هل آرسنال سيكون أفضل من دون ديفيد لويز في خط الدفاع؟

الأداء المشجع الذي قدمه الفريق من دونه أمام تشيلسي ربما يدفع أرتيتا لإبعاد لاعبه البرازيلي

ديفيد لويز مدافع آرسنال يتعرض للطرد في مواجهة فريقه السابق تشيلسي (رويترز)
ديفيد لويز مدافع آرسنال يتعرض للطرد في مواجهة فريقه السابق تشيلسي (رويترز)
TT

هل آرسنال سيكون أفضل من دون ديفيد لويز في خط الدفاع؟

ديفيد لويز مدافع آرسنال يتعرض للطرد في مواجهة فريقه السابق تشيلسي (رويترز)
ديفيد لويز مدافع آرسنال يتعرض للطرد في مواجهة فريقه السابق تشيلسي (رويترز)

سخر كثيرون من فكرة أن المدافع البرازيلي ديفيد لويز قادر على أن يجلب الروح والعقلية القتالية لنادي آرسنال. وخلال المباراة التي تعادل فيها آرسنال مع تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» بهدفين لكل فريق، حصل اللاعب البرازيلي على البطاقة الحمراء في الدقيقة 26، وجعل فريقه يلعب بعشرة لاعبين لمدة 64 دقيقة كاملة. وبعد طرد لويز، قدم آرسنال واحدة من أفضل مبارياته أمام تشيلسي على ملعب خصمه «ستامفورد بريدج» في السنوات الأخيرة.
ويجعلنا هذا نطرح السؤال التالي: هل يمثل لويز ثغرة واضحة في دفاعات آرسنال؟ وهل الفريق سيكون أفضل من دون وجوده في خط الدفاع؟ الأمر المؤكد الآن هو أن آرسنال كان يخوض مواجهة صعبة في ملعب كان يحقق فيه نتائج سلبية بشكل مخيف في السابق؛ لكنه قدم أداء قوياً هذه المرة، رغم أنه كان يلعب بعشرة لاعبين، وتمكن من العودة في النتيجة مرتين، وأظهر الفريق علامات أخرى على روح الالتزام والصرامة، التي يعمل المدير الفني الإسباني الشاب ميكيل أرتيتا على غرسها في نفوس لاعبيه.
ولعل الشيء الواضح والمؤكد هنا، هو أن أرتيتا – بعيداً عن البطاقة الحمراء – سيكون سعيداً للغاية بالأداء الذي قدمه الفريق في آخر 60 دقيقة. لقد كان أرتيتا يلعب في صفوف آرسنال عندما خسر الفريق أمام تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» في المباراة الشهيرة بستة أهداف مقابل لا شيء، وهي المباراة التي كانت من بين المباريات الصعبة التي شهدت نهاية مرحلة المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر مع المدفعجية. ومن المؤكد أن المستقبل يبدو مفتوحاً على مصراعيه الآن أمام أرتيتا، وهناك كثير من المؤشرات التي تدل على ذلك.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن لويز قد لعب 26 دقيقة في مباراة آرسنال الأخيرة أمام تشيلسي، ارتكب خلالها خطأين، ومرر أربع كرات طويلة غير دقيقة. وقضى لويز معظم هذه الفترة تقريباً في مراقبة مهاجم تشيلسي الشاب تامي أبراهام.
وكان أول ظهور للويز يتمثل في التدخل القوي على مهاجم تشيلسي أبراهام وطرحه أرضاً، وترك اللاعب الشاب يمسك ظهره من شدة الألم. وقد بدا الأمر لفترة من الوقت وكأن هناك معركة شرسة بين هذين اللاعبين، وهي المعركة التي انتصر فيها اللاعب الإنجليزي الشاب، الذي كان بإمكانه الركض بسرعة وبحرية كبيرة. ثم جاءت اللحظة الحاسمة في تلك المباراة، عندما حاول شكودران موستافي إعادة الكرة من منتصف الملعب لحارس مرماه، ليقطعها أبراهام، ويراوغ حارس المرمى، قبل أن يضطر لويز لعرقلته.
وتلقى لويز بطاقة حمراء مباشرة من الحكم ستيوارت أتويل، قبل أن ينفذ جورجينيو الركلة بنجاح. وكان الطرد الوحيد الآخر للمدافع البرازيلي في الدوري الإنجليزي، عندما كان يلعب مع تشيلسي ضد آرسنال في «ستامفورد بريدج» عام 2017.
وما إن وصلت الكرة إلى أبراهام حتى صاح جمهور تشيلسي، الذي شعر بأن ديفيد لويز لم يعد بالمستوى نفسه الذي كان يقدمه الأخير، مثلما كان عندما لعب في صفوفهم، في المقابل ربما كان يتعين على جمهور آرسنال أن يشكروا موستافي على تمريرته الخاطئة التي وضعت المدافع في هذا الموقف الصعب أمام فريقه السابق.
لقد انطلق لويز للخلف؛ لكن أبراهام راوغ بيرند لينو، وهو الأمر الذي تطلب التدخل من جانب لويز لمنع مهاجم تشيلسي من وضع الكرة في الشباك؛ لكن تدخل البرازيلي «لم يكن يتسم بالدهاء أو الاحترافية». وظهر تدخله على أبراهام من الخلف بطريقة ساذجة وواضحة.
