الملاحق الثقافية والتنوير العربي

ينبغي أن تفتح صفحاتها لمختلف تيارات الفكر وبالأخص إذا كانت متناقضة متعارضة

فولتير  -  عباس محمود العقاد  -  طه حسين  -  ميشيل فوكو
فولتير - عباس محمود العقاد - طه حسين - ميشيل فوكو
TT

الملاحق الثقافية والتنوير العربي

فولتير  -  عباس محمود العقاد  -  طه حسين  -  ميشيل فوكو
فولتير - عباس محمود العقاد - طه حسين - ميشيل فوكو

لا ينبغي أن نستهين بالملاحق الثقافية التابعة للجرائد الكبرى، كـ«الشرق الأوسط» السعودية و«الاتحاد» الإماراتية و«الأهرام» المصرية... إلخ. فهي تلعب عادة دوراً كبيراً في تنشيط الحركة الفكرية للأوطان أياً تكن. فعلى صفحاتها، تنعكس هموم العالم العربي، بل والعالم كله، في فترة من الفترات. أقول ذلك ونحن نعلم أن كبار الأدباء العرب كانوا صحافيين في فترة من الفترات، وقد شغلوا الصفحات الثقافية، وخلعوا عليها الأهمية، وأعطوها وهجاً وإشعاعاً لا مثيل له، إذ نشروا مقالاتهم فيها. نذكر على سبيل المثال، لا الحصر، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ومنافسه الكبير عباس محمود العقاد. ففي حين أن الأول كان يشغل الصفحة الثقافية في جريدة «السياسة»، ظل الثاني يوقع مقالاته الفكرية في جريدة «البلاغ» التابعة لحزب الوفد المصري العريق. بل ينبغي القول إن كتاب طه حسين الشهير «حديث الأربعاء» كان قد نشر على حلقات صحافية متلاحقة في جريدة «السياسة» المذكورة، قبل أن يجمع لاحقاً بين دفتي كتاب. وحتماً فعل العقاد الشيء ذاته بالنسبة لبعض كتبه، وربما فعل ذلك أيضاً توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وبقية العباقرة. ولا ينبغي أن ننسى الرابطة القلمية التي أسسها جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ورفاقهما في المهجر عام 1920، والتي كانت بمثابة ملحق ثقافي كبير أدى إلى تجديد اللغة والآداب العربية بشكل غير مسبوق. وقل الأمر ذاته عن كبار كتاب فرنسا، فسارتر كان يوقع مقالاته في مجلة «الأزمنة الحديثة»، وألبير كامو في منبر آخر، وفرنسوا مورياك في مجلة «الإكسبريس». وأما جان دورميسون، فكان رئيساً لتحرير جريدة «الفيغارو»؛ وقس على ذلك.
بعد هذه الديباجة القصيرة، دعوني أدخل في صلب الموضوع. عندما ابتدأت الكتابة في الملاحق الثقافية العربية، شعرت وكأني أدخل في مغامرة حقيقية. وكانت من أمتع المغامرات. لا أعرف ما إذا كان القراء قد استمتعوا بقراءة هذه المقالات، ولكني -أنا شخصياً- استمتعت كثيراً بالتخطيط لها وتدبيجها وكتابتها؛ لقد أتاحت لي هذه المغامرة المفتوحة على الآفاق أن أستعرض عشرات، بل مئات، الكتب الفرنسية التي كانت قد أعجبتني ولفتت انتباهي، وأردت نقل انطباعاتي عنها إلى القراء العرب. ومعظم كتبي كانت عبارة عن تجميع لهذه المقالات؛ أذكر من بينها كتاب «مدخل إلى التنوير الأوروبي»، وكتاب «الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟»، وكتاب «الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ»، وكتاب «العرب والبراكين التراثية»... إلخ. وأتذكر أن المرحوم الدكتور بشير الداعوق، صاحب «دار الطليعة» كان قد قال لي، في جلسة عمل في أحد المقاهي الباريسية، ما يلي: ينبغي أن تعلم أن المقالات المنشورة سابقاً عندما تجمع بين دفتي كتاب، فإن ذلك يؤدي إلى رواج الكتاب، لا إلى الانتقاص منه. وقد فاجأني كلامه تماماً؛ وكنت أعتقد أن العكس هو الصحيح، ولكني صدقته لأنه رجل صادق أولاً، ثم لأنه خبير مجرب نشر سابقاً لعشرات المثقفين العرب.
وأعتقد شخصياً أن الثقافة العربية بحاجة إلى ضخ أفكار جديدة في عروقها وشرايينها لكي تخرج من حالة التكلس والتحجر والتحنط، وبخاصة على المستوى الديني أو اللاهوتي. وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك الانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى، من غربية وشرقية. ولكن بما أن إقامتي الطويلة في فرنسا على مدار 33 سنة متواصلة طبعتني بطابعها، فقد كان من المتوقع أن أركز على الكتب الفرنسية والتيارات الفكرية الباريسية أكثر من سواها. وأما غيري، فقد ركز على الثقافة الأنغلوساكسونية. وبما أن الملحق الثقافي لجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، والملحق الثقافي لجريدة «الاتحاد» الإماراتية، يعطيانك هامشاً معقولاً من الحرية، فقد استطعت التعبير عن أفكار وتيارات كثيرة؛ لم أشعر بأن سيف الرقابة كان مسلطاً فوق رأسي، ولولا ذلك لفشلت تجربتي ومقالاتي، فلا كتابة ناجحة من دون حرية. لا أقول حرية مطلقة، فهذا مستحيل، ولكن هامش معين من الحرية. واكتشفت من خلال تجربتي الطويلة أن أي جريدة تريد أن تنجح، وأي ملحق ثقافي يريد أن يزدهر، ما عليهما إلا اتباع القاعدة التالية: الحرية - التنوع - التعددية. بمعنى آخر: ينبغي أن يفتح أبوابه وصفحاته لمختلف تيارات الفكر العربي، ولمختلف المثقفين العرب على اختلاف مشاربهم، حتى لو كانت متناقضة متعارضة، بل وبالأخص إذا كانت متناقضة متعارضة. أما الجريدة ذات اللون الواحد والصوت الواحد والرأي الواحد، فهي مملة جداً، ومصيرها الفشل الذريع؛ هذا شيء مفروغ منه. واكتشفت من خلال التجربة أن الجريدة لكي تنجح، يكفي أن تطلب من كل كاتب أن يعطيها ما هو قادر على الإبداع فيه. عندئذ، تكون النتيجة موفقة وناجحة. ينبغي أن يتاح لكل كاتب أن يعطي أفضل ما عنده، وضمن دائرة اهتماماته واختصاصاته فقط. وعندئذ، يكون النجاح حليف أي ملحق ثقافي في العالم؛ هذه هي القاعدة الذهبية. أما إذا طالبنا هذا الكاتب أو ذاك بأشياء لا علاقة له بها، ولا تدخل ضمن دائرة اهتماماته، فعندئذ يكون الفشل والخسران. لقد نجح الملحقان المذكوران لجريدة «الشرق الأوسط» و«الاتحاد» في مهمتهما التنويرية لأنهما فتحا صفحاتهما للفكر الاستكشافي الجديد. أقول ذلك وبخاصة أن المشرفين عليهما هم عموماً من أنصار التنوير الفكري، لا الظلامية الدينية.
