غضب في تونس بعد تخصيص فندق لتجميع المشتبه بإصابتهم بـ«كورونا»

السكان يتخوفون من عزل منطقتهم ومحاصرتها اقتصادياً

غضب في تونس بعد تخصيص فندق لتجميع المشتبه بإصابتهم بـ«كورونا»
TT

غضب في تونس بعد تخصيص فندق لتجميع المشتبه بإصابتهم بـ«كورونا»

غضب في تونس بعد تخصيص فندق لتجميع المشتبه بإصابتهم بـ«كورونا»

أصدرت هيئة صحية مكلفة بمتابعة فيروس «كورونا»، ومنع انتشاره في تونس، قرارا يقضي بتخصيص فندق يوجد بالضاحية الجنوبية للعاصمة لعزل أي حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس القادم من الصين، وهو ما خلف جدلا واسعا وسط السكان، ورفضا من طرف سكان المنطقة.
وتجاوز الخلاف وزارة الصحة ليشمل وزارتي الداخلية والسياحة ورئاسة الحكومة، باعتبارها أطرافا مشاركة في اللجنة الصحية الحكومية، حيث هدد فتحي زقروبة، رئيس بلدية حمام الشط، وعدد من أعضاء المجلس البلدي باستقالة جماعية في حال إقرار نهائي لـحشد المشتبه بإصابتهم بفيروس «كورونا» في هذا الفندق بالذات، واعتبروا القرار الحكومي «غير مناسب، وليس في محله»، وأبرزا أن المنطقة البلدية يسكنها نحو 10 آلاف طالب جامعي، وتشهد حركية اقتصادية هامة، وأنه من شأن هذا القرار أن يعزل المنطقة برمتها. مشددين على أن تخصيص مركز للعزل الصحي «سيمثل تهديدا لحياة السكان، وليس حلا لهذا الوباء».
وأقر رئيس بلدية حمام الشط وصول سيارات إسعاف وطواقم طبية وشبه طبية إلى الفندق السياحي خلال الأيام الأخيرة. غير أن احتجاج السكان جعل أعضاء الأطراف المعنية بمراقبة هذا الفيروس تنسحب دون صدور موقف حكومي رسمي يلغي، أو يؤكد، قرار اعتماد هذا الفندق السياحي للعزل الصحي.
وفي هذ السياق، أكدت سنية بالشيخ، وزيرة الصحة بالنيابة، عدم وجود أي حالة إصابة، أو حتى شبهة إصابة بفيروس كورونا في تونس، وقالت بخصوص تخصيص الفندق السياحي لعزل الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس، إن «العزل سيشمل الأشخاص القادمين من الصين، والذين لا يحملون أي علامة مرض حين دخولهم التراب التونسي، وذلك لمراقبتهم لفترة إضافية والتأكد من سلامتهم»، مبرزة على أن هذا الإجراء لا يمكن أن يمثل أي خطر على السكان المجاورين لهذا الفندق السياحي.
لكن السلطات المحلية لم تقتنع بوجهة نظر وزارة الصحة، وراسلت رئاسة الحكومة لتجدد رفضها القاطع إرسال المشتبه بإصابتهم بالفيروس القاتل إلى منطقة حمام الشط.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.