«الجنائية الدولية» تحدد جدولاً زمنياً بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية

TT

«الجنائية الدولية» تحدد جدولاً زمنياً بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية

أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الهولندية، الثلاثاء، أمراً يحدد الإجراء والجدول الزمني لتقديم الملاحظات على طلب المدعي العام الذي تقدم به في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، بموجب المادة 19 من النظام التأسيسي للمحكمة، والمتعلق بنطاق اختصاص المحكمة الإقليمي بشأن الوضع في فلسطين.
وحسب بيان للمحكمة، دعت الغرفة كلاً من فلسطين وإسرائيل وضحايا الوضع في دولة فلسطين إلى تقديم ملاحظات مكتوبة على طلب المدعي العام للمحكمة، وذلك في موعد لا يتجاوز 16 مارس (آذار) المقبل.
وأوضح البيان: «بالإضافة إلى ذلك، يجوز للدول أو المنظمات الأخرى أو الأشخاص الآخرين، تقديم طلبات للحصول على إذن تقديم ملاحظات خطية في موعد لا يتجاوز 14 فبراير (شباط) المقبل، على أن تقتصر هذه الملاحظات على مسألة الاختصاص المنصوص عليها في طلب المدعي العام».
كما أشار البيان إلى أنه سيقوم المدعي العام بتقديم رد موحد كتابياً، على أي ملاحظات يتم تقديمها في موعد لا يتجاوز 30 مارس 2020. كما رأت الغرفة التمهيدية الأولى في المحكمة الدولية، أنه من المناسب، تعيين محامٍ من مكتب المستشار العام للضحايا، وذلك لتمثيل ضحايا الوضع في فلسطين، الذين ليس لديهم تمثيل قانوني، وذلك لغرض واحد وهو تقديم الملاحظات، وفقاً لقرار المحكمة الذي صدر 28 يناير 2010.
وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة، إنها على قناعة بأن هناك أساساً معقولاً لمواصلة التحقيق فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، وفقاً للمادة 53 وبالتحديد الفقرة الأولى من النظام الأساسي للمحكمة الدولية. وأضافت في بيان، أنها مقتنعة بأن جرائم حرب ارتكبت أو يتم ارتكابها في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة. وأشار البيان إلى أنه لا توجد أسباب حقيقية للاعتقاد بأن التحقيق لن يخدم مصلحة العدالة، وبما أن هناك طلب إحالة من دولة فلسطين، فلا توجد ضرورة للتقدم بالتماس للدائرة التمهيدية قبل الشروع في فتح تحقيق. ولكن نظراً للقضايا القانونية والوقائع المتنازع عليها والمرتبطة بهذا الوضع وبالمنطقة، التي يمكن إجراء التحقيق فيها، فقد قرر مكتب الادعاء العام، الاعتماد على المادة 19، وبالتحديد الفقرة الثالثة من النظام الأساسي لحل هذه المسألة المحددة.
وقالت المدعية العامة إنها تقدمت بطلب، إلى الدائرة التمهيدية الأولى، لإصدار قرار قضائي بشأن نطاق الولاية أو التفويض الإقليمي للمحكمة بموجب الفقرة الثانية من المادة 12 من نظام روما الأساسي. وأوضحت بنسودا أنها «سعت إلى التأكيد على أن الأرض التي قد تمارس عليها المحكمة اختصاصها والتي قد تخضع للتحقيق، تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة، ويتم هذا التحديد بشكل صارم لأغراض تحديد قدرة المحكمة على ممارسة اختصاصها ونطاق هذه الولاية القضائية بموجب النظام الأساسي».
وشددت المدعية العامة في مذكرتها إلى الدائرة التمهيدية الأولى، على تحديد المكان الذي يمكن أن تمارس التحقيق فيه ويجب أن يحل هذا الأمر قبل بدء التحقيق، مع وجوب الانتهاء من هذا الأمر بأسرع وقت لصالح ضحايا المتضررين، وأيضاً الشهود واحتياجاتهم وواجباتهم وحمايتهم، وأيضاً مسألة إجراء التحقيقات وكفاءة الإجراءات القضائية وتوفير الوضوح للدول المعنية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.