الجزائر: حكم بسجن طالب لنشره «كتابات مسيئة»

TT

الجزائر: حكم بسجن طالب لنشره «كتابات مسيئة»

قضت محكمة في جنوب الجزائر، أمس، بسجن طالب جامعي لمدة 18 شهراً حبساً نافذاً، بسبب نشره فيديوهات وكتابات على شبكة التواصل الاجتماعي، عُدت مسيئة لرئيس الدولة وقوات الأمن. وفي العاصمة وعنابة (شرق)، طالبت النيابة بـ6 أشهر حبساً نافذاً بحق مسؤول تنظيم ناشط في مجال محاربة الفساد، وضد صحافي تلاحقه السلطات منذ أشهر بسبب انخراطه القوي في الحراك الشعبي.
وقال صحافيون، بمدينة بسكرة (450 كيلومتراً جنوب)، إن أفراد عائلة طالب كلية الحقوق محمد الأمين بن عالية، أصيبوا بصدمة شديدة لدى سماعهم الحكم الذي عدوه قاسياً، بالمقارنة إلى الوقائع التي تعود إلى انتخابات الرئاسة التي جرت في 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ففي سياق التفاعل مع المترشحين الخمسة للاستحقاق، انتقد محمد الأمين أحدهم، هو عبد المجيد تبَون، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية، وقال عنه حينها إنه «مرشح نظام غير شرعي مرفوض شعبياً».
كما نشر الشاب على حسابه بـ«فيسبوك»، صور فيديو كانت متداولة بقوة، تتعلق بمشاهد عنف تعرض لها متظاهرون على أيدي قوات مكافحة الشغب، في وهران (كبرى مدن غرب البلاد). واعتبرت النيابة ذلك «إهانة لهيئة نظامية»، وكانت مديرية الأمن استنكرت نشر الصور، من دون أن تنفي صحتها.
من جهة أخرى، وفي محكمة عنابة (شرق)، طالبت النيابة بإنزال عقوبة 6 أشهر حبساً نافذاً بحق الصحافي والناشط بالحراك المحلي، مصطفى بن جامع. وتمت متابعته في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهم «التحريض على التجمهر غير المسلح»، و«المشاركة في تجمهر غير مسلح» و«منع مترشح من تنظيم تجمع في إطار الحملة الانتخابية». والتهم الثلاث تتعلق بوجود المرشح الرئاسي السابق علي بن فليس في عنابة لغرض الدعاية لترشحه، وقد تظاهر ضده ناشطون بالحراك، منهم بن جامع الذي قال في محاضر الشرطة إن المظاهرة كانت سلمية لم يجنح فيها «الحراكيون» إلى العنف. ووضع القاضي الملف في المداولة، وحدد يوم 2 فبراير (شباط) المقبل، تاريخاً للنطق بالحكم. يشار إلى أن بن جامع ممنوع من السفر بقرار من قاضي التحقيق.
وفي محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، طالب ممثل النيابة أمس بعقوبة 6 أشهر حبساً نافذاً، ضد رئيس «جمعية مكافحة الفساد» مصطفى عطوي، الذي اعتقل يوم الجمعة الماضي خلال المظاهرات الأسبوعية المعارضة للسلطة. ويقع عطوي تحت طائلة تهم مرتبطة بنشاطه وتصريحاته ضد كبار المسؤولين. وسيعلن القاضي عن الحكم في 2 من الشهر المقبل، على أن يبقى عطوي في الحبس الاحتياطي، أما الصحافي بن جامع فهو في حالة إفراج مؤقت.
وكان الرجل الثاني في الجمعية حليم فدَال، قد استعاد حريته قبل أيام بعد سجن دام أشهراً، بسبب نشاطه هو أيضاً. وهو حالياً في إفراج مؤقت ينتظر محاكمته. ويوجد في سجون كثيرة بالبلاد عشرات المتظاهرين يواجهون التهم نفسها، بينهم عدة نساء ناشطات في تنظيمات بالمجتمع المدني، وطالبات بالجامعات.
وكان الرئيس تبون، أبدى لقادة أحزاب وشخصيات عامة التقَوه الأسبوع الماضي، إرادة بإصدار أوامر للإفراج عن «معتقلي الحراك»، بحسب ما نقله عنه سفيان جيلال رئيس حزب «جيل جديد».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.