اجتماع لـ{منتدى شرق المتوسط} مع بدء ضخ الغاز من إسرائيل لمصر

وزير البترول المصري مع وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي خلال اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
وزير البترول المصري مع وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي خلال اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

اجتماع لـ{منتدى شرق المتوسط} مع بدء ضخ الغاز من إسرائيل لمصر

وزير البترول المصري مع وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي خلال اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
وزير البترول المصري مع وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي خلال اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

شهد الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط، الذي عقد أمس في القاهرة، الخطوة الرئيسية في إطلاق الإطار التأسيسي للمنتدى، والذي يرتقي به إلى مستوى منظمة دولية حكومية، مقرها في القاهرة. فيما طالبت كل من فرنسا والولايات المتحدة بالانضمام إلى المنتدى.
ويتشكل المنتدى من سبع دول متوسطية، تشمل مصر والأردن وفلسطين، وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا، وقد أعلنت هذه الدول في يناير (كانون الثاني) 2019 إنشاء المنتدى بهدف إدارة مواردها الطبيعية، وفقا للقانون الدولي. وقدمت فرنسا أمس طلبا رسميا للانضمام لعضوية المنتدى، وفقا لبيان وزارة البترول المصرية، الذي أشار كذلك إلى أن «نائب مساعد وزير الطاقة الأميركي أعرب عن رغبة بلاده في الانضمام كمراقب بصفة دائمة».
بدوره، رحّب وزير البترول المصري طارق الملّا بخطوتي فرنسا وأميركا، وقال إنه «سيتم إقرار هذه الطلبات من طرف الأعضاء المؤسسين وفقا للنظام الأساسي للمنتدى».
وعقب اجتماع القاهرة أمس، وقّع ممثلو الدول السبع مبدئياً على الإطار التأسيسي للمنتدى، وفي هذا السياق أوضح بيان وزارة البترول أنه سيتم تقديم «الإطار التأسيسي الموقّع بالأحرف الأولى إلى المفوضية الأوروبية لمراجعته، وسيتم توقيعه من قبل الأعضاء المؤسسين بمجرد ضمان التوافق مع قانون الاتحاد الأوروبي».
وحضر الاجتماع الذي ترأسه الملا، وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي والمسؤول الفلسطيني عن الطاقة، ووكيلة وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية، وممثل وزيرة الطاقة الأردنية، كما حضر الاجتماع ممثلو الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وممثلو الولايات المتحدة وفرنسا بصفتهم ضيوفا.
وخلال اللقاء أكد الأعضاء المؤسسون أن المنتدى «يحترم حقوق الأعضاء بالكامل في مواردهم الطبيعية، وفقاً للقانون الدولي، وسوف يخدم بدوره كمنصة لإقامة حوار منظم حول الغاز». كما أكد المشاركون أن البنية التحتية القائمة والجديدة للغاز، ويتضمن ذلك خطوط الأنابيب المتداخلة وتسهيلات التصدير لدى أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط، وتشمل المنتجين والمستهلكين ودول العبور، إلى جانب علاقاتهم المترابطة الممتازة.
وبالتزامن مع عقد المنتدى، أعلن وزيرا البترول والطاقة في مصر وإسرائيل، أمس، البدء الرسمي لضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر، وقال وزير البترول المصري إن هذه الخطوة تمثل تطورا مهما يخدم المصالح الاقتصادية لكلا البلدين.
مبرزا أن هذا التطور سيمكن إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا، عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك في إطار دور مصر المتنامي كمركز إقليمي للغاز.
من جانبه، قال يوفال شتاينز، وزير الطاقة الإسرائيلي، إن بدء ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل لمصر «يعزز التعاون بين البلدين، ويدعم الموقف المصري كمركز إقليمي لتداول وتجارة الغاز». مشيرا إلى أهمية التعاون مع مصر، وتصدير الغاز مسالاً لأوروبا عبر محطات الإسالة المصرية، وإلى اهتمام إسرائيل بتقليل الانبعاثات ومعدلات الكربون الملوثة للهواء، كما أوضح أن عام 2025 سيشهد الاعتماد كلياً على الغاز والطاقة الشمسية، بدلاً من الفحم والمازوت.
وتأمل مصر بأن تساعدها الصفقة على أن تصبح مركزا للطاقة في المنطقة؛ إذ من المتوقع إعادة تصدير كمية من هذا الغاز إلى أوروبا، عبر محطات لإسالة الغاز الطبيعي.



«هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»

فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)
فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)
TT
20

«هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»

فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)
فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)

محادثات جديدة احتضنتها القاهرة بين رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وطاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر؛ لبحث تهدئة في قطاع غزة، بعد أيام من زيارة وفد من حركة «حماس» لمصر، وطرحه رؤية شاملة لإنهاء الحرب تذهب لهدنة ما بين 5 و7 سنوات.

وبين نتائج تشير لـ«تقدم جزئي»، وأخرى تتحدَّث عن «قضايا شائكة»، تتوالى تسريبات إعلامية بشأن تلك المحادثات، التي تحل قبل نحو أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب للمنطقة، وهو ما يراه خبراء تحدَّثوا لـ«الشرق الأوسط» يشي باحتمال تعثر المفاوضات حول اتفاق شامل بتعنت من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، دون ضغوط حقيقية حتى الآن من واشنطن عليه.

صبي فلسطيني يحمل كتاباً وهو يجلس على أنقاض منزل إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل كتاباً وهو يجلس على أنقاض منزل إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

وكانت قناة «القاهرة الإخبارية»، أفادت، مساء الاثنين، بأن «رئيس المخابرات المصرية التقى طاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة ديرمر في القاهرة في أعقاب زيارة وفد (حماس) لمصر منذ أيام عدة؛ لبحث التهدئة، وصولاً لوقف إطلاق النار بقطاع غزة واستمراراً للجهود المصرية - القطرية المكثفة المبذولة لاستعادة الهدوء بقطاع غزة».

