«دبلوماسية القبائل» تتحرك لإخراج ليبيا من «النفق المظلم»

دفعت الحرب الدائرة في ضواحي العاصمة طرابلس، منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، بعض القبائل الليبية الرئيسية إلى «التحرك للبحث عن مخرج يمنع البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية»، ويبحث سبل «إخراج البلاد من النفق المظلم».
ويأتي هذا الحراك القبائلي، الذي وُجهت فيه الدعوة إلى جميع قبائل ليبيا، بموازاة المؤتمرات والتحركات الدولية، سعياً للبحث عن حل، يمنع إطالة أمد الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ثمانية أعوام وأكثر.
ودعا المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة في بني وليد (جنوب شرقي طرابلس) جميع المجالس الاجتماعية والقيادات الشعبية من أنحاء البلاد، أمس، إلى اجتماع يوم الثلاثاء المقبل بالمدينة، يهدف إلى «المساهمة بكل فاعلية وإيجابية في إنهاء الفوضى في البلاد».
وقال خالد الغويل، مستشار الشؤون الخارجية لرئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «الاجتماع سيضم جميع المجالس الاجتماعية ليبيا للتشاور، واتخاذ موقف موحد ضد كل التدخلات الخارجية»، مبرزاً أن المجتمعين «سيعملون على توحيد الصف وخلق حوار حقيقي بين الليبيين».
وينظر إلى هذا التحرك القبائلي على أنه جاء لتوفير الدعم لـ«الجيش الوطني»، إذ يرى كثير من الليبيين، وخاصة من المؤيدين للعميلة العسكرية على طرابلس، أن مخرجات «برلين» ستطيل أمد الأزمة في البلاد، وتعيد الأزمة إلى نقطة اتفاق «الصخيرات»، أي قبل أربعة أعوام.
وثمن علي مصباح أبو سبيحة، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب، هذا التحرك بقوله: «أحيي المجلس الاجتماعي في بني وليد على توجيهه الدعوة إلى جميع المجالس الاجتماعية على مستوى الوطن، بهدف عقد اجتماع تشاوري لمناقشة القضايا المُلحة، وذلك على ضوء تداعيات الحرب والمؤتمرات، التي تعقد في عواصم العالم وتطيل أمد الأزمة».
ودعا أبو سبيحة في بيان، مساء أول من أمس، قيادات المجلس الاجتماعي إلى «أن يسموا على جراحهم، ويكونوا في المستوى الذي تنظر به إليهم غالبية الليبيين، ويوجهوا الدعوة للجميع دون استثناء، بمن فيهم مجلس أعيان مصراتة»، مشددا على أن «مصلحة الوطن وأمنه واستقراره تسمو على كل المصالح سواء أكانت شخصية أو قبلية أو مناطقية».
كما ناشد أبو سبيحة كل المجالس الاجتماعية ومجالس الأعيان والشخصيات العامة، ضرورة حضور الاجتماع، لأن مصلحة الوطن في أشد الحاجة إليهم. ورأى أن «الوطن معروض في المزاد العلني بين سماسرة دوليين، وصبيانهم المحليين»، مستشهداً في ذلك بمقولة لرئيس البعثة الأممية في ليبيا غسان سلامة بأن «الدول تبحث عن ليبيا وليس عن الليبيين».
ورأى الغويل أن «الغرض من كل الحوارات السياسية في الخارج هو إطالة أمد الأزمة»، مضيفاً: «نبارك ما جاء في بيان المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة ونشد عليه»، لافتا إلى أن الاجتماع المرتقب «سيتم الاتفاق فيه حول نتائج تمهد الطريق لإخراج البلاد من النفق المظلم».
وكان المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة قد أكد في بيانه أن الاجتماع سيبحث «غل الأيادي العابثة في البلاد، ووضع الجميع في مواجهة تاريخية مع استحقاقات وطنية واجبة التنفيذ من خلال هذه الدعوة، التي تنطلق من بني وليد».
وانتهى المجلس إلى أن ليبيا تمر بمرحلة خطيرة، مما يفرض على الجميع تغليب المصلحة الوطنية على الأهداف الشخصية، سعياً لإخراج البلاد من أزمتها.