أزمة في النرويج بسبب إعادة امرأة متهمة بالعمل مع «داعش» من سوريا

استقالة وزيرة المالية وانسحاب حزب التقدم الشعبوي من الائتلاف الحاكم

زعيمة حزب التقدم اليميني وزيرة المالية سيف ينسن (وسط) تعلن انسحابها من الائتلاف الحكومي (إ.ب.أ)
زعيمة حزب التقدم اليميني وزيرة المالية سيف ينسن (وسط) تعلن انسحابها من الائتلاف الحكومي (إ.ب.أ)
TT

أزمة في النرويج بسبب إعادة امرأة متهمة بالعمل مع «داعش» من سوريا

زعيمة حزب التقدم اليميني وزيرة المالية سيف ينسن (وسط) تعلن انسحابها من الائتلاف الحكومي (إ.ب.أ)
زعيمة حزب التقدم اليميني وزيرة المالية سيف ينسن (وسط) تعلن انسحابها من الائتلاف الحكومي (إ.ب.أ)

أعلن «حزب التقدم» اليميني الشعبوي انسحابه أمس، من الحكومة النرويجية احتجاجاً على إعادة امرأة مع طفليها عملت في صفوف «داعش» من سوريا إلى النرويج الأسبوع الماضي، متسبباً في انهيار الائتلاف الحاكم في النرويج، في خطوة تعكس مدى حساسية ملف إعادة عائلات المقاتلين المتطرفين الأجانب إلى أوروبا. وأعلنت زعيمة الحزب سيف ينسن القرار، بعد مشاورات مع قيادة الحزب ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرغ.
وكانت النرويج استعادت المشتبه بها (29 عاماً)، وهي باكستانية المولد وطفليها، الجمعة الماضي. ويأتي رد فعل الشعبويين الغاضبة بعد إعادة المرأة المرتبطة بتنظيم «داعش» مع طفليها إلى النرويج لأسباب إنسانية. وقالت ينسن التي تتولى حقيبة المالية أيضاً خلال مؤتمر صحافي: «لقد طفح الكيل».
وتحرم استقالة «حزب التقدم» المناهض للهجرة الحكومة من غالبيتها البرلمانية، لكنها لا تعني بالضرورة انهيار الائتلاف الذي يرأسه المحافظون بقيادة رئيسة الوزراء إرنا سولبرغ. وقالت ينسن في مؤتمر صحافي: «كان من الممكن أن نرحب بالطفلين، ولكننا لا نتسامح مع من شاركوا في منظمات إرهابية».
وكانت الحكومة وافقت على استقبال الثلاثة، الذين كانوا محتجزين في مخيم الهول الذي يسيطر عله المسلحون الأكراد في سوريا، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك بعد تلقي معلومات بأن أحد الطفلين في حالة صحية سيئة. واعتُقلت المرأة، التي غادرت النرويج عام 2013، أثناء عودتها للاشتباه بعضويتها في تنظيم داعش.
وقالت ينسن إن حزبها يستشعر أيضاً أنه قدم كثيراً جداً من التنازلات. وأضافت أنها تعتقد أن سولبرغ لا تزال هي المرشح المفضل لحزبها للبقاء في منصب رئيس الوزراء. وسيحرم هذا الانشقاق رئيسة الوزراء سولبرغ من الأغلبية التي تحظى بها في البرلمان، ما سيجعل مهمتها في الحكم أصعب، لكن مع ذلك من المتوقع أن تظل سولبرغ في منصبها رئيسة لائتلاف الأقلية المؤلف من 3 أحزاب. وقالت ينسن خلال مؤتمر صحافي: «شاركنا في الحكومة، والآن أسحب الحزب منها».
وتجاهلت الأحزاب الثلاثة الأخرى في الائتلاف بقيادة سولبرغ اعتراضات «حزب التقدم»، وقبلت بإعادة الثلاثة بصورة استثنائية إلى البلاد، معتبرة أنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الطفل البالغ 5 سنوات ويعاني من مرض، وأوقفت المرأة الجمعة، لدى وصولها إلى مطار أوسلو. وتنفي المرأة التهم الموجهة إليها، مؤكدة أنها كانت محتجزة رغماً عنها في سوريا.
ووضع الاثنان قيد التوقيف الاحتياطي لـ4 أسابيع. ونقل ولداها إلى المستشفى. ويستنكر «حزب التقدم» أيضاً عدم أخذ مواقفه في الاعتبار داخل الائتلاف، علماً بأنه يسجل تراجعاً في استطلاعات الرأي، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر (أيلول) 2021.
وبلغت نسبة تأييد الحزب نحو 10 في المائة بحسب آخر استطلاع للرأي، في تراجع من 15.2 في المائة حققها في الانتخابات التشريعية في عام 2017. ويعتبر بعض المحللين السياسيين أن قضية إعادة تلك المرأة توفر عذراً مناسباً للحزب الشعبوي للانسحاب من الحكومة، والمناداة بالقضايا التي يتبناها.
وإذ نددت المعارضة العمالية بـ«الفوضى» السائدة في اليمين، أعلنت سولبرغ نيتها البقاء رئيسة لحكومة أقلية تجمع المحافظين وحليفين من يمين الوسط، علماً بأن الحكومات الأقلية شائعة في الدول الإسكندنافية. وقالت سولبرغ: «سأدعو حزب التقدم إلى تعاون وثيق وبناء في البرلمان». ومنذ سقوط «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في عام 2014 في العراق وسوريا، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام معضلة إعادة عائلات الجهاديين المحتجزين في هذين البلدين. ودعا الخميس، محققون من الأمم المتحدة الدول المعنية إلى إعادة أولاد المسلحين الأجانب الموجودين في سوريا مع أمهاتهم. وتجري عمليات الإعادة إلى دول مثل النمسا وألمانيا وفرنسا ببطء شديد.
ومطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت المسؤولة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ماري - دومينيك باران، أن عدد الأولاد المولودين من مواطنين في دول الاتحاد الأوروبي والمحتجزين في ظروف سيئة في مخيمات في شمال شرقي سوريا، يراوح بين 700 و750 طفلاً. وبالإجمال، هناك 12 ألف أجنبي؛ 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل، في 3 مخيمات للنازحين في شمال شرقي سوريا، غالبيتهم في الهول، بحسب أرقام سلطات الإدارة الذاتية الكردية.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.