بكل درجاته لون التميّز والنخبةhttps://aawsat.com/home/article/2084921/%D8%A8%D9%83%D9%84-%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%91%D8%B2-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AE%D8%A8%D8%A9
كايت ميدلتون وفستان سهرة بلون مائل إلى الفيروزي - أميرة الدنمارك ومعطف بلون سماوي نسقته مع حذاء وحقيبة يد باللون البيج - كايت ميدلتون وفستان كلاسيكي مع إكسسوارات باللون البيج
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
بكل درجاته لون التميّز والنخبة
كايت ميدلتون وفستان سهرة بلون مائل إلى الفيروزي - أميرة الدنمارك ومعطف بلون سماوي نسقته مع حذاء وحقيبة يد باللون البيج - كايت ميدلتون وفستان كلاسيكي مع إكسسوارات باللون البيج
إذا كانت هناك قطعة تستحق ثمنها هذا الموسم؛ فهي فستان أو معطف بأي درجة من درجات الأزرق، لأنه لون كل المناسبات. بدرجتيه السماوية أو الفيروزية مناسب جداً للنهار، وبدرجاته المائية والنيلية والغامقة مناسب للمساء والسهرة، وإن اختلطت الأمور في السنوات الأخيرة وأصبح كل شيء جائزاً نهاراً ومساءً. هذا ما انتبهت له كثير من الأنيقات حتى قبل أن يتم الإعلان عن درجته الكلاسيكية لوناً رسمياً لعام 2020. جينفر لوبيز كانت واحدة من هؤلاء الأنيقات؛ إذ ظهرت في العام الماضي بمعطف من «ماكس مارا» بلون سماوي نسقته مع بنطلون جينز وحذاء رياضي أبيض. ولم تمر سوى فترة قصيرة حتى ظهرت به أميرة الدنمارك، ماريا، خلال زيارة رسمية إلى وارسو مع حذاء وحقيبة يد باللون البيج. واللافت أن الاثنتين اختارتاه بلون سماوي يتحدى برد الشتاء وإملاءات الموضة القديمة. وطبعاً لا يمكن الحديث عن هذا اللون من دون الإشارة إلى كل من دوقة كمبريدج، كايت ميدلتون، ودوقة ساسيكس، ميغان ماركل، اللتين ظهرتا بدرجات متنوعة منه في مناسبات عدة؛ نهارية ومسائية، فضلاً عن الملكة إليزابيث الثانية نفسها، فيما يمكن عَدّه خياراً طبيعياً. السبب أننا لو تتبعنا ولادة درجته الساطعة التي أصبحت تُعرف بـ«الأزرق الملكي»، لوجدنا أنها ترتبط بالطبقة المالكة في بريطانيا ارتباطاً وثيقاً، لأنها ابتكرت أول مرة في منطقة سومرست البريطانية من أجل عيون الملكة شارلوت، زوجة جورج الثالث. فقد كانت شارلوت معروفة بأناقتها ورغبتها الدائمة في التجديد والجديد، الأمر الذي كان يُحفز الخياطين وصناع الموضة آنذاك على الإبداع. ورغم أن الأزرق لا يغيب مطلقاً عن ساحة الموضة، فإنه اكتسب زخماً بعد إعلان «معهد بانتون للألوان» أن درجته الكلاسيكية هي لون العام بلا منازع. يذكر أن مهمة «معهد بانتون» تتلخص في توقع اتجاهات الموضة، فيما يخص الألوان تحديداً. ولا تنحصر توقعاتهم في الأزياء وحدها؛ بل تشمل الديكورات المنزلية ومجالات أخرى. ويعتمد الباحثون في المعهد على دراسات وافية تتعلق بالأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومدى تأثيراتها على نفسياتنا. الأزرق، على ما يبدو، جاء ليكون مضاداً حيوياً يزرع الطمأنينة في ظل ما يمر به العالم من تغيرات كبيرة. ولا يختلف اثنان في عالم الموضة على أن الإعلان كان مثلجاً للصدر، نظراً لجمالياته، سواء جاء على شكل فستان للسهرة والمساء أو كنزة أو معطف للنهار؛ أو حتى على شكل حقيبة يد أو حذاء. بكل درجاته، لا يعكس إلماماً بالموضة وذوقاً عالياً فحسب؛ بل يجعل كل من يلبسه يشعر بالتألق والتميز نظراً لانعكاساته الدافئة على الوجه. الجميل فيه أيضاً أنه يتيح الفرصة للتلاعب به من خلال الغالي والرخيص والمعقد والبسيط. مثلاً يمكن تنسيق معطف أو «كاب» من المخمل بلون أزرق مائي أو أغمق، مع بنطلون جينز بأي درجة كانت للارتقاء بالمظهر. أما إذا كانت رسمية فيمكن تنسيقه مع فستان بالدرجة نفسها للحصول على تناغم يليق بالمناسبة وأهميتها. ورغم أن الأزرق، خصوصاً إذا كان داكناً بعض الشيء، يتناسب مع أغلب الألوان بما فيها المعدنية؛ مثل الذهبي والفضي، فإن خبراء الأزياء يؤكدون أنه يتمتع بمرونة أياً كانت درجاته، إلى حد أنه يمكن أن يعوض عن الأسود، ويلعب دوره في حال كان غامقاً. ويذهبون إلى القول إنه يتناغم حتى مع نقشات الحيوانات على شرط الاكتفاء بها في إكسسوارات مثل قفازات يد أو إيشارب يلف حول العنق.
أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…
إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5094507-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%85%D8%B4%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الجديد، وهذا يعني التخلص من أي شيء قديم لم يعد له مكان في حياتك أو في خزانتك، واستبدال كل ما يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل.
جولة سريعة في أسواق الموضة والمحال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عام لم يكن على هواها.
بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذه المناسبة فرصتهن للتخفف من بعض القيود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة التي تخاف من لفت الانتباه –مثلاً- يمكن أن تُدخِل بعض الترتر وأحجار الكريستال أو الألوان المتوهجة على أزيائها أو إكسسواراتها، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق توازناً يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته.
كل شيء جائز ومقبول. المهم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تتعدى المناسبة نفسها. ففي وقت يعاني فيه كثير من الناس من وطأة الغلاء المعيشي، فإن الأزياء التي تميل إلى الجرأة والحداثة اللافتة لا تدوم لأكثر من موسم. إن لم تُصب بالملل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق. من هذا المنظور، يُفضَّل الاستثمار في تصاميم عصرية من دون مبالغات، حتى يبقى ثمنها فيها.
المصممون وبيوت الأزياء يبدأون بمغازلتها بكل البهارات المغرية، منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). فهم يعرفون أن قابليتها للتسوق تزيد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المبالغ فيه أحياناً، من ناحية الإغراق في كل ما يبرُق، أن اقتراحاتهم متنوعة وكثيرة، تتباين بين الفساتين المنسدلة أو الهندسية وبين القطع المنفصلة التي يمكن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة.
بالنسبة للألوان، فإن الأسود يبقى سيد الألوان مهما تغيرت المواسم والفصول، يليه الأحمر العنابي، أحد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي.
ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والتصاميم، تبرز الأقمشة عنصراً أساسياً. فكما الفصول والمناسبات تتغير، كذلك الأقمشة التي تتباين بين الصوف والجلد اللذين دخلا مناسبات السهرة والمساء، بعد أن خضعا لتقنيات متطورة جعلتهما بملمس الحرير وخفته، وبين أقمشة أخرى أكثر التصاقاً بالأفراح والاحتفالات المسائية تاريخياً، مثل التول والموسلين والحرير والمخمل والبروكار. التول والمخمل تحديداً يُسجِّلان في المواسم الأخيرة حضوراً لافتاً، سواء استُعمل كل واحد منهما وحده، أو مُزجا بعضهما ببعض. الفكرة هنا هي اللعب على السميك والشفاف، وإن أتقن المصممون فنون التمويه على شفافية التول، باستعماله في كشاكش كثيرة، أو كأرضية يطرزون عليها وروداً وفراشات.
التول:
لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة التي تصرخ بالأنوثة، والأكثر ارتباطاً بالأفراح والليالي الملاح. ظل طويلاً لصيقاً بفساتين الزفاف والطرحات وبأزياء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري.
