بين كورونا الجديد و«سارس»... أيهما أخطر؟

سياح صينيون يضعون كمّامات يصعدون إلى قطار في كولومبو عاصمة سريلانكا (إ.ب.أ)
سياح صينيون يضعون كمّامات يصعدون إلى قطار في كولومبو عاصمة سريلانكا (إ.ب.أ)
TT

بين كورونا الجديد و«سارس»... أيهما أخطر؟

سياح صينيون يضعون كمّامات يصعدون إلى قطار في كولومبو عاصمة سريلانكا (إ.ب.أ)
سياح صينيون يضعون كمّامات يصعدون إلى قطار في كولومبو عاصمة سريلانكا (إ.ب.أ)

بينما يتحدّث خبراء عن احتمال إصابة عشرات الآلاف بفيروس كورونا الجديد في الصين، تعمل الجهات الصحية الصينية والدولية على فهم طبيعة هذا الفيروس الذي ظهر في أحد أسواق مدينة ووهان وإيجاد علاج له.
وفيما لا يزال الوقت مبكراً لتحديد حجم الخطر الذي يمثّله كورونا الجديد، أشارت تقارير علمية إلى أن معدل الوفيات بين المصابين به لا يتجاوز 4% حتى اللحظة، وذلك وفق الحصيلة الرسمية المتوافرة من السلطات الصينية.
ويقول مدير المعهد الوطني الأميركي للأمراض المعدية أنتوني فوشي لموقع «ساينس نيوز»: «في الوقت الحالي، يبدو (2019-nCoV الإسم العلمي المبدئي لكورونا الجديد) أقل ضراوة (من فيروسات كورونا السابقة)، إذ يبلغ معدل الوفيات نحو 4%». واستدرك: «لكن هذا العدد لا يزال هدفا متحركا، إذ يتم تشخيص مزيد من الحالات». وتقارن تقارير علمية بين كورونا الجديد وفيروس «سارس» الذي أودى بحياة المئات عام 2003، والذي بلغ معدّل الوفيات بسببه 10%، وفق «فورين بوليسي».
وذكرت «ساينس نيوز» أن الأضرار التي تلحق بالرئتين من هذا النوع من الفيروسات التاجية هي التي تجعل منها فيروسات قاتلة. ففي عامي 2003 و2004، سبب «سارس» وفاة ما يقرب من 10% من المصابين البالغ عددهم 8096 شخصًا في 29 دولة، فمات منهم 774، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
كما تحدث فوشي عن فيروس «ميرس» (الذي عُرف بـ«كورونا الشرق الأوسط»)، والذي يعد فيروس أكثر فتكا من «سارس». ويشرح فوشي أنه «منذ عام 2012، سُجّلت 2449 إصابة بفيروس ميرس في 27 دولة، أودت بحياة 858 شخصا».
وظهر فيروس كورونا الجديد في سوق حيوانات برية في ووهان الصينية، وأصاب حوالى 2500 شخص، مات منهم 81 مريضا. وقفز عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بنحو 30% منذ اكتشافه أواخر ديسمبر (كانون الأول)، نصفهم تقريبا في إقليم هوبي وعاصمته ووهان.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».