زينة: استفدت من جماهيرية تامر حسني في «الفلوس»

قالت الفنانة المصرية زينة إن غيابها لمدة عامين عن الدراما التلفزيونية أمرٌ خارج عن إرادتها ولا تحبه مطلقاً، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن قصة وسيناريو فيلم «الفلوس» وشعبية تامر حسني الكبيرة من أبرز الأسباب التي شجعتها لخوض البطولة للمرة الرابعة أمام حسني. وأوضحت أنها متحمسة جداً لتقديم المزيد من أدوار الشر خلال الفترة المقبلة لو عرض عليها دور جيد، وكشفت أيضاً كواليس تأجيل فيلم «التاريخ السري لكوثر». وإلى نص الحوار:
> في البداية... ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «الفلوس»؟
- عندما قرأت القصة التي كتبها تامر حسني، وجدتها جيدة، ودوري ملائم ومختلف عما قدمته من قبل، ومحمد عبد المعطي كتب سيناريو محكم وحوار مناسب لطبيعة الفيلم، فضلاً عن أنني أحببت التعاون مع المخرج اللبناني سعيد الماروق، الذي يتميز ببصمة إخراجية مختلفة، بالإضافة إلى أنني أردت التعاون للمرة الرابعة مع تامر حسني الذي يعتبر الآن أحد أهم نجوم الوطن العربي على المستويين التمثيلي والغنائي، والذي يتمتع بشعبية جماهيرية كبيرة.
> معنى ذلك أنك تراهنين على أن العمل مع تامر حسني مضمون النجاح؟
- في المقام الأول يهمني السيناريو، والذي إذا لم يعجبني لما كنت قد شاركت في فيلم «الفلوس» من الأصل، وأحب التوضيح أنه لا يوجد نجم أو نجمة يخافون على اسمهم وجماهيريتهم إلا ولا بد أن يهتموا بالسيناريو الجيد، لأن العمل لو خرج ضعيفاً بسبب السيناريو، لن تجدي هذه الجماهيرية نفعاً، وتامر حسني اهتم للغاية بالتفكير في قصة مختلفة وسيناريو ممتاز وهو ما تحقق في «الفلوس» وهذا ما شجعني على المشاركة في الفيلم.
> وما أبرز الصعوبات التي واجهتك في تصوير الفيلم؟
- كنت أشعر بمسؤولية كبيرة، خصوصاً بمشاركتي مع فريق عمل كل منهم له حجمه، ودوري لم يكن سهلاً أبداً، وكل فرد في الفريق كان يساعد الآخر بشكل أراحني نفسياً، ولكن أصعب ما واجهني هو السفر بين مصر ولبنان، حيث إن الأخيرة شهدت تصوير أغلب أحداث الفيلم تقريباً، وفي النهاية أنا أم لتوأم وكنت أضطر لإنهاء بعض المشاهد الخاصة بي في لبنان، وأسافر مرة أخرى لمصر كي أطمئن عليهما، ثم أعود مجدداً لاستكمال التصوير في بيروت.
> وهل تراهنين على أمر محدد في هذا الفيلم؟
- كل عمل فني يضيف لرصيد الفنان درجة مختلفة، ويجعله يتقدم إلى الأمام، خصوصاً لو فكر بشكل جيد في اختياراته، وتامر حسني له شعبية كبيرة وجمهور عريض يحبه، ولذلك أي عمل أشارك فيه معه فإني أستفيد منه، ويقدمني خطوة للأمام ويضيف لرصيدي الفني وتاريخي، وأنا راضية للغاية عن ردود الأفعال على دوري بالفيلم وشعرت أن مجهودي لم يذهب هباءً.
> أصبحت مُقلة في ظهورك السينمائي... لماذا؟
- لأن السينما لها طبيعة مختلفة تماماً عن أي مجال فني آخر، ففيها يعرض على الفنان الدور والعمل الفني وهو إما أن يقبله أو يرفضه، فالدور لا يتم عمله خصيصاً من أجل الفنان عكس الدراما، التي يقوم الفنان فيها بالتوقيع أولاً مع المنتج لمدة أكثر من عام (حسب العقد نفسه) ثم يختار بعدها الفكرة والعمل والدور المناسب، ولا أنكر أنني رفضت أدواراً عدة عرضت علي في السينما لأني وجدتها غير ملائمة بالنسبة لي، وأدعو الله أن أظل أملك رفاهية الاختيار لأن الفنان في النهاية إنسان وعليه أن يعمل حتى يستطيع تلبية مطالبه، وأتمنى أن يكون «الفلوس» خطوة موفقة من أجل خطوات أخرى أفضل وأهم.