ينبغي العلم بأن حركة الإخوان المسلمين لا مستقبل لها لسبب بسيط، هو أنها تمشي ضد حركة التاريخ. وكل من يمشي ضد حركة التاريخ سوف يلفظه التاريخ، إن عاجلاً أو آجلاً. أقصد بذلك أن هذه الحركة التي أسست عام 1928 مضادة لروح الأزمنة الحديثة وجوهرها، بل ومضادة لجوهر الإسلام ذاته الذي هو دين الشفقة والرحمة بالدرجة الأولى، لا دين القسوة والعنف والتجهم المكفهر. كل السور والأدعية والصلوات تبتدئ بالآية الكريمة الشهيرة «بسم الله الرحمن الرحيم». فإذا بهذا الدين الحنيف يتحول على أيديهم إلى رعب وظلام وبعبع يخيف العالم بأسره. بيعة الإخوان تتمثل في أن تحلف اليمين على المسدس والمصحف! ورمز الجماعة سيفان متقاطعان كثعبانين، بينهما كلمة تهديد: «وأعدوا»! هل يمكن اختزال دين عالمي كبير كالإسلام إلى هذا؟ الإسلام الحضاري أكبر من هذا بألف مرة، ولذلك أقول: لا مستقبل لـ«الإخوان» المسلمين إذا لم يتغيروا ويتطوروا بشكل جذري. وحتى لو كانت هذه الجماعة تتمتع ببعض الشعبية في الشارع العربي أو التركي، فإن مصيرها الفشل الذريع في نهاية المطاف. وإنه لمن المؤسف أن يغرروا بشباب طيب مخلص، فيدجنونهم عقائدياً، ويدفعونهم في طريق مسدود. وذلك لأن المستقبل هو لإسلام التنوير الذي هو وحده القادر على مصالحتنا مع أنفسنا، ومع العالم كله. وهو وحده القادر على إعادة العصر الذهبي، وكل أمجاد الحضارة العربية الإسلامية التي كانت أعظم حضارة على وجه الأرض في بغداد أو قرطبة. هذا هو خط التاريخ أو السهم المؤشر على حركة التاريخ؛ لا عودة إلى الوراء، وإنما تقدم إلى الأمام (أو قل: يمكن الترحيب بالعودة إلى الوراء الحضاري لا إلى الوراء الانحطاطي!). لا نستطيع أن نعيش إلى الأبد على تفسير خاطئ للإسلام. لا نستطيع أن نعيش إلى الأبد على تفسير توتاليتاري ظلامي إخوانجي داعشي يحتقر جميع الأديان الأخرى ويزدريها، بل ويكفر أتباعها قاطبة، ويستبيح دماءهم. لا نستطيع في عصر العولمة الكونية أن نشعر الآخرين بأنهم كفار عن بكرة أبيهم، لمجرد أنهم ليسوا من ديننا أو مذهبنا! الفهم الصحيح للإسلام يقول عكس ذلك تماماً؛ إنه يعترف بالتعددية، ويعدها مشيئة الله: «ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة». ولكنه لم يشأ. وهذا يعني أن التعددية مشروعة بنص القرآن الكريم، ولكنها مرفوضة من قبل الإخوان المسلمين وبقية المتزمتين الذين خانوا جوهر الإسلام الحنيف، وأدخلونا في صدام مروع مع العصر، ومع جميع أمم الأرض قاطبة. كما أدخلونا في صراعات مذهبية وحروب أهلية وفتن داخلية دمرت النسيج الوطني لشعوبنا.
وبالتالي، فالفهم الصحيح والتنويري للإسلام هو ذلك الذي يعترف بجميع الأديان، من مسيحية ويهودية وبوذية وهندوسية وصينية كونفشيوسية وسواها. إنه يحترم تراثات جميع الأمم، من شرقية وغربية، طبقاً للآية الكريمة التي تقول: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم». هذه آية تصلح شعاراً هادياً لعصر العولمة الكونية. وكذلك الآية الكريمة: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان». هذا التفسير التنويري السمح للإسلام هو الذي سوف يدخل في صراع مباشر مع التفسير الظلامي القديم. وهذا يعني أن المعركة الكبرى ستكون بين إسلام الأنوار وإسلام الإخوان، بين إسلام العصر الذهبي وإسلام عصر الانحطاط. وضمن هذا التوجه، حصل عناق الإسلام والمسيحية في أبوظبي، وتم إصدار «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» بتاريخ 4 فبراير (شباط) 2019. وقد مثل ذلك حدثاً تاريخياً بالفعل. ولا ننسى بالطبع «وثيقة مكة المكرمة» الهادفة إلى نشر قيم الوسطية والاعتدال بغية إرساء السلام والتعايش بين أتباع الأديان والمذاهب المختلفة. وقد صدرت بتاريخ 30 مايو (أيار) 2019 هاتان الوثيقتان المباركتان اللتان تمثلان أقوى رد على التيارات الإخوانجية الداعشية.
أخيراً، لقد فوجئت بأن ميشيل فوكو كان يحلم في أواخر حياته بإنشاء قسم خاص في إحدى دور النشر الباريسية مكرس فقط لاستعراض الكتب الأجنبية، وتعريف القارئ الفرنسي بها. وكان يفكر بشكل خاص بالكتب الألمانية والأنغلوساكسونية في مجال الفلسفة، وهم الذين عندهم شيء جديد لكي يقدموه إلى الفرنسيين ويتحفونهم به. هم وحدهم الذين يستطيعون أن يتفوقوا على الفرنسيين على أرضية الفكر الفلسفي العميق. فالكتاب الألماني أو الإنجليزي أو الأميركي قد يحتوي على اكتشافات مضيئة غير معروفة حتى من قبل الفرنسيين أنفسهم، فما بالك بنا نحن العرب؟ ولذلك أقول: لكي ينجح أي ملحق ثقافي ينبغي أن يغتني بمشاركات الكتاب العرب المختصين بالفكر الفرنسي والإنجليزي والألماني والروسي والإسباني، إلخ. ينبغي أن يرصدوا آخر المستجدات الفكرية، والكتب الجديدة الصادرة في هذه اللغات العالمية الحية، ويقدموها لقمة سائغة إلى القارئ العربي. والتنوير العربي المقبل سوف يكون نتيجة ومحصلة لكل ذلك. فهذا ما فعله فولتير عندما نقل إلى الفرنسيين أفكار الإنجليز الذين سبقوهم إلى الحداثة والتنوير. انظروا كتابه الشهير «رسائل إنجليزية» الذي تحول لاحقاً إلى «رسائل فلسفية». وقد اضطر إلى النزول تحت الأرض بعد نشر الكتاب مباشرة خوفاً من ملاحقات الإخوان المسيحيين الأشداء. وهذا يعني أن التنوير معركة حقيقية، وليس مزحة أو نزهة سهلة في واد من الورود. فالظلاميون الفرنسيون لم يغفروا له أنه روج للإنجليز البروتستانتيين، وأبدى إعجابه بتسامحهم الديني، وخروجهم من التعصب الطائفي والمذهبي، ولم يغفروا له أنه هاجم بلاده التي كانت غارقة في ظلاميات الأصولية الكاثوليكية آنذاك، وعده الكثيرون مارقاً، بل وخائناً للأمة الفرنسية.



يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
TT

يوم التراث العالمي... السعودية تحتفي بغنى كنوزها

أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)
أكثر من 5393 حِرفياً مسجَّلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية (وزارة الثقافة)

بينما يحلّ «اليوم العالمي للتراث» اليوم الموافق 18 أبريل (نيسان)، تحتفي السعودية بما حققته من تحولات نوعية في قطاع التراث والآثار منذ انطلاق استراتيجيتها الوطنية للثقافة، ووضعت صونه وحمايته في أجندة العمل لتحقيق وتعميق مستهدفات «رؤية 2030».

وبذلت السعودية خلال السنوات الماضية جهوداً جبارة للحفاظ على موروثها الثقافي المتنوع.

أزياء تقليدية تعكس الهوية الوطنية، وموروث ثقافي متنوع في المناطق الواسعة للمملكة، وأنامل محترِفة في تقديم المنتجات التقليدية وأداء الحِرف اليدوية المتقَنة، كانت مصدر الرزق وضمان الحياة الكريمة لأفراد المجتمع في الماضي، وامتداد الهوية الثقافية والتراث العريق في الحاضر، فضلاً عن عديد من مشاريع التنقيب التي أزاحت الركام عن كنوز أثرية واكتشافات ثمينة تعود لأزمنة موغلة في مختلف المواقع الأثرية.

ويسلّط هذا الموروث المتجذر الضوء على ما تحويه السعودية من ثروة ثقافية وطنية وعالمية، تعكس حجم العمل الذي قدمته السعودية في قطاع التراث والآثار خلال الفترة الماضية. وتبلورت هذه الثروة الثقافية في أرقام وإحصاءات مهمة التقت مع عمر الإرث وعراقة الثقافة في قطاع التراث السعودي، ومن ذلك ارتفاع عدد المواقع الأثرية المسجلة في مناطق المملكة كافة إلى 8917 موقعاً، ونحو 3646 موقعاً للتراث العمراني المسجل في المملكة، وأكثر من 5393 حِرفياً مسجلاً في السجل الوطني للحرف اليدوية.


السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %
TT

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

السعودية: بدء تخفيض المخالفات المرورية المتراكمة 50 %

بدأت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، تطبيق قرار تخفيض سداد المخالفات المرورية المتراكمة على مرتكبيها بنسبة 50 في المائة من قيمة الغرامات المسجلة عليهم قبل تاريخ 18 أبريل (نيسان) الحالي، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأوضحت الوزارة أن الاستفادة من التخفيض تقتضي مبادرة المخالف بسداد جميع المخالفات المتراكمة عليه خلال 6 أشهر من بدء سريانه، سواء بسدادها دفعة واحدة، أو كل منها على حدة، وعدم ارتكاب ما يؤثر في السلامة العامة.

وأشارت إلى أن المخالفات المرتكبة مع بدء سريان التخفيض سيطبق بحقها المادة 75 من نظام المرور، التي تتيح تخفيضاً للمخالفة الواحدة بنسبة 25 في المائة، مع إقرار الحجز والتنفيذ في حال عدم السداد بعد انتهاء مدة الاعتراض ومهلة السداد المقررة نظاماً، مهيبة بالجميع الالتزام بقواعد السير لتحقيق متطلبات السلامة المرورية، وعدم ارتكاب المخالفات.

من جانبه، قال العقيد منصور الشكرة، المتحدث الرسمي للمرور، إن هذا القرار يهدف إلى حث المجتمع على الالتزام بالسلامة المرورية للمحافظة على الأرواح والممتلكات، وتعزيز السلامة المرورية في الطرق للمواطنين والمقيمين والزوار، وعدم تكرار ارتكاب المخالفات المؤثرة.

وأضاف أن التخفيض يشمل المواطنين والمقيمين والزوار «مما يؤكد اهتمام القيادة بكل من يعيش على أرض المملكة»، لافتاً إلى أنه يُسهم في تعزيز وعي المجتمع بالتقيد بالأنظمة المرورية مما يحقق السلامة لمرتادي الطرق.

وبيّن العقيد الشكرة أن تخفيض المخالفات بنسبة 50 في المائة، لا يشمل مخالفات التفحيط، أو قيادة المركبة تحت تأثير ممنوعات أو مخدر أو عقاقير محذر من القيادة تحت تأثيرها، وتجاوز السرعة المحددة بأكثر من 50 كيلومتراً في الساعة في الطريق التي تبلغ سرعتها 120 كيلومتراً، أو أكثر من 30 كيلومتراً في الطريق المحددة سرعتها بـ140 كيلومتراً.


أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
TT

أوبرا «زرقاء اليمامة» تطلق عروضها من الرياض الأسبوع المقبل

سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)
سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح يتحدث عن تفاصيل العمل خلال مؤتمر صحافي بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

تستعد الرياض، الأسبوع المقبل، لعروض أول أوبرا سعودية، هي الأكبر عربياً، بعد عمل استغرق نحو ثلاث سنوات، حتى أضحت جاهزة للعرض وتقديم واحدة من أشهر الأساطير العربية على خشبة المسرح.

وكشفت هيئة المسرح والفنون الأدائية عن تفاصيل من رحلة بناء العمل على «زرقاء اليمامة» بوصفها أول أوبرا سعودية، التي يزمع تقديم عروضها الأسبوع المقبل خلال الفترة بين 25 أبريل (نيسان) و4 مايو (أيار) المقبل، على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بعد إتمام تجهيزه على نحو يقدم تجربة فنية وبصرية فريدة وغير مسبوقة.

سلطان البازعي يستعرض جوانب مختلفة حول أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وقال سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، إن الإنتاجات الأوبرالية نادرة وقليلة، لأن إنتاجها يتطلب عملاً معقداً ومجهوداً يضم الكثير من التفاصيل الفنية والتقنية. وحول أوبرا «زرقاء اليمامة» أكد البازعي أنها أوبرا سعودية بنكهة عالمية، وذلك بمشاركة مبدعين في مختلف الفنون من 18 جنسية مختلفة، وإتاحة الظهور والحضور لمواهب سعودية متعددة.

وتعرض أوبرا «زرقاء اليمامة»، التي تنتجها «هيئة المسرح والفنون الأدائية»، قصة خالدة من عمق تراث الجزيرة العربية، عبر أداء أخّاذ واستثنائي يجمع عدداً كبيراً من الممثلين والموسيقيين السعوديين والعالميين البارزين، في أكبر عمل أوبرالي باللغة العربية.

حضور إعلامي دولي للمؤتمر الصحافي الذي كشف عن تفاصيل عمل «زرقاء اليمامة» بالرياض (تصوير: صالح الغنام)

وقال البازعي، خلال مؤتمر صحافي عُقد الأربعاء للكشف عن تفاصيل المشروع، إنه استغرق العمل عليه نحو ثلاث سنوات، وبدأت التعاقدات لتنفيذه منذ عامين، مشيراً إلى أن العمل يحقق الأهداف الاستراتيجية لهيئة المسرح، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ويقدم الأوبرا بوصفها فناً جديداً على الذائقة العربية.

وكشف البازعي عن أن أوبرا «زرقاء اليمامة» ستكون باللغة العربية لأول مرة في المنطقة، وتتوفر في مكان العرض شاشات لنقل الحوار الشعري باللغتين العربية والإنجليزية، لتمكين الجمهور من متابعة التفاصيل الفنّية المستوحاة من جماليات القصة الأصلية، من مشهدية الصحراء والعيون المشوبة باللون الأزرق، والليالي القمراء.

