ما يجمع بين الرسام والروائي

ما يجمع بين الرسام والروائي
TT

ما يجمع بين الرسام والروائي

ما يجمع بين الرسام والروائي

صدر للناقد والباحث المغربي شرف الدين ماجدولين كتاب جديد تحت عنوان: «الرسام والروائي... الصورة وإنتاج الأثر».
ويتناول هذا الكتاب، الذي صدر عن «المركز الثقافي للكتاب بيروت - الدار البيضاء»، قضايا «العابر والمقيم بين اللفظي والبصري»، و«النسغُ واللِّحاء بين الروائي والرسام»، و«الرواية والرسم التوضيحي» و«تشكيل التحفة: بين الرسام والروائي»، و«التصوير الروائي للوحة»، و«الرسام والروائي: وإنتاج الأثر». فيما استهدفت فصوله، كما جاء في تقديمه: «الوقوف عند أهم مفاصل التقاطعات بين ممارسات الرسام والروائي، بدءاً بالصداقة الإبداعية، وانتهاء بتبادل الأدوار، مروراً بعشرات القضايا المتصلة بالتصوير الروائي للوحة والمصاحبة النصية بين المحكي والمصور، والتناظر بين رؤية الرسام ورؤية الروائي، مع ما يتفرع عن هذه الظواهر من تشكيل للصور وإنتاج للأثر».
ونقرأ في ظهر غلاف الكتاب أن «الرسام يسعى في لوحاته لأن يقدم حكاية، تلتقط العين تفاصيلها، وتعيد صياغتها، لتكسبها معنى، في حدود السند وبالنظر إلى مادته، وما تتشكل عبره من ألوان وضياء وظلال، هي تعبير عن (فكرة) وتشكيل لـ(موضوع)، وانحياز لـ(أسلوب)، يقدم للناظر؛ مثلما أن الروائي يتشوف عبر مكونات نصه المكتوب إلى أن يرسم شخصيات ويصور فضاءات وأزمنة ومواقف وعواطف وأفكاراً، وأن يشكل لوحاته لفظية... ثمة في النهاية معجم مشترك بين الروائي والرسام يمتد من (الصورة) إلى (إنتاج الأثر)، مروراً بمدونة طافحة بالدلالة تنتظم مفاهيم (التشكيل) و(الإطار) و(الأسلوب) و(الموضوع) و(الفكرة) و(الذات) و(الظاهر) و(المضمر)».
ويأتي الإصدار الجديد لينضاف إلى كتب كثيرة لماجدولين؛ بينها «بيان شهرزاد» (2001)، و«ترويض الحكاية» (2007)، و«حكايات صور» (2009)، و«الصورة السردية» (2010)، و«الفتنة والآخر... أنساق الغيرية في السرد العربي» (2012)، و«قارئ الرواية» (2017).



خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
TT

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

في عودة للمسلسلات المأخوذة عن «فورمات» أجنبية، انطلق عرض مسلسل «سراب» المأخوذ عن رواية بعنوان «سبعة أنواع من الغموض» (Seven Types Of Ambiguity) للكاتب الأسترالي إليوت بيرلمان، التي حُوّلت مسلسلاً عُرض عام 2017، وحقّق نجاحاً لافتاً. وتدور أحداثه في قالبٍ من الغموض والإثارة، وهو ما يعوّل عليه بطل المسلسل المصري الفنان خالد النبوي، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم، يسرا اللوزي، ونجلاء بدر، ودياموند بوعبود، وأحمد مجدي، وهاني عادل، وأحمد وفيق، وإنجي المقدم، وسيناريو وحوار ورشة كتابة بإشراف المؤلف هشام هلال وإخراج أحمد خالد.

يؤدي خالد النبوي في المسلسل شخصية «طارق حسيب»، الذي يتمتّع بحاسة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحقُّقها، في حين تجسد يسرا اللوزي دور زوجته «الطبيبة ملك». يفاجأ الزوجان باختفاء طفلهما زين (7 سنوات) من مدرسته، ورغم عودته سالماً لوالديه، تتكشف لهما وقائع صادمة كثيرة؛ مما يقلب حياتهما الهادئة رأساً على عقب.

المسلسل تعرضه منصة «TOD» القطرية حصرياً في 10 حلقات ابتداءً من الثلاثاء، وقد عُرضت 3 حلقات منه، وحظي باهتمام لافتٍ منذ بثّ الإعلان الرسمي له، الذي أثار حالة تشوّق كبيرة من متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدته.

وأكد المؤلف هشام هلال، أن «المسلسل المصري لا يُقدّم نسخة مطابقة للمسلسل الأسترالي، بل يقدم معالجة مصرية خالصة، بحيث لا يمكن المشاهد أن يشكك في كونها عملاً غير مصري»، لافتاً إلى تولّيه الإشراف على فريق من الكتابة يضمّ 5 مؤلفين هم، محمود حسن، ومحمود شكري، وخالد شكري، ودعاء حلمي، وبسنت علاء. منوهاً إلى أن «المسلسل الأسترالي دارت أحداثه في 6 حلقات، في حين يُقدّم العمل المصري في 10 حلقات لإضافة شخصيات جديدة لأن الموضوع يسمح بذلك»، حسب قوله.

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة)

ويشير هلال إلى اختلاف طريقة السّرد الدرامي في الحلقات قائلاً: «اتبعنا أسلوباً غير سائدٍ في كتابة الأعمال الدرامية، لم يعتده المُتفرج المصري والعربي؛ إذ تتناول كلّ حلقة شخصية من الشخصيات التسع الرئيسية، في حين تجمعهم الحلقة العاشرة والأخيرة. كما أن المخرج أحمد خالد يُقدم أسلوباً مغايراً ينتقل خلاله بين الزمن الحالي والأزمنة السابقة التي وقعت فيها أحداث في المسلسل».

من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل تمتّعت بمستوى عالٍ من التّشويق، خصوصاً بعد العثور سريعاً على الطفل المفقود، بشكل يجعل علامات الاستفهام أكبر، وفي اتجاه غير معتادٍ درامياً، فبدلاً من السؤال عن مكان الطفل، بات البحث عمّا حدث في ماضي الأبطال للوصول إلى لحظة اختفائه».

الفنان أحمد مجدي خلال تصوير المسلسل (الشركة المنتجة)

ويرى عبد الرحمن أن أداء الممثلين في «سراب» جيّدٌ واحترافي، وأن خالد النبوي يقدم شخصية «طارق» بتركيزٍ واضح بجانب الاهتمام بتفاصيل الشخصيات نفسياً، وهو أمر يُحسب لورشة الكتابة بإشراف هشام هلال، وللمخرج أحمد خالد أيضاً، الذي حرص على توفير إيقاع سريع للأحداث، واستغلال كل أحجام الكادرات للتعبير الدرامي عن التفاصيل، مثل مشهد وصول «النبوي» إلى مقرّ عمله، وتقسيم جسده إلى كادرات تعكس ثراءه الشديد وثقته بنفسه.