الحوثيون في مصيدة متشددي «القاعدة» في البيضاء.. ومقتل وجرح عشرات منهم رداع

اللجنة الأمنية في عدن تحذر «الحراك» من تعطيل المصالح الحيوية

الحوثيون في مصيدة متشددي «القاعدة» في البيضاء.. ومقتل وجرح عشرات منهم رداع
TT

الحوثيون في مصيدة متشددي «القاعدة» في البيضاء.. ومقتل وجرح عشرات منهم رداع

الحوثيون في مصيدة متشددي «القاعدة» في البيضاء.. ومقتل وجرح عشرات منهم رداع

بدأت ظواهر الحرب الطائفية في اليمن مع اشتباكات مسلحي الحوثي وجماعات مسلحة من تنظيم القاعدة في ظل رفض المواطنين للتواجد الحوثي في معظم المحافظات.
وقالت مصادر محلية في محافظة البيضاء، في وسط البلاد، إن «عشرات الحوثيين لقوا مصرعهم في هجمات، يعتقد أن عناصر تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة يقف وراءها. ويشن مسلحون متشددون سلسلة من الهجمات على مواقع الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على تلك المحافظة المحاددة لمحافظة أبين في جنوب البلاد، وهي المحافظة التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، في الوقت الذي تشهد محافظات اليمن اضطرابات متواصلة، خصوصا في الحديدة بغرب البلاد التي صعد (الحراك التهامي) من احتجاجاته لطرد الحوثيين من المحافظة بصورة سلمية».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية مطلعة في صنعاء، أن الحوثيين (أنصار الله)، بدأوا في استئجار عدد من المنازل الكبيرة في صنعاء من أجل أن تكون مقارا لهم في أحياء متعددة من العاصمة، وخصوصا المناطق التي يتواجد فيها أنصارهم في العاصمة التي باتت تحت سيطرتهم، ولم يكن للحوثيين أي تواجد رسمي من قبل.
على صعيد آخر، حذرت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن (كبرى المحافظات اليمنية الجنوبية)، أنصار الحراك الجنوبي الذين يقيمون اعتصاما مفتوحا في ساحة العروض بمديرية خور مكسر منذ أكثر من 10 أيام، من «أي فوضى أو عنف، والتعاطي بمسؤولية وعدم انجرار مع ارتكاب أي أعمال غير محسوبة تكون نتائجها وخيمة على الناس والمحافظة».
وقالت اللجنة الأمنية في بيان شديد اللهجة، أصدرته مساء أول من أمس (الجمعة)، بأنها اتخذت كافة التدابير القانونية وفق الخطة الأمنية لحماية المنشآت الحكومية والمعسكرات، والتأكيد أن القيادة العسكرية والأمنية سوف تتعامل بكل حسم وقوة مع أي عمل يهدف إلى مهاجمة المنشآت أو المعسكرات أو العسكريين من الجيش والأمن باعتبار هذه المواقع خطا أحمر.
ويقيم الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اعتصاما مفتوحا في ساحة العروض بخور مكسر بمحافظة عدن، للمطالبة بالاستقلال أو «فك الارتباط» عن الشمال، الذي دخل معه في وحدة طوعية في عام 1990م؛ حيث ما زال أنصار الحراك يتوافدون إلى الساحة ويتوسعون بشكل كبير، خصوصا في الجهات الشمالية والجنوبية من الساحة.
وأوضحت اللجنة الأمنية في بيانها، أنها سمحت لفصائل الحراك بإقامة «الاحتفالات بالعيد الـ51 لثورة 14 أكتوبر في ساحة العروض بمديرية خور مكسر، رغم حساسية المكان وتأثيره على المصالح الأجنبية القريبة من الساحة، وكذا مصالح المواطنين والمسافرين، وتم تقديم كل التسهيلات المتاحة لكي تكون هذه الفعالية سلمية وناجحة، وتم تقديم النصح للمسؤولين على هذه الفعالية بروح صادقة وأخوية؛ بحيث لا تقوم أي جماعات أخرى باستغلال هذا الاحتفال لأغراض غير سلمية، ووعد المسؤولون عن الفعالية بأنهم سيغادرون بعد انتهاء الفعالية»، قائلة بأنه «وبعد انتهاء الفعالية ومغادرة الكثير من المشاركين فيها، بقى آخرون ونصبوا الخيام، وتم التوسع في الساحة من الجهتين الشمالية والجنوبية بشكل غير منظم؛ مما جعل الساحة مكانا لكل من يريد أن يدخل، ومن أي جهة دون رقيب أو حسيب».
ودعت اللجنة الأمنية، في أول بيان تصدره بعد إقامة الاعتصام، المشاركين والمسؤولين عن ساحة العروض إلى الحذر والتعاطي بمسؤولية وعدم انجرار مع ارتكاب أي أعمال غير محسوبة تكون نتائجها وخيمة على الناس والمحافظة.
وفي السياق ذاته، أوضح نائب رئيس اللجنة التنظيمية للاعتصام القيادي الجنوبي، وليد الشعيبي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنهم مستمرون في اعتصامهم حتى تحقيق الاستقلال، قائلا إنهم سيصعدون سلميا منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، ولن يمس أبناء الشمال المتواجدين في المحافظات الجنوبية، لأن قضيتهم - كما قال - قضية دولة وليست أشخاصا، مستدركا بالقول: «أبناء المحافظات الشمالية هم أشقاؤنا، وإذا كان هناك أي جلاء لهم من المحافظات الجنوبية سوف يكون هناك - قبل ذلك - إعلان في كافة وسائل الإعلام المعروفة، وسوف تكون أموالهم المتواجدة في الجنوب آمنة ولن يمسها أحد».
وكان المجلس الأمني الجنوبي أقر، مساء الخميس الماضي، تشكيل لجنة أمنية موحدة لحماية ساحة الاعتصام، برئاسة القيادي جميل مكاوي، كما تم اختيار 4 نواب له، وهم: سليمان الزامكي، عادل الحالمي، نبيل عبد الله شليل، توفيق البسيسي.

