لافروف: متشددون إلى ليبيا بعد خسارتهم في سوريا

TT

لافروف: متشددون إلى ليبيا بعد خسارتهم في سوريا

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تزايد وتيرة «انتقال المتشددين من سوريا إلى ليبيا»، وقال إن «المتطرفين يخسرون مواقعهم في إدلب».
بالتزامن، أعلن في موسكو عن تنفيذ عمليات لإعادة توزيع ونشر القوات الروسية في مناطق شمال سوريا، بهدف «الفصل بين القوات الحكومية السورية والقوات التركية، وتعزيز مجالات تنفيذ اتفاق سوتشي».
وكان لافروف يتحدث أمس حول التطورات في ليبيا، لكنه توقف عند التحذير من انتقال «أعداد متزايدة» من المتشددين من سوريا إلى هذا البلد، وقال إن «الحكومة الشرعية تسيطر حالياً على 90 في المائة من الأراضي السورية، بينما يفقد المتطرفون مواقعهم تدريجياً»، لكن الوزير الروسي أقر بأن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لا تزال تواجه وجود «البؤر الإرهابية» فيها.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن مصادر ميدانية في سوريا أن قوات من الشرطة العسكرية الروسية بدأت، منذ أول من أمس (الاثنين)، ترتيبات لإعادة توزيع انتشارها على طول المنطقة الممتدة بين بلدتي تل تمر وأبو راسين في ريف الحسكة الشمالي، بالتزامن مع تنفيذها عدة دوريات على طول خطوط التماس في ريفي حلب والرقة.
ووفقاً للمصادر، فإن قافلة عسكرية روسية مكونة من 12 مدرعة، رافقتها مدرعات تابعة للجيش السوري، انطلقت من مدينة القامشلي، قبل أن تنتشر على الطريق الواصل بين بلدتي تل تمر (غرب الحسكة) وأبو راسين (جنوب شرقي مدينة رأس العين شمال الحسكة) لمسافة تمتد لـ25 كيلومتراً.
وعزت هذا الانتشار للشرطة العسكرية الروسية إلى أن مواقعها الجديدة تشكل حداً فاصلاً بين مواقع سيطرة الجيش السوري في بلدة أبو راسين، ومواقع سيطرة الجيش التركي وقوات المعارضة السورية في ريف أبو راسين، المتصل مع ريف رأس العين.
ووفقاً للمعطيات، فإن الانتشار الروسي تزامن مع إطلاق الدّوريّة المشتركة الثامنة بين روسيا وتركيا في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب، كما تم تسيير دوريّتين روسيتين بين عين عيسى وصوامع شركراك حتّى بلدة الجلبية في ريف تل أبيض (شمال الرقة)، يرافقها تحليق مكثف للطيران المروحي الروسي على طول خط عملها.
وأكدت المصادر أن القوات الروسية تهدف من خلال هذه الإجراءات العسكرية المكثفة إلى ضمان استمرار اتفاق سوتشي، وإنهاء أي تحركات عسكرية خارج الاتفاقات والتفاهمات المبرمة مع الجانب التركي، وزيادة حالة الاستقرار في الشمال السوري، فضلاً عن تأمين الطريق الدولي (الحسكة - الرقة - حلب)، المعروف باسم «M4».
وعلى صعيد آخر، أعلن المتحدث الصحافي باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة، فيدور ستريجوفسكي، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي سيناقشون، في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، بطلب من روسيا «التحقيقات المتعلقة بالحادث الكيماوي المفبرك بمدينة دوما السورية في 7 أبريل (نيسان) 2018».
وقال ستريجوفسكي، أمس، إن «روسيا تقدمت بمبادرة بشأن عقد اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي (بصيغة آريا) لمناقشة الوضع حول تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن الحادث الذي وقع في مدينة دوما». وأضاف أن الاجتماع سوف يركز على «التحقيق في هذا الحادث بواسطة بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة».
وكانت موسكو قد رفضت نتائج التحقيق الذي أجرته بعثة تقصي الحقائق، وقالت إنها تجاوزت صلاحياتها. ونص التقرير النهائي للتحقيق على أن «المادة الكيماوية السامة التي استخدمت في هجوم دوما تحتوي على الكلور التفاعلي، ومن المحتمل أن تكون المادة السامة هي الكلور الجزيئي».
ورفضت موسكو الاتهامات الموجهة لدمشق باستخدام المادة السامة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.