أن أعداد المنتمين للحزب تضاعفت منذ العام 2016 ووصلت إلى 250 شخصا، معظمهم من حملة الجنسية الأفغانية والتركية، ومنهم من يحمل كذلك الجنسية الألمانية.
وتم حظر الحزب قبل أكثر من 17 عاما لمخالفته لفكرة التفاهم الدولي والحض على العنف بهدف تنفيذ أجندته السياسية، بحسب المخابرات الداخلية. ويروج الحزب لقتل اليهود ويتهم بنشر الدعاية التحريضية المعادية للسامية. وفي العام 2006 أكدت المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا قرار الحظر، ومن بعدها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في العام 2012.
وقال ماركو هاسي، المتحدث باسم مكتب المخابرات الداخلية في هامبورغ، إن أحد أسباب زيادة أعداد المنتمين للحزب المحظور، هو أن أعضاءه يحاولون جذب أعضاء عبر طرح مواضيع شعبية، وأعطى مثالا على ذلك عندما نظم الحزب قبل أيام مظاهرة في هامبورغ ضد قمع الإيغور، الأقلية المسلمة، في الصين.
وشارك في المظاهرة حينها ما يزيد على ألفي شخص. ورسميا، دعت للمظاهرة جمعية تدعى «جيل الإسلام»، إلا أن المخابرات تعتقد أن حزب التحرير هو من كان خلف تنظيمها. وقال هاسي حينها إنه خلف هذه الدعوة «التي تبدو بريئة يقف حزب التحرير المحظور، فهي حالة مثالية لاستراتيجية تعتمدها الأحزاب المتطرفة وتعتمد على إزالة الحدود في محاولة لكسب المزيد من الأتباع عبر طرح مواضيع غير متطرفة». وأضاف هاسي أن «أي شخص يشارك في هذه المظاهرة يعني أنه يدعم بوضوح الجماعة المحظورة».
وتصنف المخابرات الألمانية حزب التحرير على أنه يؤمن بالعنف ويسعى لتحقيق أهدافه في ألمانيا عبر العنف. وتعتقد بأن الحزب يحاول جذب أعضاء جدد عبر استهداف الجاليات المسلمة بتنظيم نشاطات اجتماعية إضافة إلى طرح قضايا جذابة.
وفي العام 2016 تأسس في مدينة هامبورغ نادي كرة قدم للهواة تحت اسم «عادل». وفي العام 2018 قالت المخابرات الألمانية إن «حزب التحرير» هو من أسس الفريق بهدف محاولة التوسع واستقطاب الشباب. وأغلق النادي الذي كان ينافس في الدرجة الثانية، منذ ذلك الحين. وقالت المخابرات الداخلية حينها إن اللاعبين في الفريق كانوا بمعظمهم أعضاء في الحزب. واعتبرت أن الفريق «تم تأسيسه بهدف كسب أعضاء جدد لتجنيدهم في حزب التحرير تحت مظلة فريق كرة قدم يبدو في الظاهر بريئا».
ومن بين النشاطات التي ينفذها أعضاء الحزب لمحاولة كسب مؤيدين، إطلاق عريضة عبر الإنترنت ضد منع الحجاب في المؤسسات العامة، تمكنت من جمع 170 ألف إمضاء.
وإضافة إلى هامبورغ، فإن الحزب ينشط كذلك في العاصمة الألمانية برلين. وبحسب تقرير لصحيفة «مورغن بوست» العام الماضي، فإن الحزب قد شارك في ثلاث مناسبات عامة على الأقل خلال عام تحدث فيها أعضاؤه أمام المئات. وتقول المخابرات الداخلية إنها تعلم بهذه التجمعات وتراقبها.
وتعتبر المخابرات الألمانية أن أحد أبرز قادة هذه الجماعة في ألمانيا هو عبد الله إمام أوغلو من أصول تركية، وتعتقد أن لديه أتباعا في برلين. وفي يونيو (حزيران) العام 2018 شارك إمام أوغلو في تجمع شارك فيه المئات في مقاطعة تامبلهوف في برلين. وفي العام 2017 شارك وألقى كلمات في تجمعين في مقاطعة ميتا ببرلين. ومن الشخصيات الأخرى المعروفة لدى المخابرات من الحزب المحظور، عبد الرحيم تشين، وهو أيضا من أصول تركية، وله كتابات في منشورات تابعة لـ«حزب التحرير».
