النمو الاقتصادي الألماني يتراجع ودعوات إلى استخدام الفائض المالي

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد جلسة للحكومة اليوم في برلين (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد جلسة للحكومة اليوم في برلين (أ.ف.ب)
TT

النمو الاقتصادي الألماني يتراجع ودعوات إلى استخدام الفائض المالي

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد جلسة للحكومة اليوم في برلين (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد جلسة للحكومة اليوم في برلين (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات رسمية، اليوم (الأربعاء)، انخفاض النمو الاقتصادي الألماني عام 2019، ما قد يجدد الجدل حول طريقة استخدام الفائض المالي لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي.
ولم يتجاوز نمو اقتصاد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا 0.6% العام الماضي مقابل 1.5% في 2018، كما أفادت هيئة الإحصاءات «ديستاتيس» في أرقامها الأولية.
وصرح الخبير في «ديستاتيس» ألبرت براكمان في مؤتمر صحافي عقده في برلين ان «زخم النمو تراجع بشكل كبير» العام الماضي، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
إلا أن الهيئة أشارت إلى أن النمو الذي استمر عشر سنوات متتالية كان الأطول منذ توحيد ألمانيا في 1990.
بدوره، قال هولغر شميدنغ من بنك بيرنبرغ انه بالنظر الى المستقبل فإن «العقد الذهبي من النمو الذي شهدته ألمانيا يقترب من نهايته تدريجياً».
في السنوات الأخيرة، أثرت عوامل عدة من بينها النزاعات التجارية والأحداث السياسية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وتباطؤ النمو العالمي ووتيرة التغيير غير المسبوقة تقريباً في قطاع السيارات، على التصنيع الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد في ألمانيا.
وقالت فريتزه كوهلر-غيب، الاقتصادية البارزة في بنك «كاي اف دبليو» للاستثمار إن «بيئة التجارة الخارجية الصعبة تعني ضغطاً دائماً على الصناعة الألمانية». وأضافت أنه مع انخفاض معدل البطالة وزيادة مرونة قطاعات الخدمات «أنقذ الطلب الداخلي القوي وحدة الاقتصاد من الدخول في ركود العام الماضي».
ومع بداية العام 2020، من المقرر توقيع المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، كما اتضحت خطوات «بريكست» بعد فوز بوريس جونسون في الانتخابات البريطانية الشهر الماضي. وقد يخفف هذان الأمران الضغط على الصناعات الألمانية المعتمدة على التصدير. إلا أن وكالة موديز للتصنيف الائتماني حذرت الثلاثاء من «تدهور البيئة العالمية» بشكل «يؤثر على نمو الاقتصادات المفتوحة للدول الأعضاء في منطقة اليورو في 2020».
ويرى البنك المركزي الألماني «بوندسبنك» أن النمو هذا العام سيكون في مستواه تقريباً في 2019، بينما توقع عدد من المحللين انتعاشاً طفيفاً، إلى نحو 1%.
وأفادت «ديستاتيس» بأن الناتج المحلي الإجمالي سجل نمواً طفيفاً في الربع الأخير من 2019، دون كشف أرقام.
جدير بالذكر ان عوامل عدة، من بينها ضعف النمو المستمر والتحديات الهيكلية العديدة خصوصاً ارتفاع نسبة المسنين من السكان، وتداعي البنى التحتية وتحول قطاع السيارات إلى الطاقة الكهربائية، أدّت إلى انطلاق دعوات لبرلين من داخل البلاد وخارجها لإنفاق المزيد.
ويقول منتقدون إن حكومات المستشارة أنجيلا ميركل المتعاقبة التزمت بشكل صارم بسياسة «لا ديون جديدة».
وفي السنوات الأخيرة لم يتم إنفاق مليارات اليورو من فائض ميزانيات الحكومة بشكل فعال يعزز النمو بأقصى درجة.
وأعلنت هيئة «ديستاتيس» الأربعاء أن الفائض على كل مستويات الحكومة - المحلية، الإقليمية والفدرالية - وصل إلى 49.8 مليار يورو (55.4 مليار دولار)، أو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبدأت عملية شد الحبال بين حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل، وشريكه الأصغر في الائتلاف الحزب الاشتراكي الديمقراطي حول سبل إنفاق الفائض. ويفضل الثاني زيادة الاستثمارات والإنفاق الاجتماعي، بينما يرغب العديد من السياسيين في الاتحاد المسيحي الديمقراطي في خفض الضرائب على الأفراد والشركات.
وقالت الحكومة الثلاثاء، ربما رداً على الانتقادات، إنها وافقت على ضخ 62 مليار يورو لتحديث نظام سكك الحديد في إطار خطة أوسع لتشجيع الركاب على اختيار وسيلة مواصلات عامة للحد من الأضرار الواقعة على البيئة.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

