صوت مجلس الشيوخ لتحديد أطر محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التاريخية. وحدد المجلس 24 ساعة لفريق الادعاء، المؤلف من النواب السبعة المعينين من قبل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، و24 ساعة لفريق الدفاع عن ترمب، المؤلف من محاميه الخاص جاي سيكولو ومحامي البيت الأبيض بات سيبولون وغيرهم. وثارت ثائرة الديمقراطيين، فقد قرر الجمهوري ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، حصر عرض أدلة الادعاء على مدى يومين فقط، ما يعني أن المجلس سينعقد على مدى 12 ساعة متواصلة كل يوم، وسيؤدي بالتالي إلى عرض بعض الأدلة، في وقت متأخر للغاية من المساء، وقد وصف زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، مشروع تنظيم المحاكمة، بالعار الوطني، قائلاً إن «القوانين التي طرحها مكونيل تختلف كلياً عن قوانين محاكمة كلينتون. وهي تهدف لمنع مجلس الشيوخ والأميركيين من الاطلاع على حقيقة تصرفات الرئيس ترمب، التي أدت إلى عزله. إن قوانين مكونيل لا تسمح بتقديم أدلة مجلس النواب في الشيوخ». وتابع شومر، في بيان صادر عن مكتبه: «إن محاكمة من دون أدلة، ومن دون سجل، ومن دون شهود، ومن دون وثائق، هي ليست محاكمة على الإطلاق. بل هي حملة تستر، وهذا ما سيشهده الأميركيون». وقال شومر إن حصر عرض الأدلة على مدى يومين فقط يعني أن مكونيل لا يريد أن يستمع الأميركيون إلى الأدلة المعروضة. موقف دعمه مسؤول فريق الادعاء النائب آدم شيف، الذي تحدث للصحافيين قائلاً: «يجب أن نتمكن من عرض القضية بأسلوبنا الذي نختاره، ولا يجب أن يتم تأجيل العرض إلى وقت متأخر من الليل حين يأمل مكونيل بأن يكون الأميركيون قد توقفوا عن متابعة وقائع المحاكمة».
ما يعنيه شيف هو أن تخصيص 24 ساعة لعرض الأدلة، وحصرها بيومين فقط، إضافة إلى قرار مكونيل بدء جلسات المحاكمة عند الساعة الواحدة ظهراً كل يوم، سوف ترغم فريق الادعاء على عرض أدلته في وقت متأخر من كل ليلة. الأمر الذي قد يمنع بعض الأميركيين من متابعة وقائع الجلسات. كما يتطلب المشروع موافقة المجلس قبل إدراج أي أدلة نظر فيها مجلس النواب في سجل المحاكمة في مجلس الشيوخ، الأمر الذي انتقده الديمقراطيون كذلك. ولن يحصل التصويت على إدراج أدلة قبل التصويت على استدعاء شهود في وقت لاحق من المحاكمة، حسب نص المشروع.
وقد فسر الجمهوريون هذا القرار قائلين إن سبب عدم إدراج الأدلة بشكل أوتوماتيكي، يعود إلى عدم اطلاع فريق الدفاع عن ترمب على الأدلة خلال جلسات الاستماع في مجلس النواب. واتهم الديمقراطيون، مكونيل، بنكث وعوده القاضية باعتماد القواعد نفسها لمحاكمة كلينتون. فعلى الرغم من أن طرفي الادعاء والدفاع حصلا على 24 ساعة خلال محاكمة كلينتون، لعرض الأدلة، ونقضها، إلا أن هذه الفترة امتدت على 3 أيام في عام 1999، وليس على مدى يومين فقط.
هذا ويتضمن مشروع القرار، الذي حصلت الشرق الأوسط على نسخة عنه، بنداً يفسح المجال أمام التصويت لاستدعاء شهود ووثائق جديدة، لكن بعد انتهاء أعضاء المجلس من طرح أسئلتهم. وقد خصص المشروع 16 ساعة لطرح الأسئلة المكتوبة بعد انتهاء الـ48 ساعة المخصصة للطرفين.
وسوف يبدأ فريق الادعاء بعرض القضية والأدلة عند الساعة الواحدة ظهر يوم الأربعاء، ما يعني أن الجلسة ستمتد إلى نحو الساعة الواحدة صباح يوم الخميس.
هذا وقد أعلن البيت الأبيض عن إضافة 8 نواب جمهوريين إلى فريق الدفاع المؤلف من محامي الرئيس الخاص جاي سيكولو، وكبير محامي البيت الأبيض بات سيبولون، إضافة إلى كل من كينيث ستار وروبرت راي وآلان ديرشويتز.
