بهدف حماية النحالين الأوروبيين من منافسة العسل ذي الأسعار المتدنية، اقترحت 16 من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تمييز العسل المستورد من خارج أوروبا. وأكدت وزيرة الزراعة الألمانية، يوليا كلوكنر، أمس الاثنين، في بروكسل، دعمها لهذه المبادرة، من ناحية المبدأ. ويأتي هذا الاقتراح على خلفية التفاوت الكبير بين أسعار العسل المنتج في أوروبا، والعسل المستورد من خارجها.
وجاء في الاقتراح الذي تقدمت به الدول الـ16 للمفوضية الأوروبية، أن العسل المستورد من خارج أوروبا أقل سعراً بكثير من العسل الأوروبي، «وبسبب ارتفاع تكاليف إنتاج العسل الأوروبي، فإن مصنعي العسل الأوروبيين لا يستطيعون منافسة العسل المستورد، تقريباً. وفي المقابل يحرص المنتج الأوروبي على مراعاة معايير الجودة وحماية البيئة».
كان مستوردو العسل يضعون، حتى الآن، علامات تمييزية على عبوات العسل المنتج في الاتحاد الأوروبي، إذا تم خلطه مع عسل مستورد، من الصين على سبيل المثال، حيث كان بائعو هذا العسل ملزمين بالإشارة إلى أن هذا العسل «مزيج من عسل من الاتحاد الأوروبي ومن خارجه»، حيث يمكن من الناحية النظرية خلط كميات صغيرة من العسل المنتج داخل الاتحاد الأوروبي مع كمية كبيرة من العسل المستورد، دون أن يلاحظ المستهلك ذلك. وتطالب الدول الـ16، المفوضية الأوروبية، بإعداد اقتراح بوضع إشارات أكثر وضوحاً تشير لمصدر العسل.
يعدّ عام 2019 سنة سوداء للكثير من مربّي النحل في أوروبا، لا سيما في فرنسا وإيطاليا، حيث كان موسم الإنتاج الأسوأ من نوعه على الإطلاق، بسبب الأحوال المناخية.
وتتكلم نقابة «كولديريتي»، أكبر النقابات الزراعية في إيطاليا، عن «سنة سوداء مع تراجع الحصاد إلى النصف تقريباً»، بالمقارنة مع 2018.
أما في فرنسا، فالموسم هو «الأسوأ في التاريخ»، حسب الاتحاد الوطني الفرنسي لتربية النحل (أوناف)، مع «أقل من 9 آلاف طن»، أي تقريباً أقل بـ4 مرات مما كانت عليه الحال في التسعينات.
وفي عام 2018، كانت رومانيا التي جمعت 30 ألف طن من العسل «في صدارة» البلدان الأوروبية المنتجة للعسل، لكن من المتوقع أن «يكون الإنتاج دون معدل السنوات الأخيرة»، حسب ما قال كونستانتين دوبريسكو نائب رئيسة جمعية «رومابيس» لوكالة الصحافة الفرنسية.
أما في إسبانيا، التي تضم أكبر عدد من قفران النحل، فيعاني الإنتاج من ركود منذ 2015، مع انخفاض بنسبة 5.2 في المائة سنة 2017، وموسم كان «دون التوقعات» سنة 2018، حسب وزارة الزراعة.
وتنسب «كولديريتي» هذا الانخفاض إلى «تبدّل المناخ بشكل غير طبيعي»، وأحصت أكثر من ألف ظاهرة مناخية قصوى في إيطاليا (ارتفاع بنسبة 56 في المائة بالمقارنة مع 2018)، بين يناير (كانون الثاني) ومطلع سبتمبر (أيلول)، من برد وعواصف وأعاصير ورياح عاتية وموجات حرّ. وتشير «أوناف» بدورها إلى «كارثة مناخية»، فمستعمرات النحل كانت شديدة الاكتظاظ في الربيع، لكن البرد المباغت أضعفها قبل أن تأتي موجة الحرّ في يونيو (حزيران).
وفي بعض المناطق الواقعة جنوب فرنسا، أذاب الحرّ الشمع، فعلق النحل في داخله.
وفي رومانيا «أثّر شحّ التساقطات في الخريف والربيع الماضيين على محاصيل السلجم»، ما أدّى إلى «إنتاج ضعيف للعسل»، حسب مربّي النحل ماريان باتراسكو.
وضع علامات تمييزية للعسل القادم من خارج أوروبا
لحماية النحالين من منافسة الأسعار المتدنية
وضع علامات تمييزية للعسل القادم من خارج أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة