تدابير للحكومة اليمنية لتنشيط القطاعات الاقتصادية وخفض عجز الموازنة

الدكتور معين عبد الملك لدى ترؤسه اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا لليوم الثاني على التوالي في عدن (سبأ)
الدكتور معين عبد الملك لدى ترؤسه اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا لليوم الثاني على التوالي في عدن (سبأ)
TT

تدابير للحكومة اليمنية لتنشيط القطاعات الاقتصادية وخفض عجز الموازنة

الدكتور معين عبد الملك لدى ترؤسه اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا لليوم الثاني على التوالي في عدن (سبأ)
الدكتور معين عبد الملك لدى ترؤسه اجتماع اللجنة الاقتصادية العليا لليوم الثاني على التوالي في عدن (سبأ)

أفادت المصادر الحكومية اليمنية الرسمية، بأن المجلس الاقتصادي الأعلى برئاسة رئيس الوزراء معين عبد الملك، واصل عقد اجتماعاته لليوم الثاني على التوالي في سياق النقاشات التي يجريها لتفعيل وتنشيط أداء القطاعات الاقتصادية وتحسين كفاءتها وزيادة إنتاج وتصدير النفط الخام بما يسهم في زيادة إيرادات الدولة وخفض عجز الموازنة واستعادة التعافي الاقتصادي.
وأوردت وكالة «سبأ»، أن المجلس استعرض التقرير المقدم من وزير النفط والمعادن حول نشاط شركات النفط الوطنية والشركات الأجنبية العاملة في مجال إنتاج النفط والغاز في اليمن، وخطط الوزارة لزيادة الإنتاج وتشجيع الشركات على استئناف عملها في هذا القطاع الحيوي وتسهيل مهامها وتهيئة المناخات المناسبة لها، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني وتحسين حياة ومعيشة المجتمعات المحلية في مناطق الإنتاج. وتضمن التقرير عرضاً للمرحلة الأخيرة من تنفيذ أنبوب نقل النفط الخام بطول 82 كيلومتراً، بتوجيهات رئاسية، للربط بين قطاع 5 جنة وقطاع 4 غرب عياد، للتصدير عبر ميناء النشيمة البترولي في شبوة.
ونقلت المصادر الرسمية عن رئيس الحكومة اليمنية، أنه أكد على ضرورة وضع مقترحات عملية وقابلة للتنفيذ وفق مسار عاجل لمعالجة الإشكالات القائمة في عدد من القطاعات النفطية بما يساعد على استئناف نشاطها وبكامل طاقتها الإنتاجية، وبما يؤدي إلى تحسين الموارد العامة ودعم الجهود الحكومية الرامية إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتخفيف الآثار الكارثية الناجمة عن الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية.
وشدد عبد الملك - بحسب المصادر - على أهمية إعداد استراتيجية على نحو منهجي وعلمي، ووفق آليات تنفيذية واضحة وشفافة تضمن الاستثمار الأمثل للموارد الاقتصادية للقطاعات الواعدة.
إلى ذلك، اطلع المجلس الاقتصادي اليمني على تقرير الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية، حول الجهود المبذولة لإعادة استئناف عملية إنتاج وتصدير النفط من القطاعات الإنتاجية الواعدة في مجال النفط والغاز، وأبرز الصعوبات والتحديات القائمة ومقترحات تجاوزها.
وناقش المجلس التقرير المقدم من المدير التنفيذي لشركة «صافر» لعمليات استكشاف وإنتاج النفط، حول سير العمل في الشركة لاستعادة الإنتاج والتصدير والنفطي إلى مستوياته المعتادة قبل الانقلاب الحوثي ورفع مستوى إنتاجية وحدات الغاز المنزلي وخطط تطوير قطاع 18 بعد استئناف تصدير النفط مؤخراً. وأفادت المصادر اليمنية، بأن الاجتماع الاقتصادي اطلع على التوصيات المقدمة من اللجنة الفنية المشكلة من مجلس الوزراء بقرار رقم 46 لعام 2018 لدراسة الخيارات المناسبة بشأن الناقلات المتهالكة التابعة لمصافي عدن، وعلى التوصيات المتضمنة في تقرير مؤسسة موانئ عدن التي قضت بانعدام الجدوى الاقتصادية والفنية لصيانة الناقلات البحرية المتهالكة التي تجاوزت عمرها الافتراضي، وضرورة التخلص منها لتجنب أي مخاطر على البيئة البحرية.
وكلف المجلس الاقتصادي وزير النفط باتخاذ الإجراءات المناسبة والعاجلة مع مصافي عدن وفقاً للتوصيات الواردة في التقريرين وبما يتوافق مع قانون المناقصات والمزايدات، مشدداً على ضرورة التعامل بشكل عاجل مع ذلك؛ نظراً لما تشكله السفن المتهالكة من مخاطر كبيرة على البيئة البحرية وتهديد ممر الملاحة إلى ميناء عدن الدولي.
وكانت الحكومة اليمنية استنفرت جهودها منذ عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن لإصلاح الوضع الاقتصادي ومحاربة الفساد في القطاعات الحكومية، ووضع الخطط الكفيلة بحماية الاقتصاد والعملة من التهاوي.
وأقر المجلس الاقتصادي الأعلى في اجتماعه يوم (الثلاثاء)، نقل آليات تنظيم استيراد وتجارة المشتقات النفطية، وعمل المكتب الفني من اللجنة الاقتصادية إلى المجلس الاقتصادي الأعلى، كما كلف وزراء النفط والمعادن والمالية والتخطيط والتعاون الدولي بدراسة ومراجعة الآليات المعتمدة لدخول المشتقات النفطية إلى اليمن، والرفع بالمقترحات المناسبة والمستدامة إلى المجلس الاقتصادي الأعلى لاعتمادها.
وشدد المجلس على «الالتزام بأعلى درجات الشفافية، بما يضمن استمرار توفر الوقود وفقاً للمواصفات والمقاييس المعتمدة عبر تحويلات بنكية ومصرفية طبقاً لمعايير الامتثال وآليات استمرار تطبيق قراري الحكومة 75 لعام 2018 والقرار 49 لعام 2019، والترتيب لورشة خاصة بهذا الشأن بما يساعد على استيعاب الأفكار المناسبة لتطوير آليات العمل». وأقر المجلس المقترحات الخاصة بتفعيل وتطوير الأداء التشغيلي لمصافي عدن، وكلف وزيري النفط والمالية اتخاذ الإجراءات اللازمة باستكمال تمويل المراحل الأخيرة من محطة الطاقة الخاصة بالمصفاة ووضع جدول زمني لتشغيل المصفاة بما يضمن استعادة المصفاة لدورها الاقتصادي الفاعل.
ونقلت المصادر الرسمية عن رئيس الحكومة اليمنية، أنه جدد «التأكيد على أهمية مضاعفة وبذل جهود استثنائية في الظروف الحالية، على مستوى العمل في وحدات الخدمة العامة، وتحقيق الترابط والتكامل في أدائها وفق ما تقتضيه المصلحة العليا للوطن وتلبية الاحتياجات المتصلة بمعيشة وحياة المواطنين اليومية».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.