كما أقر المجلس الأمني - في بيانه الذي أعلنه في منصة ساحة الاعتصام – عددا من النقاط أهمها العمل على حماية المخيمات في ساحة الحرية في إشارة إلى ساحة العروض بعد أن قام أنصار الحراك بتسميتها بساحة الحرية، بالإضافة إلى التعاون مع اللجان الحالية العاملة في الميدان على أن يلتحم الجميع في لجنة أمنية وعسكرية موحدة تحت إشراف القيادات العسكرية والأمنية والقيادات الحالية في الميدان، كما اقترح المجلس أن تشكل لجنتان (قضائية وقانونية)، داعيا جميع أفراد المخيمات المدنيين والعسكريين إلى المشاركة الفاعلة في العمل الأمني في المخيمات.
وحول هذا الموضوع أوضح وليد الشعيبي، في سياق تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم تشكيل لجنتين أمنيتين؛ واحدة من العسكريين والأخرى من المتقاعدين، وذلك لحفظ الأمن في ساحة الاعتصام لضمان استمراريتها سلميا.
وبشأن الخلافات التي حدثت أخيرا بين الفصائل خصوصا بعد اندماج أكبر فصيلين (المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي يقوده حسن باعوم، والمجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية الذي يرأسه صالح يحيى سعيد)، وإقالة باعوم من رئاسته، قال الشعيبي: «نبارك أي خطوات تقود نحو التحرر والاستقلال، لكن ما حدث أخيرا هو محاولة لإرضاء بعض الجماهير؛ مما يسبب إشكالات داخل الساحة»، واصفا هذا الاندماج بــ«القسري»، قائلا إنه يعمل على «تجزيء المجزأ وتقسيم المقسم».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.