الموضة السعودية... من الاستهلاك إلى الإنتاج

تحولات ثقافية واجتماعية تصنع تغييرات إيجابية تستهدف جعل البلاد مركزاً لعروض الأزياء

الأميرة ريما بنت بندر السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة تتحدث عن أهمية صناعة الموضة ودورها في بناء مستقبل واعد
الأميرة ريما بنت بندر السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة تتحدث عن أهمية صناعة الموضة ودورها في بناء مستقبل واعد
TT

الموضة السعودية... من الاستهلاك إلى الإنتاج

الأميرة ريما بنت بندر السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة تتحدث عن أهمية صناعة الموضة ودورها في بناء مستقبل واعد
الأميرة ريما بنت بندر السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة تتحدث عن أهمية صناعة الموضة ودورها في بناء مستقبل واعد

كان للتحولات الاجتماعية التي شهدتها السعودية دور كبير في إعادة الاعتبار للمرأة العاملة في مجالات الإبداع، بما في ذلك الموضة. فبعد أن كانت السعودية هدفاً لكبريات الدور العالمية، بصفتها سوقاً مهمة واعدة لبيع منتجاتها، دخلت مجموعة لا يستهان بها من المصممات المنافسة، على المستويين المحلي والعالمي.
ويعود الفضل في هذا إلى دخول المؤسسات الحكومية على الخط، بافتتاحها برامج خاصة للتصميم والأزياء، وتنظيم عدد من العروض العالمية، مستفيدة من مواهب العشرات من المصممات السعوديات اللواتي تلقى بعضهن دراستهن خارج البلاد، فيما صقل بعضهن الآخر موهبتهن بالممارسة، مستفيدات من هذه البرامج الحكومية.
قصة التحول ترصدها نساء كنّ إلى عهد قريب مستهلكات أو هاويات يتابعن ما تنشره المجلات العالمية، لكنهن تحولن إلى منتجات ومبدعات تصل تصاميمهن إلى هوليوود، اكتسبن ثقة أكبر تجلت في جُرأتهن في اختيار الألوان والأشكال. وما شجعهن هذا الإقبال المتزايد للمرأة على كل ما هو محلي اعتزازاً بهويتها من جهة، وتمرداً على وضع دام طويلاً، كن فيها مجرد متلقيات لا يهتم الغرب ببيئتهن وثقافتهن كثيراً. فرغم التغير الذي شهدته الموضة في العقد الأخير، والذي شهد احتراماً أكبر لهويتها من خلال الأزياء المحتشمة، لم يكن هذا كافياً بنظرها. لهذا لم يكن غريباً أن تتوجه العيون إلى بنات بلدهن، وكلهن أمل أن يترجمن تطلعاتهن بشكل جيد. عباءة المرأة السعودية التي اتسمت بلونها الأوحد، أصبحت اليوم مثالاً على تنوع تصاميمها وخاماتها وتصاميمها الخاصة بالنهار أو بالمناسبات الكبيرة. ولم يكن مألوفاً أيضاً أن تُعمل جلسات تصوير الأزياء في الأماكن العامة، وهو ما بات مقبولاً اليوم، مع توفر عارضات سعوديات، بدلاً من الاستعانة بعارضات من جنسيات أخرى. وربما أسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في دفع مسيرة هذا التحوّل في صناعة الموضة في السعودية، لتظهر أنماط جديدة متنوعة، يتعاطى معها الجيل الجديد، ويقتدي بها في أحيان كثيرة، الأمر الذي يجعل الشبان والفتيات أكثر قدرة على التعبير عن ذواتهم، وفق المظهر الذي يرونه الأنسب لهم، وبما ينسجم مع الأشكال الحديثة للموضة العالمية، مع الحفاظ على الهوية المحلية.
ومن ناحيتها، تشير أماني رضوان، وهي صانعة محتوى متخصص بالأزياء عضو مجلس سيدات الأعمال، إلى النمو الاقتصادي الملحوظ للبلاد الساعي لتطبيق رؤية 2030، قائلة: «من أهم تلك المجالات التي توليها السعودية رعاية، وتحاول تسليط الضوء عليها، مجال تصميم الأزياء. فمنذ أعوام ليست بالقليلة، تدرس جامعاتنا خياطة وتصميم وتصنيع الأزياء، حيث تتخرج الفتيات ليتقن المهنة، فيستطعن إنشاء مشروعهن الخاص الصغير الذي يخدم شريحة معينة».
وتتابع رضوان حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة إنه «منذ أن تم إطلاق مواقع التواصل الاجتماعي من سنوات عدة، برزت إبداعات لمصممين ومصممات سعوا للوجود المحلي والانتشار العالمي». وتشير رضوان إلى برنامج الابتعاث الثقافي الذي أطلقته مؤخراً وزارة الثقافة في 3 مسارات لعدة تخصصات تعنى بالثقافة والفنون، ومنها تصميم الأزياء وصياغة الذهب والمجوهرات.
وتضيف: «هذا الحراك المميز مهم للغاية، وسيرتقي بالصناعة لتكون أكثر إتقاناً وتميزاً واحترافية لأن بالتعليم والمعرفة المستقاة من مصادرها ستكون إضافة كبيرة للمبتعثين الذين بالمقابل سيضيفون خبراتهم لشغفهم، فنكون في الصدارة مستقبلاً بلا شك».
وترى رضوان أن التخصصات الدراسية الواعدة في السوق السعودية لصناعة الأزياء كثيرة متنوعة، مثل: تجارة الأزياء - عارضات الأزياء - تكنولوجيا الأزياء - إدارة صناعة الملابس - تصميم الأحذية وتطويرها - التصنيع الدولي وتطوير المنتجات - تصميم الأقمشة، وغيرها.
