جدار إلكتروني إسرائيلي تحت الأرض على طول الحدود مع لبنان

التحضير للبنية التحتية التكنولوجية قرب مستوطنة مسغاف عام مقابل قرية عديسة في الجنوب اللبناني أمس
التحضير للبنية التحتية التكنولوجية قرب مستوطنة مسغاف عام مقابل قرية عديسة في الجنوب اللبناني أمس
TT

جدار إلكتروني إسرائيلي تحت الأرض على طول الحدود مع لبنان

التحضير للبنية التحتية التكنولوجية قرب مستوطنة مسغاف عام مقابل قرية عديسة في الجنوب اللبناني أمس
التحضير للبنية التحتية التكنولوجية قرب مستوطنة مسغاف عام مقابل قرية عديسة في الجنوب اللبناني أمس

أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، الشروع ببناء «جدار تكنولوجي إلكتروني تحت الأرض»، لكشف أنفاق يمكن أن يحفرها «حزب الله» على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بغية تدميرها.
وقال الناطق إنه بعد تدمير ستة أنفاق لـ«حزب الله» في سنة 2018: «تشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنه لا توجد حالياً أي أنفاق من لبنان خارقة للحدود الشمالية». ومع ذلك فإن «الشروع بالبنية التحتية التكنولوجية يأتي كخطوة استباقية لردع (حزب الله) عن أي محاولات لحفر الأنفاق».
وستستمر هذه الأعمال لعدة أشهر، وتتم بالتنسيق مع رؤساء السلطات المحلية في المناطق الحدودية. وهي «تستند إلى تكنولوجيا فريدة من نوعها، تمت ملاءمتها لملامح الأرض على الحدود الشمالية»، كما يقول الناطق. ويضيف: «التكنولوجيا التي يتم نصبها سوف ترصد ما يجري في المجال تحت الأرضي في خطوة وقائية. إذا كشف عن نشاط تحت أرضي آخر فسيتم إحباطه مثلما حدث حتى الآن».
يذكر أن الجيش الإسرائيلي ينهي هذه السنة بناء جدار تحت أرضي على طول الحدود مع قطاع غزة، بغرض كشف الأنفاق التي بنتها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وتخترق بواسطتها الحدود إلى البلدات الإسرائيلية، بهدف تنفيذ عمليات مسلحة فيها وخطف جنود.
وفي السنة الماضية، ادعى الجيش الإسرائيلي أن قوات سلاح الهندسة والتكنولوجيا فيه، كشفت وأحبطت خلال عملية «درع شمالي» ستة أنفاق خارقة للحدود، قام «حزب الله» بحفرها. وعرض أحد هذه الأنفاق أمام مسؤولين كبار في عدة جيوش في العالم، كما دعا الصحافيين لمشاهدته وإطلاع الرأي العام عليه. وقال يومها إن «رجال (حزب الله) عملوا (عمل النملة) في حفر هذه الأنفاق، إذ إن الأرض صخرية وصعبة للغاية، وتم حفرها بالإزميل ووسائل أخرى تحتاج إلى جهود خارقة وصبر أسطوري». وكان أطول هذه الأنفاق ذلك الذي يمتد من قرية عيتا الشعب في جنوب لبنان حتى بلدة زرعيت الإسرائيلية، وبلغ طوله 1200 متر، ويمتد 70 متراً في عمق إحدى البلدات الإسرائيلية. وخلال العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي «درع شمالي»، تم تدمير الأنفاق. وقال يومها: «لقد تمكنت الحملة من إزالة قدرة فريدة قام (حزب الله) بإنشائها على مدار أعوام، واستثمر فيها موارد هائلة».
ويعتبر نشر البنية التحتية الإلكترونية، وفقاً للمتحدث العسكري الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي: «عنصراً إضافياً في الجهود الواسعة لحماية الحدود في (فرقة الجليل) التابعة للجيش». وأضاف: «نحن نواصل العمل من خلال جهود متنوعة استخبارية وتكنولوجية وهندسية، لكشف أي محاولات لحفر الأنفاق على الحدود الشمالية، سواء كانت جهوداً مكشوفة أو سرية».
وأوضح أدرعي أن العمل في «مشروع البنية التحتية التكنولوجية على حدود لبنان، سيبدأ خلال أيام في منطقة مسغاف عام، في مقابل قرية عديسة في الجنوب اللبناني، ومن المخطط أن يتوسع ويمتد إلى مناطق أخرى على طول الحدود مع لبنان، وذلك وفقاً للحاجات وللعمليات، ووفقاً لتقدير الوضع». وحرص على تأكيد أن «جميع النشاطات ستتم على الجانب الإسرائيلي من الحدود».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.