دعوة لتسريع التحول نحو أنظمة رعاية مستدامة وتسخير الصحة الرقمية

مجتمع الأعمال في مجموعة العشرين يبحث تطوير سياسات لتواجه تحديات الاقتصاد

مجموعة الصحة تنهي أعمالها في الرياض بالتركز على التحول نحو أنظمة صحية مستدامة (الشرق الأوسط)
مجموعة الصحة تنهي أعمالها في الرياض بالتركز على التحول نحو أنظمة صحية مستدامة (الشرق الأوسط)
TT

دعوة لتسريع التحول نحو أنظمة رعاية مستدامة وتسخير الصحة الرقمية

مجموعة الصحة تنهي أعمالها في الرياض بالتركز على التحول نحو أنظمة صحية مستدامة (الشرق الأوسط)
مجموعة الصحة تنهي أعمالها في الرياض بالتركز على التحول نحو أنظمة صحية مستدامة (الشرق الأوسط)

تدور في العاصمة السعودية حالياً رحى مباحثات مجموعات العمل في مجموعة العشرين المزمع عقد قمتها في الرياض نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في وقت شددت فيه مجموعة عمل الصحة على ضرورة المضي للتحول نحو أنظمة رعاية وصحة مستدامة وتسخير التقنية الرقمية مع تحديد أدق لمستويات التحديات المنتظرة على قطاع الصحة.
وعقدت مجموعة عمل الصحة ضمن برنامج رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بين 14 و16 يناير (كانون الثاني) الحالي اجتماعها الأول، بحضور وفود من دول أعضاء المجموعة والدول المدعوة والمنظمات الإقليمية والدولية، وتضمن مناقشة التحديات المشتركة والفرص المحتملة سعياً لتحديد الخطوات المقبلة نحو إنشاء أنظمة صحية مستدامة تتمحور حول الإنسان.
وتركزت جلسات الاجتماع على الرعاية الصحية الحكيمة، والصحة الرقمية، وسلامة المرضى، في وقت تخلل فيه الاجتماع مناقشة التأهب للأوبئة والتهديد الناشئ من مقاومة مضادات الميكروبات؛ وذلك استناداً إلى التقدم المحرز في الرئاسات السابقة لمجموعة العشرين.
ومعلوم أن أنظمة الرعاية الصحية حول العالم تشكل 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وتسهم في توليد الملايين من الفرص الوظيفية، وكثير منها مخصص للنساء، في الوقت الذي يفتقر فيه نحو 3.5 مليار شخص إلى الخدمات الصحية الأساسية، بينما يمكن لهذا الوضع أن يتحسن بتعاون المجتمع الدولي واغتنام كل الفرص التي تقدمها التوجهات والتقنيات الناشئة الكفيلة بتشكيل آفاق جديدة لنظام الرعاية الصحية.
وعلى هامش الاجتماع، انعقد المؤتمر الدولي الأول لتسريع التحول نحو أنظمة صحية مستدامة من خلال تعزيز الرعاية الصحية الحكيمة، حيث تميز المؤتمر بحضور خبراء وفود الدول وممثلي المنظمات الدولية لاستعراض التجارب الناجحة وأفضل الممارسات الخاصة بتنفيذ حلول «الرعاية الصحية الحكيمة».
وتعتزم مجموعة عمل الصحة لمجموعة العشرين الاجتماع مجدداً في مارس (آذار) المقبل، وذلك للمضي قدماً في المناقشات وتوحيد الآراء لإنشاء أنظمة صحية مستدامة تركز على سلامة الأفراد واحتياجاتهم.
من جهة أخرى، اجتمعت أول من أمس مجموعة الأعمال السعودية (B20)، الممثل الرسمي لمجتمع الأعمال في الدول الأعضاء بمجموعة العشرين، للمرة الأولى منذ تولي المملكة رئاسة مجموعة العشرين ومجموعة الأعمال المنبثقة منها بحضور 500 شخصية من رواد الصناعة، لمناقشة الموضوعات ذات الأولوية لمجموعة الأعمال السعودية، بمشاركة قادة الفكر المؤثرين عالمياً في سلسلة من الجلسات النقاشية والعروض التوضيحية للتعبير عن أفكارهم ومشاركة خبراتهم للحضور.
ويمثل هذا الاجتماع انطلاقة رسمية لتطوير توصيات السياسات التي تمكن الشركات العالمية بشكل أكثر فاعلية من مواجهة التحديات والأولويات التي حددتها دول مجموعة العشرين.
وأكد يوسف بن عبد الله البنيان، رئيس مجموعة الأعمال السعودية، أن عام 2020 يعدّ عاماً مميزاً للمملكة، باعتبارها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف قمة دولية مهمة كمجموعة العشرين، موضحاً أن مجموعة الأعمال السعودية تهدف إلى ضمان إيصال أصوات الشركات العالمية إلى قادة مجموعة العشرين.
وأضاف البنيان أن المجموعة تواصلت مع مجتمع الأعمال لتشكيل فرق العمل والمجموعات المعنية للتركيز على الموضوعات المحورية وإجراء مناقشات مثمرة بشأنها، مشدداً على أهمية شراكة المجموعة في الحوار مع المجتمع المدني، والحاجة إلى التعاون الوثيق من أجل معالجة التحديات العالمية التي تواجهها الأعمال والمجتمعات، مؤكداً الثقة بنجاح المجموعة في تحقيق التطلعات المأمول منها.
وتأتي فعاليات مجموعة الأعمال السعودية للتواصل مع مجتمع الأعمال المحلي والدولي تحت شعار «التحول نحو النمو الشامل»، وتتولى 6 فرق عمل تحقيق أولوياتها المتمثلة في: الرقمنة، والطاقة والاستدامة والمناخ، والمالية والبنية التحتية، ومستقبل العمل والتعليم، والنزاهة والامتثال، والتجارة والاستثمار.
وتم تحديد موضوعي «الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال»، و«أهداف التنمية المستدامة» محورين للتداول والمناقشة العامة بين جميع فرق العمل. وفي إطار تعزيز المحور الرئيسي لمجموعة الأعمال السعودية تحت عنوان «سيدات الأعمال»، شكلت المجموعة مجلس عمل معنياً بمحور سيدات الأعمال، ومجموعة الأعمال السعودية تلتزم بتقديم توصيات تشجع تطبيق سياسات فاعلة، يدعمها عدد من المنظمات الدولية بوصفهم خبراء مختصين في المعرفة والتواصل. من بين هذه المنظمات: «مجموعة بوسطن الاستشارية»، وشركة «ماكنزي وشركاه»، و«أكسنتشور»، وشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، و«المنتدى الاقتصادي العالمي»، والغرفة التجارية الدولية، ومجلس الغرف السعودية، و«التحالف العالمي للأعمال»، والمنظمة الدولية لأصحاب العمل، وشركة «حاضنات ومسرعات الأعمال»، و«معهد التمويل الدولي»، و«الاتحاد الدولي للمحاسبين»، و«غرفة التجارة الأميركية».


مقالات ذات صلة

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

العالم تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ووزير المالية البرازيلي فرناندو حداد ورئيس البنك المركزي البرازيلي روبرتو كامبوس نيتو يحضرون اجتماع افتتاح الدورة المشتركة لمجموعة العشرين والمسارات المالية في قصر إيتاماراتي في برازيليا (رويترز)

دول مجموعة العشرين تتفق على تجنب القضايا الجيوسياسية في قمة ريو دي جانيرو

قال ممثل البرازيل في مجموعة العشرين أمس (الجمعة) إن دبلوماسيي المجموعة اتفقوا على تجنب القضايا الجيوسياسية الشائكة خلال قمة أكبر الاقتصادات في العالم.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أوروبا عدد من زعماء العالم يجلسون للتحضير لجلسة عمل حول أفريقيا وتغير المناخ والتنمية في منتجع بورجو إجنازيا خلال قمة «مجموعة السبع» (أ.ف.ب)

«السبع» لدعم أوكرانيا بـ50 مليار دولار من الأصول الروسية

اتفق قادة «مجموعة السبع» خلال انطلاق قمتهم في جنوب إيطاليا، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الخميس)، على دعم أوكرانيا بقرض قيمته 50 مليار دولار

شوقي الريّس (فازانو (إيطاليا)) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى نزوله من الطائرة على مدرج مطار خورخي نيوبيري في بوينس أيريس (أ.ب)

انتقادات متكررة لأميركا وسط مطالب الـ«20» بوقف النار فوراً في غزة

أدى بقاء السماعات مفتوحة خلال اجتماعات رفيعة مغلقة لمجموعة العشرين للدول الغنية في البرازيل إلى سماع انتقادات لواشنطن بسبت معارضتها وقف النار فوراً في غزة.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي خلال أحد الاجتماعات على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