وكل هذه المتغيرات تدفع عجلة صناعة الأزياء والتجميل في السعودية إلى الأمام بشكل واضح، وتفتح شهية كثير من الفتيات السعوديات للانخراط في هذا المجال، تحت اسم «ميك آب أرتيست» أو «مدربة أزياء» أو «خبيرة مظهر» أو «مدوّنة موضة» و«فاشنيستا»، وغيرها من مهن صارت رائجة اليوم. ولم يغب الجنس الخشن عن صناعة الموضة، إذ صارت لهم اليوم أدوار بارزة أيضاً.
ويبدو تأثير حالة الانفتاح الاجتماعي وتسارع تمكين المرأة واضحاً أكثر على هيئة نساء السعودية في دوائر العمل والأماكن العامة، التي صارت تميل إلى الأزياء العملية والعباءات المريحة كي تسهل لها مهام التنقل والحركة بصورة أكبر من السابق، مع رغبة كثير من السيدات بالانعتاق من الملابس ذات الألوان القاتمة، واستبدال الألوان المشرقة بها، تبعاً لمتطلبات فصول العام. وهو أمر تنبهت له دينا الفارس، مؤسسة «قمرة»، وهي علامة تجارية تركز على ملابس السيدات العاملات، بما يتناسب مع أعمالهن.
وتوضح الفارس أنها كانت تفكر في طريقة تحافظ بها على أنوثة المرأة، وفي الوقت ذاته إيجاد لباس عملي مناسب محتشم، ينبع من الإيمان بقدرات المرأة ودورها المهم في تطوير مجتمعها، اقتصادياً وفكرياً. وتراهن الفارس على تقديم تصاميم تتضمن مظهراً خارجياً لائقاً، يعكس جدية وأنوثة المرأة، ويرفع من أدائها العملي الذي بات هاجساً للسعوديات اليوم.
وتتحدث شعاع الدحيلان، خبيرة التجميل رئيسة لجنة المشاغل والمراكز النسائية بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية السعودية، عن هذه التحولات بالقول: «صناعة التجميل تشهد ارتقاءً جذرياً اختلف اختلافاً كلياً عما كان عليه في السابق، ويمكن القول إن صناعة التجميل تتمتع بفرص أكثر جذباً في السعودية، وهو ما يجعلها أسهل طريق للراغبين في الاستثمار».
وتتابع الدحيلان حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة إن «تطور صناعة التجميل لا يقتصر على التزيين فحسب، بل يعني أيضاً صناعته من خلال تصنيع المنتجات، واللحاق بركب التطورات والمتغيرات. فهناك تقنيات حديثة تم إدخالها في صلب أعمال التجميل يجب مواكبتها بانتظام».
وتضيف: «نسعى في اللجان، كلجنة الصالونات ومراكز التجميل في المنطقة الشرقية واللجنة الوطنية لقطاع التجميل، إلى بلورة صورة واضحة في تلك الصناعة لتصبح وطنية بحتة، عبر التوطين والترغيب في بيئة العمل، وإدراك أن الأيدي الوطنية العاملة في القطاع متوفرة مستعدة للتعرف على الفرص المتاحة... نسعى معاً إلى تقديم مبادرات تُثري وتعزز هذه الصناعة في المملكة، بهدف الاندماج مع برامج جودة الحياة ورؤية المملكة والاستراتيجيات والخطط التنموية».
والمتابع للساحة السعودية حالياً يُدرك أن الموضة في السعودية اكتسبت هوية خاصة، هي خليط بين الانفتاح والأصالة، بمزاوجة الحداثة في التصاميم بالطابع المحافظ، الأمر الذي يجعل صُناع الموضة يتوقعون أن يكون لها دور بارز في صناعة الأزياء عالمياً. فمن قلب عاصمة الموضة باريس، عرضت نورة الحميد، وهي مصممة أزياء سعودية، قبل أيام، 20 زياً محتشماً من مجموعتها لفساتين السهرة الـ«هوت كوتور» في متحف اللوفر، في إطار فعاليات «أسبوع الموضة 2020» للأزياء الربيعية والصيفية كوتور.
وتبدي الحميد، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تفاؤلها بأن يكون للسعودية بصمة بارزة في صناعة الأزياء المحافظة المطعمة بالروح العصرية، قائلة: «لدينا في جامعة الأميرة نورة في الرياض عدد كبير جداً من خريجات قسم التصميم، ولدينا جيل واعد صاعد، لذا أنا متفائلة بأن يكون للمصممات السعوديات بصمة واضحة على الساحة العالمية».
وتصف الحميد التي بدأت تصميم الأزياء عام 2008 الأزياء المحافظة بأنها ملابس الطبقة الملكية والراقية، مضيفة: «أدعو الفتيات السعوديات للإبداع في التصميم، بما يناسب عاداتنا وتقاليدنا». وتؤكد الحميد أن الطلب العالمي على الأزياء المحتشمة كبير جداً، متابعة: «المصممون العالميون، مثل زهير مراد وإيلي صعب وفالنتينو، وغيرهم، تبنوا هذا الاتجاه في عروضهم الأخيرة، خاصة في موسم الـ«هوت كوتور»، لأنها تكون في الغالب محتشمة راقية».
ويشهد قطاع الأزياء والموضة ازدهاراً كبيراً، في ظل التطورات الثقافية التي تعيشها البلاد بفضل رؤية 2030. وكانت وزارة الثقافة قد نظمت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فعالية «مستقبل الأزياء»، ضمن برنامج «موسم الرياض». وتسعى الوزارة من خلال هذه الفعالية إلى دعم قطاع الأزياء، باعتباره أحد قطاعاتها الستة عشر الرئيسية التي أعلنت عنها في وثيقة رؤيتها وتوجهاتها. وافتُتح هذا الحدث بكلمة الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، مستشارة وزارة الثقافة، تحدّثت فيها عن إدراج السعودية عدة أساليب حديثة في مجال صناعة الموضة، مع حفاظها على التراث والتقاليد في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

