عباس: خطة ترمب نقض لاتفاق أوسلو... وأبو الغيط يعدّها «مخيبة للآمال»

الرئيس الفلسطيني أعلن خلال اجتماع طارئ للجامعة العربية «قطع كل العلاقات بما فيها الأمنية مع أميركا وإسرائيل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمسك بصورة تجمع خرائط فلسطين التاريخية وخطة التقسيم الأممية عام 1947 والحدود بين عامي 1948 و1967 بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والخريطة الحالية (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمسك بصورة تجمع خرائط فلسطين التاريخية وخطة التقسيم الأممية عام 1947 والحدود بين عامي 1948 و1967 بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والخريطة الحالية (أ.ف.ب)
TT

عباس: خطة ترمب نقض لاتفاق أوسلو... وأبو الغيط يعدّها «مخيبة للآمال»

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمسك بصورة تجمع خرائط فلسطين التاريخية وخطة التقسيم الأممية عام 1947 والحدود بين عامي 1948 و1967 بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والخريطة الحالية (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمسك بصورة تجمع خرائط فلسطين التاريخية وخطة التقسيم الأممية عام 1947 والحدود بين عامي 1948 و1967 بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والخريطة الحالية (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (السبت) أمام اجتماع طارئ للجامعة العربية في القاهرة أنه أبلغ إسرائيل والولايات المتحدة رسمياً بقطع «أي علاقة» معهما بما فيها «العلاقات الأمنية».
وطلب عباس من إسرائيل «تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال» للأراضي الفلسطينية.
وقال عباس إنه تم تسليم رسالتين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلى الإدارة الأميركية موضحاً أنهما شبه متطابقتين.
وتلا نص الرسالة التي أرسلت إلى إسرائيل: «نبلغكم هنا أنه لن تكون هناك أية علاقة معكم ومع الولايات المتحدة الأميركية بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية».
وتابع تلاوة النص «وعليكم أيها الإسرائيليون أن تتحملوا هذه المسؤولية كقوة احتلال».
وقال عباس إنه أبلغ نتنياهو أن الخطة الأميركية للسلام تمثل «نقضا لاتفاقات» أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993.

وأضاف: «لو كانت أميركا طرفاً في (اتفاق أوسلو) لما تم»، مؤكداً أن «خطة أميركا تفرض سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على غرب نهر الأردن». وأضاف أن «القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، وإنما للعرب جميعاً». وتابع أن «واشنطن أمهلتنا 4 سنوات لتنفيذ خطة السلام، وإسرائيل باشرت بها فوراً».
وقال عباس: «طلبوا منا الاعتراف بيهودية الدولة التي تضم عرباً ومسيحيين». ولفت إلى أن «الاحتلال يهدم منازل فلسطينيين بشكل يومي لبناء مستوطنات جديدة». وأشاد بردود الفعل العربية والدولية ضد الخطة الأميركية، قائلاً: «سنتوجه إلى مجلس الأمن للبحث عن حل لقضيتنا».
وتابع: «الملك سلمان قال لي إن السعودية دائماً مع الفلسطينيين». وقال: «وجهنا رسالة للإدارة الأميركية رفضنا فيها خطة السلام»، موضحاً أنه «لا نزال نؤمن بالسلام على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن».
من جانبه، وصف أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الخطة الأميركية بأنها «مخيبة للآمال». مضيفاً: «ندرس كل ما يُطرح علينا، ومن حقنا أن نقبل أو نرفض، نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام».
وأشار إلى أن «إسرائيل تفهم الخطة الأميركية للسلام بمعنى الهبة، ولا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين». ودعا أبو الغيط الفلسطينيين إلى «إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات».


أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.