وقال مصدر جمهوري إن هؤلاء النواب المعينين لن يشاركوا في عرض القضية أمام أعضاء مجلس الشيوخ، بل سيوفرون النصح لفريق الدفاع خلال مجريات المحكمة، وذلك بسبب خبرتهم التي اكتسبوها خلال إجراءات العزل في مجلس النواب. هذا وقد أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن استيائهم من خطوة تعيين النواب. وقال ليندسي غراهام، أحد حلفاء ترمب المقربين، «لا أعتقد أن هذا قرار حكيم. يجب ألا نركز على تسييس القضية، والنظر إلى ما وراء الأحزاب السياسية، والحديث عن المشكلات الدستورية في بندي الاتهام الموجه ضد الرئيس». وهذا بالفعل ما سيركز عليه آلان ديرشويتز، الذي عينه البيت الأبيض لعرض الحجج الدستورية ضد العزل والخلع. وقد اتضحت استراتيجية الدفاع من خلال تقرير قدمه فريق دفاع البيت الأبيض إلى الكونغرس. وقد وصف التقرير إجراءات العزل في مجلس النواب بالفاسدة وبالمسيسة. ولعلّ هذا هو السبب الأساسي وراء تعيين النواب الجمهوريين في فريق الدفاع، فهم على اطلاع تام على كل التفاصيل المحيطة بقضية العزل، وشاركوا في جلسات الاستماع المطولة التي عقدتها اللجان المختصة في مجلس النواب، كما أنهم أثبتوا ولاءهم لترمب علنياً خلال جلسات الاستماع هذه. هؤلاء النواب هم: جيم جوردن، وجون راتكليف، ومايك جونسون، ومارك مادوز، ودبي ليسكو، ولي زلدن، وأليس ستيفانيك، ودوغ كولينز.
> أبرز الوجوه في فريق دفاع الرئيس الأميركي
- جاي سيكولو: محامي ترمب الخاص وهو سيقود فريقه الدفاعي. هو محافظ لديه علاقات وطيدة مع الإنجيليين الذين يشكلون قاعدة انتخابية أساسية لترمب.
- بات سيبولون: كبير محامي البيت الأبيض، وسوف يشارك سيكولو في قيادة فريق الدفاع. عمل في التسعينات مساعداً لوزير العدل الأميركي ويليام بار المقرب من ترمب. وهو من اعتمد استراتيجية عدم التعاون مع تحقيقات مجلس النواب في ملف العزل.
- كينيث ستار: المحقق الخاص السابق الذي كشف التفاصيل المحيطة بعلاقة كلينتون - لوينسكي، ومن المدافعين الشرسين عن ترمب في قضية عزله.
- روبرت راي: خلف ستار في قضية كلينتون، وفاوض للتوصل إلى تسوية مع كلينتون بعد مغادرته البيت الأبيض تضمنت دفع الرئيس الأميركي السابق لغرامة مالية وتعليق شهادته في المحاماة.
- آلان ديرشويتز: محامي دفاع عرف بدفاعه عن متهمين مثيرين للجدل، أبرزهم أو جي سيمسون ومايك تايسون وجيفري إبستين، وسيكون دوره في فريق الدفاع عن ترمب محدداً بعرض الحجج الدستورية ضد العزل والخلع.
- النائب جيم جوردن: كبير الجمهوريين في لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي، وقد عرف بدفاعه الشرس عن ترمب خلال إجراءات عزله في جلسات استماع مجلس النواب.
- النائب جون راتكليف: عضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وكان الرئيس رشحه لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية قبل سحب ترشيحه.
- النائب دوغ كولينز: كبير الجمهوريين في اللجنة القضائية، وهو مقرب جداً من ترمب.
أما النواب الآخرون فقد أثبتوا هم كذلك خلال جلسات الاستماع المتعلقة بالعزل جرأتهم بمواجهة الديمقراطيين والدفاع عن ترمب.
> فريق الادعاء
مؤلف من 7 نواب عينتهم نانسي بيلوسي. سيقدمون حججهم في بداية جلسات المحاكمة يوم الأربعاء الساعة الواحدة.
- آدم شيف: رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. سيترأس فريق الادعاء. هو وجه أساسي ارتبطت به إجراءات العزل. ترأس جلسات الاستماع الأولى التي عقدتها اللجان المختصة في المجلس. حليف بارز لبيلوسي وعدو لدود لترمب. هو محامي ادعاء سابق حصل على شهادته من جامعة هارفرد.
- جارولد نادلر: رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب. كان نائباً أيام إجراءات عزل كلينتون، ومن المدافعين الشرسين عنه خلال إجراءات عزله. خبرته السابقة في ملف العزل هي أحد الأسباب الأساسية لتعيينه في فريق الادعاء.
- زوي لوفغرن: لديها الخبرة الأبرز في موضوع العزل في فريق الدفاع. فقد عملت في اللجنة القضائية أيام محاولات عزل الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، وكانت عضواً في اللجنة أيام عزل كلينتون.
- حكيم جفري: حليف بيلوسي ومن الوجوه الصاعدة في الحزب الديمقراطي.
- فال ديمينغز: لديها خبرة واسعة في مجال فرض القانون بحكم موقعها مديرة سابقة لجهاز الشرطة في مدينة أورلاندو.
- جايسون كرو وسيلفيا غارسيا: خياران مفاجئان، فهما من النواب الجدد في المجلس، لكن بيلوسي أرادت من خلال اختيارهما توسيع التمثيل العرقي والجندري لفريق الادعاء.