شهد هذا القماش قوته في عروض الأزياء في عام 2018، على يد مصممين من أمثال: إيلي صعب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا، من أسماء بيوت الأزياء الكبيرة. لكن قبل هذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعدد من الأسباب مهَّدت اختراقه عالم الموضة المعاصرة، على رأسها ظهور النجمة الراحلة غرايس كيلي بفستان بتنورة مستديرة من التول، في فيلم «النافذة الخلفية» الصادر في عام 1954، شد الانتباه ونال الإعجاب. طبقاته المتعددة موَّهت على شفافيته وأخفت الكثير، وفي الوقت ذاته سلَّطت الضوء على نعومته وأنوثته.
منذ ذلك الحين تفتحت عيون صناع الموضة عليه أكثر، لتزيد بعد صدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أند ذي سيتي» بعد ظهور «كاري برادشو»، الشخصية التي أدتها الممثلة سارة جيسيكا باركر، بتنورة بكشاكش وهي تتجول بها في شوارع نيويورك في عز النهار. كان هذا هو أول خروج مهم لها من المناسبات المسائية المهمة. كانت إطلالة مثيرة وأيقونية شجعت المصممين على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جيامباتيستا فالي الذي يمكن وصفه بملك التول، أدخله في أزياء النهار في تشكيلته من خط الـ«هوت كوتور» لعام 2015.
ما حققه من نجاح جعل بقية المصممين يحذون حذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي ما إن دخلت الدار بوصفها أول مصممة من الجنس اللطيف في عام 2016، حتى بدأت تنثره يميناً وشمالاً. تارة في فساتين طويلة، وتارة في تنورات شفافة. استعملته بسخاء وهي ترفع شعار النسوية وليس الأنوثة. كان هدفها استقطاب جيل الشابات. منحتهن اقتراحات مبتكرة عن كيفية تنسيقه مع قطع «سبور» ونجحت فعلاً في استقطابهن.
المخمل
كما خرج التول من عباءة الأعراس والمناسبات الكبيرة، كذلك المخمل خرج عن طوع الطبقات المخملية إلى شوارع الموضة وزبائن من كل الفئات.
منذ فترة وهو يغازل الموضة العصرية. في العام الماضي، اقترحه كثير من المصممين في قطع خطفت الأضواء من أقمشة أخرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدفء والأناقة. فهو حتى الآن أفضل ما يناسب الأمسيات الشتوية في أوروبا وأميركا، وحالياً يناسب حتى منطقة الشرق الأوسط، لما اكتسبه من مرونة وخفة. أما من الناحية الجمالية، فهو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة.
تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كامبل، وهي مؤرخة موضة، أنه «كان واحداً من أغلى الأنسجة تاريخياً، إلى حد أن قوانين صارمة نُصَّت لمنع الطبقات الوسطى والمتدنية من استعماله في القرون الوسطى». ظل لقرون حكراً على الطبقات المخملية والأثرياء، ولم يُتخفف من هذه القوانين إلا بعد الثورة الصناعية. ورغم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شهدت انتشاره بين الهيبيز والمغنين، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع.
أما نهضته الذهبية الأخيرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، وما ولَّدته من رغبة في كل ما يمنح الراحة. في عام 2020 تفوَّق بمرونته وما يمنحه من إحساس بالفخامة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزياء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً في المشاوير العادية. الآن هو بخفة الريش، وأكثر نعومة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو ما جعل كثيراً من المصممين يسهبون فيه في تشكيلاتهم لخريف وشتاء 2024، مثل إيلي صعب الذي طوعه في فساتين و«كابات» فخمة طرَّز بعضها لمزيد من الفخامة.
أما «بالمان» وبرابال غورانغ و«موغلر» و«سكاباريللي» وغيرهم كُثر، فبرهنوا على أن تنسيق جاكيت من المخمل مع بنطلون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مثيل لها، وبان جاكيت، أو سترة مستوحاة من التوكسيدو، مع بنطلون كلاسيكي بسيط، يمكن أن ترتقي بالإطلالة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الشرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال.