مقتل قيادي ميداني انقلابي بارز في جبهات غرب تعز

«مسام» يؤمّن أكثر من 10 مناطق ملغومة في المدينة

TT

مقتل قيادي ميداني انقلابي بارز في جبهات غرب تعز

قُتل وأُصيب 12 انقلابياً، بينهم قيادي ميداني بارز، في جبهات البرح في الساحل الغربي، غرب تعز، ومريس شمال الضالع، بجنوب البلاد، خلال اليومين الماضيين، بالتزامن مع اشتداد المعارك في أطراف مديرية قعطبة وأشدها في جبهة الفاخر، شمال الضالع. يأتي ذلك في الوقت الذي قُتل فيه مدني وأُصيب آخرون في انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الانقلابية في الطريق العام بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف، شمالاً.
وبالانتقال إلى الضالع، قال الجيش الوطني إن «ثمانية من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، المتمردة المدعومة من إيران، سقطوا بين قتيل وجريح في جبهة مريس بمحافظة الضالع في مواجهات مع الجيش الوطني». وأوضح عبر موقعه الإلكتروني الرسمي أن «المواجهات اندلعت عقب محاولة عناصر من ميليشيا الحوثي، مساء الاثنين، التسلل باتجاه موقع حصن شداد، غربي منطقة مريس»، وأن «قوات الجيش أحبطت محاولة الميليشيا المتمردة، وأجبرتها على الفرار بعد تكبدها ثمانية قتلى وجرحى».
وشهدت جبهة الفاخر في قعطبة، شمال الضالع، الاثنين، تصعيدات ميدانية كبيرة حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة وميليشيات الانقلاب، وفقاً لما أورده المركز الإعلامي لجبهة الضالع، إذ نقل عن مصدر قيادي في كتيبة الشهيد القائد بكيل السيلة، التابعة لألوية المقاومة الجنوبية، قوله إن «القوات الجنوبية كسرت زحفاً حوثياً عنيفاً في محيط منطقة مرخزة ولكمة عثمان وحبيل الكلب بالفاخر بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة ومضادات الطيران والدروع». كما نقل المركز عن مصدر آخر تأكيده أن «الميليشيات الحوثية شنت زحفاً عنيفاً على مواقع القوات الجنوبية الواقعة في نسق الجبهة الأول مع ساعات المساء الأولى ليوم الاثنين، تم كسره بعد ساعات من الاشتباك المتبادل»، وأن مدفعية القوات «استهدفت، مساء الاثنين، آلية حربية في أطراف بلدة صبيرة بقعطبة كانت في طريقها لتعزيز التحصينات الميليشياوية المتقدمة هناك».
إلى ذلك، قال مصدر محلي في الجوف، نقل عنه الموقع الإلكتروني لمشروع «مسام»، إن «المواطن يحيى المسوري قُتل، فيما أُصيب اثنان آخران في انفجار لغم أرضي، في أثناء مرورهم على متن سيارة تحمل مواد غذائية إلى منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف».
يُذكر أن الألغام الأرضية التي زرعتها ميليشيا الحوثي في الطرقات والمناطق الزراعية والأحياء السكنية نجم عنها إلى الآن مقتل العشرات من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، كما أُصيب المئات بتشوهات وإعاقات مختلفة بسببها. وتعد محافظة الجوف من بين أكثر المحافظات اليمنية التي تنتشر فيها الألغام التي زرعها الحوثيون. وفي السياق، أعلنت الفرق الهندسية الاختصاصية العاملة ضمن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تأمينها أكثر من 10 مناطق ملغومة في مديريات المخا وموزع والوزاعية في الساحل الغربي، غرب تعز، والاستمرار بمهمتهم الإنسانية في تأمين حياة المدنيين، وتطبيع الحياة في قرى ومناطق مديرية المخا بالساحل الغربي، بعد أن حوّلت الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي حياة الناس إلى جحيم، وجعلت من مناطقهم، ومزارعهم حقولاً للموت.
وقال الموقع الإلكتروني للمشروع إنه «في منطقة جبل النار التابعة لمديرية المخا، تمكن الفريق (20 مسام) من إعادة السكان المحليين إلى مناطقهم بعد أن تم تأمين مزارعهم ومساكنهم وممرات طرقهم ومدارسهم من آلاف الألغام، والعبوات الناسفة». ونقل الموقع عن العقيد عثمان الجهوري، قائد الفريق «20 مسام»، قوله إن «منطقة جبل النار هي منطقة سكنية وزراعية قامت ميليشيا الحوثي بزراعتها بكميات كبيرة من الألغام، والعبوات الناسفة وبشكل عشوائي وتسببت في سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين جلّهم من النساء والأطفال».
وأضاف أن «فريقه يعمل حالياً على تطهير حقل ألغام تتجاوز مساحته 17 ألف متر مربع، وتمكن الفريق من تأمين 70% من المساحة الإجمالية للحقل، وما زال العمل مستمراً حتى يتم تأمين المنطقة بشكل كامل»، مضيفاً أن «فريقه منذ أن بدأ العمل بمشروع (مسام) كان يعمل بخطة طوارئ نظراً إلى كثافة الألغام في جميع المناطق الحيوية المرتبطة بحياة المدنيين في الساحل الغربي».
وأكد العقيد الجهوري أن «فريقه تمكن حتى الآن من تأمين أكثر من 10 مناطق ملغومة في مديريات المخا وموزع والوزاعية، ونزع الفريق من تلك المناطق أكثر من 10 آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة. مشيراً إلى أن جميع تلك الألغام تم نزعها من منازل ومزارع المدنيين وممرات طرقهم ومدارس أطفالهم».
من جانبه، أكد الشيخ عمر صالح بعيسي، شيخ منطقة جبل النار، أن «منطقته تم تفخيخها بآلاف الألغام والعبوات الناسفة من ميليشيا الحوثي». وقال إن «السكان المحليين في منطقة جبل النار نزحوا من منازلهم، ومزارعهم بعد أن حوّلت ميليشيا الحوثي منطقتهم إلى مسرح لعملياتها العسكرية».
وذكر بعيسي أنه «بعد أكثر من سنتين من النزوح تم تحرير المنطقة، واستبشر السكان المحليون خيراً بذلك، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام عدو آخر تمثل في آلاف الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي في الطرق المؤدية إلى المنطقة والمزارع وآبار المياه ومدارس الأطفال، وحتى المقابر لم تسلم من تلك الألغام».
ولفت إلى أن السكان لم يستطيعوا العودة إلى مساكنهم ومزارعهم إلا بعد أن أمّنها فريق «مسام»، مشيداً بالجهود الإنسانية الكبيرة التي يبذلها المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن لتطبيع الحياة وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم بشكل آمن، مطالباً في الوقت ذاته مشروع «مسام» بمواصلة جهوده الإنسانية حتى يتم تطهير المنطقة بشكل كامل من الألغام ويأمن المدنيون على حياتهم وحياة أطفالهم من الإرهاب الذي زرعته ميليشيا الحوثي تحت الأرض. موجهاً «رسالة شكر وتقدير لمشروع (مسام) والفرق الهندسية التابعة له على الجهود المبذولة في تأمين حياة المدنيين».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.