جانب من المؤتمر الصحافي للكشف عن تفاصيل العمل على أوبرا «زرقاء اليمامة» (تصوير: صالح الغنام)

وأشاد بكل العناصر التي شاركت في بناء التجربة الفنية الفريدة، من كاتب النص الشاعر السعودي صالح زمانان، إلى المواهب السعودية والعالمية ممن اجتمعوا في الرياض لأداء تجربة ثقافية لا مثيل لها، مستوحاة من عمق التراث العربي والأرض السعودية.

وأشار البازعي إلى أن التاريخ العربي والتراث السعودي يزخران بالعديد من الشخصيات التاريخية الملهمة، وأضاف: «لدينا قصص فريدة لم تروَ بعد، ولم تحظَ بحقها من التركيز وتقديمها في أعمال فنية مؤثرة»، واعداً بأن تكون أوبرا «زرقاء اليمامة» أول الطريق في إعادة تقديم شخصيات من الموروث السعودي في قوالب فنية وإبداعية مشعة بالجمال والتأثير.

سلطان البازعي أعلن إطلاق أكاديمية لتدريب المواهب بمختلف الفنون المسرحية والأدائية هذا العام (تصوير: صالح الغنام)

وكشف الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح عن أن أكاديمية متخصصة في التدريب على مختلف الفنون المسرحية والأدائية ستنطلق هذا العام، بالإضافة إلى أكاديمية متخصصة في فنون الموسيقى ستبدأ العمل خلال شهور، معرباً عن نية القطاع الثقافي تخريج مواهب في مختلف الفنون، وإقامة دورات تدريبية في فن الأوبرا من سن الطفولة، تتولى هيئة الموسيقى تنفيذها بمعايير دولية متقدمة.


أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
TT

أمير المصري لتجسيد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد في «العملاق»

الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)
الفنان أمير المصري (مهرجان البحر الأحمر)

أعلن الفنان المصري البريطاني أمير المصري عن مشاركته في فيلم «عملاق»، الذي يحكي السيرة الذاتية للملاكم البريطاني اليمني «البرنس» نسيم حميد، وكتب المصري عبر حسابه الرسمي في موقع «إنستغرام»، تعليقاً على مشاركته بالفيلم «حصلت على شرف كبير يفوق توقعاتي، يا له من شرف أن ألعب دور الأسطورة البرنس نسيم حميد، إلى جانب أسطورة أخرى بيرس بروسنان في دور بريندان إنجل».

ويشارك في «عملاق» الذي سيُصوّر في مدينة ليدز الإنجليزية مع أمير المصري عدد كبير من النجوم أبرزهم بيرس بروسنان الذي اشتهر بتجسيده لدور العميل السري جيمس بوند في 4 أفلام وهم «Golden Eye» عام 1995، و«Tomorrow never dies» عام 1997، و«The world is not enough» عام 1999، و«Die another day» عام 2002، كما يشارك في الإنتاج سيلفستر ستالون.

ولد نسيم حميد في مدينة شفيلد البريطانية عام 1974، لأبوين يمنيين، وتعلم حميد الملاكمة في سن السابعة، ولعب أول مباراة احترافية عام 1992، وحسب تصريحات سابقة لوالده حميد كشميم للتلفزيون اليمني، أنه عقب هجرته للعمل في بريطانيا دفع بابنه نسيم إلى إحدى صالات الملاكمة للتمرن.

الملاكم نسيم حميد ومحمد علي كلاي (صفحة حميد على إنستغرام)

وتقلد حميد عرش بطولات الملاكمة على يد مدرب آيرلندي، وحصد ألقاباً عالمية تابعة لـ«منظمة الملاكمة العالمية» و«الاتحاد الدولي للملاكمة» و«المجلس العالمي للملاكمة»، كما اشتهر بلقب «البرنس»، وأصبح الملاكم الأفضل عالمياً في وزن الريشة خلال مسيرته الاحترافية التي استمرت 10 سنوات.

وحسب وسائل إعلامية، فإن حميد لم يخسر سوى في نزال واحد طيلة مشواره الرياضي أمام المكسيكي بيريرا عام 2001، وعقب خسارته أعلن اعتزاله مباشرة بعد سنوات حافلة بالبطولات والأحزمة.

من جانبها، ترى الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي أن «تقديم السيرة الذاتية لشخصيات شهيرة في الفن والأدب والرياضة متاح وموجود بالفعل في مصر وفي العالم أجمع، وأمر متعارف عليه لأجل التطرق لعرض حياتهم بتفاصيلها مجدداً للناس».

نسيم حميد واللاعب محمد سالم العنزي ومحمد سعدون الكواري (صفحة العنزي على إنستغرام)

وتضيف هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «صناعة السير الذاتية لا بد أن تتم بشكل متقن وسرد للأحداث بواقعية وموضوعية، وهذا هو الأساس في تقييمه والحكم عليه سواء بالنجاح أو الفشل، كما أن الناحية الفنية مثل الإخراج والتمثيل والديكور والموسيقى وغير ذلك عليها عامل كبير أيضاً».

وتؤكد هنداوي أن «اختيار المصري لتقديم الشخصية هو رؤية مخرج ومنتج يريان أنه الأصلح بالتأكيد».

الملاكم نسيم حميد (صفحته بإنستغرام)

وشارك الفنان أمير المصري الذي يجسد شخصية «البرنس» نسيم حميد، في أعمال فنية عالمية من بينها الفيلم السينمائي «Lost in London»، كما شارك في مسلسل «The State»، وقام ببطولة فيلم «المحارب العربي»، وهو أول فيلم روائي طويل إنتاج أميركي سعودي، ثم شارك في السلسلة الشهيرة «Star Wars Episode IX - The Rise of Skywalker» وتصدر أمير المصري بطولة فيلم «Limbo»، الذي عُرض في «مهرجان كان السينمائي»، كما حصل على 3 جوائز من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وفاز عنه أمير بجائزة أفضل ممثل ضمن جوائز «بافتا» في أسكوتلندا.

وقدم المصري بطولة مسلسل «The One»، وجسد شخصية محمد الفايد في المسلسل الأميركي العالمي «The Crown»، كما قدم شخصية طبيب مصري في الحرب العالمية الثانية بالمسلسل البريطاني «SAS Rogue Heroes»، وكان أحدث الأعمال التي قدمها المصري المسلسل التلفزيوني «مليحة» الذي عرض في موسم الدراما الرمضاني وتدور أحداثه حول أسرة فلسطينية تحاول العودة إلى غزة عن طريق مصر، لكنها تواجه صعوبات كثيرة.


اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
TT

اكتشاف دلائل استيطان بشري في كهف غرب السعودية

اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)
اكتشفت دلائل الاستيطان البشري في الكهف ضمن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء (واس)

توصّل علماء آثار في هيئة التراث السعودية، إلى دلائل استيطان بشري بكهف أم جرسان في «حرة خيبر» بمنطقة المدينة المنورة (غرب المملكة)، وذلك ضمن أعمال «مشروع الجزيرة العربية الخضراء» القائم على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات، بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني.

وتُعد هذه الدراسة العلمية التي نشرتها مجلة «بلوس ون plos one»، الأولى بمجال البحث الأثري في الكهوف بالسعودية، واشتملت على مسوحات أثرية وتنقيب في أجزاء متعددة من «أم جرسان»، بيّنت أن أقدم الدلالات الأثرية بالموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث، إذ يتراوح عمر أقدمها ما بين 7 - 10 آلاف سنة من الآن، وتستمر حتى فترة العصرين النحاسي والبرونزي.

