أميركا تعتزم إضافة دول إلى قائمة «حظر السفر»

TT

أميركا تعتزم إضافة دول إلى قائمة «حظر السفر»

أثارت قائمة «حظر السفر» للدول الممنوعة من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية جدلاً كبيراً في البلاد، عندما أصدرها الرئيس ترمب في اليوم السابع لدخوله إلى البيت الأبيض عام 2017. واليوم، يُثار الجدل ذاته، مرة أخرى، بعد تسريبات لوسائل الإعلام الأميركية حول عزم الإدارة إضافة سبع دول أخرى إلى القائمة السابقة. القيود التي تعتزم الإدارة الأميركية فرضها على الدول السبع الجديدة، هي: نيجيريا، وبيلاروسيا، وإريتريا، وقيرغيزستان، وميانمار، والسودان، وتنزانيا، ليصل عدد الدول في القائمة إلى 13. ومن المفترض أن يتم الإعلان الرسمي لهذه القيود الاثنين المقبل.
وفي حين تناقلت وسائل الإعلام هذه التسريبات في القيود الجديد، لم يصدر أي تعليق من الإدارة الأميركية والجهات المعنية بهذا القرار، وهي وزارة الخارجية، ووزارة الأمن الداخلي، والبيت الأبيض. وفي التسريبات المنشورة بصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن مسؤولين في الإدارة قالوا إن الدول الموجودة في قائمة الحظر لن تواجه بالضرورة حظراً شاملاً على السفر إلى الولايات المتحدة، ولكن قد تفرض قيوداً على أنواع معينة من التأشيرات، مثل تأشيرات العمل، أو تأشيرات الزيارة، كما أن القائمة ليست نهائية، وما زال البيت الأبيض يناقش ما إذا كانت القائمة ستشمل دولة أو دولتين.
وأشاروا إلى أنه سيتم منع بعض الدول من المشاركة في برنامج اليانصيب، الذي يمنح البطاقات الخضراء للأشخاص في البلدان ذات مستويات الهجرة المنخفضة إلى الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لدعوة الرئيس ترمب إلى وضع حد لهذا البرنامج، قائلاً إنه يتيح للأشخاص غير المرغوب فيهم الدخول إلى الولايات المتحدة، وقد اقترح إعادة توجيه نظام التأشيرات الحالي إلى الأشخاص المميزين والعمال المهرة بدلاً من ذلك. وتأتي هذه التسريبات بعزم الإدارة على طرح قيود السفر الموسعة يوم الاثنين بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على حظر السفر الأولي الذي فرضه الرئيس ترمب، مما أثار جدلاً في بداية ولايته، وأيدته المحكمة العليا في حكم 4 يونيو (حزيران) 2018، على أساس أن القانون الاتحادي يمنح الرئيس سلطة واسعة لتعليق الدخول إلى الولايات المتحدة. وعللت الإدارة الأميركية، في تبريراتها لإصدار قائمة الحظر تلك الفترة، بأن سياسة تقييد السفر كانت ضرورية لمنع أعمال الإرهاب المحتملة، لأن الدول المدرجة في القائمة لا تدقق في المسافرين إلى الولايات المتحدة بشكل كافٍ، وتلك الدول كانت إيران، وليبيا، والصومال، وسوريا، واليمن، وكوريا الشمالية، وبعض المسؤولين السياسيين من فنزويلا، وقد أدرجت الإدارة دولة تشاد لفترة وجيزة في قائمة الحظر، لكنها رفعت عنها الحظر في أبريل (نيسان) 2018.
وعلى عكس القائمة الأولية التي كانت تتهم بأنها ضد الدول الإسلامية، فإن معظم البلدان الجديدة ليس بها أغلبية مسلمة، ومع ذلك كان لدى كثير من تلك الدول معدلات مرتفعة نسبياً من مواطنيها الذين تجاوزوا مدة الإقامة المحددة في تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لبيانات وزارة الأمن الداخلي.
وفي السنة المالية 2018 تجاوز 24 في المائة من الإريتريين الذين يحملون تأشيرات عمل أو الزائرين مدة الإقامة المسموح بها لهم في تصاريح الدخول، إلى جانب 15 في المائة من النيجيريين، و12 في المائة من السودانيين.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان والمهاجرون التوسُّع المزمع في قائمة حظر الدول من الدخول، معتبرة أن عشرات الآلاف من العائلات الأميركية تتعرض للأذى والانفصال بسبب هذا الحظر التعسفي والقاسي، وأن مضاعفة الدول في القائمة لن تجعل البلاد أكثر أماناً.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.