تباطؤ نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر

أشخاص يحملون أكياس التسوق داخل مركز «كينغ أوف بروشا» خلال تخفيضات «بلاك فرايدي» في بنسلفانيا (رويترز)
أشخاص يحملون أكياس التسوق داخل مركز «كينغ أوف بروشا» خلال تخفيضات «بلاك فرايدي» في بنسلفانيا (رويترز)
TT

تباطؤ نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر

أشخاص يحملون أكياس التسوق داخل مركز «كينغ أوف بروشا» خلال تخفيضات «بلاك فرايدي» في بنسلفانيا (رويترز)
أشخاص يحملون أكياس التسوق داخل مركز «كينغ أوف بروشا» خلال تخفيضات «بلاك فرايدي» في بنسلفانيا (رويترز)

تباطأ نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد تحقيق مكاسب ملحوظة بالأشهر الأخيرة، لكنه ظل عند مستويات تشير إلى نمو اقتصادي قوي بالربع الرابع.

وأفاد معهد إدارة التوريد، الأربعاء، بأن مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي انخفض إلى 52.1 في نوفمبر، بعد ارتفاعه إلى 56 في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 2022. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن يتراجع المؤشر إلى 55.5.

وتشير قراءة مؤشر مديري المشتريات التي تتجاوز 50 إلى نمو في قطاع الخدمات، الذي يمثل أكثر من ثلثي الاقتصاد. ووفقاً لمعهد إدارة التوريد، فإن قراءات المؤشر فوق 49 بمرور الوقت تشير عادة إلى توسع الاقتصاد الكلي.

ويبدو أن الاقتصاد حافظ على معظم زخمه من الربع الثالث، مع استمرار ارتفاع إنفاق المستهلكين بوتيرة سريعة في أكتوبر. كما شهد الإنفاق على البناء انتعاشاً، رغم أن الإنفاق على المعدات من قبل الشركات قد تراجع في وقت مبكر من الربع الرابع.

ويقدر بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع بمعدل سنوي قدره 3.2 في المائة هذا الربع، مقارنة بنمو الاقتصاد بمعدل 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول).

وانخفض مقياس الطلبات الجديدة في مسح المعهد إلى 53.7 من 57.4 في أكتوبر. كما لم يتغير مقياس الأسعار المدفوعة لمدخلات الخدمات كثيراً، حيث سجل 58.2، وأدى ارتفاع أسعار الخدمات، مثل النقل والخدمات المالية والتأمين إلى تأجيل التقدم في خفض التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

أما مقياس المسح لتوظيف الخدمات فقد تراجع إلى 51.5 من 53.0 في أكتوبر، وهو ما لم يكن مؤشراً قوياً بشأن نمو الأجور في قطاع الخدمات في تقرير التوظيف الحكومي، الذي يحظى بمتابعة دقيقة.

ومن المتوقع أن تتسارع الزيادة في الوظائف غير الزراعية في نوفمبر، بعد تباطؤها تقريباً بسبب الاضطرابات الناجمة عن إعصاري هيلين وميلتون، بالإضافة إلى إضرابات عمال المصانع في شركات مثل «بوينغ»، وشركات الطيران الأخرى. ومع انتهاء الإضرابات وبدء عمليات إعادة البناء في المناطق المتضررة من العواصف، من المتوقع أن تشهد سوق العمل نمواً قوياً في نوفمبر. ووفقاً لمسح أجرته «رويترز»، من المحتمل أن تزيد الوظائف غير الزراعية بنحو 200 ألف وظيفة في نوفمبر، بعد أن ارتفعت بنحو 12 ألف وظيفة فقط في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.