قصر محمد علي في القاهرة يبرز صور المجوهرات الملكية

عبر معرض «التاج الفوتوغرافي» الذي يضم 50 عملاً

صورة مجموعة النياشين الملكية النادرة لآية محمود (بعدسة جورج فتحي )
صورة مجموعة النياشين الملكية النادرة لآية محمود (بعدسة جورج فتحي )
TT

قصر محمد علي في القاهرة يبرز صور المجوهرات الملكية

صورة مجموعة النياشين الملكية النادرة لآية محمود (بعدسة جورج فتحي )
صورة مجموعة النياشين الملكية النادرة لآية محمود (بعدسة جورج فتحي )

المجوهرات الملكية لأسرة محمد علي، واحدة من المقتنيات الأثرية التي لا تزال تجتذب الزائرين والفوتوغرافيين المصريين والأجانب، لكشف تفاصيل الحياة المترفة للأمراء والملوك، خلال فترة حكم أسرة محمد علي لمصر، والتي امتدت لنحو قرن ونصف القرن من الزمان، ولإبراز بعض تلك المقتنيات، يستضيف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، بالقاهرة معرض «التاج الفوتوغرافي» الذي يضم 50 صورة، ويستمر حتى 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالاشتراك مع متحف المجوهرات بالإسكندرية، و«نادي عدسة» للتصوير الفوتوغرافي.
ويحتفظ متحف المجوهرات الملكية (قصر الأميرة فاطمة الزهراء)، بمدينة الإسكندرية الساحلية، والمخصص لعرض المجوهرات الملكية منذ عام 1986، بعدد كبير من مجوهرات أسرة محمد علي، والتي يزيد عددها على 11 ألف قطعة ثمينة.
علاء الباشا، مدير «نادي عدسة» للتصوير الفوتوغرافي، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «فكرة المعرض قائمة على ثلاثة محاور، الأول مقتنيات قصر المجوهرات الملكية، والثاني الطراز المعماري للقصر نفسه الذي بدأ تشييده عام 1919، والثالث تم تخصيصه للتصوير بالهاتف المحمول».
شارك في المعرض 50 مصوراً فوتوغرافياً، بعد تقديم التسهيلات اللازمة من قبل إدارة متحف المجوهرات بالإسكندرية، التي سوف تستخدم صور هؤلاء المصورين في الترويج السياحي للمتحف لاحقاً.
ووفقاً للباشا، فإنه تُرك لكل مشارك، حرية التقاط الصور التي يريدها وفقاً لرؤيته وأسلوبه الخاص، وهذا ما يفسر ظهور عدد من الصور بالأبيض والأسود مع الصور الملونة، بالإضافة إلى تنوع اللقطات والزوايا والعدسات المستخدمة للأعمال المعروضة.
مجوهرات الملكة فريدة (الزوجة الأولى للملك فاروق)، كانت حاضرة ضمن صور المعرض، حيث عرضت صورة التقطتها الفنانة آمال عجلان، تمثل أسورة الملكة المصنوعة من الذهب والبلاتين، والمرصعة بأحجار المرجان والألماس على هيئة فروع وأوراق شجر، بجانب عرض صورة لتاجها الخاص، المرصع بعدد 1506 ماسات، التقطتها عدسة الفنان أحمد قاسم، في حين أبرزت صورة أخرى للفنانة سها عمران، أسورة على شكل وردة مرصعة بـ815 ماسة.
مقتنيات محمد علي باشا، مؤسس الأسرة العلوية، كانت حاضرة أيضاً في المعرض، عبر صورة للفنانة آية محمود، والتي أظهرت من خلالها لوحة نادرة تجسده، وأخرى لنيشان منقوش عليه اسمه مرصع بالزمرد والياقوت التقطها أحمد قاسم.
وسلط المعرض كذلك الضوء على قطع شطرنج مميزة للملك فاروق، مصنوعة من الذهب، ومرصعة بألماس الفلمنك على الطراز الهندي، أهديت للملك عام 1939 بمناسبة زواجه من زوجته الثانية الأميرة فوزية.
أما ساعات الجيب التي تميزت بها تلك الحقبة الزمنية، فقد أبرزتها صورة للفنانة مروة صقر، إضافة إلى صورة كأس الملك فاروق، بمناسبة فوز مصر بالسباق السياحي العالمي، دون تحديد عام الفوز.
مبنى قصر المجوهرات نفسه، استحوذ على اهتمام الفنانين المصريين أيضاً، والتقطت له صور مميزة عدة، تبرز روعة طرازه المعماري الفريد، وأبوابه الزجاجية الملونة داخل البهو الداخلي للقصر، والتي أحضرت من إيطاليا عام 1923، ويحكي قصة حب وزواج أحد النبلاء الإيطاليين والتي تعود إلى القرن الثامن عشر.
ويُعرض أيضاً بمعرض «التاج الملكي» صورة تمثال القرفصاء الذي يزين سلم القصر، الذي يعد أحد أعمال النحات العالمي جان باتيست كاربو.
يذكر أن معرض التاج الفوتوغرافي هو المشروع الثاني لنادي «عدسة للتصوير الفوتوغرافي» في مجال توثيق الآثار المصرية؛ إذ سبقه مشروع لتوثيق متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، نتج منه معرض فني عُرض بخمس محافظات مختلفة، في حين يستعد النادي للتوثيق الفني لمقتنيات المتحف الروماني اليوناني بالإسكندرية خلال الشهور القليلة المقبلة.



«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».