حديث عن تقدم

وكشف مصدران أمنيان مصريان لوكالة «رويترز» عن أن المفاوضات التي عُقدت في القاهرة «تشهد تقدماً كبيراً، واتفاق الأطراف على عدد من القضايا، منها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة»، مؤكدين أن «بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمةً رغم التقدم المحرز في المحادثات، ومنها مسألة أسلحة حركة (حماس)».

بالمقابل، أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، بأن «تقارير إسرائيلية سارعت إلى التشكيك في تلك المزاعم، والتأكيد على أن التفاصيل غير صحيحة».

ونقل موقع «واللا» عن مصدر إسرائيلي كبير لم يُذكر اسمه قوله إنه «لم يحدث أي اختراق»، في حين نقل موقع «واينت» عن مصادر إسرائيلية قولها إنه «لم يكن هناك تقدم ملموس، وإن إسرائيل لن توافق على هدنة تمتد لسنوات لا تشمل نزع سلاح (حماس)».

ونقلت قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية عن مسؤول، الثلاثاء، أن «التقارير عن حصول تقدم بالمفاوضات بين إسرائيل و(حماس) غير دقيقة»، كاشفاً عن أن «إسرائيل تعمل بشكل متواصل وحثيث مع الأميركيين والوسطاء؛ بهدف التوصُّل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، ولكن حتى الآن لم يتم التوصُّل إلى تفاهم».

إطالة المفاوضات

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، يرى أن زيارة الوفد الإسرائيلي مؤشر على إمكانية قبول تصورات، لكن بالعادة إسرائيل تجيد لعبة إطالة المفاوضات دون إنجاز شيء، لافتاً إلى أن النقاط الشائكة التي تطرحها إسرائيل مثل نزع سلاح «حماس» أمر غير عقلاني، ولن يجد مساحةً للتطبيق، خصوصاً أنه لم تقم دولة فلسطينية كاملة السيادة بعد.

ويعتقد رخا أن «المطلوب من واشنطن ممارسة ضغط أكبر على نتنياهو، خصوصاً أن إمكانية التوصَّل لاتفاق قبل زيارة ترمب للمنطقة أكبر مهما كان (التعثر)»، لافتاً إلى أن «مطالب (حماس) متفقة مع المظاهرات التي تشهدها إسرائيل، وتطالب بإنهاء الحرب ضمن صفقة واحدة، لكن نتنياهو مَن يعطل مسار الحل».

فلسطيني يحمل حطاماً خلال إزالته الأنقاض إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل حطاماً خلال إزالته الأنقاض إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

وبتقديرات المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال، فإن «هناك إشكاليات تعوق العبور تجاه هدنة شاملة مع رفض نتنياهو لها وتمسكه بسحق (حماس) وخشيته من سقوط حكومته»، لافتاً إلى أن وصول وفد إسرائيلي للقاهرة؛ لبحث المحادثات محاولةٌ لتقليل التوتر مع القاهرة وإرسال رسائل لواشنطن بأنه راغب في اتفاق ولا يعطله، ولكن في ضوء التصريحات الإسرائيلية «لا تفاؤل بانفراجة شاملة».

أفق لإقامة دولة

بالمقابل، تعالت الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب بغزة. ودعا رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى «العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، مع إيجاد أفق سياسي جاد لإقامة الدولة الفلسطينية».

وشدَّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في كلمة الثلاثاء، على أنه «يجب العودة لوقف إطلاق النار في غزة»، بينما أعربت منظّمة العفو الدولية، في تقرير الثلاثاء، عن أسفها لأنّ «العالم يتفرّج مباشرة على الهواء على إبادة جماعية» ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

أم فلسطينية تودع ابنها الذي قُتل في غارة إسرائيلية خلال جنازته يوم الاثنين في بيت لاهيا شمال (أ.ب)
أم فلسطينية تودع ابنها الذي قُتل في غارة إسرائيلية خلال جنازته يوم الاثنين في بيت لاهيا شمال (أ.ب)

وعشية تلك المناشدات، ووسط الخلافات المتصاعدة بإسرائيل، طرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مقابلتين مع صحيفتَي «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت»، إخراج نتنياهو، الذي يحاكم في قضايا فساد، من المشهد السياسي، داعياً إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار ذنب في محاكماته، وذلك مقابل خروجه من الحياة السياسية دون الزج به في السجن، و«كجزء من تخفيف التوتر في المجتمع الإسرائيلي».

ويعتقد السفير رخا، أن المطالبات الدولية لن تتوقف بوقف الحرب، وهذا قد يُشكِّل ضغطاً، موضحاً أن دعوة الرئيس الإسرائيلي بخروج نتنياهو من المشهد دون سجنه في ظل خلافات إسرائيلية متصاعدة، قد تُشكِّل ضغطاً أكبر وفرصةً للتوصُّل لاتفاق أكبر، مع ضغط أميركي لعودة الهدوء والاستقرار للمنطقة.

ولا يعتقد نزال أن تمارس واشنطن «ضغطاً خشناً» على إسرائيل، خصوصاً قبل زيارة ترمب، وستعمل فقط على فتح معابر غزة، وغلق ملف المجاعة ضمن هدنة إنسانية، حال فشلت محاولات التوصُّل لهدنة مؤقتة أو شاملة، بينما تشمل الزيارة محادثات بشأن هدنة أكبر وأوسع.