرة المستوحى منها، ودلالتها عبر الزمان والمكان.
وتقول دينا في رسالة بالبريد الإلكتروني إن فن مصر القديمة هو الشرارة التي أوقدت نار شغفها بها... كيف نقرأ هذه الحضارة وكيف نترجم أفكارها وإحساسها وعقيدتها بلغة قيمنا وأفكارنا المعاصرة؟ وتضيف أن تلك الحضارة أعمق كثيراً من الشكل الذي توصف وتشرح به اليوم، لأنها كيان شامل لا يمكن فهم جزء فيه دون ربطه بالأجزاء الباقية. فمصر القديمة ملكوت تعدى الزمان والمكان، نبع نور خرج من عقول وقلوب عظيمة وذكية من عصور غابرة ولكننا لا نزال ننهل منه حتى اليوم، وفي أحيان كثيرة دون أن ندرك ذلك.
ومثلما تكتب النوتة الموسيقية على مفتاح معين ويضبط الموسيقي أوتار آلته قبل أن يعزف، علينا أن نبدأ قصة ملكوت مصر القديمة من مفتاحها الرئيسي الذي رسم طريقها وحدد ملامح كل ما أنتجته الصورة.
فتلك الحضارة اعتمدت على الرمز. وإذا كنا اليوم نعبر عن أفكارنا بالكلمات فقد عبروا عنها بالصورة، حتى أنها صارت أسلوب كتابتهم. فكل صورة هي إناء لمعنى أو معاني مختلفة. الصورة هي فقط الباب، لا المنتهي... الكلمات هي خيال تجريدي. أما الصورة التي استخدمها المصريون القدماء فهي خيال تصويري.
وقد شدتها تلك الصور الرمزية للحضارة المصرية لإبداع نتاجاتها الفنية ـ فالطير حين رسموه لم يقصدوا الطير ذاته بل خصائصه أو رمزية طيرانه مثل القدرة على الارتقاء أو التحليق عالياً في عالم الروح أو القدرة على نقل معاني عميقة من عالم السماء إلى عالم الأرض والوصل بينهما، البصيرة الثاقبة وقلب قوي وعين لا ترتخي أبداً.
وتجسد الفنانة دينا في نتاجاتها خيال المصري القديم الواسع الذي ولد من ملاحظته الدقيقة للطبيعة... الريح والنبات والحيوانات والحشرات والنهر والشمس والقمر والأجرام السماوية والإنسان نفسه بهدف التوصل إلى التناغم الروحي مع الكون.
تفرغت دينا شلبي للفن منذ عدة سنوات بعد أن عملت في مجال الاستشارات الإدارية الدولية في مصر وإيطاليا وأميركا. وأقيم أول معرض فردي لها بالقاهرة كما شاركت في عدة معارض جماعية في غاليري نوت وفي غاليري الأقصر (بنات النيل، نوفمبر (تشرين الثاني) 2019). ودرست التصميم بالجامعة الأميركية. وهي حاصلة على بكالوريوس صحافة من جامعة القاهرة وماجيستير في إدارة الأعمال من إيطاليا.
وتدعونا دينا إلى «التأمل في المعاني التي بنيت عليها هذه الحضارة العظيمة منذ فجرها: الروحانية - التأملات في الكون والروح والإنسان. ووحدة الوجود من خلال تكامل الأضداد. والأنثوي والذكوري، والخير والشر، والأرض والسماء (أو المادة والروح)، الحياة والموت، الظاهر والباطن، العقل والحدس، الحب والغضب، قوة العقل والقلب وقدرتهما الخالقة، العلم من خلال مراقبة الطبيعة واحترامها. وأخيراً الفن عبادة: بناء معبد القلب من خلال بناء المعبد الأرضي. الفن المقدس كطريق للقلب والسماء والأبدية لا الشهرة الدنيوية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.