وعلى الفور، قرر حكم اللقاء، ستيوارت أتويل، احتساب ركلة جزاء، وهو الأمر الذي جعل جمهور تشيلسي يشعر بالسعادة؛ لكن السعادة الأكبر جاءت بعد ثوانٍ عندما أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه لويز.
وربما لم ينسَ لويز بعد، أن آخر بطاقة حمراء حصل عليها كانت في هذا الملعب أيضاً، ولكن بقميص تشيلسي قبل ثلاث سنوات. ولعل ما يلفت الانتباه هو أن هاتين هما حالتا الطرد الوحيدتان اللتان تعرض لهما لويز في الدوري الإنجليزي الممتاز. في الحقيقة، يعد هذا إنجازاً كبيراً بالنظر إلى حجم الأخطاء الهائلة التي يرتكبها اللاعب البرازيلي المخضرم. وربما يكون هذا أيضاً دليلاً على حدوث بعض التحسن في أدائه كمدافع؛ لأنه على الأقل ربما وُجد في المكان المناسب للتدخل على أبراهام ومحاولة منعه من هز الشباك.
وعندما أمسك لاعب خط الوسط الإيطالي جورجينيو بالكرة لتسديد ركلة الجزاء، وبينما كان لويز في طريقه للخروج من الملعب، بدت الأمور واضحة تماماً، وهي أن المدافع البرازيلي قد فشل في نقل أفضل الصفات التي كان يتحلى بها (القيادة والقوة البدنية وعقلية الفوز) للاعبي آرسنال. وفي بعض الأحيان يبدو أن العكس تماماً هو ما حدث؛ حيث يبدو أن حالة الفوضى التي كان يعاني منها آرسنال هي التي انتقلت إلى شرايين وعروق ديفيد لويز.
وقد كانت هذه هي ركلة الجزاء الثالثة التي يتسبب فيها لويز خلال الموسم الجاري، أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز. صحيح أن أرتيتا قد دخل تلك المباراة بتشكيلة يغلب عليها الحذر الدفاعي؛ حيث كان يلعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي بقيادة لويز، بالإضافة إلى قيام موستافي وغرانيت تشاكا بدور دفاعي في خط الوسط؛ لكن الفريق قد تخلى عن الحذر الدفاعي الذي اتبعه في بداية اللقاء، وتمكن من العودة في النتيجة مرتين، رغم أنه كان يلعب بعشرة لاعبين، وهو الأمر الذي يحسب لأرتيتا ولاعبيه.
وكان المدير الفني الإسباني الشاب يقف دائماً بجوار خط التماس، يوجه لاعبيه ويصرخ في وجوههم، لفشلهم في غلق المساحات الواسعة على طرفي الملعب. ويسعى أرتيتا إلى أن يلعب فريقه بطريقة مباشرة، وينقل الكرات بشكل سريع في المساحات الضيقة، ويلعب كوحدة واحدة في النواحي الدفاعية والهجومية.
وتمكن لاعبو آرسنال من العودة في المباراة؛ حيث ركض غابرييل مارتينيلي 60 متراً بسرعة هائلة، وأنهى الهجمة بشكل رائع، ووضع الكرة في الشباك؛ لكن سيزار أزبيليكويتا سجل هدف التقدم لتشيلسي بعد لحظة من عدم التركيز الدفاعي من لاعبي آرسنال، قبل أن يدرك هيكتور بيليرين التعادل بتسديدة من قدمه اليسرى.
وفي الحقيقة، لم يقدم تشيلسي مستويات مقنعة على ملعب «ستامفورد بريدج»؛ لكن من المؤكد أن هذه المواجهة ستعطي أرتيتا مزيداً من الثقة، وستجعله يفكر في إمكانية اللعب من دون ديفيد لويز.


مقالات ذات صلة

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)

نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
رياضة عالمية إيثان نوانيري أحد أبناء أكاديمية آرسنال الذين يشاركون الآن مع الفريق الأول (أ.ف.ب)

إيثان نوانيري... متى تقدم الأندية الكبرى مواهبها؟

إن ترقية لاعبي الأكاديميات إلى الفريق الأول للنادي يمكن تبسيطها بسهولة إلى حكم على الموهبة.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فريق آرسنال للسيدات يخوض مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ خارج ملعب الإمارات (رويترز)

نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك

تم نقل مباراة فريق آرسنال للسيدات في دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ إلى ميدو بارك، لتجنب الصدام مع فريق الرجال في استاد الإمارات.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية التعادل حكم ديربي لندن بين تشيلسي وآرسنال في «ستامفورد بريدج» (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: آرسنال يتراجع في سباق اللقب

تراجع آرسنال في سباق اللقب بعد تعادله مع مضيفه وجاره تشيلسي 1 - 1، الأحد، في ختام المرحلة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.