2024... عام التحديات

لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)

التول والمخمل... رفيقا الأفراح والجمال

بين المرأة والتول والمخمل قصة حب تزيد دفئاً وقوة في الاحتفالات الخاصة والمناسبات المهمة

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)

2024...عام الإقالات والتعيينات

ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
TT

2024...عام الإقالات والتعيينات

ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)
ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

تعيين ماثيو بلايزي مصمماً لدار «شانيل»

ماثيو بلايزي يدخل دار «شانيل» (غيتي)

ربما يكون هذا التعيين هو الأهم لما تتمتع به الدار الفرنسية من أهمية. بلايزي الذي كان إلى عهد قريب مصمم دار «بوتيغا فينيتا» لن يخلف في الواقع فيرجيني فيارد، التي كانت اليد اليمنى للراحل كارل لاغرفيلد لعقود، فهي لم تكن سوى محطة توقفت عندها الدار الفرنسية لجس النبض والحفاظ على الاستمرارية. بلايزي كما يعرف الجميع سيخلف الراحل كارل لاغرفيلد نفسه، بكل ما يحمله هذا الاسم من قوة. لكن خبراء الموضة متفائلون، كون بلايزي أثبت نفسه في دار «بوتيغا فينيتا»، وخلال 3 سنوات فقط، حقّق لها نقلة مهمة. تعويذته كانت الحرفية في التنفيذ والتفاصيل، والابتكار في التصميم والألوان، الأمر الذي نتجت عنه منتجات حققت المعادلة بين الفني والتجاري التي راوغت العديد من أبناء جيله حتى الآن.

