إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي الحوثي على مسجد بمأرب

جندي يُظهر نسخة من القرآن الكريم تأثرت بالهجوم الحوثي على مسجد معسكر للجيش في مأرب (رويترز)
جندي يُظهر نسخة من القرآن الكريم تأثرت بالهجوم الحوثي على مسجد معسكر للجيش في مأرب (رويترز)
TT

إدانات عربية ودولية للهجوم الإرهابي الحوثي على مسجد بمأرب

جندي يُظهر نسخة من القرآن الكريم تأثرت بالهجوم الحوثي على مسجد معسكر للجيش في مأرب (رويترز)
جندي يُظهر نسخة من القرآن الكريم تأثرت بالهجوم الحوثي على مسجد معسكر للجيش في مأرب (رويترز)

دانت دول ومنظمات عربية ودولية، اليوم (الاثنين)، الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميليشيا الحوثي على مسجد في محافظة مأرب اليمنية، وراح ضحيته 111 يمنياً، وأصيب نحو 80 آخرين.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن «الهجوم يأتي في توقيت دقيق بهدف تقويض حالة الهدوء النسبي التي سادت خلال الفترة الماضية على الساحة اليمنية، ومن ثمَّ تعطيل أي تحركات جدية نحو الحل السلمي، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى التصعيد الذي لا يخدم سوى أجندات قوى إقليمية تسعى لاستخدام الحوثيين كمخلب قط»، لافتاً إلى أنه «قد يكون الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب اليمنية»، كما «يُشير مُجدداً إلى محاولة أطراف خارجية تسخين الجبهة اليمنية لصرف الأنظار عما تواجهه من مُشكلاتٍ وتحديات داخلية».
ووصف رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي هذا الهجوم بـ«الجبان»، وعدّه «جريمة بشعة تُنافي كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، بسفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين الآمنين»، مُطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ «إجراءات فورية وعاجلة لمحاسبة ميليشيا الحوثي على هذه الجريمة اللاإنسانية النكراء التي كشفت الوجه الإجرامي لها»، معرباً عن دعم البرلمان العربي وتضامنه الكامل مع الحكومة اليمنية في كل ما تقوم به من إجراءات للتصدي للميليشيا الانقلابية.
وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان، أن «هذا العمل يهدد استمرار التصعيد العسكري ويقوّض العملية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن»، مشدداً على أنه «يجب على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس والمشاركة البناءة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإنهاء النزاع»، منوهاً بأن «لدى اليمن فرصة لتحقيق السلام الذي يجب ألا يضيع، وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم الأمم المتحدة في تحقيق ذلك بكل الأدوات المتاحة له».
إلى ذلك، أعرب مجلس الوزراء الكويتي عن رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي بما يعكسه من تعنت وإصرار الجماعة الحوثية على مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار، وترويع الآمنين، داعياً المجتمع الدولي للتحرك الجاد لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية وللصراع القائم في اليمن.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن «هذا الهجوم الإرهابي الذي لم يراعِ إلّاً ولا ذمة في استهداف دور العبادة واستباحة دماء اليمنيين، يعكس استهانة تلك الميليشيا الإرهابية بالمقدسات واسترخاصها الدم اليمني»، مجددة التأكيد على «وقوف السعودية إلى جانب اليمن إنساناً وأرضاً»، عادّة هذه الأعمال الإرهابية البشعة «تقويضاً متعمداً لمسار الحل السياسي».
ونقلت الخارجية الإماراتية في بيان، استنكار أبوظبي الشديد لهذه الأعمال الإجرامية من الميليشيات الحوثية، ورفضها الدائم جميع أشكال العنف الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة الإرهاب مهما كان مصدره الذي يقوض من فرص السلام والاستقرار والأمن.
وأفادت الخارجية البحرينية بأن هذا العمل الإرهابي الآثم يتنافى مع كل المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية، مشددة على أن «الأعمال الإرهابية تعكس إصرار الميليشيات الحوثية على مواصلة العنف والإرهاب، وعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي يحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والرخاء».
وأكدت الخارجية الفرنسية أن هذا الاعتداء الذي جاء «بعد عدة أسابيع من الهدوء يهدد الجهود المستمرة لإحلال السلام»، داعية لإنهاء التصعيد الحالي، ومؤكدة ضرورة إعادة الاستئناف غير المشروط للمحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف يساعده المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
وشددت وزارة الخارجية المصرية على رفض القاهرة التام لجميع أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وتضامنها مع اليمن في هذا المُصاب الأليم.
وذكرت هيئة كبار العلماء السعودية في بيان أن «هذا الاعتداء عدوان وقتل وترويع وتدمير وتخريب وجرأة على المقدسات، وهو لا يستغرب من هذه العصابات الحوثية التي تقوم سياستها على نشر الفوضى، وإهدار الحقوق، وإرخاص الدماء والنفوس»، مشيرة إلى أن «إرهاب جماعة الحوثي لا يحمل مشروعاً غير التخريب والإفساد، والإرهاب لم ولن يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه، بل إنه يقضي على أصحابه، وهو يؤكد الطبيعة العدوانية والدموية لتوجهات أصحابه الفكرية».
من جهته، أعرب السفير الأميركي لدى اليمن عن إدانته للهجوم، وحضّ جميع الأطراف اليمنية على الخفض الفوري للأنشطة العسكرية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.