معتصمو «التحرير» يرفعون علم الأمم المتحدة طلباً للحماية

إغلاق قناة تلفزيونية داعمة للحراك العراقي... واغتيال أستاذ إعلام متضامن معه

مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في ساحة الخلاني ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في ساحة الخلاني ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

معتصمو «التحرير» يرفعون علم الأمم المتحدة طلباً للحماية

مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في ساحة الخلاني ببغداد أمس (أ.ف.ب)
مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في ساحة الخلاني ببغداد أمس (أ.ف.ب)

إلى جانب صورة كبيرة للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وضع محتجو ساحة التحرير، وسط بغداد، أمس، علم وشعار الأمم المتحدة أعلى واجهة مبنى «المطعم التركي»، أو ما بات يعرف بـ«جبل أحد»، الذي يوجد فيه المعتصمون منذ نحو 4 أشهر، وصار يعد من أكثر المباني والأماكن رمزية بالنسبة للحراك الشعبي.
ويقول الناشط محمد موديل لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعات الحراك الاحتجاجي في المحافظات المنتفضة لم تعد تثق بأي طرف داخلي أو خارجي، باستثناء مرجعية النجف التي وقفت معهم، ويعولون كذلك على دور أممي يمكن أن يضغط على السلطات، ويوفر الحماية للمتظاهرين».
ويضيف أن «جماعات الحراك تدرك أن الإصرار هو ما يحقق المطالب، والنصر حليف الصابرين، لكنهم بادروا إلى رفع العلم الأممي، وصورة المرجع الديني، لشكرهم على الأدوار الماضية التي قاموا بها، ولحثهم على مزيد من الدعم والجهد لدعم الحراك ومطالبه المحقة».
ويشير موديل إلى أن «هناك فكرة يتبناها بعض المعتصمين في التحرير، تذهب إلى رفع العلم الأممي على سارية كبيرة وسط الساحة، لحثها على العمل وحماية المتظاهرين. لكن هناك اتجاهات أخرى لا تفضل رفع أي علم، سواء كان أممياً أو غيره، وتفضل اعتماد المحتجين على أنفسهم فقط».
وكان متظاهرون في محافظات مختلفة قد قاموا في أوقات سابقة برفع العلم الأممي لطلب الدعم والحماية من بطش القوات الأمنية التي تستخدم العنف المفرط ضدهم.
وفي شأن آخر متعلق بحركة الاحتجاج، والموقف منها، قامت هيئة الإعلام في الأردن بإيقاف بث قناة «دجلة» الفضائية التي تبث من أراضيه، شهراً واحداً، وعدم تجديد رخصة البث، بذريعة «عدم التزامها بأحكام قانون الإعلام المرئي والمسموع».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف القناة التي نشطت منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في تغطية النشاطات الاحتجاجية، حيث عمدت جماعات مسلحة إلى اقتحام مكتبها في بغداد بالشهر نفسه، وتحطيم معداته وأجهزته الفنية، من دون أن تواجه تلك الجماعات أي مساءلة قانونية. كما قامت «هيئة الإعلام والاتصالات» العراقية شبه الحكومية بإغلاق القناة مدة شهر واحد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بذريعة عدم التزامها بلوائح البث والإرسال التي تعتمدها. وتتعرض قناة «دجلة» منذ أشهر إلى مضايقات السلطات والفصائل المسلحة، وقد قام ملثمون في العاشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي باغتيال مراسلها أحمد عبد الصمد في محافظة البصرة الجنوبية.
وأدانت النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين قرار الهيئة الأردنية بإغلاق القناة. ويستغرب طيف واسع من الصحافيين قيام هيئة أجنبية بإيقاف بث قناة عراقية. ويقول مصدر صحافي من قناة «دجلة» لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار جاء بشكل مؤكد بتنسيق بين الجانبين العراقي والأردني، لإيقاف صوت القناة التي قامت بتغطية مهنية واسعة للمظاهرات العراقية».
ويرجح المصدر «وجود سبب آخر لإيقاف بث القناة من الجانب الأردني، يتعلق برفض القناة ومالكها السياسي جمال الكربولي لفكرة الإقليم السني الذي تنادي به بعض الشخصيات والجهات السياسية السنية التي مارست ضغوطاً على الجانب الأردني لإغلاق القناة».
ويستغرب المصدر «قيام وزارة الداخلية بإرسال قوة مسلحة إلى القناة بعد منتصف الليل، والإصرار على غلق مكتب القناة في بغداد، علماً بأن الداخلية لا شأن لها بهذا الأمر. كما أن السلطات الأردنية أوقفت بث القناة في مقر القناة الرئيسي في العاصمة عمان، ولم تداهم القناة أو تطلب من العاملين مغادرتها».
ويضيف: «يبدو أن انتقال القناة إلى البث عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، وحصولها على نسبة مشاهدات عالية بعد توقف البث التلفزيوني، آثار سخط وحفيظة الأطراف العراقية التي لا تريد لصوت القناة أن يسمع».
وتساءل الإعلامي المدون علي وجيه عقب إغلاق القناة، قائلاً: «هل رأيتم (دجلة) تشجع على أي نشاط غير سلمي؟ كلا! هل رأيتم دجلة تحرض على دم أحد، أو حتى (إسقاط النظام)؟ كلا!».
وأضاف: «تأتي هذه الممارسات في حين تستمر قنوات اتحاد الإذاعات الإسلامية المموّلة إيرانياً بالتحريض على المظاهرات بشكل واضح، بطريقة لا علاقة لها بمخافة الله، ولا بالحقيقة، ولا الموضوعية!».
ومن جهة أخرى، وفي شأن يقول ناشطون إنه «لا يبعد كثيراً عن الموقف من الاحتجاجات وتأييدها»، قام ملثمون صباح أمس باغتيال أستاذ الإعلام في الجامعة المستنصرية محمد حسين علوان، المعروف بمواقفه الداعمة للحراك الاحتجاجي. وطالب «المرصد العراقي للحريات الصحافية» الأجهزة الأمنية المختصة بإجراء تحقيق شفاف للوصول إلى القتلة.
وذكر المرصد، في بيان، أن «محمد حسين علوان كان يقوم بإيصال إحدى بناته إلى الجامعة صباح اليوم، عندما اعترضه 3 ملثمين، وأطلقوا عليه النار قرب منزله شمال العاصمة بغداد، ليفارق الحياة».
ومن جهة أخرى، شهدت محافظة واسط، أمس، مواجهات حامية بين جموع المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت -بحسب ناشطين- عن مقتل متظاهر، وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق، نتيجة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع التي استخدمتها القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين أمام مبنى الشرطة. وأظهرت مقاطع «فيديو» تناولها ناشطون ملثمين يحملون أسلحة خفيفة وهراوات وهم يجوبون شوارع وأحياء مدينة الكوت، مركز محافظة واسط.
واستمرت المظاهرات الحاشدة في معظم المحافظات، حيث توافد المئات في محافظة ذي قار إلى ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، التي عمد مجهولون إلى حرق خيامها أول من أمس، لتقديم الدعم إلى المحتجين.
وخرجت مظاهرات مماثلة في ميسان والنجف وكربلاء والسماوة والبصرة. وحمل متظاهرو الديوانية لافتات تدعو أتباع التيار الصدري إلى العودة من جديد إلى ساحات الاعتصام والتظاهر، بعد أيام من توقفهم عقب قرار لمقتدى الصدر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.