وبحسب الصحيفة، فإن الحزب الذي يضم 35 عضوا في برلين، يعقد اجتماعاته تحت اسم جماعة «كوزوم كيماتي». وبحسب المخابرات الداخلية، فإن هؤلاء لا يشكلون منظمة بقدر ما هي منبر لعقد اجتماعات وندوات. وبحسب المجموعة نفسها، فهي تضم «أكاديميين ورجال أعمال وسياسيين» كلهم من الأتراك. ولكن لا يمكن للمخابرات الداخلية أن تثبت وجود رابط بين الجماعتين «بسبب التحفظ الكبير لأعضاء هذه المجموعة في كلماتهم ونشاطاتهم»، ما يجعل حظر هذا التجمع صعبا.
وبشكل عام، ترى المخابرات الألمانية أن استراتيجية «حزب التحرير» هي «البناء على الثقة عبر ترديد خطابات تستهدف شرائح معينة ومن خلال نقاشات سياسية مرتبطة بالإسلام». كل ذلك من دون أن يفصح أعضاء الحزب عن أنفسهم، ودون الإشارة إلى الحزب المحظور بشكل مباشر. وبهدف استقطاب أعداد إضافية من الشباب، تقول المخابرات إن أعضاء الحزب «يحاولون بناء رابط مع الشباب المسلم الذين يريدون مساعدة بعضهم».
وتصف المخابرات الداخلية في ولاية بادن فورتمبرغ «حزب التحرير» بأنه جزء من منظمة «عابرة للقارات ويدعو إلى تأسيس الخلافة الإسلامية من خلال قوانين الشريعة، ويرفض من هذا المنطلق الحدود الجغرافية للدول»، ويقول تقرير قديم للمخابرات إن الحزب رغم أنه محظور في ألمانيا فإنه «يبقى ناشطا وهو ينشر آيديولوجيته في ألمانيا عبر مواقع بالألمانية وعلى مطبوعات ورقية». ويتابع التقرير أن المنظمة «تستهدف أشخاصا متعلمين عوضا عن استهدافهم عبر الابتزاز العاطفي»، وأنها تعتمد «كأساس لترويج أفكارها معاداة الرأسمالية ويروجون لمساعيهم بتأسيس نوع من الإسلام الألماني أو الأوروبي ولكن يعارضون بشكل واضح اندماج المسلمين بالمجتمعات الغربية».
ويعتبر «حزب التحرير» حزبا متطرفا له مقرات في أنحاء أوروبا، ومقره الرئيسي بريطانيا. ورغم أن وزارة الداخلية البريطانية تصنف الحزب بـ«المتطرف» فإنه لم يتم حظره لأنها لا تصنفه حزبا يحض على العنف بعد.
ومع ذلك، فقد وصف تقرير لقناة «بي بي سي» البريطانية الحزب بأنه يروج على موقعه «للعنصرية ومعاداة السامية، ويصف منفذي الهجمات الانتحارية شهداء، ويحض المسلمين على قتل اليهود».
وتسعى المخابرات الداخلية والحزب الحكام، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لحظر جماعة «الإخوان» و«حزب الله» في ألمانيا، إلا أن صعوبة تقديم أدلة ثابتة على الجماعات المرتبطة بها، يشكل التحدي الأساسي.
وفي نهاية العام الماضي، مرر البرلمان الألماني، البوندستاغ، قرارا يوصي الحكومة بحظر «حزب الله» ويكلفها اتخاذ القرار حول حجم الحظر، وما إذا كان سيطال نشاطات أعضائه في ألمانيا، أم أنه يصل إلى الجماعة في لبنان. وتعارض الحكومة الألمانية حظر «حزب الله» بجناحيه العسكري والسياسي، تماشيا مع سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يرى أن حزب الجناح السياسي لـ«حزب الله» قد يقوض العلاقة السياسية مع لبنان كون الحزب له نواب في البرلمان وعادة ما يشارك في الحكومات.
ولكن الخارجية الألمانية قالت إن الحظر سينحصر فقط حول نشاطات «حزب الله» داخل ألمانيا من دون أن يؤثر ذلك على أعضائه في لبنان، ما يعني أنه سيمنع من تنظيم مظاهرات ورفع أعلامه، كما أن أعضاءه الذين يشتبه بأنهم يرسلون له أموالا إلى لبنان ستتم ملاحقتهم ومحاكمتهم. ومنذ تصويت البوندستاغ على القرار لم تتخذ الحكومة الألمانية أي خطوات بعد، أو تناقش كيفية تطبيق القرار.
رغم حظره في ألمانيا... «حزب التحرير» يتوسّع
قادته يحملون الجنسية التركية ويستهدفون شرائح جديدة عبر رفع شعارات شعبية
رغم حظره في ألمانيا... «حزب التحرير» يتوسّع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة