إبداعات رموز «الانطباعية» الإسبانية تجذب الآلاف في موسكو

شمل المعرض أكثر من 60 لوحة ومنحوتة

أغناثي مالول «باقة زهور» 1922  -  من أعمال أدولغ غيارد
أغناثي مالول «باقة زهور» 1922 - من أعمال أدولغ غيارد
TT

إبداعات رموز «الانطباعية» الإسبانية تجذب الآلاف في موسكو

أغناثي مالول «باقة زهور» 1922  -  من أعمال أدولغ غيارد
أغناثي مالول «باقة زهور» 1922 - من أعمال أدولغ غيارد

لم يكن سهلاً على العاملين في متحف «الانطباعية الروسية»، في موسكو، إغلاق الأبواب، أمس، اليوم الأخير لعمل «معرض الانطباعية والفن الإسباني». ويقولون إن صالات المتحف التي تغطت جدرانها بأعمال عدد كبير من الفنانين الإسبانيين، وانتشرت في زواياها تحفهم الفنية، شهدت إقبالاً غير مسبوق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أي منذ أن فتح المتحف أبوابه أمام عشاق الفن، للتعرف عن كثب على أعمال كبار رموز «الانطباعية» الإسبانية. وكان عدد الزوار يزيد يوماً عن ألف زائر، وزاد عددهم طيلة ثلاثة أشهر ونصف الشهر عن 100 ألف.
كان متحف «الانطباعية الروسية» نظم معرضاً خاصاً، بعنوان «الانطباعية والفن الإسباني»، وفتح أبوابه من منتصف أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، واستمر حتى أمس 27 يناير (كانون الثاني) الحالي. وشهد المعرض إقبالاً مميزاً، لم تحظ به معارض سابقة جرى تنظيمها في المتحف. ويعود ذلك بطبيعة الحال إلى نوع الأعمال الفنية التي جرى تقديمها. إذ شمل المعرض أكثر من 60 لوحة ومنحوتة ورسماً، أبدع في رسمها ونحتها فنانون معظمهم من رموز المدرسة «الانطباعية» الإسبانية. وتم الحصول على تلك الأعمال من 14 متحفاً من أهم المتاحف في إسبانيا، فضلاً عن أعمال أخرى استعارة من «مجموعات فنية خاصة»، لعرضها في روسيا.
ولا شك أن المكانة الفنية عالمياً لأسماء الفنانين الذين قدم المعرض أعمالهم، كانت عاملاً رئيسياً ساهم في جذب هذا العدد الكبير من عشاق الفن لحضور المعرض، فضلاً عن كونه الأول من نوعه في روسيا، الذي يقدم للجمهور أعمال أهم الأسماء الفنية الإسبانية للفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وشاركت في المعرض لوحات 18 فناناً انطباعياً إسبانياً، عملوا جنباً إلى جنب مع «الانطباعيين» الفرنسيين، وشاركوا في أول معارض أوروبية لهذه المدرسة الفنية الجديدة حينها، التي برزت في القرن التاسع عشر، واستمدت اسمها من لوحة «انطباع شروق الشمس» للفنان الفرنسي كلود مونيه، أول من قدم أعمالاً بهذا الأسلوب الفني الجديد من التصوير.
وشاركت في معرض «الانطباعية والفن الإسباني» في موسكو لوحات لـ18 رساماً إسبانياً، بينهم خواكين سورويا، الذي عرض المنظمون مجموعة من أعماله الشهيرة، بينها «ماريا على شاطئ بياريتز»، و«استراحة في حديقة»، وعشرات الأعمال الأخرى. وإلى جانبه برزت أعمال رومان كاسا إي كاربو، وإغناثيو زولوغا، وأدولف غيارد، وماريانو جوسيب برنات فورتوني، وآخرين. وجرى تنظيم المعرض بدعم من السفارة الإسبانية في موسكو، ومشاركة أصحاب مجموعات فنية خاصة.



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».