الكهف غني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات جمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن (واس)

وأثبتت الدراسة استخدام الكهف من قبل الجماعات الرعوية؛ حيث تمثلت آثارهم في مجموعة من البقايا العظمية الحيوانية التي تم تأريخها بواسطة «الكربون المشع c14»، ويعود أقدمها إلى 4100 سنة قبل الميلاد، والجماجم البشرية 6 آلاف سنة قبل الميلاد.

وكشفت عن بعض المعثورات؛ مثل الخشب والقماش وأدوات حجرية، وواجهات الفن الصخري التي هي عبارة عن مشاهد لرعي الماعز والغنم والبقر باستخدام الكلاب وأخرى للصيد، تُظهر أنواعاً مختلفة من الحيوانات البرية.

أقدم الدلالات الأثرية في الموقع تعود إلى العصر الحجري الحديث (واس)

وأوضحت الهيئة أن الاكتشافات العلمية أسفرت عن دلالات وجود استيطان بشري في الكهف الغني بعشرات الآلاف من عظام الحيوانات، منها الضبع المخطط، والجمال، والخيل، والغزال، والوعل، والماعز، والبقر، إضافة إلى الحمير البرية المتوحشة والأليفة، وجمعيها بحالة جيدة رغم مرور الزمن.

وأظهر تحليل البقايا العظمية البشرية باستخدام النظائر المُشعة اعتماد الجماعات على أكل اللحوم بشكل أساسي، ووجدت دلالات على أكلهم النباتات، ما يعطي مؤشرات على ظهور الزراعة.

وبيّنت الدراسة أن الحيوانات مثل الأبقار والأغنام تتغذى على الأعشاب والشجيرات البرية، مشيرة إلى وجود تنوع حيواني كبير بالمنطقة عبر العصور. وخلصت إلى أهمية الكهوف التي استخدمتها الجماعات البشرية ومسارات الصهارة البركانية القديمة في السعودية.


آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)
TT

آثار جانبية للحمل بـ«أطفال أوزمبيك»... البدانة تعود من الباب الواسع

 دواء «أوزمبيك» (رويترز)
دواء «أوزمبيك» (رويترز)

انتشر خبر «أطفال أوزمبيك» سريعاً، بعدما أبلغ عدد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي عن أنهن أصبحن حوامل بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن على الرغم من استخدامهن وسائل منع الحمل أو وجود تاريخ من مشكلات الخصوبة، إلا أن البعض منهن يقول إنهن يعانين أعراضاً حادة مثل الجوع الشديد وزيادة الوزن السريعة بعد التوقف عن هذه الأدوية لحماية صحة أجنتهن، حسب تقرير لموقع «يو إس إيه توداي».

وأدوية إنقاص الوزن هذه التي تحاكي هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون -1) مثل «أوزمبيك»، مشهورة بأنها «علاج سحري للبدانة».

وعلى الرغم من أن الجوع وزيادة الوزن أمران طبيعيان في أثناء الحمل، فإن هؤلاء النساء يُبلغن عن أن شدة الأعراض التي يعانين منها تختلف عن تلك التي كانت في حملهن السابق، وفق التقرير.

وحسب التقرير، ليس من الواضح ما إذا كان الحمل يؤدي إلى تفاقم انسحاب أدوية فقدان الوزن، لكنّ خبراء الخصوبة وأمراض السمنة يقولون إن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل يمكن أن تفسر التأثيرات الشديدة.

يوصي مصنعو الأدوية النساء بالتوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن قبل شهرين على الأقل من الحمل المخطَّط له. وعندما تتوقف مريضة غير حامل عن تناول هذه الأدوية، عادةً ما يساعدها الأطباء على التوقف عن تناولها للتخفيف من الآثار الجانبية، لكنَّ النساء اللاتي يكتشفن أنهن ينتظرن الحمل يتوقفن على الفور.

ومع ازدياد عدد النساء اللاتي يحملن في أثناء تناول أدوية إنقاص الوزن، يوصي الخبراء بالتحدث إلى أطبائهم على الفور، خصوصاً إذا كانوا يتناولون أدوية مثل «أوزمبيك» لعلاج مرض السكري.

عندما تصطدم أعراض «أوزمبيك» بالحمل

وأشار التقرير إلى أن أماندا بريرلي (42 عاماً)، بدأت بتناول سيماغلوتيد (العنصر النشط في أوزمبيك) العام الماضي لعلاج مقاومة الإنسولين الناجمة عن متلازمة تكيّس المبايض (PCOS). وفي غضون شهر، عادت دورتها الشهرية للانتظام بعد سنوات. ثم بعد تسعة أشهر، علمت بريرلي أنها حامل، وكان ذلك خبراً صادماً نظراً لأن الأطباء أخبروها بأنها لن تكون قادرة على الحمل من دون مساعدة الأطباء بعد آخر حمل شديد الخطورة لها منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتوقف بريرلي عن تناول الدواء على الفور، وفقاً للتوصيات المستنِدة إلى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والتي وجدت أنه يمكن أن يسبب الإجهاض والعيوب الخلقية إذا تم تناوله في أثناء الحمل.

وبعد أسبوع، أصابها جوع حاد وقالت: «كنت أرغب في الحصول على طعام حقيقي، مثل اللحوم والجبن وغيرها من البروتينات الغنية، والذي كان مختلفاً تماماً عن حملي الأول. لقد كنت مثل رجل الكهف. لم أستطع التوقف. لقد كان جنونياً».

اكتسبت بريرلي 20 رطلاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها. وبحلول الوقت الذي وُلدت فيه، كان وزنها قد زاد 65 رطلاً. وخلال حملها بابنها الأكبر، اكتسبت 19 رطلاً إجمالاً.

وبالمقارنة، تكتسب معظم النساء ما بين 25 و35 رطلاً طوال فترة الحمل، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.

ومن المعروف أن إيقاف أدوية فقدان الوزن يسبب جوعاً شديداً وزيادة الوزن وتقلبات مستويات السكر في الدم، وكلها يمكن تخفيفها عن طريق توقيف تلك الأدوية ببطء بتوجيهات من الطبيب المختص. ومع ذلك، قالت د.أليسون رودجرز، طبيبة أمراض النساء والتوليد، إنه لم تقم أي دراسات حتى الآن بتحليل كيفية تداخل هذا الانسحاب مع أعراض الحمل، والعكس بالعكس.

وتساءلت: «هل تعمل أدوية إنقاص الوزن على قمع بعض أعراض الحمل التي تعود بعد ذلك بشكل أكثر كثافة عندما يتخلص منها الشخص؟ أم أن الحمل يؤدي إلى تفاقم أعراض الانسحاب؟ من الصعب حقاً أن نعرف».


للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
TT

للعالقين بدوامة الكر أو الفر... 5 طرق لتخطي التوتر

بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)
بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي (رويترز)

هل تتذكر وقتاً شعرت فيه بالتوتر قبل حدث كبير في حياتك، ثم شعرت بعد ذلك وكأن ثقلاً قد رفع عن عاتقك؟ هذا ما يسمى بتكثيف الاستجابة للضغط، ومن ثم الشعور بالاستقرار مرة أخرى، أي اكتمال «دورة التوتر»، وفق تقرير لموقع «ذي كونفرسايشن».