هادي سليمان يغادر «سيلين»

صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

قبل تعيين ماثيو بلايزي مصمماً لدار «شانيل»، راجت شائعات بأن المنصب سيكون من نصيب هادي سليمان، لا محالة. لكن حتى الآن لم يُعلن المصمم عن محطته التالية، فيما عيّنت «سيلين» مايكل رايدر خليفة له في اليوم نفسه، وهو ما يجزم بأن المفاوضات كانت طويلة وشائكة بين الطرفين كما أشيع حينها. فالتخلي عن سليمان بعد 6 سنوات، لم يكن سهلاً، لا سيما وأنه ضاعف إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها هذا العام.

حيدر أكرمان في دار «توم فورد»

حيدر أكرمان مصمم «توم فورد» الجديد (غيتي)

تعيين حيدر أكرمان مديراً فنياً لدار «توم فورد» أثلج صدور الكثيرين من العاملين في قطاع الموضة، لما يتمتع به من احترام لأسلوبه الخاص في التفصيل والابتكار. كان من بين الأسماء التي طُرحت لتسلم مقاليد دار «شانيل» من فيرجيني فيارد، خصوصاً أن الراحل كارل لاغرفيلد وصفه في أحد تصريحاته بأنه «خليفته المثالي في (شانيل)». لكن يبدو أن كفة ماثيو بلايزي غلبت.

جوليان كلاوسنر مديراً فنياً لدار «دريس فان نوتن»

جوليان كلاوسنر المدير الفني الجديد لدار «دريس فان نوتن» (دريس فان نوتن)

أُعلن مؤخراً تولي البلجيكي جوليان كلاوسنر منصب المدير الإبداعي للدار بعد أشهر من التكهنات إثر استقالة مؤسسها دريس فان نوتن من منصبه في شهر مارس (آذار) الماضي. المؤسس برّر قرار التقاعد في سن الـ65، بأنه نابع أولاً من رغبة في أن يُفسح المجال لدماء جديدة وشابة، وثانياً في أن يتفرّغ إلى نشاطات وهوايات أجّلها طويلاً.

«فالنتينو» تودّع بكيولي وتستقبل ميكيلي

أليساندرو ميكيلي المدير الإبداعي الجديد لدار «فالنتينو» (فالنتينو)

ربما يمكن استغناء دار «فالنتينو» عن بييرباولو بكيولي واستبداله بأليساندرو ميكيلي مصمم «غوتشي» السابق مفاجأة العام. فبييرباولو بكيولي محبوب من قبل خبراء الموضة ومتابعيها. عروضه كانت دائماً تثير العواطف والمشاعر، وليس أدل على هذا من دموع النجمة سيلين ديون وهي تتابع أحد عروضه في باريس. لكن المشاعر شيء والربح شيء آخر على ما يبدو بالنسبة للمجموعات الضخمة.

في أقل من أسبوع من خروجه، دخل أليساندرو ميكيلي، المعروف بأسلوب «الماكسيماليزم» الذي يدمج فيه الـ«فينتاج» بطريقة جريئة رآها البعض أنها لا تتناسب مع روح «فالنتينو» الرومانسية. لكن في عرضه الأول، قدّم تشكيلة أجمع الكل على أنها كانت إيجابية، على عكس التوقعات بأنه سيفرض أسلوبه الخاص ويمحي كل ما قبله، مثلما فعل في دار «غوتشي» سابقاً.

أوساط الموضة تُودّع ديفيد رين

المصمم الراحل ديفيد رين (موسكينو)

لم يمر سوى شهر فقط على تعيينه مديراً فنياً لدار «موسكينو»، حتى وافت المنية مصمم الأزياء الإيطالي ديفيد رين بعد تعرضه لمشكلة في القلب.

تعيينه خلفاً لجيريمي سكوت الذي غادرها في شهر مارس الماضي، كان خطوة مهمة في مسيرة الدار الإيطالية التي صرّحت بأن آمالاً كبيرة كانت معقودة عليه؛ نظراً لخبرته التي تمتد على مدى عقدين من الزمن عمل فيها في دار «غوتشي». كان لا بد من اتخاذ قرار سريع انتهى بتعيين أدريان أبيولازا مديراً إبداعياً جديداً لها.