البنوك المغربية تستجيب لـ«نداء ملكي» بخفض فائدة مشاريع الشباب

TT

البنوك المغربية تستجيب لـ«نداء ملكي» بخفض فائدة مشاريع الشباب

أعلنت البنوك المغربية عن تخفيض سقف أسعار فائدة القروض الموجهة لمشاريع الشباب والمقاولات الصغيرة إلى 2 في المائة بشكل عام، وإلى 1.75 في المائة في العالم القروي.
وأشارت المجموعة المهنية لبنوك المغرب ووزارة المالية وبنك المغرب المركزي، في بيان مشترك صدر مساء أول من أمس، إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس اعتبر، خلال حفل إطلاق البرنامج المندمج للتمويل المقاولاتي، أن أسعار الفائدة التي تطبقها البنوك عالية جدا. وعبر عن أمله في أن لا تتجاوز نسبة الفائدة التي ستطبق على المشاريع التي يمولها البرنامج سقف 2 في المائة.
تجدر الإشارة إلى أن وضع هذا البرنامج الجديد، الذي يستهدف تمويل مشاريع الشباب ومواكبة حاملي الشهادات وتمويل الشركات الصغرى المصدرة ومصاحبة مشاريع رواد الأعمال في العالم القروي، جاء كثمرة عمل مشترك بين الحكومة والبنوك المغربية والبنك المركزي خلال الأشهر الأخيرة، وذلك تنفيذا لتوجيهات العاهل المغربي في خطاب افتتاح الدورة التشريعية يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي دعا فيه البنوك إلى وضع برنامج تمويل خاص لهذه الفئات. ومن أبرز التدابير التي اتفقت عليها الأطراف الثلاثة في إطار هذا البرنامج إنشاء صندوق برأسمال 6 مليارات درهم (632 مليون دولار) يمول مناصفة بين الحكومة والبنوك المغربية، كآلية جديدة لتمويل الشرائح الاجتماعية المستهدفة بالبرنامج.
وأضاف البيان المشترك للأطراف الثلاثة أن العاهل المغربي أعطى تعليماته لصندوق الحسن الثاني للتنمية، وهو صندوق سيادي مغربي يمول من مداخيل تخصيص المنشآت العمومية، لكي يساهم في صندوق التمويل المقاولاتي بمبلغ ملياري درهم (210 ملايين دولار) إضافية ومن دون فوائد، وذلك قصد تمكين هذا الصندوق من منح التمويلات بأسعار فائدة أقل. وبذلك ارتفع رأسمال الصندوق الجديد إلى 8 مليارات درهم (642 مليون دولار).
إضافة إلى ذلك، أشار البيان إلى أن اتخاذ العديد من التدابير الإضافية، تنفيذا للتوجيهات الملكية المغربية، بغرض تمكين البنوك من تخفيض أسعار الفائدة على تمويلاتها المشاريع والفئات الاجتماعية المستهدفة، منها على الخصوص وضع آلية لإعادة التمويل غير المحدود لهذه التمويلات بسعر فائدة محدد في 1.25 في المائة، وهو الأدنى تاريخيا الذي يطبقه بنك المغرب على إعادة تمويل القروض البنكية. إضافة إلى رفع سقف ضمان هذه التمويلات من طرف صندوق الضمان المركزي إلى نسبة 80 في المائة.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».