وبطبيعة الأمر، فإن بعض الضغوط في الحياة اليومية أمر لا مفر منه. لكن البقاء في حالة توتر أمر غير صحي، إذ يزيد التوتر المزمن من الحالات المرضية المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإرهاق، أو الاكتئاب.

وتساعد الأنشطة الرياضية والمعرفية والإبداعية والاجتماعية والتهدئة الذاتية على معالجة التوتر بطرق صحية لإكمال دورة التوتر.

للتوتر دورة، كيف تعمل؟

يشير العلماء والباحثون إلى «الاستجابة للضغط النفسي»، مع التركيز غالباً على ردود فعل الكر أو الفر (القتال، أو الهروب) (fight or flight mode). لقد أصبحت عبارة «دورة الإجهاد» (stress cycle) شائعة بين خبراء المساعدة النفسية، والتنمية البشرية، ولكن لها أساس علمي.

ووفق التقرير، فإن دورة التوتر هي استجابة الجسم لحدث مرهق، سواء كان حقيقياً، أو متصوراً، جسدياً، أو نفسياً، مثل من يطارده كلب شرس، أو امتحان قادم، أو محادثة صعبة.

وتتكون دورة التوتر من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى هي إدراك التهديد.

المرحلة الثانية هي الاستجابة للقتال، أو الهروب، مدفوعة بهرمونات التوتر لدينا: الأدرينالين، والكورتيزول.

المرحلة الثالثة هي الراحة، بما في ذلك الراحة الفسيولوجية، والنفسية. وهكذا تكتمل دورة التوتر.

ويستجيب كل شخص للتوتر بشكل مختلف عن الآخر بناءً على تجارب الحياة، وعلم الوراثة، بحسب التقرير.

ولسوء الحظ، يعاني العديد من الأشخاص من ضغوطات متعددة، ومستمرة خارجة عن سيطرتهم، بما في ذلك أزمة تكلفة المعيشة، والظواهر الجوية المتطرفة، والعنف المنزلي، كما لحظ التقرير.

ويمكن أن يؤدي البقاء في المرحلة الثانية، أي القتال أو الهروب، إلى إجهاد مزمن، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول، وزيادة الالتهابات في الجسم، مما يؤدي إلى إتلاف الدماغ، والأعضاء الأخرى.

ويوضح التقرير أنه «عندما تكون عالقاً في وضع القتال، أو الهروب المزمن، فإنك لا تفكر بوضوح، ويتم تشتيت انتباهك بسهولة أكبر»، وأكد أن «الأنشطة التي توفر متعة مؤقتة، مثل تناول الوجبات السريعة، أو الحلويات، هي استراتيجيات غير مفيدة، ولا تقلل من آثار التوتر على الدماغ، والجسم. كما أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسيلة فعالة لإكمال دورة التوتر، بل على العكس هي تؤدي إلى زيادة الاستجابة للضغط النفسي».

الإجهاد والدماغ

في الدماغ، يمكن أن يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن إلى تقليص الحصين. وهذا يمكن أن يضعف ذاكرة الشخص، وقدرته على التفكير، والتركيز.

يؤدي ارتفاع الكورتيزول المزمن أيضاً إلى تقليل النشاط في قشرة الفص الجبهي، ولكنه يزيد من النشاط في اللوزة الدماغية.

قشرة الفص الجبهي مسؤولة عن التحكم العالي بأفكارنا، وسلوكياتنا، وعواطفنا، وهي موجهة نحو الأهداف، والعقلانية. وتشارك اللوزة الدماغية في الاستجابات الانعكاسية، والعاطفية. ويفسر نشاط اللوزة الدماغية الأعلى ونشاط قشرة الفص الجبهي السفلي سبب كوننا أقل عقلانية، وأكثر عاطفية، وتفاعلية عندما نكون متوترين.

وعدد التقرير 5 أنواع من الأنشطة التي يمكن أن تساعد أدمغتنا على إكمال دورة التوتر.

1. التمرين- دورة الإجهاد الكاملة الخاصة به

عندما نمارس الرياضة نحصل على ارتفاع قصير المدى في الكورتيزول، يليه انخفاض صحي في الكورتيزول، والأدرينالين.

كما تعمل التمارين الرياضية على زيادة هرموني الإندورفين، والسيروتونين، مما يحسن المزاج.

ويسبب الإندورفين شعوراً بالبهجة يُطلق عليه غالباً تسمية «نشوة العداء»، وله تأثيرات مضادة للالتهابات.

2. الأنشطة المعرفية- تقليل التفكير السلبي

يمكن أن يؤدي التفكير السلبي المفرط إلى تحفيز أو توسيع الاستجابة للضغط النفسي. في بحث أجراه الموقع عام 2019، وجد أن العلاقة بين التوتر والكورتيزول كانت أقوى لدى الأشخاص الذين لديهم تفكير أكثر سلبية.

يمكن أن يؤدي ارتفاع نشاط اللوزة الدماغية والتفكير الأقل عقلانية عندما تكون متوتراً إلى تفكير مشوه، مثل التركيز على السلبيات، والتفكير الجامد «إما أبيض أو أسود».

يمكن للأنشطة التي تهدف إلى تقليل التفكير السلبي وتعزيز رؤية أكثر واقعية أن تقلل من الاستجابة للضغط النفسي. في البيئات السريرية، يُسمى هذا عادةً بالعلاج السلوكي المعرفي.

في المنزل، قد يكون هذا بمثابة تدوين اليوميات، أو تدوين المخاوف. وهذا يشرك الأجزاء المنطقية والعقلانية من دماغنا، ويساعدنا على التفكير بشكل أكثر واقعية.

3. الإبداع - طريق للخروج من «الهروب أو القتال»

يمكن أن تكون الأنشطة الإبداعية، مثل الفن، أو حرفة، أو بستنة، أو الطبخ، أو أنشطة أخرى، مثل حل الألغاز، أو ألعاب الخفة، أو الموسيقى، أو المسرح، أو الرقص، أو مجرد الاستغراق في عمل ممتع. هذه الأنشطة تزيد من نشاط قشرة الفص الجبهي، وتعزز التدفق، والتركيز.

والتدفق هو حالة من المشاركة الكاملة في النشاط الذي تستمتع به. فهو يخفض مستويات التوتر العالية من النورادرينالين، والأدرينالين في الدماغ.

4. التواصل الاجتماعي وإطلاق هرمونات الشعور بالسعادة

التحدث مع شخص آخر، معانقة شخص، أو حيوان أليف، والضحك، كلها يمكن أن تزيد من الأوكسيتوسين، هذا هو الناقل الكيميائي في الدماغ الذي يزيد من الترابط الاجتماعي، ويجعلنا نشعر بالتواصل، والأمان.

5. تهدئة النفس

تمارين التنفس، والتأمل تحفز الجهاز العصبي السمبتاوي (الذي يهدئ استجاباتنا للتوتر حتى نتمكن من إعادة الضبط) عن طريق الأعصاب المبهمة، وتقليل الكورتيزول.

البكاء أيضاً يمكن أن يساعد من خلال إطلاق طاقة التوتر، وزيادة الأوكسيتوسين، والإندورفين.


ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
TT

ما تأثير إدمان الإنترنت على المراهقين؟

الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)
الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (رويترز)

أفادت دراسة فنلندية بأن إدمان الإنترنت، وعدم الحصول على ساعات النوم الكافية أو ممارسة الرياضة، مرتبط بخطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض في سن المراهقة.

