انطلاق حوار جنيف بحضور طرفي معركة طرابلس

يهود ليبيا يصعّدون مطالبهم بالمشاركة... والسراج ينفي تفتيشه في باريس

عناصر ميليشيا موالية لحكومة الوفاق يغادرون مصراتة أمس للمشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني (رويترز)
عناصر ميليشيا موالية لحكومة الوفاق يغادرون مصراتة أمس للمشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني (رويترز)
TT

انطلاق حوار جنيف بحضور طرفي معركة طرابلس

عناصر ميليشيا موالية لحكومة الوفاق يغادرون مصراتة أمس للمشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني (رويترز)
عناصر ميليشيا موالية لحكومة الوفاق يغادرون مصراتة أمس للمشاركة في المعارك ضد الجيش الوطني (رويترز)

وسط أجواء من السرية والتكتم، أعلنت بعثة الأم المتحدة لدى ليبيا، أمس، أن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5، عقدت أول اجتماع لها تحت رعاية الأمم المتحدة بمقرها في مدينة جنيف السويسرية.
وقالت البعثة في بيان مقتضب إن المحادثات التي ييسرها رئيسها غسان سلامة، تمت بحضور خمسة من كبار الضباط ممثلين عن حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وخمسة من كبار الضباط يمثلون الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر. ولم تقدم البعثة في بيانها أي تفاصيل حول أسماء المشاركين أو جدول الأعمال، مكتفية بالقول إنها ستطلع وسائل الإعلام لاحقاً على المزيد من المعلومات.
وتهدف اللجنة التي تعد أهم نتائج مؤتمر برلين الدولي، إلى تثبيت وقف إطلاق النار المتواصل في طرابلس للأسبوع الثالث على التوالي بين قوات الجيش الوطني وقوات موالية لحكومة السراج.
وكانت القوى الخارجية اتفقت خلال اجتماع قمة عُقد في برلين الشهر الماضي على تعزيز الهدنة الهشة في طرابلس، لكن طرفي الصراع لم يلتزما بوقف إطلاق النار، كما لم تكف الدول التي تدعمهما عن تزويدهما بالسلاح.
وتزامناً مع هذا الاجتماع، هدد رئيس اتحاد يهود ليبيا رافاييل لوزون بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم يوافق رئيس بعثة الأمم المتحدة على مشاركته في حوار جنيف. وكرر لوزون في بيان، أمس، عبر «فيسبوك»، تهديدات أطلقها خلال مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس بشأن «الدخول في إضراب عام عن الطعام، إذا لم يلتفت سلامة خلال 72 ساعة لطلباتي بالجلوس معه».
ورأى أن «كرامة يهود ليبيا اليوم على المحك. وبصفتي رئيس اتحاد يهود ليبيا سأدخل مضطراً في إضراب مفتوح عن الطعام أعلم تماماً مخاطره على رجل في سني وفي مثل حالتي المرضية. والغرض من الإضراب هو إيصال صوتي الاحتجاجي إلى البعثة».
ومن المقرر أن يُعقد في منتصف مارس (آذار) المقبل اجتماع لوزراء خارجية الدول التي تسعى إلى التوسط في التوصل لاتفاق سلام في ليبيا، إذ أبلغ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس محطة «زد دي إف» الألمانية بأن «كل وزراء الخارجية الذين كانوا موجودين في الاجتماع الذي عقد بشأن ليبيا في برلين سيلتقون من جديد الشهر المقبل»، معتبراً أنه «من المهم اجتماع الأطراف الليبية خلال الأيام القليلة المقبلة». وقال إن بلاده ستعمل مع مجلس الأمن لوضع قرار «حتى تعرف الدول التي تخرق حظر التسليح الذي تفرضه الأمم المتحدة أنه يتعين عليها توقع عواقب».
وكان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج نفى تعرضه للتفتيش خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا، وقالت وزارة الخارجية في حكومته في بيان مساء أول من أمس إن «القنصلية الليبية العامة بمرسيليا تنفي جملة وتفصيلاً الخبر المتداول في بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول تأكيد القنصل بتعرض السراج للتفتيش في مطار باريس خلال عودته من الكونغو وتقديم السفارة الليبية في باريس مذكرة احتجاج للخارجية الفرنسية».
والتزمت الوزارة الصمت أمس حيال الإعلان المفاجئ لعبد الله بشير سفير ليبيا في النيجر، انشقاقه رسمياً على حكومة السراج، ولم تعلق على بيان مصور قال فيه إنه لم يعد يساند أو يدعم «الحكومة غير الشرعية»، مؤكداً «دعمه الكامل للجيش الوطني وقائده المشير خليفة حفتر في الحرب التي يقودها ضد الإرهاب».
ميدانياً، وزعت «عملية بركان الغضب» التي تشنها الميليشيات الموالية لحكومة السراج صوراً تُظهر آثار الدمار الناجمة عن القذائف العشوائية التي اتهمت قوات الجيش الوطني بإطلاقها فجر أمس على حي أبو سليم المكتظ بالسكان في طرابلس. كما أشارت إلى قيام اللواء محمد الحداد آمر المنطقة العسكرية الوسطى بزيارة لجرحى قواتها الذين يتلقون العلاج في تونس.
في المقابل، أظهرت لقطات مصورة قيام عناصر من الجيش الوطني بمحاصرة واقتحام منزل يضم «مرتزقة سوريين موالين لتركيا» يقاتلون ضمن قوات حكومة السراج في محور المشروع في العاصمة. وكانت وسائل إعلام محلية نقلت عن ناصر عمار آمر قوة الإسناد بطرابلس الموالي لحكومة السراج، شن قوات الجيش لهجوم أمس على محور طريق المطار والمشروع.
بدوره، نفى اللواء سالم درياق آمر غرفة عمليات سرت الكبرى التابعة للجيش الوطني إشاعات إصابته أو مقتله نتيجة لقصف جوي مزعوم شنته قوات السراج، وأكد في المقابل وجوده في محور أبو قرين جنوب مدينة مصراتة غرب البلاد.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».