الاتفاق الصيني ـ الأميركي يحفز نمو قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي

قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي مرشح للاستفادة من توقيع اتفاقية التجارة بين الصين وأميركا (الشرق الأوسط)
قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي مرشح للاستفادة من توقيع اتفاقية التجارة بين الصين وأميركا (الشرق الأوسط)
TT

الاتفاق الصيني ـ الأميركي يحفز نمو قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي

قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي مرشح للاستفادة من توقيع اتفاقية التجارة بين الصين وأميركا (الشرق الأوسط)
قطاع النفط والبتروكيماويات السعودي مرشح للاستفادة من توقيع اتفاقية التجارة بين الصين وأميركا (الشرق الأوسط)

كشف خبراء لـ«الشرق الأوسط» عن توقعات أن يؤدي اتفاق التجارة المبرم أخيراً بين الصين والولايات المتحدة إلى تحفيز لقطاع النفط والبتروكيماويات السعودي خلال الفترة المقبلة، في خضم تقديرات أبعاد التأثير المنتظر على اقتصاد السعودية – الأكبر في منطقة الشرق الأوسط - وحجم الارتباطات الاقتصادية القوية للبلدين التي تجمعهما مع السعودية، باعتبارهما الشريكين التجاريين الأكبر للبلاد.
وأكد الخبراء أن لهذا الاتفاق تداعيات إيجابية على السوق السعودية؛ حيث يؤكد الدكتور فواز العلمي، الخبير في التجارة العالمية، أن التوقيع على اتفاقية المرحلة الأولى، سيكون له أبلغ الأثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد السعودي بشكل خاص؛ حيث إن استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية - خصوصاً للصين التي تعتبر أكبر دولة في استيراد النفط السعودي - أمر بالغ الأهمية، مضيفاً أن تخفيض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية سيؤدي إلى زيادة انسياب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، ويسمح للدول الأخرى بالاستفادة من هذا الاتفاق، طبقاً لمبدأ حق الدولة الأولى بالرعاية.
وأضاف الدكتور العلمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن من ضمن الأسباب أيضاً حدوث مزيد من الانفتاح للاقتصاد الصيني ذي النمو المتواصل، في بعض الأنشطة والأسواق، كالخدمات المالية، ما يؤدي إلى السماح لكافة الدول - ومنها السعودية - بالاستفادة من قطاع البنوك والتأمين في الصين، مشيراً إلى قيام صندوق النقد الدولي بإعادة توقعاته لنسبة النمو في عام 2020 لتصل إلى 3.5 في المائة.
وأوضح العلمي أن شطب الاقتصاد الصيني من لائحة الدول التي تتلاعب بالعملة، يفتح المجال إلى زيادة التبادل التجاري بين الصين والدول الأخرى، نتيجة تثبيت سعر العملة الصينية التي كانت تنخفض لدى تصدير المنتجات الصينية، وترتفع في السوق الصينية لدى استيراد المنتجات العالمية.
وأكد الدكتور العلمي أن المراحل القادمة من الاتفاق ستؤدي إلى مزيد من الفوائد، نتيجة احترام الصين لحقوق الملكية الفكرية، وارتفاع وتيرة التبادل التجاري؛ خصوصاً بعد إلغاء ما تبقى من الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية والأميركية.
وشهدت الأسواق العالمية خلال العامين الماضيين تذبذبات، جراء الحرب التجارية بين العملاقين: الصين والولايات المتحدة، والتي سببت ضعفاً في نمو الاقتصاد العالمي، وأخذت كل دولة حصتها من هذه الحرب التي انتهت بهدنة من خمس مراحل، ليوقع البلدين أمس، الأربعاء، على المرحلة الأولى منها، لتنهي بذلك نزاعاً أدى لاضطراب الأسواق العالمية بعد 17 شهراً من الحرب التجارية بين أميركا والصين.
وترتبط السعودية بالولايات المتحدة والصين ارتباطاً اقتصادياً قوياً؛ حيث تعد الصين الشريك التجاري الأكبر للسعودية، بينما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية؛ حيث تعد السعودية من الدول المصدرة للنفط والبتروكيماويات.
من ناحيته، يقول الدكتور محمد الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، إن لهذا الاتفاق تبعات إيجابية، ليس فقط على أميركا والصين، وإنما على الاقتصاد العالمي كله؛ حيث إذ لم يكن هناك الاتفاق المبدئي المتمثل بالمرحلة الأولى، لاستمرت الحرب التجارية مشتعلة بين الصين وأميركا، وقد يصل أثرها إلى الدول الأوروبية وغيرها من الدول الصناعية، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى دخول الاقتصاد العالمي في الركود السلبي.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.