وأوضح الباحثون بجامعة هلسنكي، أن المراهقات يبدون أكثر عرضة من المراهقين للاستخدام المفرط للإنترنت، وعرضت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Archives of Disease in Childhood).

وعلى الرغم من أن التقييمات والتصنيفات المتباينة للاستخدام المفرط للإنترنت قد تجعل قياسه صعباً، فإن الوسائط الرقمية يمكن أن تكون عاملاً جاذباً للمراهقين للبقاء في المنزل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن تعوق التعلم بسبب قلة النوم، كما يشير الباحثون.

ولتقدير التأثير الذي قد يحدثه الاستخدام المفرط للإنترنت على الحضور المدرسي، استخدم الباحثون بيانات من دراسة تعزيز الصحة المدرسية، وهي دراسة استقصائية وطنية تُجرى كل سنتين في فنلندا.

وحلل الباحثون بيانات 86 ألفاً و270 تلميذاً في الصفين الثامن والتاسع، تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً. وسُئل المراهقون عن علاقتهم بوالديهم من حيث مدى مشاركتهم مخاوفهم، ومقدار نومهم ليلاً، وعدد أيام ممارسة الرياضة في الأسبوع.

وتم تقييم الاستخدام المفرط للإنترنت باستخدام مقياس يرصد إهمال الأسرة والأصدقاء والدراسة، والقلق من عدم الاتصال بالإنترنت، وتأثير الانشغال بالإنترنت على النوم والتغذية.

ووجد الباحثون أن الاستخدام المفرط للإنترنت، مع إهمال الأنشطة الأخرى وقلة النوم وعدم ممارسة الرياضة، يرتبط بزيادة خطر التغيب عن المدرسة بسبب المرض بين المراهقين.

وفي المتوسط، ينام المراهقون 8 ساعات في ليالي الدراسة، و9 ساعات في ليالي نهاية الأسبوع.

ووجد أن 35 في المائة قضوا أقل من 8 ساعات في الليالي المدرسية، و11 في المائة ناموا أقل من 8 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد الثلث بممارسة نشاط بدني لمدة ساعة على الأقل في 4 أيام من الأسبوع، في حين أبلغ ثلث المشاركين عن مستويات منخفضة من النشاط البدني، أقل من 3 أيام في الأسبوع.

وأشارت الدراسة إلى أن قضاء وقت طويل على الإنترنت كان مرتبطاً بزيادة خطر التغيب عن المدرسة (38 في المائة زيادة في المخاطر) والغياب عن المدرسة لأسباب طبية (24 في المائة زيادة في المخاطر).

وأظهرت العلاقات الأبوية الجيدة، والنوم الأطول ليلاً خلال أيام الأسبوع، وممارسة النشاط البدني، أنها عوامل وقائية بشكل كبير، مع ارتباط كل عامل بانخفاض مطرد في خطر التغيب عن المدرسة والغياب بسبب المرض.

ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة لها آثار مهمة على تعزيز الصحة والتحصيل التعليمي للمراهقين، وتقدم فوائد ملموسة للمهنيين الذين يعملون في خدمات الصحة والرفاهية المدرسية.


كيف تناول المسرح المصري القضية الفلسطينية؟

ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
TT

كيف تناول المسرح المصري القضية الفلسطينية؟

ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)
ملصق عرض «بأم عيني» (وزارة الثقافة المصرية)

تحتفي وزارة الثقافة المصرية بالقضية الفلسطينية، وتذكر بتناولها تاريخياً في المسرح المصري عبر مائدة مستديرة يومي الأربعاء والخميس، تحت عنوان «فلسطين في المسرح المصري»، تتضمن أوراقاً بحثية وعروضاً لأعمال مسرحية.

وتعقد لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة التي يترأسها الدكتور سامح مهران، مائدة مستديرة تتضمن أوراقاً بحثية حول حضور قضية فلسطين في المسرح المصري، بالإضافة لعرض حكواتي يقدمه الفنان الفلسطيني غنام غنام بعنوان «بأم عيني 1948»، بساحة الهناجر في دار الأوبرا المصرية.

ويشارك في المائدة المستديرة مجموعة من المختصين في المسرح من بينهم الدكتور سيد علي إسماعيل والكاتب محمد الروبي والدكتور عمرو دوارة المخرج والمؤلف المسرحي المصري الذي سرد لـ«الشرق الأوسط» بدايات الأعمال المسرحية المصرية حول القضية الفلسطينية قائلاً: «كانت البداية عام 1948 مع مسرحية (الصهيوني) التي قدمها يوسف وهبي، وعرضتها فرقة المسرح القومي بعد ذلك، لكن أهم عمل بكل المقاييس كانت مسرحية (واقدساه)».

وأوضح دوارة أن «(واقدساه) عُرضت عام 1988 من تأليف يسري الجندي، وإخراج المخرج التونسي منصف السويسي، وكان تحت رعاية سعد الدين وهبة، واتحاد الفنانين العرب، وتميّز بأنه كان يضم نجماً من كل بلد عربي، فمن مصر كان محمود ياسين، ومحمد المنصور من الكويت، وعلي مهدي من السودان، ومن لبنان وتونس والعراق وغيرها من البلدان، وكان مخططاً له أن يُعرض في كل الدول العربية، لكنه عرض فقط في دولتين أو ثلاث».

وبينما تبدأ جلسة المائدة المستديرة بمقطع فيديو قصير للشاعر فؤاد حداد من قصيدة «مسحراتي القدس» من إخراج الفنان أحمد إسماعيل، يتناول المحور الأول «المسرح بين مصر وفلسطين... علاقة تاريخية»، والجلسة الثانية تتناول «القضية الفلسطينية في المسرح المصري» عبر عدة أوراق بحثية ودراسات يقدمها مختصون من بينهم المخرج المسرحي عمرو دوارة، الذي يتابع كلامه لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى ألّا يكون الغرض هذه المائدة الشعور براحة الضمير، فرغم أهمية منظومة المسرح ضمن المنظومة الثقافية فلا بدّ أيضاً أن تكون له وظيفة لشحذ الهمم ودعم القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل ما يحدث في غزة اليوم».

وشهدت الفترة الماضية العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي تدعم القضية الفلسطينية، من بينها حفلات في دار الأوبرا المصرية خلال رمضان الماضي، وبرامج خاصة في مهرجانات سينمائية مصرية لعرض الأفلام الفلسطينية.

وذكر دوارة أن «القضية لا تتوقف على الأعمال المسرحية التي قُدمت عن القضية الفلسطينية، ولكن هناك نصوصاً مسرحية كثيرة كشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية حول رغبة الكيان الصهيوني في السلام».

ولفت المؤرخ المسرحي إلى أن «أكثر من فنان قدم أعمالاً عن القضية الفلسطينية في مصر، كان الفنان الراحل كرم مطاوع، وقدم أعمالاً مثل (كوابيس في الكواليس) و (عودة الأرض)، بالإضافة لتقديم عرض عن حرب أكتوبر».

جانب من الإعلان عن المائدة المستديرة (وزارة الثقافة المصرية)

وأشار دوارة إلى العمل المسرحي «النار والزيتون» لألفريد فرج، ووصفه بأنه «من أهم النصوص المسرحية حول القضية الفلسطينية، نظراً لأنه تناول بداية القضية وكان بدعم من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، وذهب ألفريد فرج وعاش فترة في المخيمات الفلسطينية ليكتب هذا النص، وقُدّم العرض على المسرح القومي وهو من إخراج سعد أردش وبطولة محمود الحديني ورجاء حسين».

