الشارقة تعلن اكتشاف حقل غاز بمعدلات تدفق 50 مليون قدم مكعبة يومياً

يشكل أول كشف بري في الإمارة منذ أوائل الثمانينات

تمتلك مؤسسة نفط الشارقة (سنوك) وتدير أكثر من 50 بئراً موزعة على 3 حقول بالإضافة إلى مجمع لمعالجة الغاز ومحطتين لتخزين وتصدير السوائل الهيدروكربونية (وام)
تمتلك مؤسسة نفط الشارقة (سنوك) وتدير أكثر من 50 بئراً موزعة على 3 حقول بالإضافة إلى مجمع لمعالجة الغاز ومحطتين لتخزين وتصدير السوائل الهيدروكربونية (وام)
TT

الشارقة تعلن اكتشاف حقل غاز بمعدلات تدفق 50 مليون قدم مكعبة يومياً

تمتلك مؤسسة نفط الشارقة (سنوك) وتدير أكثر من 50 بئراً موزعة على 3 حقول بالإضافة إلى مجمع لمعالجة الغاز ومحطتين لتخزين وتصدير السوائل الهيدروكربونية (وام)
تمتلك مؤسسة نفط الشارقة (سنوك) وتدير أكثر من 50 بئراً موزعة على 3 حقول بالإضافة إلى مجمع لمعالجة الغاز ومحطتين لتخزين وتصدير السوائل الهيدروكربونية (وام)

قالت مدينة الشارقة الإماراتية إنه تم اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي والمكثفات في الإمارة تحت اسم «محاني»، بمعدلات تدفق تصل إلى 50 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم جنبا إلى جنب مع السوائل المرتبطة به ويشكل أول اكتشاف بري للغاز في الإمارة منذ أوائل الثمانينات.
وقالت إن هذا الاكتشاف بالتعاون بين مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك) وشريكتها الإيطالية «إيني» خلال السنة الأولى من الشراكة بين المؤسستين، وجرى حفر بئر «محاني - 1» على عمق إجمالي يبلغ 14 ألفا و597 قدما، ما أسفر عن اكتشاف الغاز مع المكثفات المرتبطة به في تكوين الثمامة، وسيتم تقدير حجم الاكتشاف في الوقت المناسب في ظل توقعات لمزيد من عمليات التقييم والتطوير.
وذكرت مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك) أن بئر محاني - 1 الواقعة في منطقة الامتياز «ب» هي أول بئر استكشافية تقوم المؤسسة بحفرها بعد حصولها على مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد جديد يغطي المنطقة.
وقال الشيخ أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس النفط إن هذا الاكتشاف المهم يعزز موارد إمارة الشارقة، ويساهم في زيادة احتياطاتها من الغاز بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة ويدعم البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات. وأوضح أن «هذا الاكتشاف سيسهم في التزام الإمارة بتوفير إمدادات كافية من الغاز الطبيعي في البلاد»، لافتاً إلى ما توفره إمارة الشارقة من بنية تحتية استراتيجية للطاقة بما يدعم جهود الدولة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من جانب المستهلكين في المناطق السكنية والصناعية والمرافق العامة.
وأكد أن هذا الإنجاز يدعم مسيرة الشارقة التنموية في مختلف المجالات وسيعمل على إحداث الكثير من التحولات في المجالات الصناعية والتجارية في الإمارة بما يوفره من موارد للطاقة ويسهم في جذب الكثير من الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال وغيره للدخول إلى ميزان العمليات التجارية والدفع بمزيد من التنشيط لكافة الأنشطة الاقتصادية والخدمية والتنموية في الشارقة.
من جانبه قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك) إن هذا الاكتشاف الجديد ينعكس إيجاباً على القطاع الاقتصادي في الشارقة وتحقيق التنمية المستدامة، ما يضمن توفير أمن الطاقة وسبل العيش الكريم والرفاهية المعيشية للأفراد. وأوضح أن حقل الغاز الجديد يشكل إضافة مهمة لدعم اقتصاد الإمارة المصنف بالقوي والمستقر ويساهم في تعزيز مستوى تنافسية الشارقة، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يبشر باستقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية إلى الشارقة ويعزز موارد الإمارة ويساهم في زيادة مصادر الدخل وتحقيق الاستقرار والاستدامة المالية بما ينعكس على التنمية المنشودة لإمارة الشارقة.
ولفت إلى ما تتمتع به الإمارة من مزايا فريدة جعلتها ضمن قائمة المراكز الاقتصادية العالمية لديناميتها المالية وارتفاع نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي وما تحرص عليه الإمارة من تحقيق التوازن المالي لاقتصادها بالإضافة إلى انخفاض مديونية القطاع العام وتراجع العجز المالي.
على جانب متصل، أكد الشيخ خالد بن عبد الله بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك أهمية اكتشاف حقل الغاز في تعزيز المكانة الاقتصادية للشارقة، مشيراً إلى أن مردود هذا الاكتشاف يشكل إنجازاً كبيراً في رفد جميع القطاعات بمزيد من المشروعات الصناعية والتجارية كون الطاقة هي من أساسيات تحريك التنمية وتطويرها إلى جانب أنه سيعمل على تنمية القدرات الإنتاجية والاقتصادية للإمارة ودعم مواردها المالية بما يحقق مزيداً من الازدهار الذي تشهده الإمارة منذ عقود.
وقال حاتم الموسى، المدير التنفيذي لمؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك)، إن الاكتشاف الجديد الذي يشكل إضافة مهمة لإمارة الشارقة يعد أول اكتشاف بري منذ 37 عاما ويعزز طموحات «سنوك» وقطاع الطاقة في الإمارة ككل.
وتمتلك مؤسسة نفط الشارقة الوطنية (سنوك) وتدير أكثر من 50 بئراً موزعة على ثلاثة حقول بالإضافة إلى مجمع لمعالجة الغاز ومحطتين لتخزين وتصدير السوائل الهيدروكربونية، ويشكل مجمع «الصجعة» التابع لها مركزا لخطوط أنابيب الغاز التي تربط جميع المناطق الشمالية.



كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».