التحالف يطلق أولى رحلات «طائرات الرحمة» لعلاج اليمنيين في الخارج

طائرة أقلّت 7 مرضى مع مرافقيهم من صنعاء باتجاه عمّان... بحضور المبعوث الأممي

اليمنيون المرضى لدى صعودهم إلى الطائرة التي أقلتهم من العاصمة صنعاء باتجاه عمّان للعلاج أمس (رويترز)
اليمنيون المرضى لدى صعودهم إلى الطائرة التي أقلتهم من العاصمة صنعاء باتجاه عمّان للعلاج أمس (رويترز)
TT

التحالف يطلق أولى رحلات «طائرات الرحمة» لعلاج اليمنيين في الخارج

اليمنيون المرضى لدى صعودهم إلى الطائرة التي أقلتهم من العاصمة صنعاء باتجاه عمّان للعلاج أمس (رويترز)
اليمنيون المرضى لدى صعودهم إلى الطائرة التي أقلتهم من العاصمة صنعاء باتجاه عمّان للعلاج أمس (رويترز)

أطلق تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، أولى رحلات الجسر الجوي لنقل عدد من المرضى اليمنيين للعلاج في العاصمة الأردنية عمَّان، بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقال التحالف في بيان، إن هذه المبادرة التي أطلق عليها اسم «طائرات الرحمة»، تأتي في إطار «الجهود الإنسانية لقوات التحالف، وحرصها على التخفيف من الأوضاع التي يعانيها الشعب اليمني، وتحسين ظروفهم الإنسانية». وأكد العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أن هذه الخطوة «تأتي ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية، والوقوف مع أبناء الشعب اليمني الشقيق، وتخفيف معاناة الحالات المرضية والعلاجية، وكذلك الأمراض المستعصية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، قد أطلق الأسبوع الماضي جسراً جوياً لنقل المرضى من اليمن للعلاج إلى جمهورية مصر والمملكة الأردنية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأفادت مصادر ملاحية في مطار صنعاء، بأن الطائرة أقلت من مطار العاصمة اليمنية سبعة مرضى مع مرافقيهم إلى العاصمة الأردنية عمَّان من أجل تلقي العلاج. وتعد هذه الرحلة الأولى ضمن الجسر الطبي الأسبوعي الذي سيتولى نقل المرضى من ذوي الأمراض المستعصية للعلاج في الأردن ومصر.
وأفاد بيان نقله الموقع الرسمي للمبعوث الأممي، بأن الرحلة الأولى من الجسر الطبي نقلت عدداً من المرضى من أصل مجموعة أولية مؤلفة من 30 شخصاً بالإضافة لمرافقيهم، من صنعاء إلى عمَّان، في حين ستسافر بقية المرضى من المجموعة الأولية في رحلة ثانية، بينما يتبعهم مزيد من المرضى في رحلات لاحقة.
وأشار البيان إلى امتنان المبعوث الأممي للمملكة العربية السعودية جراء «جهودها في هذا الإجراء الإنساني»، وأيضاً للبلدان المضيفة، وهي المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية. وأضاف البيان أن تعاون الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية والتزامهما ساهم في جعل عملية نقل المرضى ممكنة، كما تعاون كثير من كيانات الأمم المتحدة وكثير من الحكومات في المنطقة وحول العالم، لتوفير الفرصة لهؤلاء المرضى الثلاثين لتلقي الرعاية الطبية التي يحتاجونها خارج اليمن.
وأكد البيان الأممي المشترك أن الأمم المتحدة ستبذل «ما في وسعها لضمان استمرار الجسر الطبي الجوي، كحل مؤقت لتخفيف معاناة الشعب اليمني، حتى يتم التوصل إلى حل أكثر استدامة في المستقبل القريب».
وعلى الرغم من التزام التحالف بتيسير بدء الرحلات، فإن الميليشيات الحوثية أعلنت عن عدم رضاها، وزعمت أن الرحلات الأسبوعية لنقل المرضى غير كافية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قد وصل أول من أمس إلى صنعاء، في سياق الجهود التي يقودها للتقدم نحو مشاورات جديدة بين الميليشيات والحكومة الشرعية، إضافة إلى جهوده في تيسير الملفات الإنسانية الأخرى.
وأعلنت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية، أن زعيمها عبد الملك الحوثي التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وزعمت أن اللقاء ناقش التصعيد الميداني الأخير وضربات تحالف دعم الشرعية على مواقع الجماعة، إضافة إلى الملفات الأخرى المتعلقة بالاقتصاد والأسرى والمعتقلين. كما زعمت الميليشيات الحوثية أن هناك أكثر من 32 ألف مريض بحاجة للسفر إلى الخارج من أجل العلاج، وأن هذه الآلية لنقل سبعة مرضى في كل رحلة أسبوعياً غير كافية.
وكانت الحكومة الشرعية قد اقترحت تسيير رحلات مدنية من مطار صنعاء لنقل المرضى، شريطة أن تمر بمطار عدن أو سيئون للتفتيش، غير أن مبادرة الحكومة لم تجد قبولاً من الجماعة التي تحاول الاستثمار في الملفات الإنسانية لكسب التعاطف الدولي.
وتعد الرحلة التي أقلعت أول من أمس، والتي أقلت مرضى يمنيين من صنعاء، الأولى منذ الرحلة التي كانت قد أقلت نحو 100 من عناصر الجماعة الحوثية، للعلاج عبر سلطنة عُمان، قبيل انعقاد مشاورات استوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) 2018. وبحسب تصريحات حكومية رسمية، فإن الجماعة الحوثية كانت تعمدت منذ انقلابها على الشرعية أن تسخِّر مطار صنعاء لنقل الأسلحة عبر طائرات إيرانية كانت تسيِّر رحلات أسبوعية إلى اليمن، قبل أن يتدخل تحالف دعم الشرعية للسيطرة على الأجواء والمنافذ اليمنية الأخرى.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.