خسائر فادحة في صفوف المتمردين بجبهات القتال

الجيش أسقط طائرة مسيّرة للميليشيات في نهم ودمّر ثكنة لها في الضالع

TT

خسائر فادحة في صفوف المتمردين بجبهات القتال

قُتل العشرات من المسلحين الحوثيين، بينهم قياديان بارزان، في جبهات نهم (شرق صنعاء) والبيضاء (وسط) والجوف (شمال)، في معارك مع الجيش الوطني، وغارات تحالف دعم الشرعية في اليمن، علاوة على أسر نحو 100 مسلح حوثي في جبهة نهم، بالتزامن مع استمرار المواجهات في جبهات محافظة الضالع (جنوب البلاد)، وتكثيف الميليشيات الحوثية من انتهاكاتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة الساحلية.
ففي البيضاء، سقط عدد من مسلحين الحوثي، أمس، بين قتيل وجريح، في جبهة قانية وناطع وفضحة. وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة «مصرع عدد من الميليشيات، بينهم القيادي المدعو حبيب صالح محرم القحطاني، وجرح آخرين، في أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني قرب منطقة الوهبية التابعة لمديرية السوادية (شمال البيضاء). كما سقط قتلى وجرحى من الميليشيات في جبهات مديرية ناطع، وفي منطقة فضحة بمديرية الملاجم، خلال اشتباكات أمس».
وفي نهم، تواصلت أمس، لليوم الرابع على التوالي، المعارك العنيفة، وسط تكبد الانقلابيين خسائر بشرية ومادية، وإسقاط طائرة مسيّرة حوثية. وقال الموقع الرسمي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «الجيش الوطني نجح في تنفيذ عملية استدراج ناجحة لمجاميع من ميليشيات الحوثي في منطقة حريب بجبهة نهم»، وأضاف: «تكبدت الميليشيات خلالها أكثر من 13 قتيلاً، مساء الأحد، بينهم قائد المجاميع المدعو أبو ثابت الهاشمي، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار تحت ضربات الجيش». وذكر أن «قوات الجيش الوطني، بإسناد من مقاتلات التحالف، تخوض معارك عنيفة منذ يومين على امتداد جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، تكبدت خلالها الميليشيات الانقلابية خسائر بشرية ومادية كبيرة».
وأكد أن الجيش الوطني «شن هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيات الحوثي في ميمنة جبهة نهم، وتمكن من تدمير 3 أطقم وعربة، ومصرع أكثر من 23 من عناصر الميليشيات كانوا على متنها، إضافة إلى إسقاط طائرة مسيّرة». كما شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية غارات جوية عدة على مواقع وتجمعات للميليشيات على امتداد جبهة نهم شرق العاصمة، تكبدت الميليشيات على أثرها عشرات القتلى والجرحى، وخسائر كبيرة في العدة والعتاد.
وكانت قوات الجيش الوطني، مسنودة بتحالف دعم الشرعية، قد شنت منذ فجر الجمعة الماضية هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية على امتداد جبهات مديرية نهم (الميمنة - الميسرة - قلب جبهة نهم)، وتكبدت الميليشيات على أثره عشرات القتلى والجرحى.
ونقلت تقارير إخبارية عن مصادر عسكرية تأكيدها «مقتل 80 حوثياً، وأسر 100 آخرين، خلال اشتباكات في جبهة نهم، شمال شرقي صنعاء»، وأن «معارك عنيفة دارت على جبهة نهم، شمال شرقي العاصمة صنعاء، بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي، قتل خلالها نحو 80 عنصراً من الميليشيات، وأسر مائة آخرين».
وفي الضالع، تمكنت القوات الجنوبية، حزام مريس، من تدمير عيار ناري حوثي في الأطراف الجنوبية لمنطقة سون (شمال). ونقل المركز الإعلامي لمحافظة الضالع عن المقدم نصر جعوال، قائد قوات القطاع الخامس حزام أمني في مريس، أن «مدفعية الأخيرة استهدفت بقذيفتين ثكنة للميليشيات الحوثية تتحصن فيها في منطقة سون، شمال قعطبة».
من جهة أخرى، أكد نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، أن القوات المسلحة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات الميليشيات، وقال إن «القوات المسلحة ستظل درع الوطن وصمام أمانه، ولن تظل مكتوفة الأيدي إزاء كل هذه الاعتداءات بحق منتسبي الجيش وأبناء شعبنا اليمني». وجاء ذلك خلال اتصالين أجراهما الأحمر، أمس، مع محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف، ومحافظ الجوف اللواء أمين العكيمي. كما تطرق الاحمر إلى قضايا عدة، في مقدمتها «اتفاق الرياض»، وما يمثله من فرصة لليمنيين للاصطفاف خلف الشرعية و محاربة المشروع الإيراني التخريبي. وأشاد الأحمر بـ«ثبات واستبسال الجيش، وأبناء صنعاء والجوف وثباتهم في مواجهة ميليشيات الكهنوت الحوثي المدعومة من إيران».
وفي الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، استهدفت ميليشيات الحوثي، أول من أمس، مواقع القوات المشتركة التي تقع تحت مراقبة نقاط ضباط الارتباط للفريق المشترك التي تشرف عليها لجنة الرقابة الأممية، شرق مدينة الحديدة، بالتزامن مع استهداف الميليشيات، خلال الساعات الماضية، عدداً من مواقع القوات المشتركة والقرى السكنية في الريف الجنوبي، حيث تركز القصف على مديريات حيس والدريهمي والتحيتا (جنوب).
وقال مصدر عسكري ميداني، نقل عنه المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «ميليشيات الحوثي استهدفت مواقع القوات المشتركة الموجودة شرق مدينة الصالح، التي تقع تحت رقابة نقطة الارتباط الثانية، بالأسلحة المتوسطة، وأطلقت نيران أسلحتها المتوسطة على مواقع القوات المشتركة في 22 مايو (أيار)، الواقعة بالقرب من مراقبة نقطة الارتباط الخامسة في سيتي ماكس». وذكر أن «قناصة الحوثيين نفذوا عمليات قنص واسعة، طالت مواقع القوات المشتركة الموجودة بالقرب من مصنع إخوان ثابت، التي تقع تحت مراقبة نقطة الارتباط الأولى في الخامري». وكانت لجنة الرقابة الأممية قد نشرت 5 نقاط ارتباط نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، من أجل مراقبة سير تنفيذ بنود «اتفاق السويد»، وإيقاف عملية إطلاق النار بالمدينة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به الميليشيات الحوثية منذ سريان الهدنة الأممية.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».