«حماس»: لا توتر في علاقتنا مع القاهرة

مصدر مصري: «محاولة طمأنة» بعد زيارة هنية لإيران

TT

«حماس»: لا توتر في علاقتنا مع القاهرة

في الوقت الذي نفت فيه حركة «حماس»، أمس، وجود «توتر في علاقات الحركة مع مصر» على خلفية جولة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الخارجية، أشار مصدر مصري إلى أن «رغبة الحركة في محاولة طمأنة القاهرة بشأن عدد من المتغيرات في تحركاتها الأخيرة، ومنها زيارة هنية لطهران، وراء سعيها لتأكيد علاقتها الجيدة معنا».
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس» طاهر النونو، في بيان، أمس، إن زيارة هنية «تسير حسبما تم الإعداد له بشأن الأهداف التي رصدتها الحركة لهذه الجولة على الصعيد الداخلي والوطني والعلاقات السياسية»، نافياً «وجود أي توتر مع الأشقاء في مصر بشأن الزيارة لأن العلاقة مع مصر محورية، ووصلت إلى حالة من الاستقرار والتعاون والتنسيق في الملفات كافة».
كما عدّ المسؤول في «حماس» أن «هنية يولي أهمية خاصة للعلاقة الراسخة والمتنامية مع مصر، لدورها المركزي في مسار القضية الفلسطينية ومع الأهل في غزة، ورعايتها كثيراً من الملفات، فهي تظل في الموقع الحيوي لعلاقتنا السياسية».
وأشار النونو إلى أن «علاقة حماس مع الدول الشقيقة والصديقة تقوم على أساس الانفتاح على الجميع، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واستقلالية قرار الحركة، وعلاقة الحركة مع أي دولة لا تتم على حساب أو ضد أي دولة أخرى».
وتحدث مصدر مصري مطلع على تفاصيل الاتصالات بين حركة «حماس» والأجهزة المصرية، عن تفاصيل تشديد الحركة على عمق علاقاتها مع مصر، وقال إن «3 دوافع وراء البيان، وترتبط بتحركات من قبل (حماس)، كانت محل تحفظات مصرية - لم تعلنها القاهرة، وتحاول الأولى الاستباق لطمأنة الثانية بشأنها».
وأفاد المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن «أول التحركات التي تسعى حماس للطمأنة بشأنها، كانت زيارة رئيس المكتب السياسي لـ(حماس) إسماعيل هنية، ووفد الحركة لطهران، في أعقاب اغتيال قائد (فيلق القدس) بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التي تواكبت مع تحركات لرئيس المكتب السياسي السابق، خالد مشعل، للبحث عن موقع لإعادة تموضع إقليمي للحركة في إندونيسيا، أو ماليزيا، أو قطر، بموازاة قرب إجراء انتخابات داخلية للحركة»، مُشيراً إلى أن «القاهرة نظرت إلى ذلك باعتباره محاولة لإعادة إحياء (التنظيم الدولي للإخوان)، وبالتالي سعت القيادة الحالية للحركة لتأكيد موقفها من العلاقة مع مصر في أعقاب إزاحة سلطة (الإخوان) عام 2013، والنأي بـ(حماس) عن الروابط الدولية للجماعة».
ووفق المصدر نفسه، فإن «الدافع الثاني، يتعلق بحرص (حماس) على تثبيت التهدئة مع إسرائيل، خصوصاً مع تصاعد احتمالية تنفيذ إسرائيل ضربة لقطاع غزة مع إجراء انتخابات في تل أبيب، وفي ظل الرعاية المصرية للهدنة وتحفظها على عدم إحكام (حماس) السيطرة على تحركات فردية لبعض العناصر في القطاع، بدت الحاجة لتأكيد الالتزام بذلك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.