«المركزي المغربي» يضع آلية لتمويل المشاريع الشبابية بفائدة منخفضة

TT

«المركزي المغربي» يضع آلية لتمويل المشاريع الشبابية بفائدة منخفضة

تعهد محافظ البنك المركزي المغربي، بوضع آلية إعادة تمويل غير محدود للقروض البنكية الموجهة لتمويل مشاريع الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في العالم القروي، سواء كانت تشغيلية أو استثمارية، وذلك بسعر فائدة نسبته 1.25 في المائة، الذي يعتبر الأدنى تاريخيا في المغرب.
وتعهد عبد اللطيف الجواهري، والي (محافظ) بنك المغرب المركزي، بتخفيف شروط الرساميل التي تفرضها القواعد الاحترازية المطبقة على البنوك فيما يتعلق بالقروض التي تمنحها في هذا الإطار.
وأعلن عن هذه الالتزامات الجديدة أول من أمس خلال تقديم «البرنامج المندمج للتمويل المقاولاتي» للملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط، وهو برنامج أعدته وزارة المالية وبنك المغرب واتحاد البنوك المغربية استجابة للتوجيهات التي أصدرها العاهل المغربي في خطابه بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وخلال هذا الحفل قدم محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية، الوثائق التفصيلية للبرنامج، والتي تضمنت التزامات الحكومة والبنك المركزي والقطاع المالي.
تجدر الإشارة إلى أن بنك المغرب المركزي يعتبر مؤسسة مستقلة عن الحكومة منذ تعديل نظامه الأساسي في 2005، وهو مكلف حصريا قيادة السياسة النقدية للبلاد والحرص على استقرار الأسعار.
وفي سياق تقديمه للبرنامج، أشار بنشعبون إلى أن الحكومة والقطاع البنكي اتفقا على إحداث صندوق خاص لتمويل ريادة الأعمال برأسمال 6 مليارات درهم (632 مليون دولار)، سيتم تحريرها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مناصفة بين الحكومة والبنوك المغربية.
وأشار بنشعبون إلى أن هذا البرنامج سيعتمد مجموعة من الآليات المتكاملة، منها القروض والتمويلات وأخذ مساهمات في المشاريع وتوفير الضمانات والدعم التقني والمواكبة والإرشاد. وأضاف أن البرنامج يستهدف إحداث 27 ألف فرصة عمل جديدة في السنة ومواكبة 13.5 ألف مشروع مقاولاتي إضافي كل عام.
بدوره، أكد عثمان بنجلون، رئيس اتحاد البنوك المغربية، أمام الملك محمد السادس التزام البنوك بالانخراط الكامل في البرنامج، تنفيذا للتوجيهات الملكية، مشيرا على الخصوص إلى التزام البنوك بتحرير حصتها من رأسمال صندوق التمويل المقاولاتي، وإيجاد عرض تمويلي خاص بشروط تفضيلية لصالح الفئات التي يستهدفها البرنامج.
وأوضح بنجلون أن البنوك ستعمل على تبسيط إجراءات التمويل وتسريع دراسة الملفات، مضيفا أن هذه القروض ستكون بنسب فائدة جد منخفضة بفضل تطبيق بنك المغرب المركزي لسعر فائدة تفضيلي لإعادة تمويلها، إضافة إلى توفرها على ضمان بنسبة 80 في المائة من طرف صندوق الضمان المركزي (وهو مؤسسة مالية حكومية متخصصة).



«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات المحلية المصنفة. إلا إن رأت أن هذه الزيادة قد تؤثر بشكل أكبر على هوامش ربحها بشكل عام وقدرتها التنافسية، حيث ستظهر التكلفة الإضافية في البيانات المالية للشركات بدءاً من الربع الأول من العام الحالي.

ورغم ذلك، تؤكد الوكالة في تقرير حديث اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الشركات الكبرى مثل «سابك» و«المراعي» و«الشركة السعودية للكهرباء» ستكون قادرة على إدارة هذه الزيادة في التكاليف دون تأثير ملموس على جودة الائتمان الخاصة بها. وبالنسبة لـ«سابك» و«المراعي»، لا يُتوقع أن تؤثر زيادة أسعار المواد الأولية بشكل كبير على ربحية الشركتين. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فإن الوكالة تشير إلى أن الحكومة قد تقدم دعماً استثنائياً في حال الحاجة.

تجدر الإشارة إلى أن «أرامكو السعودية» كانت قد أعلنت رفع أسعار الديزل إلى 1.66 ريال للتر، بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي. فيما أبقت على أسعار كل أنواع المحروقات الأخرى كما هي عند 2.18 ريال للتر البنزين 91، و2.33 للتر البنزين 95، و1.33 ريال للكيروسين، و1.04 لغاز البترول المسال.

وبحسب التقرير، من المتوقع أن يسهم هذا القرار «في تقليص تكاليف الدعم الحكومي، مع إمكانية إعادة توجيه المدخرات الناتجة لدعم مشاريع (رؤية 2030)، التي تتطلب تمويلات ضخمة تقدر بأكثر من تريليون دولار».

وفيما يتعلق بـ«سابك»، تتوقع الوكالة أن تتمكن الشركة من التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة على هوامش الربح بفضل الحصول على أكثر من نصف المواد الأولية بأسعار تنافسية من مساهمها الرئيسي «أرامكو»، وأن تظل قادرة على التفوق على نظيراتها العالمية في مجال الربحية. وعلى سبيل المثال، تقدر الشركة أن تكلفة مبيعاتها سترتفع بنسبة 0.2 في المائة فقط، ومن المتوقع أن تظل هوامش الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء بين 15 و18 في المائة في الفترة 2024-2025، مقارنةً مع 14.9 في المائة خلال 2023.

أما «المراعي»، فتتوقع الوكالة أن تكون تكاليفها الإضافية بسبب زيادة أسعار الوقود نحو 200 مليون ريال في عام 2025، بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة من أجزاء أخرى من سلسلة التوريد. ومع ذلك، تظل الشركة واثقة في قدرتها على الحفاظ على نمو الإيرادات والربحية، مع التركيز على تحسين الكفاءة التشغيلية والتخفيف من هذه الآثار، وفق التقرير. وبحسب التقرير، تشير النتائج المالية الأخيرة لـ«المراعي» إلى زيادة في الإيرادات بنسبة 9 في المائة خلال الـ12 شهراً حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2024، حيث بلغ إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 4.2 مليار ريال.

وتتوقع الوكالة نمواً في إيرادات الشركة بنسبة 6 إلى 12 في المائة عام 2025، بفضل النمو السكاني وزيادة الاستهلاك، بالإضافة إلى إضافة سعة جديدة ومنتجات مبتكرة. أما «الشركة السعودية للكهرباء»، فتشير الوكالة إلى أن الحكومة قد تغطي جزءاً من التكاليف الإضافية الناتجة عن ارتفاع أسعار الغاز، بما يعادل 6 إلى 7 مليارات ريال.