يُذكر أن المسرح المصري قدّم أيضاً الكثير من نصوص الكتّاب العرب حول القضية الفلسطينية ومن بينها مسرحية «اغتصاب» للكاتب السوري سعد الله ونوس.


مخرجة «شرق 12» تعوّل على «اختلاف المضمون البصري»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
TT

مخرجة «شرق 12» تعوّل على «اختلاف المضمون البصري»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشرق الأوسط)

يشارك الفيلم المصري «شرق 12»، للمخرجة المصرية-الهولندية هالة القوصي الذي استغرق العمل عليه أكثر من عام ونصف العام في مسابقة «أسبوع المخرجين»، خلال فعاليات الدورة الـ77 من «مهرجان كان السينمائي» في الفترة من 14 إلى 25 مايو (أيار) المقبل. وفي المسابقة نفسها ينافس الفيلم الفلسطيني «إلى أرض مجهولة» للمخرج مهدي فليفل.

ويعد «شرق 12» الفيلم الروائي الثاني للمخرجة القوصي بعد فيلم «زهرة الصبار»، الذي عُرض في مسابقة مهرجان «روتردام الدولي»، الذي حصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان «دبي الدولي» وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «أسوان لسينما المرأة» وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان «القومي للسينما» وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في «مهرجان جمعية النقاد» المصرية.

الفيلم ينتمي للكوميديا السوداء (الشرق الأوسط)

واختير «شرق 12»، من بين 1590 عملاً حسب هالة القوصي التي تحدثت عن كواليس الفيلم قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «جاءت فكرة الفيلم بعد تقديمي (زهرة الصبار) عام 2017، وهو أول فيلم روائي طويل أقدمه وتعاونت من خلاله مع الممثلة منحة البطراوي، التي جذبتني شخصيتها وتجربتها الحياتية الملهمة».

وتضيف القوصي أن بلورة إحساس الأم كان هدفها الأول لتقديم شخصية «جلالة الحكاءة» في «شرق 12»، التي تنقل الناس بقوة أسلوبها لمكان آخر وتجارب لا يعلمون عنها شيئاً، ومن هنا تشكل هذا العالم الخيالي الساحر.

«شرق 12» يمثّل مصر في «أسبوع المخرجين» بمهرجان «كان» (الشرق الأوسط)

وتؤكد هالة القوصي أن عملها بالفن التشكيلي كان له تأثير واضح في تفاصيل الفيلم تقول: «دخلت السينما من باب الفنون البصرية، فالفن التشكيلي يساعد على فهم إشكاليات وجودية كبيرة من خلال صور ملهمة في كل عمل أنوي تنفيذه، وهنا يكمن اختلاف ما أقدم لأنني اعتمدت بالأساس على المضمون البصري، الذي أراه أقوى عناصر الفيلم».

لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)

وعدت هالة القوصي تقديمها للفيلم الذي تدور أحداثه المليئة بالحكايات المثيرة والمشوقة خلال 109 دقائق لأنها تحب الحكايات وعوالمها المختلفة وترى أنها صناديق سوداء للأجيال المقبلة للتعرف عليها كما أنها مصادر للمعرفة.

ونوهت هالة القوصي بأنها في البداية اعتمدت على صناعة جميع تفاصيل أعمالها بنفسها بسبب ندرة الدعم المادي بداية من القصة والإخراج والملابس والديكور والمونتاج، لكنها أكدت أنها بدأت في عام 2010 بالاعتماد على طاقم فني والعمل باحترافية، لكنها استمرت في تنفيذ الديكور والملابس لبلورة رؤيتها بالكتابة.

المخرجة المصرية الهولندية هالة القوصي (الشرق الأوسط)

وترى هالة القوصي التي تحمل الجنسية الهولندية مع المصرية وبدأت العمل بالفن منذ منتصف العقد الأول في الألفية الجديدة، أنها حصلت على جائزة «الخيال»، وهي نتاج التعاون بين صندوق السينما الهولندي وصندوق «موندريان» الداعم للفن، التي تُمنح كل عامين لفنان تشكيلي لديه مشروع سينمائي برؤية فنية بعيدة عن الأساليب التقليدية في الإخراج، مؤكدة أن اهتمامهم في المقام الأول هو تقديم تجربة ملائمة لجميع المهتمين بالفن بكل أنواعه.

صُوّر العمل في مدينتي القاهرة والقصير (الشرق الأوسط)

ويعرض «شرق 12»، الذي اعتمد على مشاهد الأبيض والأسود والقليل من الألوان في «كان» السينمائي عرضاً عالمياً أولاً، في حين أوضحت هالة القوصي أن الاعتماد على اللونين الأبيض والأسود هو وسيلة لإبعاد المشاهدين عن ربط الأحداث وجعله واقعاً غير كامل لعدم التشابه مع أي أحداث حياتية حقيقية.

وتستكمل هالة القوصي توضيح رؤيتها وتقول: «لا يوجد مكان أو أي شيء اسمه (شرق 12)، نحن نشير إلى شيء غير موجود في الواقع ولا أحد يعيش في هذا العالم، وهي الفكرة التي اعتمدنا عليها لإبراز ما يدور في مخيلتنا بشكل ساخر، ولكن الفكرة في مضمونها المختلف تذكرنا بأحداث غامضة، لكن لا يمكننا تكوين تصوّر محدد للمكان ولا السياق نفسه، نحن أردنا أن نشغل الناس بالتفكير في أحداث الفيلم الذي صنف على أنه كوميديا سوداء».

وتؤكد هالة القوصي أن مشاركتها في مسابقة «أسبوع المخرجين» أمر مهم في مسيرتها، خصوصاً أنها مسابقة أنشأتها جمعية من المخرجين بعد نشأة المهرجان بسنوات عدّة، وفيما بعد أصبحت مسابقة للاحتفاء بالمخرجين بعضهم بعضاً، وهي توازي مسابقة «أسبوع النقاد» ولها جوائزها الخاصة، لكن الفرق بينهما أن مسابقة المخرجين لا تُعنى بالأفلام الأولى والثانية فقط مثل أسبوع النقاد، ولكنها تشهد مشاركة مخرجين مخضرمين أيضاً.

فيلم «شرق 12» من كتابة وإخراج ورؤية فنية وملابس ومشاركة في المونتاج هالة القوصي وبطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال وعمر رزيق وفايزة شامة وأسامة أبو العطا وباسم وديع، تصوير عبد السلام موسى، وموسيقى أحمد الصاوي، وتصميم رقصات شيرين حجازي، وديكور عمرو عبدو، ومخرج منفذ فاضل الجارحي، ومدير إنتاج محمد جمال الدين، ومن إنتاج هولندي مصري قطري.

أبطال الفيلم في أحد المشاهد (الشرق الأوسط)

وينتمي الفيلم الناطق بالعامية المصرية، الذي تم تصويره في 22 يوماً في مدينتي القاهرة والقصير عام 2022، لنوعية الكوميديا السوداء، وتدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه «الموسيقار عبده» على «شوقي البهلوان» الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف و«جلالة الحكاءة» التي تخفّف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد، بينما يخطط «عبده»، مستعينا بموهبته، مع الشابة «ننة» لكسر قبضة «شوقي» ونيل الحرية في عالم أكبر.