إدانة واسعة للتعرض للصحافيين أثناء تغطية المواجهات في الشارع

وقفة احتجاج... ووزيرة الداخلية تتعهد محاسبة المخطئين

وزيرة الداخلية ريا الحسن تتحدث إلى الصحافيين في وسط بيروت أمس (رويترز)
وزيرة الداخلية ريا الحسن تتحدث إلى الصحافيين في وسط بيروت أمس (رويترز)
TT

إدانة واسعة للتعرض للصحافيين أثناء تغطية المواجهات في الشارع

وزيرة الداخلية ريا الحسن تتحدث إلى الصحافيين في وسط بيروت أمس (رويترز)
وزيرة الداخلية ريا الحسن تتحدث إلى الصحافيين في وسط بيروت أمس (رويترز)

تعهدت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن بمحاسبة المخطئين من القوى الأمنية التي تعاملت بعنف مع الصحافيين الذين تعرضوا لاعتداءات خلال اليومين الماضيين؛ ما دفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية أمس.
وتعرض الصحافيون والمصورون والمراسلون لاعتداءات أثناء فض القوى الأمنية للاعتصامات بالقوة أمام ثكنة الحلو في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، وأصيب أربعة مصورين على الأقل خلال اليومين الماضيين. وإزاء هذا الواقع، نظم صحافيون ومصورون من مختلف وسائل الإعلام، وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية، بدعوة من «تجمع نقابة الصحافة البديلة»، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن تلك الاعتداءات، وبمنع تكرارها وبتسهيل مهمة الصحافي في تغطية الأحداث. وشرح الصحافيون ما تعرضوا له من إهانات وشتائم وضرب مبرح غير مبرر؛ ما حدّ من قيامهم بواجبهم المهني، وتعرضهم للإساءة المعنوية والجسدية.
ونقل الصحافيون مطالبهم إلى وزيرة الداخلية عبر مستشارها العميد فارس فارس، قبل أن تنضم الوزيرة الحسن إلى ساحة الاحتجاج، حيث أكدت أن «ما حصل أمس (الأول) ليس نابعاً عن أي أمر اتخذ، لكن العناصر الأمنية تعبت كثيراً، ولا شيء يبرر ما حصل مع الصحافة»، قائلة: «أتحمل المسؤولية كوني على رأس الهرم، لكنني لم أصدر أي قرار بهذا الخصوص»، مشددة على أن «هناك آلية للمحاسبة، ومن اقترف أي خطأ سيحاسب». وأضافت الحسن: «نحن نعيش في حالة صعبة جداً، وما حصل بالأمس لا يجوز أن يمر مرور الكرام، لكن هل سأل أحد ما هو عدد الجرحى في صفوف قوى الأمن؟».
وكانت الحسن غردت عبر حسابها على «تويتر» قائلة: «أي اعتداء على الإعلاميين مرفوض ومدان ومستنكر... أعلن تضامني مع السلطة الرابعة كونها صوت الناس الموجوعة المقهورة، كما أوكد أن عناصر قوى الأمن والمتظاهرين السلميين هم جزء من هذا المجتمع.. وما حصل بالأمس هو الاستثناء وليس القاعدة»، لافتة إلى أنها «اتصلت بنقيب المحررين جوزف قصيفي وأكدت له موقفي الرافض للاعتداء على الإعلاميين والمصورين، كما أكدت له أن هذا الموضوع أخذ مساره في المساءلة والمحاسبة».
وأثار الاعتداء على الإعلاميين موجة استنكار عارمة، وتمنى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح في تصريح «الشفاء العاجل للجرحى من إعلاميين ومصورين وعناصر قوى أمن، ضحايا فرق الشغب التي تعتدي عليهم جميعاً». وأهاب بـ«عناصر القوى الأمنية التي تعمل، ليلاً ونهاراً، منذ 90 يوماً على ضبط الأمن وحماية الانتفاضة ويتعرض أفرادها للأذية على أيدي المندسين البعيدين كل البعد عن أخلاق المنتفضين وأهدافهم، وهم المؤتمنون على السلم الأهلي وحياة المواطنين، أن يتعاطوا مع الإعلاميين بروح من المسؤولية والتعاون أثناء تأديتهم مهامهم؛ إذ يتم التعرض لهم أيضاً، وتلحق بهم الأذية مثلكم وتوجه إليهم الشتائم من فرق الشغب نفسها التي تريد الإساءة إليكم وإلى المنتفضين».
واستنكرت «نقابة محرري الصحافة اللبنانية» «الاعتداء الذي تعرض له الصحافيون والإعلاميون والمصورون ليل أمس وهم يتولون تغطية الأحداث». واعتبرت أنه «يندرج في سلسلة الانتهاكات الصارخة التي تطاولهم منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». وأشارت النقابة إلى «أن ما أقدمت عليه القوى الأمنية مدان ومرفوض، ولن نسكت عنه. ويتعين على وزيرة الداخلية أن تفتح تحقيقاً في الاعتداء واتخاذ التدابير العقابية والمسلكية في حق من قمع الزملاء الصحافيين والإعلاميين من دون هوادة، مستخدماً القوة المفرطة وغير المبررة إطلاقاً». وأوضحت النقابة أنها ستعلن «في وقت لاحق عن سلسلة من الإجراءات دفاعاً عن الزملاء، وصوناً لكرامتهم، ودفاعاً عن حقهم في ممارسة عملهم بأمن وحرية».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.