فولكهارد فيندفور... أول صحافي أجنبي يحصل على وسام الاستحقاق المصري

عمل بالقاهرة أكثر من 40 عاماً وأسس مكتب «دير شبيغل»

فولكهارد فيندفور... أول صحافي أجنبي يحصل على وسام الاستحقاق المصري
TT

فولكهارد فيندفور... أول صحافي أجنبي يحصل على وسام الاستحقاق المصري

فولكهارد فيندفور... أول صحافي أجنبي يحصل على وسام الاستحقاق المصري

مسيرة صحافية طويلة خاضها الصحافي الألماني فولكهارد فيندفور بمصر، كللت أخيراً بمنح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسام الاستحقاق له، في سابقة تعد الأولى من نوعها، تكريماً لدوره بصفته رئيساً لجمعية المراسلين الأجانب في مصر، ومؤسس ورئيس تحرير مجلة «الملتقى» التي تصدر بالتعاون مع غرفة التجارة الألمانية المصرية. وجاء التكريم تقديراً لدوره ومسيرته الممتدة في مصر لأربعة عقود متتالية. وسلم الكاتب الصحافي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات نقيب الصحافيين المصريين، فيندفور وسام الاستحقاق، بتكليف من الرئيس السيسي، بمقر نادي المراسلين الأجانب بوسط القاهرة.
وأكد رشوان، خلال حفل تكريم فيندفور، أنها «المرة الأولى أن يقوم رئيس مصري بتكريم إعلامي أجنبي بأحد أرفع الأوسمة المصرية، الذي لا يمنح إلا تقديراً لعمل كبير»، مشيراً إلى أن «فيندفور نموذج للإعلامي الملتزم بالمهنية والمصداقية على مدار سنوات عمله الطويلة بمصر، حيث عمل بدأب على نقل الحقائق دون تزييف أو مبالغة، ولم يتأثر عمله بميول سياسية، بل التزم بواجبه الصحافي، ليصبح مثالاً للمراسل الصحافي المحترف»، مضيفاً أنه «عاش في مصر، وعاصر أحداثاً كبيرة، بدءاً من العدوان الثلاثي عام 1956 حتى ثورة (30 يونيو) عام 2013».
ومن جهته، أكد فيندفور لـ«الشرق الأوسط»: «أفخر بهذا التكريم، وأراه تكريماً لكل العاملين في مصر من الصحافيين والإعلاميين من مختلف الجنسيات، كما أنه تكريم يعكس تقدير الرئيس السيسي للإعلام والصحافة، وما يقومان به من دور محوري مهم في البلاد».
ويؤمن فيندفور بأن «الصحافة لها دور لن ينطفئ بسبب التطورات التكنولوجية أو (السوشيال ميديا)»، ويؤكد أن أهم «ما يميز الصحافي والمراسل المصداقية والتفاني في العمل»، موضحاً أن «الصحافة الأجنبية تسعى للتفاعل مع الأحداث ونقل الوقائع، كل بأسلوبه ونظرته، إلا أن هناك أجهزة إعلامية تسعى فقط لنشر الأكاذيب عن مصر لهدم استقرارها وعرقلة نموها، غير أن من يعيش في مصر يعرف تماماً كذب ما تردده هذه الأجهزة»، مضيفاً: «طوال حياتي المهنية، لم أسع وراء الخبر المثير أو (الفرقعة) الإعلامية، بل هدفي كان تقصي الحقائق وما يحدث على أرض الواقع فقط».
ويعمل فولكهارد فيندفور مراسلاً لمجلة «دير شبيغل» الألمانية في القاهرة منذ 1974. وبخبرته الممتدة لأكثر من 40 عاماً من الإقامة والعمل بمصر، وما يزيد على 50 عاماً كصحافي، بات من أبرز الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، وله مقال ثابت بـ«دير شبيغل»، يتناول قضايا المنطقة. وحضر فيندفور إلى مصر وهو في سن 17 عاماً، وذلك في عام 1955، عقب وفاة والده في الحرب العالمية الثانية، والتحق بالمدرسة الألمانية بالقاهرة، وحصل على الثانوية العامة الألمانية، ثم حصل على الثانوية العامة المصرية، مدفوعاً بشغفه لتعلم العربية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم تقدم لدراسة اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فدرس اللغة الفارسية والتركية.
وكانت بدايته في العمل الإعلامي من منبر الإذاعة المصرية، مذيعاً بالقسم الأوروبي. وحينها، تعرف بالرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة، في أثناء إلقائه بيان الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الثوري من إذاعة صوت العرب، قبل أن يصبح رئيساً للجزائر. كما عمل مترجماً للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر... وارتحل فيندفور إلى بيروت للعمل بالمعهد الألماني للدراسات الشرقية، ثم عاد إلى ألمانيا ليعمل مسؤول القسم العربي في الإذاعة الألمانية، قبل أن ينضم للعمل بمجلة «دير شبيغل» الألمانية، وأسس مكتب «المجلة» ببيروت عام 1974، وعايش الحرب الأهلية، ومر بتجربة الاختطاف، ثم عاد لمصر ليؤسس مكتب «دير شبيغل»، ليواصل فيه العمل على مدار 4 عقود.
وشارك فيندفور مع عدد من مديري مكاتب الصحف الأجنبية بمصر في سبعينات القرن الماضي في تأسيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة، وانتخب رئيساً لها. والجمعية تمثل حلقة وصل بين المراسلين الأجانب والمؤسسات المصرية، من وزارات وهيئات ومراكز ثقافية، كما تعمل على إمداد المراسل الصحافي بالمعلومات والبيانات اللازمة لأداء دوره المهني، من تقارير ومناسبات وأحداث وفعاليات ثقافية وفنية وسياسية واجتماعية، عبر نشره بريدية إلكترونية يومية.
وخلال حقبة السبعينات، أجرى عدة حوارات مهمة مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ورافقه في رحلته إلى القدس، كما أجرى معه ما يزيد على 22 ساعة من الحوارات، كان آخرها حواره معه مطلع أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981، قبل وفاته بـ4 أيام.



كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
TT

كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

أوردت تقارير، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن ناشري الأخبار كثّفوا ظهورهم على «غوغل ديسكوفر» بهدف زيادة حركات المرور على مواقعهم، وهذا بعدما تراجعت وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم ظهور الأخبار منذ مطلع العام. إذ اتجهت «غوغل» إلى نموذج الملخّصات المعزّز بالذكاء الاصطناعي بديلاً عن ترشيح روابط الأخبار من مصادرها، ما أدى إلى تراجع الزيارات تدريجياً. غير أن خبراء ناقشوا الأمر مع «الشرق الأوسط» عدُّوا هذا الاتجاه «رهاناً محفوفاً بالمخاطر، وقد لا يحقق نموذج عمل مستداماً». أبحاث أجرتها «نيوز داش»، وهي أداة متخصصة في تحسين محركات البحث (SEO) موجهة للناشرين والمواقع الإخبارية، أظهرت أن «غوغل ديسكوفر» بات يمثل في المتوسط 55 في المائة من إجمالي حركة المرور الآتية من «غوغل» للناشرين، مقارنة بـ41 في المائة، في دراسة سابقة، ما يعني أن «ديسكوفر» أضحى القناة الكبرى التي تجلب الزيارات إلى مواقع الأخبار.

جدير بالذكر أن «غوغل ديسكوفر» هو موجز للمقالات يظهر على نظامي «أندرويد» و«آبل» عند فتح «غوغل» للتصفّح. ووفق محرّك البحث، فإن المقالات المُوصى بها تُحدَّد وفقاً لاهتمامات المستخدم وعمليات البحث السابقة، ومن ثم، فإن ما يظهر لدى المستخدم من ترشيحات هو موجز شخصي جداً، لذا يحقق مزيداً من الجذب.

محمد الكبيسي، الباحث ومدرب الإعلام الرقمي العراقي المقيم في فنلندا، أرجع تكثيف بعض المواقع الإخبارية وجودها على «غوغل ديسكوفر» إلى احتدام المنافسة الرقمية بين المنصّات للوصول إلى الجمهور. وأوضح: «منطقياً، تسعى مواقع الأخبار إلى الظهور على منصات متعدّدة، مما يعزز فرص الوصول والتفاعل مع الأخبار دون الحاجة للبحث المباشر».

وحدَّد الكبيسي معايير ظهور المقالات على «غوغل ديسكوفر» بـ«جودة المحتوى، والتحديث المستمر، وتوافق SEO، والملاءمة مع اهتمامات المستخدمين وسلوكهم السابق في استخدام وسائل الإنترنت، إضافة إلى الالتزام بمعايير الإعلام والصحافة المهنية».

ومن ثم، بعدما رأى الباحث العراقي تكثيف الاهتمام بأداة «غوغل ديسكوفر» حلاًّ مؤقتاً للمرحلة الحالية، شرح أنه «يمكن القول عموماً إن (غوغل ديسكوفر) قد يُسهم في زيادة معدلات الزيارات للعديد من المواقع الإخبارية، لكن ذلك يعتمد على أهمية المحتوى وملاءمته اهتمامات الجمهور». أما عن الحلول المستدامة فاقترح الكبيسي على صُناع الأخبار تحقيق المواءمة مع تطوّرات المنصات ومواكبة التحديثات؛ لتجنب التبِعات التي قد تؤدي إلى تقليل الظهور أو انخفاض معدلات الوصول».

من جهته، يقول الحسيني موسى، الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي بقناة الـ«سي إن إن» العربية، إن «غوغل ديسكوفر» لا يقبل أي مقالات؛ لأن لديه معايير صارمة تتعلق بجودة المحتوى ومصداقيته. وتابع أن «الظهور على (غوغل ديسكوفر) يشترط تقديم معلومات دقيقة تلبّي اهتمامات المستخدمين وتُثري معرفتهم، مع استخدام صور عالية الجودة لا تقل عن 1200 بيكسل عرضاً، وعناوين جذابة تعكس مضمون المقال بشكل شفاف بعيداً عن التضليل». ثم أضاف: «يجب أن تكون المواقع متوافقة مع أجهزة الهواتف الذكية؛ لضمان تجربة مستخدم سلسة وسريعة، مع الالتزام الكامل بسياسات (غوغل) للمحتوى».

وعلى الرغم من أن معايير «غوغل ديسكوفر» تبدو مهنية، عَدَّ موسى أن هذا «الاتجاه لن يحقق مستقبلاً الاستقرار للناشرين... وصحيح أن (غوغل ديسكوفر) يمكن أن يحقق زيارات ضخمة، لكن الاعتماد عليه فقط قد لا يكون واقعاً مستداماً».

ورأى، من ثم، أن الحل المستدام «لن يتحقق إلا بالتنوع والتكيف»، لافتاً إلى أنه «يُنصح بالتركيز على تقديم محتوى ذي قيمة عالية وتحويله إلى فيديوهات طولية (فيرتيكال) مدعومة على منصات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من المتابعين وبناء قاعدة جماهيرية وفية».