البرازيل تؤكد وجود دعم واسع في مجموعة الـ 20 لحل الدولتين

أكد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، اليوم (الخميس)، وجود «إجماع» بين أعضاء مجموعة العشرين لدعم حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

مؤشر دورة الأعمال للقطاع الخاص السعودي ضمن النطاق الإيجابي

العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

مؤشر دورة الأعمال للقطاع الخاص السعودي ضمن النطاق الإيجابي

العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

استمر مؤشر وزارة الاقتصاد والتخطيط المركب لدورة أعمال القطاع الخاص في المملكة (إم إي بي إكس) في النطاق الإيجابي خلال الربع الثاني من العام الحالي، مع توقعات أن يستمر حول النطاق نفسه حتى نهاية 2024، ما لم تطرأ تغييرات كبيرة في الأزمات الجيوسياسية.

ووفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد والتخطيط خلال الربع الثاني، الصادرة الأحد، ظل مؤشر دورة الأعمال التجارية للقطاع الخاص ضمن النطاق الإيجابي، ويعود ذلك الأداء لبعض المؤشرات الفرعية، كاشفةً عن بلوغ المؤشر ذروته بعد جائحة كورونا، وذلك في نهاية 2022، ومنذ ذلك الحين بدأت عمليات إعادة التوازن.

ويُعد «إم إي بي إكس» مؤشراً مركباً خاصاً يحاكي دورة الأعمال للقطاع الخاص، ويتتبع التقلبات الدورية من خلال ضم العديد من المؤشرات الاقتصادية عالية التردد وتحليلها رياضياً وإحصائياً، وهو مصمم للتنبؤ بنقاط التحول. ويقتصر على التفريق بين الدورات التوسعية والانكماشية، واستقراء مسارها المستقبلي.

مدفوعات سداد

واستمرت المؤشرات المتعلقة بالاستهلاك في أدائها القوي؛ حيث سجلت كل من عمليات نقاط البيع ومدفوعات سداد معدلات نمو صحية بنسبة 5.9 في المائة و9.7 في المائة على التوالي، على أساس سنوي.

كما ارتفع المعروض النقدي 6.7 في المائة على أساس سنوي؛ مما يشير إلى تحسُّن تدريجي في القطاع العام، رغم التأجيل المتوقع في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وحسب بيانات وزارة الاقتصاد والتخطيط، شهدت المؤشرات المتعلقة بالشركات تباطؤاً مدفوعاً بانخفاض مؤشر مديري المشتريات، وتباطؤ قيمة مؤشر تاسي.

مؤشرات التجارة

وأظهرت المؤشرات المتعلقة بالتجارة تراجعاً في الأداء، ما يمكن ملاحظته في النمو السلبي في اعتمادات الواردات الجديدة.

يشار إلى أن مؤشر مديري المشتريات السعودي انخفض للشهر الثالث على التوالي، في يوليو (تموز) الماضي إلى 54.4 نقطة، من 55 نقطة في يونيو (حزيران)، وفق المؤشر الصادر عن بنك الرياض، الاثنين. وأشارت القراءة إلى تحسُّن قوي (كونها فوق مستوى الحياد البالغ 50 نقطة)، ولكنه أقل حدة في ظروف التشغيل على مستوى القطاع الخاص غير المنتِج للنفط في السعودية، مقارنة بالشهر السابق.

ودفعت المنافسة الشديدة الشركات غير المنتِجة للنفط إلى خفض أسعار مبيعاتها، رغم الزيادة الإضافية في تكاليف مستلزمات الإنتاج الأساسية.

وشهد كل من الإنتاج والطلبات الجديدة توسعاً بدرجة أقل، في بداية الربع الثالث، وهما يُعدّان أكبر مكونَين في مؤشر مديري المشتريات.

وتراجع نمو الإنتاج إلى أدنى مستوياته في 6 أشهر، وكان التحسن في الأعمال الجديدة هو الأضعف منذ عامين ونصف العام.

وأشارت تعليقات الشركات المشارِكة في الدراسة إلى أن معدلات الطلب كانت مواتية بشكل عام؛ مما أدى إلى ارتفاع المبيعات وتحسن الإنتاج في كل القطاعات التي شملتها الدراسة.