إصابة هاري كين تصيب مدرب إنجلترا بالذعر

ساوثغيت يأمل أن يتعافى قائده وهدافه قبل انطلاق «يورو 2020»... ويبحث الاستعانة بإنغز وفاردي كبديلين

كين في المستشفى بعد إجراء الجراحة التي تثير قلق منتخب إنجلترا  -  ساوثغيت وهاري كين في منتخب إنجلترا
كين في المستشفى بعد إجراء الجراحة التي تثير قلق منتخب إنجلترا - ساوثغيت وهاري كين في منتخب إنجلترا
TT

إصابة هاري كين تصيب مدرب إنجلترا بالذعر

كين في المستشفى بعد إجراء الجراحة التي تثير قلق منتخب إنجلترا  -  ساوثغيت وهاري كين في منتخب إنجلترا
كين في المستشفى بعد إجراء الجراحة التي تثير قلق منتخب إنجلترا - ساوثغيت وهاري كين في منتخب إنجلترا

لمح البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب فريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، إلى أن هدافه هاري كين قد لا يصل إلى الجاهزية البدنية في الوقت المناسب لقيادة منتخب إنجلترا في نهائيات كأس أوروبا 2020 الصيف المقبل.
هذا سيناريو لا بد أنه طرد النوم عن عيني غاريث ساوثغيت مدرب المنتخب الإنجليزي الذي يتميز عادة برباطة الجأش والصلابة. المؤكد أن كشف مورينيو أن هاري كين ربما لا يعود حتى بداية الموسم القادم بعد تعرضه لتمزق في وتر عرقوب قدمه اليسرى خلال المباراة التي خاضها ناديه أمام ساوثهامبتون وانتهت بفوز الأخير يوم رأس السنة الجديدة، واحتاج كين لعملية جراحية وتوقع الأطباء عودته إلى التدريب في أبريل (نيسان) القادم، دون تحديد موعد دقيق لهذه العودة، وهو ما حرك أجراس الإنذار لدى مدرب المنتخب الإنجليزي، وذلك قبل ما يزيد قليلاً عن 150 يوماً عن المباراة الافتتاحية ببطولة «يورو 2020» أمام كرواتيا في 14 يونيو (حزيران).
وربما يكون اعتراف مدرب توتنهام هوتسبير بأنه لا يعلم الموعد المحتمل لعودة كين مجرد رسالة موجهة مقصود منها استثارة رئيس النادي دانييل ليفي للتحرك أثناء موسم انتقالات يناير (كانون الثاني).
وقال مورينيو: «ليس لدي أي جديد لأقدمه بشأن هاري كين، لا أعرف موعد عودته، هل في منتصف أبريل أو في نهايته، أو في مايو (أيار)، في الموسم المقبل».
وكان كين قد نشر تغريدة في حسابه الرسمية على موقع «تويتر»، كشف فيها أن عمليته كانت ناجحة، وأنه حريص على بدء مرحلة التعافي، مرفقا إياها بصورة له وهو في فراشه بالمستشفى، ولطالما تعافى قائد منتخب إنجلترا سريعا من إصابات كثيرة في الكاحل كلفته الابتعاد عن الملاعب في المواسم الأخيرة. في الواقع، اضطلع كين بدور محوري كقائد للفريق في رحلة تطور المنتخب الإنجليزي تحت قيادة ساوثغيت، ولذلك من المؤكد أن مدرب المنتخب سيأمل من كل قلبه أن تكون هذه العبارة التي ألقى بها مورينيو نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش مباراة ناديه أمام ميدلزبره، ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، مجرد رسالة موجهة حسب التفسير السابق.
جدير بالذكر في هذا الصدد أن كين نجح في تسجيل أهداف في جميع المباريات الثماني التي خاضها المنتخب الإنجليزي في تصفيات التأهل لبطولة «يورو 2020»، وأنهى هذه السلسلة من المواجهات بـ12 هدفاً ليتفوق بذلك المنتخب الذي يقوده ساوثغيت على جميع فرق القارة الأوروبية الأخرى، ما عدا بلجيكا وإيطاليا، من حيث عدد الأهداف. إلا أنه بعد فوزه بجائزة الحذاء الذهبي عن مشاركته في بطولة كأس العالم في روسيا عام 2018، تبدل دور اللاعب البالغ 26 عاماً على نحو لافت منذ أن قرر مدرب المنتخب التخلي عن أسلوب لعب 3 - 5 - 2 الذي عاون إنجلترا في بلوغ دور قبل النهائي بالبطولة للمرة الأولى منذ عام 1990.
وليست مصادفة على الإطلاق أنه بعد أن سجل هدفين فقط خلال أول 45 مباراة دولية له، جاءت الأهداف الـ10 التي أحرزها رحيم سترلينغ على التوالي على مدار المباريات الـ11 الأخيرة له مع فريق بلاده عندما تحول المدرب إلى أسلوب لعب 4 - 3 - 3 في الوقت الذي تمكن ماركوس راشفورد هو الآخر من تثبيت أقدامه على مستوى الكرة الدولية بإحرازه سبعة أهداف خلال آخر 13 مباراة له. ومن بين العناصر المحورية في هذا النجاح ـ وإن كان قد تحقق في مواجهة خصوم أصحاب قدرات محدودة في إطار مجموعة تأهل ضعيفة ـ قرار الدفع بكين إلى مركز أكثر عمقاً في دور صاحب القميص رقم تسعة الزائف على نحو يشبه أسلوب استغلال ليفربول لروبرتو فيرمينو.
