مستوطنون يهود يشعلون النار في مسجد فلسطيني

TT

مستوطنون يهود يشعلون النار في مسجد فلسطيني

في الوقت الذي أقدمت فيه شرطة الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة المصلين في المسجد الأقصى المبارك، عند صلاة الفجر من يوم أمس الجمعة، أضرم مستوطنون يهود النيران في مسجد البدرية في قرية شرفات، جنوب غربي مدينة القدس، وخطوا شعارات عبرية تفسّر الجريمة على أنها رد على قيام الجيش الإسرائيلي بهدم عريشة استيطانية في بؤرة استيطان في الضفة الغربية.
وأفاد شاهد عيان بأن المصلين فوجئوا لدى وصولهم مسجد البدرية لأداء صلاة الفجر بمحاصرة المسجد من قوات الشرطة الإسرائيلية ومنعهم من الدخول. وقال مختار القرية وشيخها إنهما وصلا إلى المسجد عندما كانت النيران في بدايتها تشتعل في محيط المنبر، فقاما بإطفاء الحريق قبل أن يستفحل، واتصلا بالشرطة التي حضرت إلى الموقع وحاصرته بالكامل، ثم منعت المصلين الدخول إلى المسجد وقامت بإغلاقه، بحجة التصوير وأخذ البصمات والتحقيق بالحادث.
ولفت مواطنون إلى أن هذا هو ثاني اعتداء على هذا المسجد، إذ قام مستوطنون بمحاولة إحراقه قبل أعوام، ولم تكتشف الشرطة الجناة.
وفي الوقت ذاته، حاولت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال إفراغ الحرم القدسي من المصلين في أعقاب صلاة الفجر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فقاوم المصلون الاعتداء وهم يرددون التكبيرات والهتافات. وعللت شرطة الاحتلال اعتداءها بأنها لن تسمح لقوى سياسية بتنظيم نشاطات في الأقصى. وقصدت بذلك حملة «فجر الأمل»، التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي دعت الفلسطينيين المقدسيين إلى إقامة صلاة الفجر في المسجد الأقصى، احتجاجاً ورفضاً للإجراءات الأمنية المشددة ضد الفلسطينيين والتي تفرضها دولة الاحتلال على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل، ومحاولات السيطرة الكاملة عليهما.
واعتقلت شرطة الاحتلال ما لا يقل عن 13 فلسطينياً بينهم المربية هنادي الحلواني، خلال هذا الاعتداء، وأصابت عدداً من المصلين بجرح. وقد روى الكثير من المواطنين الفلسطينيين، خاصة الشبان، أنهم قد تلقوا مساء الخميس رسائل نصية مجهولة المصدر تحذرهم من القيام بأي أعمال احتجاج خلال صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى، وفي الوقت نفسه ترحب بهم وتدعوهم لالتزام الهدوء والحفاظ على النظام. ومن بين من تلقى مثل هذه الرسائل أئمة ورجال دين ومصورون صحافيون. ورجحت مصادر محلية أن تكون شرطة الاحتلال وجهاز المخابرات الإسرائيلي «الشاباك» هما من يقف وراء هذه الرسائل التحذيرية والتي تحمل صيغة التهديد.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن نحو 25 ألف مصل أدوا الجمعة في رحاب الأقصى، رغم الإجراءات العسكرية الإسرائيلية المشددة التي نشرت عناصرها عند بواباته، وأعاقت وصول المواطنين إلى المسجد، ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
من جهة أخرى، كسر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أمس الجمعة، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاده ودخل المسجد برفقة المصلين لأداء الصلاة. ووصل الشيخ صبري إلى باب الأسباط، الناحية الشمالية للمسجد الأقصى، برفقة عدد من الشخصيات المقدسية والمحامين، لكن الشرطة الإسرائيلية الموجودة على البوابة الخارجية حاولت منعه من الدخول. وأصر الشيخ صبري على أن من حقه الدخول إلى المسجد، وتمكن فعلاً من الدخول وسط تكبيرات المصلين، الذين حملوه على أكتافهم.
وقد تلقى الشيخ صبري بلاغا ينص على دعوته المثول، اليوم السبت، إلى مقر الشرطة لإبلاغه بشأن تمديد أو عدم تمديد أمر منعه من دخول المسجد الأقصى المبارك. وبالمقابل دعت القوى الإسلامية والوطنية في القدس المواطنين والشخصيات الدبلوماسية والاعتبارية في القدس للتجمع أمام مقر شرطة القشلة في باب الخليل، بهدف التضامن مع الشيخ عكرمة صبري.
من جهة ثانية، أصيب ثلاثة مواطنين بينهم ناشط يهودي إسرائيلي بالقنابل الإسفنجية، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية، المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاماً. وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي بأن قوات الاحتلال حاولت اقتحام القرية تزامنا مع انطلاق المسيرة بعد صلاة الجمعة، وأغرقت منازل المواطنين بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق. وأضاف أن مواجهات اندلعت مع المواطنين الذين تصدوا لمحاولة اقتحام القرية، ما أدى لإصابة ثلاثة متظاهرين، بينهم ناشط إسرائيلي بالقنابل الإسفنجية بشكل مباشر، نقلوا على أثرها إلى المستشفى.
وفي مدينة جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة، أحياء عدة ونصبت حواجز عسكرية وكثفت من وجودها العسكري. وذكرت مصادر محلية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة جنين وداهمت عدة أحياء وشنت حملة تمشيط فيها، وسيرت آلياتها العسكرية حتى ساعات الصباح، ونصبت عدة حواجز عسكرية في أطراف المدينة وعلى مفترق بلدة عرابة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.