> هل هناك أدوار بعينها تتمنين تجسيدها سينمائياً؟
- لدي طموح كبير وأحلام عظيمة، ولو أملك الأموال الطائلة لأنتجت لنفسي، وأنا أتمنى تجسيد أدوار تخص سينما وقضايا المرأة، ومن هنا أناشد الدولة أن توجه دعماً كبيراً لهذا النوع، فسينما المرأة مهمة، ولو تذكرنا أفلام ماجدة وسعاد حسني وفاتن حمامة، فكانت لديهم رفاهية الاختيار والتعبير عن قضايا المرأة سينمائياً لأنهم اعتمدوا على الروايات القوية لكتاب عظام، وكانت المرأة وقتها متصدرة شاشة السينما، ولذلك أتمنى أن تدعم الدولة سينما المرأة، فالسيدة هي أساس المجتمع ولا بد من الاهتمام بها.
> وما سبب عدم خروج فيلم «التاريخ السري لكوثر» إلى النور حتى الآن؟
- يتبقى لنا يومان تصوير فقط فيه، وهو فيلم مهم أشارك فيه مع الفنانة ليلى علوي ومحسن محيي الدين، ومن إخراج محمد أمين، وهو عمل مختلف كلياً بشكل سينمائي جذاب، وللأسف عانى الفيلم من فترة توقف بسبب أن اختلف منتجاه مع بعضهما، ثم قام أحدهما وهو إسحاق إبراهيم بشراء كامل حقوق الفيلم، ومن المقرر أن يتم استئناف التصوير مرة أخرى خلال الأيام المقبلة.
> هذا العمل يعتبر ثاني تجربة لك مع المخرج محمد أمين... كيف تقيمين العمل معه؟
- محمد أمين مخرج مختلف، يمتلك رؤية عميقة للقصة وللأبعاد الإنسانية لكل شخصية في عمله، وفي فيلم «بنتين من مصر» استطاع التغلغل في أعماق البنت المصرية التي تخاف من شبح العنوسة مع النظر لكل العوامل المحيطة بها، أما في فيلم «التاريخ السري لكوثر» فأتوقع أن يحصد نجاحاً أكبر من «بنتين من مصر» وهو مخرج مهموم ومحب لمصر وغيور عليها، ولديه رؤية ثاقبة للعمق الإنساني، وبسبب تفكيره المميز، سيعمل أي فنان معه بشكل جيد أيضاً، وهذا يضمن لي تجسيد شخصية جديدة بأبعاد إنسانية ممتازة.
> غبتِ عن الدراما التلفزيونية لمدة عامين... ما السبب؟
- كان قد عُرض علي مسلسل درامي خارج رمضان، ولكني اعتذرت عنه لأن الدور لم يكن يناسبني، وفي الدراما اعتدنا أن نقوم أولاً بالتوقيع مع منتج ثم نجد الفكرة التي نعمل عليها، وخلال العامين الماضيين لم يحدث هذا معي.
> هل تعدين هذا الغياب بمثابة فرصة جيدة لإعادة حساباتك الفنية؟
- بصراحة أنا لا أحب هذا الغياب إطلاقاً، لأسباب عديدة أولها أنني ما زلت شابة وأعيش أفضل سنوات عمري، وأعتبر أن العامين الماضيين ضاعا من عمري، فأنا قادرة على العطاء ولدي طاقة كبيرة، واسم، بذلت مجهوداً كبيراً كي أبنيه، وأسباب الغياب كلها خارجة عن إرادتي وأتمنى زوالها في القريب العاجل.
> نجحت بقوة في دور الشر بمسلسل «لأعلى سعر» وفق المتابعين والنقاد... هل تتحمسين لتجسيد مثل هذه الأدوار مرة أخرى؟
- بالتأكيد نعم، لأن الشر درجات، والبشر مختلفون تماماً، فقد جسدت شخصية «ليلى» التي تمتلك طباعاً شريرة ونجح بقوة بحسب تعليقات الجمهور، لذلك سأوافق فوراً إن عُرض علي دور شر جديد، بشرط اختلافه عن الدور السابق في «لأعلى سعر» وجودة السيناريو الخاص به، وفي النهاية أنا ممثلة أجسد شرائح المجتمع المختلفة بكل عيوبهم ومميزاتهم.
> وهل تشعرين بالقلق من تأثير أخبار حياتك الشخصية على عملك كفنانة؟
- لا على الإطلاق، فأنا لا أهتم بهذا الأمر ولا أشغل نفسي به، لأن الجانبين مختلفان عن بعضهما، فأنا لم أظهر في أي مرة في الإعلام أو الصحافة لأتحدث عن حياتي الشخصية.