ويتجلى هذا الأمر لدى إمعان النظر في الأهداف الثلاثة التي عاون في تسجيلها خلال المباراة التي جرت أمام بلغاريا في أكتوبر (تشرين الأول) والتي انتهت بهزيمة مذلة لبلغاريا بستة أهداف دون مقابل. على سبيل المثال، كانت الكرة العرضية التي أطلقها كين من الجانب الأيمن للملعب هي ما سمح للاعب خط وسط تشيلسي روس باركلي برفع النتيجة إلى 3 - 0 قبل أن يمهد تبادل الكرة بين كين وكيران تريبير الطريق أمام رحيم سترلينغ لتسجيل الهدف الرابع. وعبر كرة مرتفعة جرى توجيهها نحو مهاجم مانشستر سيتي لتصبح النتيجة 5 - 0، تجلت عبقرية الأداء الفردي في ليلة خيمت بظلالها القاتمة عليها الهتافات العنصرية المسيئة التي أطلقتها بعض الجماهير صاحبة الأرض.
قبل ذلك بشهرين، وبعد تسجيل «هاتريك» في شباك ذات الخصوم نقله إلى مرتبة أعلى عن جيف هيرست وستان مورتنسن في قائمة أكبر هدافي المنتخب الإنجليزي على الإطلاق، سلط ساوثغيت الضوء على جانب آخر لتأثير كين على الفريق.
وقال مدرب المنتخب الإنجليزي: «وقفنا وشاهدناه يصوب ركلات ترجيح على مدار نحو 20 دقيقة. وعندما تشاهد العملية التي يمر بها، تجد أنه يوفر لنفسه كل فرصة ممكنة للنجاح من خلال هذا التدريب الدؤوب. وعندما ينظر إليه لاعب صغير ويدرس أسلوب لعبه ونهجه الاحترافي وكيفية خوضه المباريات، يبدو كين هنا نموذجا رائعاً».
كان المنتخب الإنجليزي الذي فاز على كوسوفا ليضمن بذلك التأهل للبطولة المقرر إقامتها هذا الصيف، يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 23 عاماً، ما يجعله أصغر منتخب سناً يمثل إنجلترا على مدار ما يزيد على ستة عقود. وباعتباره واحداً من الناجين القلائل من أبناء جيله من جيل ساوثغيت القوي نحو تفضيل الشباب صغار السن على أصحاب الخبرة، من الواضح أن وجود كين بجانب سترلينغ وجوردان هندرسون كان عنصراً قيماً لا يقدر بثمن للمدرب، حتى وإن كان قائد الفريق ليفربول يشكل بديلاً جاهزاً لحمل شارة قائد الفريق إذا لم يعد كين في وقت مناسب للمشاركة بالبطولة القادمة.
ومع ذلك، فإن غياب بدائل مشابهة داخل أرض الملعب ربما يشكل عقبة أكبر أمام المدرب. تجدر الإشارة هنا إلى أنه يجري النظر إلى تامي أبراهام، لاعب تشيلسي ـ الذي أحرز هدفاً في أول مباراة دولية له وكانت أمام مونتينيغرو وانتهت بفوز إنجلترا بنتيجة 7 - 0 في نوفمبر (تشرين الثاني) ـ باعتباره بديل كين هذا الصيف، لكنه يتميز بسمات مختلفة عن مهاجم توتنهام هوتسبير. الملاحظ أن المهاجم البالغ 22 عاماً عادة ما يلعب في مقدمة خط الهجوم الثلاثي في النادي، رغم أن فرنك لامبارد شجعه على التحرك نحو عمق أكبر بعض الأحيان في محاولة لاستغلال سرعة لاعبي الهجوم لديه الذين ينطلقون عبر مساحات واسعة.
وربما يتمثل خيار آخر في جيمي فاردي، البالغ 33 عاماً والذي تصدر قائمة هدافي بطولة الدوري الممتاز بإحرازه 17 هدفاً خلال 20 مباراة فقط، لكنه أعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد بطولة كأس العالم عام 2018. من جهته، قال مدرب ليستر سيتي، بريندان رودجرز، الأسبوع الماضي، إنه لا يتوقع أن يتراجع فاردي عن قراره، رغم أن غياب كين المحتمل قد يسهم في دفعه نحو تغيير موقفه.
ويشكل داني إنغز، لاعب ساوثهامبتون، بديلاً آخر، ويبدو في حكم المؤكد أن سيحصل على فرصته خلال المباراتين الوديتين أمام إيطاليا والدنمارك في مارس (آذار)، بعدما تمتع بموسم رائع في ناديه. إلا أنه رغم انفتاح ساوثغيت على فكرة الدفع بلاعبين آخرين محل كين، فإنه ودون شك سيبتهل كثيراً إلى السماء لعودة أيقونة المنتخب الإنجليزي في الوقت المناسب ليقود الفريق عبر بطولة تمثل فرصة رائعة للنجاح، بالنظر إلى أن مباراتي قبل النهائي والنهائي ستقام على أرض الوطن.


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.