«الفلوس» لتامر حسني يثير ملاحظات النقاد رغم الإقبال

رغم الإقبال اللافت على مشاهدة فيلم «الفلوس» للفنان تامر حسني، بدور العرض السينمائية داخل مصر وخارجها، فإن ثمة انتقادات فنية توجه للفيلم الذي بدأ عرضه مع بداية العام الجاري، واستطاع تصدر إيرادات الموسم حتى الآن داخل مصر بنحو 30 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً)، بفارق كبير عن أفلام: «يوم وليلة»، و«استدعاء ولي عمرو»، و«بيت سِت»، و«بنات ثانوي»، و«دفع رباعي». كما أعلنت الشركة المنتجة للفيلم أخيراً تحقيقه 9 ملايين دولار في السوق الخارجية.
الفيلم الذي يحمل رقم 11 في المسيرة السينمائية لبطله المطرب تامر حسني، يحاول من خلاله أن يخرج من عباءة الكوميديا الرومانسية الذي اشتهر بها، ويغير جلده كممثل، ليقدم سينما «الأكشن» والتشويق التي تلقى رواجاً في شباك تذاكر السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة.
ويرى نقاد مصريون من بينهم الناقد طارق الشناوي، أن «تامر حسني لديه شعبية كبيرة في الخليج والعالم العربي بشكل عام، وهذا ما يجعله ورقة رابحة بالنسبة لشركات الإنتاج».
ويقول الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعادلة المادية دائماً تكون لصالحه، فعندما أخفق الفيلم في تحقيق طفرة على مستوى الإيرادات محلياً، تم الإعلان عن إيرادات الفيلم في الخارج، ليكون الرقم الإجمالي كبيراً؛ لكن هذا الفيلم بلا شك هو خطوة للخلف سينمائياً لنجم لديه قوة رقمية مثل تامر حسني، وهو من أضعف أفلامه على الإطلاق»، مشيراً إلى أن «الجمهور لا يترك الفنان الذي يحبه مع أول خسارة على المستوى الفني، ولكنه يمنحه فرصة ثانية، فليس معنى أنه قدم فيلماً ضعيفاً فنياً أنه سينتهي، فتامر حسني لا يزال لديه رصيد ينقذه من الفشل؛ لكن هذا الرصيد ليس أبدياً، وبالتالي عليه أن يدعمه بأفلام فنية ناجحة مستقبلاً، حتى لا تتكرر الهزائم وينفذ هذا الرصيد».
ووفق الشناوي، فإن «حسني اختار اللعب في مساحة لا تناسبه، ولا تناسب إمكانات مخرج الفيلم من الناحية الفنية، كما أن الفكرة التي تم اختيارها تقليدية جداً، وافتقدت لخفة الدم والقدرة على الجذب».
وتدور أحداث فيلم «الفلوس» حول (سيف) تامر حسني، الذي يعمل نصاباً محترفاً، تستعين به (حلا) زينة، ليساعدها في النصب على شريكها (سليم) خالد الصاوي، الذي هو أيضاً شريك (سيف) في عمليات النصب، لتبدأ سلسلة لا نهائية من الخدع والألاعيب، التي تختلط فيها مفاهيم الحب والصداقة والحياة، وهي نوعية جديدة على بطل الفيلم تامر حسني، الذي اشتهر بتقديم أفلام الكوميديا الرومانسية.
ويؤكد الناقد أندرو محسن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإيرادات ليست دائماً مقياساً للجودة، فهناك أفلام تأخذ تقييمات سلبية جداً من النقاد، وتحقق إيرادات كبيرة»، وأضاف: «تامر حسني نجم شباك، ولا يزال الحكم على إيرادات الموسم مبكراً؛ خصوصاً أن فيلم (لص بغداد) لمحمد إمام، سوف يطرح بعد ساعات، وسوف ينافس (الفلوس) بشكل مباشر».
وعن تقييمه لأداء تامر حسني التمثيلي، قال محسن إنه «مطرب ممتاز؛ لكنه كممثل إمكاناته محدودة، وهذا ليس عيباً، فهو مطرب يخوض تجربة التمثيل وليس العكس، مثل عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، لم يكن أحد يطلب منهما أكثر مما قدموه، ومن حق تامر أن يطور من نفسه؛ لكنه في (الفلوس) أراد أن يخرج من عباءة الكوميديا الرومانسية التي يتميز فيها، ويدخل مساحة جديدة هي أفلام التشويق و(الأكشن) والجريمة، وهذه أفلام لها قواعد يجب على من يقدمها أن يكون على علم بها، وهذا ما لم يتوفر في الفيلم».
ورداً على هذه الانتقادات، يقول محمد عبد المعطي، كاتب سيناريو وحوار فيلم «الفلوس» لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع كان يعلم أن تامر حسني ذاهب لمنطقة جديدة عليه، ويفتح لنفسه مساحة وطريقاً جديدة يستحقها، واجتهد فيه جداً من الناحية النفسية والجسدية، وبالتالي لم نعتبره مغامرة، كما لم نشعر بالقلق؛ لأننا قدمناه بمنتهى الحرفية والجدية، ولذلك نال إعجاب الجمهور. وحجم الإيرادات الذي تحقق يؤكد نجاح الفيلم، ونجاح تامر حسني في اللون الجديد الذي قدمه».
وعن ملاحظات بعض النقاد، وخصوصاً حول مشهد المطاردة، قال عبد المعطي إنه «يحترم آراء النقاد، وسيراعي الإيجابي منها في أعماله المقبلة»، مشيراً إلى أن «مشهد المطاردة تم تصويره في الشتاء في لبنان، وكانت الظروف صعبة جداً».
ورداً على النقاد الذين يرون أن هذا النوع ليس مناسباً لتامر حسني، قال عبد المعطي: «الجمهور هو صاحب الكلمة في نجاح أو فشل أي فيلم، وأعتقد أنه قال كلمته لصالح تامر».